وصل الإبراهيمي، آتياً من القاهرة، إلى مطار بيروت، يوم الأحد في 23/12/2012م، في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، لأسباب أمنية، ولم يُسمح للإعلاميين أن يقتربوا من الحديث عن مهمته، وغادرها تواً إلى دمشق براً وبسرية تامة؛ حيث استقبله فيصل المقداد ليرافقه إلى فندق الشيراتون للقاء السفاح بشار أسد اليوم الاثنين في 24/12، كما ذكرت وسائل الإعلام. ويُذكر أن الإبراهيمي هذا كان قد هدد بالتخلي عن مهمته إن لم يلتقِ السفاح؛ وذلك بعد انتظاره مطولاً للقاء به من غير جواب. أما عن الهدف من زيارة الإبراهيمي، فقد ذكرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أنه يريد أن ينقل إلى الرئيس السوري بشار أسد مقترحات أمريكية-روسية تنص على تشكيل حكومة انتقالية مؤلفة من وزراء مقبولين من طرفي الصراع في سوريا على أن يحتفظ بشار بالسلطة حتى عام 2014م لاستكمال فترة ولايته، ولكن بدون صلاحيات وبدون أن يكون له حق الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وللبحث في رحيل الأسد كجزء من هذه الخطة. ويذكر أنه قد رافق هذه الزيارة عملان إجراميان من النظام الهالك. أما الأول فهو ارتكاب السفاح بشار لمجزرة مروِّعة عن طريق إلقاء طائراته براميل الموت المتفجرة على طوابير من المدنيين المستضعفين من الرجال والنساء والولدان المصطفِّين أمام أحد الأفران في حلفايا في ريف حماة. وأما الثاني فهو ظهور بومة النظام وزير الإعلام السوري المشؤوم عمران الزعبي في مؤتمر صحفي حضرته وسائل الإعلام الموالية لكي يأخذ مداه في الكذب وتزوير الحقائق وإنكارها، لذلك فقد بدا فيه مجرماً مختلاً مصاباً بداء العظمة مثل رئيسه. وفي كلا هذين الأمرين أراد السفاح بشار أن يرسل رسالة سياسية يقول فيها إنه قوي وبمقدوره أن يقتل شعبه، وبالتالي يجب أن يُستمع إلى شروطه، وقد جاء وزير الإعلام ليكمل السيناريو بإنكار الواقع السياسي والميداني على الأرض، والاستخفاف بعقول الجميع، والكذب عليهم بقوله إنه لا يعلم بزيارة الإبراهيمي إلى دمشق ولا بمهمته ليبعد كونها رسالة خاصة له.
أيها المسلمون الصابرون في سوريا: لا يهولنكم إجرام النظام ورئيسه السفاح، فهو في أشد ضعفه السياسي حيث فشل في إخراج نفسه من مأزقه بالرغم من كل الإجرام الذي ارتكبه بحقكم، فقد أدركت أمريكا ومعها روسيا أنه لا يستطيع البقاء في الحكم، ورَغِم أنف إيران في عدم قدرتها على إنجاده، وصار الجميع يتكلم عن رحيله، ولكن على أية شروط؟ السفاح بشار أسد لا يجد طريقة أفضل من قتل المسلمين لتحسين شروطه، والمجتمع الدولي لا يحاسبه على إجرامه طالما أن من يقتلهم هم مسلمون. هذا ودخل بند "تأمين خروج آمن" له بازار الاتصالات بالدول التي يمكن أن تؤمنه له.
أيها المسلمون في شآم الخير: إن كل ما يجري على الأرض مما يرعاه المجتمع الدولي لا يجري لصالحكم، فهو يعمل على تأمين حياة السفاح بشار وكل عصابته التي أهلكت الحرث والنسل. وهو يعمل على انتقال الحكم إلى عملاء له، سواء أكانوا من النظام السوري المجرم الحالي أم من معارضة الائتلاف، وهو يعمل على سن دستور علماني يبعد فيه الإسلام عن الحكم، وهو يعمل على إرسال قوات حفظ سلام دولية لكي تدير عملاً عسكرياً ضد الثوار المسلمين الذين أعلنوا أن مشروعهم لسوريا الجديدة هو مشروع دولة الخلافة. وخلاصة القول: إن أمريكا تعمل جاهدة على إيصال بديل عن بشار أسد السفاح بحاكم عميل لها، فماذا أنتم فاعلون؟! وهل يقبل أحد ممن عنده ذرة من دين أن يسير مع هؤلاء في مخططهم؟! وهل يعقل أن يكون هناك من يقبل منكم التآمر على الإسلام والمسلمين؟!...
أيها المسلمون والضباط الذين ما زلتم في الخدمة: إن المعركة الحقيقية هي مع هذا الغرب الكافر، وما بشار السفاح إلا إحدى أدواته، وهذا الغرب الماكر يستعمل كل أدواته من حكام بلاد المسلمين، وكل ما عنده وعند هؤلاء من إمكانات مالية لشراء الذمم، وإعلامية لتلبيس الحق بالباطل وتزيين الكفر وتسويقه، من مثل الدعوة إلى دولة مدنية تعددية ديمقراطية تبعد الدين عن الحياة والحكم. وإننا نتوجه إلى الضباط المخلصين أنه إن كانت ما زالت فيكم بقية من دين وذرة من إحساس بما يعانيه أهاليكم من عدم قدرة على إيقاف المذبحة، فإنكم ما زلتم أنتم الجهة القادرة على وضع حد لكل هذه المآسي، والقبض على زمام الأمور في البلد، والقضاء على هذا النظام المتمترس بكم، فاعلموا أنكم إن لم تفعلوا فأنتم على خطر عظيم عند ربكم، وإن فعلتم فوالله إنه لعز الدنيا والآخرة لكم ولأمتكم، وها هو حزب التحرير يمد يده إلى كل ضابط مخلص في الجيش لينضم إلى سائر الضباط المخلصين معه ليشكلوا قوة فاعلة قادرة على التغيير الجذري الذي يرضي الله سبحانه وتعالى بإقامة الخلافة الراشدة التي آن أوانها، قال تعالى: (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)).
10 من صـفر 1434هـ
الموافق 2012/12/24م
حزب التحرير
ولاية سوريا