قام طاغية الشام، بشار أسد يوم الجمعة 18/3/2022م، بأول زيارة له إلى دولة الإمارات منذ اندلاع الثورة السورية قبل 11 عاماً، والتقى بالعديد من القادة الذين أبدوا استعدادهم لتعزيز العلاقات مع سوريا مرة أخرى.
أيها المسلمون في أرض الشام المباركة:
تثبت هذه الزيارة من جديد أن الحكام الرويبضات في بلادنا يقفون في صف واحد ضد الأمة وإن اختلفت جلودهم وأقنعتهم، فهم في خدمة أسيادهم من دول الكفر، وهم حرب على الأمة ودينها والصادقين من أبنائها.
فكل هذا القتل والإجرام الذي ارتكبه طاغية الشام بشار بحق أهل الشام لم يمنع حكام الإمارات من استمرار علاقاتهم معه واستقباله في بلادهم تنفيذا لمخططات وأوامر أسيادهم الإنجليز والأمريكان ضد ثورة الشام خاصة وأبناء الأمة عامة.
وكلنا يعلم أن كل المجرمين والمتآمرين على ثورة الشام إنما فعلوا ذلك بضوء أخضر من سيدة الإجرام أمريكا، التي كانت ولا زالت تدعم عميلها بشار وتحول دون سقوطه؛
فهي التي سمحت بإدخال المليشيات الإيرانية وحزب إيران في لبنان وغيرهما لسد الفراغ الذي أحدثه انشقاق الضباط والعناصر عن جيش طاغية الشام، وهي التي سمحت بدخول القوات الروسية لدعمه جوا وارتكاب المجازر البشعة بحق أهل الشام، وهي التي وزعت الأدوار على ما تسمى الدول الداعمة لاحتواء قيادات المنظومة الفصائلية؛ لمصادرة قرارها وسلب إرادتها وشل حركتها، ولا تزال تسعى جاهدة لزرع اليأس في نفوس أبناء ثورة الشام، وللمحافظة على نظام عميلها طاغية الشام عن طريق فرض حلولها السياسية الخبيثة في جنيف، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2254.
إن هذه الزيارة تأتي كخطوة في طريق إعادة إنتاج نظام الإجرام وكسر عزلته، ولم تكن الإمارات وحيدة في لعب أدوار في مسرحية كسر العزلة والتطبيع مع طاغية الشام، بل سارت على هذا الدرب مجموعة من الدول من بينها تونس وعُمان ومصر والعراق ونظام آل سعود وغيرهم، فعلى الرغم من زعمها دعم ثورة الشام في بادئ الأمر، أعادت أبوظبي فتح سفارتها في دمشق في كانون الأول 2018، ودعت منذ ذلك الحين إلى إعادة عضوية سوريا في الجامعة العربية.
أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:
ها أنتم ترون بأم أعينكم تآمر الدول على ثورتكم وسعيهم الحثيث لإجهاضها وتضييع تضحياتها، وقد آن الأوان لقطع حبال هذه الدول وكف أيديها العابثة والمشاركة في سفك دمائنا وزيادة معاناتنا، ولنعتصم بحبل الله المتين وحده ونتوكل عليه فليس لنا إلا الله، وقد أصبح واجبا علينا التحرك السريع لإنقاذ الثورة من الهلاك، والعمل الجاد والمخلص مع العاملين الصادقين لإسقاط هذا النظام المجرم، وإقامة حكم الإسلام مكانه، وإذا لم نسارع إلى ذلك نكون ممن سلم مصيره لأعدائه وهو يظن بهم خيرا، ونكون بعد أن قدمنا أعظم التضحيات في أعظم ثورة، كمن نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا! قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً﴾.
===
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
الأحد، 17 شعبان 1443هـ
20/03/2022م
رقم الإصدار: 1443 / 08