خرج علينا مجرم العصر السفاح بشار في دار الأوبرا بدمشق في 06/01/2013م ملقياً خطاب نهايته بإذن الله تعالى أمام شبيحته الذين فضحوه بهتافٍ لسان حاله "شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسد"... خرج علينا بخطاب يخوِّف فيه الغرب من فزَّاعة الإسلام السياسي الجهادي الذي وصفه بالتكفيري والإرهابي محذراً دول الغرب بأنه سيكون البديل عنه، ويُصور فيه نفسه ممسكاً بالسلطة غير مهزوم! وأنه لا زال قادراً على القتل والتدمير... وقد سبقه تهديد الأخضر الإبراهيمي في تصريحه "إما الحل السياسي أو الجحيم"! وبشار والإبراهيمي والأزلام والأتباع يدركون قبل غيرهم أن ما أظهره بشار في خطابه من صولة وانتفاخ ما هي إلا رقصة المذبوح قبل أن يلفظ النفس الأخير إن كان قد بقي له ثمة نفس! وأن "صولة" بشار في خطابه و"جحيم" الإبراهيمي في تصريحه ليس أكثر من وسائل ضغط على أهل سوريا ليقبلوا بالحل السياسي، المشروع الأمريكي الذي حمله الأخضر الإبراهيمي كمبادرة حلٍّ للأطراف المتنازعة في سوريا، وهو يقتضي حكومة مشتركة من الإئتلاف وبعض أركان النظام مع مخرج آمن للمجرم بشار، ولكن كبرت كلمة تخرج من أفواههم...
هذا وقد رافق خطاب السفاح بشار تصريح للسفير الأمريكي لدى سوريا "روبرت فورد" وذلك خلال لقائه وزير الخارجية الأردني "ناصر جودة" يوم الأحد 06/01/2013م في عمان، والذي جاء فيه: " التأكيد على أهمية إيجاد حلٍّ سياسي للأزمة في سورية ووقف نزيف الدم، وضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه تداعيات استمرار هذه الأزمة على الأردن ودول المنطقة، وأهمية دعم الائتلاف الوطني السوري "، وهو تصريحٌ فيه تركيزٌ مكشوف على إيجاد الحل السياسي الذي تريده أمريكا... وفيه كذب مفضوح، فآخر ما تحرص أمريكا على وقفه هو دم المسلمين الزكي الطاهر المسفوك على أيدي بشار الطاغية وعصاباته المجرمة... ثم دعمٌ بجلاء ووضوح لصنيعة فورد الائتلاف الوطني السوري!
وكذلك فإن خطاب الطاغية قد جاء في خضم ما يشهده النظام السوري المجرم من تقهقر وتراجع عسكري بفعل ضربات المجاهدين المخلصين الذين رفعوا راية رسول الله العُقاب رايةً لهم، وأعلنوا القرآن منهجاً ودستوراً لهم، وبعد تبني الثوار المخلصين لدستور الدولة الإسلامية التي أعلنوا أنهم يسعون لإقامتها... جاء هذا الخطاب ليرفع من معنويات شبيحته المنهارة، وخاصة بعد أن ضاقت الدائرة عليهم وعليه وعلى سيدته أمريكا، وبعد أن اقترب للطواغيت حسابهم...
إن هذا الخطاب يأتي ليعلن أن حقيقة الصراع في سوريا هي بين مشروعين لا ثالث لهما: المشروع الأمريكي المتعثر الذي يكشف أن أمريكا لا تريد أن تفلت سوريا من يدها، فتجد وتجتهد في استبدال عميل بعميل، وحكومة انتقالية مؤلفة من معارضة الائتلاف الوطني، ومن رجال السفاح في الحكومة كفاروق الشرع وأمثاله، مع إيجاد دستور علماني يبعد الإسلام عن الحكم، خاصة بعد أن ظهر توجُّهٌ عامٌ لدى المسلمين نحو إسلام الحكم، هذا من جانب... ومن جانب آخر المشروع الإسلامي الذي يتبنى الدعوة لإقامة دولة الخلافة الذي بات يقلق دول العالم على اختلاف مشاربهم، فراحوا يعملون على إجهاضه، خاصة بعدما صدحت حناجر الثوار المخلصين عالياً «الأمة تريد خلافة إسلامية».
أيها المسلمون الثائرون في الشام المباركة:
لا تقبلوا أن يكونَ عليكم عميلٌ آخر، سواء أكان من النظام السوري المجرم أم من المعارضة التي صنعها الغرب الكافر والتي لا تمثلنا وعلى رأسها الائتلاف الوطني؛ لأنهم سواء في محاربتهم للإسلام، وفي منع المخلصين من إقامة دولة الخلافة التي بذلتم لها الكثير من أموالكم ودمائكم واشتاقت لها أنفسكم، فأبصار المسلمين جميعاً في كل بلاد المسلمين ترنو إلى ثورة الشام وأملُها فيكم كبير، فكونوا على قدر المسؤولية، فعمود الكتاب عندكم. ولا تخشوا من الغرب وتهديده لكم بالتدخل العسكري فهم أجبن من التفكير بالاقتراب من عقر دار المؤمنين ﴿ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾، ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾، واعلموا أنكم ﴿ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ﴾، فقوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض أُعِدَّتْ للمتقين.
أيها المجاهدون المخلصون في عقر دار الإسلام:
لقد خرجتم في سبيل الله وضحيتم بالغالي والنفيس لتكون كلمة الله هي العليا، فنعم الهدف الذي تنشدونه، فهو بإذنه سبحانه سيوصلكم للغاية التي يطلبها كل مسلم ألا وهي رضوان الله، رغم إجماع الغرب والشرق بأنهم لن يسمحوا بوصول الإسلام الحقيقي للسلطة، وإننا في حزب التحرير سنكون دائماً وأبداً الرائد الذي لا يكذب أهله، وسنبقى عينكم الساهرة التي ستكشف كل مؤامرة للغرب، وقد أعددنا للمسلمين مشروع دستور لدولة الخلافة مأخوذ من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلنتوحد تحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنعمل يداً واحدة نحو إقامة حكم الله تعالى في الأرض ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾.
25 صفر الخير 1434هـ
07/01/2013م
حزب التحرير
ولاية سوريا