أُسدل الستار مساء يوم الجمعة الموافق 26/4/2019م عن مؤتمر أستانا 12 الذي عقد في العاصمة الكازاخية نور سلطان والذي صدر بيانه الختامي بجملة قرارات منها المحافظة على سيادة الجمهورية السورية والالتزام بالعملية السياسية بقيادة دمشق وعلى ضرورة تنفيذ مقررات مؤتمر سوتشي حول إدلب، " القدس العربي ".

يأتي عقد المؤتمر ضمن حلقات عدة بدأت عام 2017 دعت لها موسكو، بعد تدخلها في سوريا عام 2015م لإنقاذ نظام أسد من السقوط المفاجئ، بحسب تصريحات وزير خارجيتها لافروف، (" إن العاصمة دمشق كانت ستسقط أثناء أسبوعين أو ثلاثة في يد الإرهابيين لولا هذا التدخل"... الجزيرة. (18/1/2017م)

أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:

إن المكر الذي يُمكر على هذه الثورة اليتيمة لهو مكر عظيم بلا شك؛ يشارك فيه شياطين الإنس من حكام العالم بالتعاون مع حكام المسلمين وبأدوار باتت معروفة ومكشوفة للجميع؛ وبتنسيق كامل بين أطرافه؛ وضمن سياسة محكمة وضع ملامحها أعداء الله؛ ويتم تنفيذها على مراحل ضمن سياسة "الخطوة خطوة "؛ التي كشف عنها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف؛ حيث صرح (بأن قادة روسيا وتركيا وإيران اتفقوا خلال لقائهم في سوتشي على إطلاق آلية "الخطوة خطوة"، لاستعادة إدلب شمالي سوريا من التنظيمات "الإرهابية".) وأضاف أثناء مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن: إن ("الاتفاق يقضي بشروع العسكريين الروس والأتراك في العمل على تحديد مناطق داخل نطاق وقف التصعيد في إدلب، لتسيير دوريات مشتركة هناك، بعد تعثر تنفيذ اتفاق سبتمبر بين موسكو وأنقرة حول إدلب" بحسب موقع "أخبارك" نقلاً عن روسيا اليوم 16/2/2019".

وبناء عليه فإن انعقاد مؤتمر أستانا بنسخته الثانية عشرة جاء ضمن هذا السياق؛ ولمتابعة ما تم تنفيذه؛ وتحديد الأهداف المرحلية؛ وإزالة العقبات التي تقف في وجه تطبيق بنود سوتشي والتي من أهمها: خلق منطقة عازلة؛ وتسيير دوريات مشتركة تركية- روسية، تمهيدا لنزع الأسلحة من خطوط الجبهات وفتح الطرقات الدولية، وهذا ما يفسر الحملة الشرسة التي تتعرض لها المناطق المحررة من قبل مليشيات نظام الإجرام وقواته سابقا، ومن قبل الطيران الروسي المجرم؛ في اليوم نفسه الذي انعقد فيه المؤتمر دون أن ينسى المجرم الروسي إبلاغ نظيره التركي قبل تنفيذ الغارات.

أيها المسلمون في أرض الشام المباركة:

إن الغرب الكافر يصل ليله بنهاره من أجل القضاء على ثورتكم التي قدمت الغالي والنفيس في سبيل إسقاط نظام عميله المجرم وإقامة حكم الله سبحانه وتعالى على أنقاضه، وهذا ليس بالأمر الغريب؛ بل هو من صلب أعماله وهذا ما يشغله، لكن الغريب أن نرى انشغال قيادات الفصائل في العمل على تحقيق مكاسب موهومة مؤقتة؛ والتخلي عن المكسب الحقيقي الدائم المتمثل في إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام، و الأغرب من ذلك كله هو سكوتكم عن كل ذلك وأنتم ترون بأم أعينكم ما يحصل من قتل وتدمير؛ وانحدار يتلوه انحدار في مسار الثورة؛ وخروقات كبيرة في سفينتها دون أن تحركوا ساكنا؛ وكأن الأمر لا يعنيكم؛ وكأنكم لستم من ركابها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فأصابَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا» رواهُ البخاري. فأدركوا سفينتكم يا أهل الشام قبل أن تغرق؛ وأدركوا أنفسكم قبل الهلاك ﴿إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا﴾. واعلموا أن النصر بيد الله عز وجل، فالجؤوا إليه وحده؛ وأخلصوا له وحده؛ وتوكلوا عليه وحده؛ وانصروه بالعمل على إقامة الخلافة التي تطبق شرعه؛ وتحمي بيضة المسلمين من مكر أعداء الدين، عندها سيأتيكم النصر من حيث لا تحتسبون وينقلب مكر أعدائكم عليهم بإذن الله قال تعالى:(وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ _ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ).

أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا

السبت، 22 / شعبان / 1440هـ

27/04/2019م

رقم الإصدار: 010 / 1440هـ