يوم الثلاثاء في 515م، أكد زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، في بيان عقب اجتماع لهم، أن المملكة العربية السعودية سوف تستضيف اجتماعًا للمعارضة السورية للضغط من أجل ضرورة التوصُّل إلى تسوية سياسية في سوريا. وقال البيان- نقلًا عن قناة العربية التلفزيونية: إن زعماء البلدان الستة قالوا: إن الاجتماع سيحاول رسم المشهد (فيما بعد الأسد)، ويؤكد على ضرورة التوصُّل إلى "حل سياسي يلبي طموح الشعب السوري"، فيما لم يحدد موعدًا للاجتماع أو من هي الجهات المدعوة للحضور.
لا شك أن مستقبل سوريا السياسي يقضُّ مضجع الغرب وعملائه في المنطقة؛ فهم يخشون من خروج الأوضاع عن السيطرة وقلب الطاولة على الجميع عن طريق إسقاط النظام بشكل مفاجئ في دمشق، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، كبديل عن هذا النظام المجرم الذي أذاق أهل الشام الويلات بمجرد أن خرجوا عليه يطالبون بإسقاطه وإقامة حكم الإسلام في الأرض على أنقاضه. وهذا السبب الرئيس في تآمر العالم على هذه الثورة اليتيمة المباركة، وهذا ما عبر عنه رئيس الائتلاف (الأمريكي) خالد خوجة في لقائه مع صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 215م حيث قال: "يتعين علينا أن نملأ خطوط التصدع التي كان يسيطر عليها النظام، وأن نوفِّر حكومة مدنية من قبل الجيش الحر والائتلاف والحكومة الانتقالية؛ لأن النظام يمكن أن يسقط في لحظة غير محسوبة بما سيكون مفاجأة للجميع، وهو الأمر الذي كانت تحاول تفاديه سواء الدول الإقليمية أو اللاعبون الكبار في القضية السورية مثل الولايات المتحدة الأمريكية"؛ وهذا ما دفع عملاء الغرب إلى العمل على استضافة اجتماع لما يسمَّى المعارضة السورية المنتقاة على الطريقة الأمريكية، والتي ستكون شاهدة زور على تثبيت مشروع الغرب بما يخدم مصالحه وتطلعاته إلى مستقبل سوريا في دولة مدنية ديمقراطية تفصل الإسلام عن المجتمع والدولة.
أيها المسلمون في أرض الشام عقر دار الإسلام: إن ثورة الشام ثورة بذلت الغالي والنفيس للتخلص من نظام وضعي كان سببًا في شقائنا والضنك في عيشنا، وهذا ما أخبرنا به سبحانه وتعالى بقوله:(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ). فحقيقة الشقاء والضنك هو في النظام الوضعي الذي صار بديلًا عن نظام الله سبحانه وتعالى، ولا شك أنكم تلمسون هذا الشقاء والضنك، ومن هنا فإننا نحذِّركم من الوقوع في حبائل الغرب ومكره، فهم يصورون أن المشكلة هي في رأس النظام وأنه ليس له مكان في مستقبل سوريا؛ وذلك إمعانًا منهم في تضليل المسلمين. بينما الحقيقة هي أن المشكلة الأساسية في النظام نفسه، وهو الذي يجب أن لا يكون له مكان في مستقبل سوريا ولن يكون بإذن الله، بل نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على خلعه من جذوره ونقيم نظام الإسلام مكانه، وما ذلك على الله بعزيز؛ وبذلك تكون ثورة الشام قد آتت أكلها ورسمت مشهد مستقبلها بنفسها، مستقبل يرضى عنه خالق الكون والإنسان والحياة قال تعالى: (... فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى). وإننا نحذر الفصائل من المشاركة في هذه الاجتماعات المشبوهة التي تتاجر بدم المسلمين في سوق العمالة الغربية. وندعوهم للعمل المخلص مع إخوتهم لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وأن يلتمسوا النصر من عند الله وحده، وليس من عند غيره من حكام عملاء خونة لا يألون جهدًا في محاربة الإسلام والداعين إلى تحكيمه في الحياة. قال تعالى: (... وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
التاريخ الهجري 17 رجب 1436
التاريخ الميلادي 0615
رقم الإصدار: 23136
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير\ولاية سوريا
الأستاذ أحمد عبدالوهاب