في مثل هذه الأيام من حزيران أُعلن عن انشقاق أول ضابط في جيش أسد المقدم حسين هرموش، وذلك في 9 حزيران لعام 2011، ولقد كان انشقاق هرموش بمثابة الصاعقة التي نزلت على المتآمرين على الثورة حينها، وخاصة أنها جرت خلفها سلسلة طويلة.
هرموش الذي انشق بعد رؤيته ممارسات النظام الإجرامية تجاه الناس، فحركه دينه وحميته ورفض أن يكون مشاركاً في إجرام عصابة بشار ولا أن يكون شاهداً عليها فما كان منه إلا أن أعلن انشقاقه والتحاقه بحاضنته كي يكون عوناً لها وسنداً في صراعها مع النظام المجرم لإسقاطه.
لم يكن خبر انشقاق هرموش حدثاً عابراً وعادياً على الدول بل نزل كالصاعقة لأنه بداية انحياز أفراد من المؤسسة الحامية للنظام ألا وهي العسكرية لأهلهم.
لم تترك الدول هذا الأمر يمر بشكل عادي بل سعت لوأده فما هي إلا أشهر قليلة على انشقاق الهرموش حتى أعلن التلفزيون السوري عبر قنواته عن مقابلة في 15/9/2011 سيظهر فيها حسين الهرموش بعد اختطافه من تركيا.
اختطاف المقدم حسين هرموش المزعوم لم يكن ليتم لولا تسهيلات بعض الأجهزة التركية، وخاصة أن الأمر تمّ على أراضيها وتحت عينها ومسمعها، في تلك اللحظة انكشف الدور التركي للكثيرين في سوريا وظهر حجم تواطئه مع نظام أسد وذلك من خلال تسليم الضابط حسين هرموش إلى نظام الإجرام في دمشق ليواجه حقده وانتقامه وليرتقي شهيدا تحت التعذيب نحسبه ولا نزكيه.
منذ تلك اللحظة ظهرت حقيقة الدور التركي المتآمر على ثورة الشام وأهلها خدمة للسياسة الأمريكية التي تهدف للمحافظة على نظام الإجرام والقضاء على ثورة الشام.
لم تكن حادثة تسليم الهرموش هي الوحيدة.
فضلا عن السياسات التي أضرت بثورة الشام بالإضافة الى التصريحات المتعددة من مسؤولين أتراك يتحدثون فيها عن التطبيع والتصالح مع نظام الإجرام.
أيها الثائرون الصادقون في أرض الشام:
إن أمريكا تسعى منذ انطلاقة الثورة إلى وأدها وقد استخدمت لذلك الكثير من الأدوات الخارجية كالدول الإقليمية بأدوار مختلفة كما استخدمت أدوات داخلية تمارس على الناس القمع والتضييق والخطف والتشبيح.
جميع هذه الأدوات هدفها واحد وغايتها واحدة خدمة أمريكا وتنفيذ خطتها التي تهدف الى القضاء على ثورة الشام وإعادة انتاج النظام المجرم.
وها هي ذكرى حادثة تسليم المقدم هرموش جاءت لتنشط لنا ذاكرتنا على حقيقة الدول المتآمرة وحقيقة أدواتها الداخلية منها والخارجية وكل ذلك يؤكد لنا وجوب الاعتصام بحبل الله وحده وقطع حبائل كل الدول المتآمرة والاعتماد على أنفسنا وإمكاناتنا فقط.
ولنكن على يقين بأن الله معنا وأنه سبحانه لن يترنا أعمالنا. إن ما يحدث إنما هو تمييز وتمايز وغربلة ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
لقد منّ الله على الثورة وأهلها بأن أطال عمرها حتى ينكشف الغبار عن كثير من المخادعين وأولهم النظام التركي الذي سلم المقدم حسين هرموش والذي يسعى اليوم للتطبيع مع النظام والتصالح معه، وتسليم كامل المحرر لنظام الأسد.
وثانيهم الذين جاؤوا إلى الثورة يدّ عون نصرتها فكشفت الأيام حقيقة دورهم وأنهم أدوات تُستخدم لإنهائها، فقتلوا وبطشوا وظلموا واعتقلوا وشبحوا وأخيراً سقطوا من أعين الناس ومن قلوبهم، فكونوا يا أهل الثورة على العهد ولن يضيع الله لكم جهدكم وما قدمتموه من تضحيات.
قال تعالى: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
-------------
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا