عُقِدَ الثلاثاء 2024/9/3م، في مدينة غازي عينتاب التركية، اجتماعٌ ضم "الحكومة السورية المؤقتة" و"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" و"هيئة التفاوض" و"مجلس القبائل والعشائر" وقادة "الجيش الوطني السوري"، تم خلاله "مناقشة الواقع السوري وسبل تذليل التحديات التي تواجهه"، وذلك حسب البيان الختامي لهذا الاجتماع الذي نشرته مواقع ما تسمى بـ "الحكومة السورية المؤقتة".
هذا وقد تضمن البيان عددا من التوصيات، كدعم الجيش الوطني والحكومة المؤقتة وتوحيد الفصائل وتعزيز التواصل بين الائتلاف الوطني والقاعدة الشعبية وزيادة تواجده الفعلي على الأرض. كما أكد المشاركون على "الدور المحوري الذي لعبته تركيا وقطر الشقيقة في "مكافحة الإرهاب".
بيان يؤكد انفصام كل الكيانات التي تم ذكرها عن واقع الثورة العظيمة وأهلها ومطالبهم وثوابتهم، فلقد غاب عن البيان أي ذكرٍ لفتح الجبهات التي يطالب بها مخلصو الثوار، والأنكى من ذلك غياب أي ذكرٍ لـ "إسقاط النظام" ولا غرابة، فلم يعد ذلك في قاموسهم، هذا إن كان يوماً ما في قاموسهم ، وبدلاً من ذلك كان الشكر موصولاً للنظام التركي والقطري، المتآمرين على الثورة.
يأتي هذا الاجتماع بعد محاولات محمومة لفتح معبر "أبو الزندين" ورفض شعبي واسع له تجلى على الأرض عبر حراك المظاهرات الحاشدة وخيام الاعتصام المستمرة التي تؤكد أن فتح المعابر جريمة كبرى وخيانة عظمى وخطوة في خطة قذرة كمقدمة عملية للتصالح والتطبيع مع النظام المجرم بدفع تركي ومباركة أمريكية من وراء ستار. كما يأتي اجتماع هؤلاء وما خرجوا به لإخضاع الناس وإنهاء الحالة الثورية وزيادة الضغط على الحاضنة الشعبية من أجل فتح معابر الخزي والعار ونسف دماء الشهداء وتضحياتهم.
إن الحديث عن قضية فتح المعابر مع نظام الإجرام من معبر أبو الزندين المتصدر للمشهد اليوم ولغيره لا علاقة له على الإطلاق بأي جانب اقتصادي أو تجاري او إنساني أو تحسين لأوضاع الناس المعيشية، فهذا آخر ما يفكر به المتآمرون، إنما القضية سياسية بامتياز، حيث تتوالى محاولات إعادة أهل الثورة إلى حفرة التضامن وحضن نظام البراميل وبطشه عبر الألاعيب السياسية بعد فشل المعارك العسكرية، علاوة على ما يعنيه فتح المعبر والمعابر الأخرى من شرعنة للنظام المجرم وإعطاء قبلة حياة له ولاقتصاده المتهالك.
لقد آن لأهل الثورة أن يدركوا يقيناً أن طريق إسقاط النظام لا يمر عبر أدوات رخيصة للنظام التركي عراب المصالحات، إنما عبر اجتماع الجهود والقوى المخلصة على هدف إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام عبر كيان ودولة، وذلك عبر غذّ الخُطا خلف قيادة سياسية واعية ومخلصة تصدُقُ الناس وترسم لهم معالم الطريق الواضحة لزلزلة عرش النظام المجرم في عقر داره وتخليص الناس من شروره، وتتويج التضحيات بخلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة يرضى عنها رب السماوات والأرض وما بينهما ، وتحقق الأمن والطمأنينة لساكني الأرض بتطبيق شرع الله ، ونسأل الله أن يكون ذلك قريبا.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
السبت، 4 ربيع الأول 1446هـ
2024/09/07م