press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar1208161

الخبر:


كشفت صحيفة "حرييت" التركية عن خفايا المصالحة بين موسكو و أنقرة، موضحة أن رجل أعمال من تركيا قد لعب دورًا رئيسيًا في العملية، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اعتذر لنظيره الروسي باللغة الروسية. وذكر الرئيس الروسي بوتين أن أهداف روسيا و تركيا في سوريا متطابقة. وأعرب أردوغان عن ثقته في أن يساهم التعاون الروسي التركي في حل العديد من قضايا منطقة الشرق الأوسط. (المصدر: وكالات)

 

التعليق:


غريب أمر العملاء، لا يحبون الاستمتاع بنشوة النصر أو دعم الرعية! فعندما أُسقطت الطائرة الروسية في سوريا طبل الناس وتغنّوا بهذا الفعل، وقالوا إنه فعل الأبطال ولم يستبعدوه عن أردوغان... بعدها خرج علينا رئيس وزرائه يلدريم وقال نريد أن نعيد العلاقات كما كانت مع قاتلة الأطفال ومدمرة البلاد وداعمة السفاح بشار! عندها قيل إنها مراوغة من سياسي محنك. ثم جاءت محاولة الانقلاب الفاشلة التي ظهر فيها أردوغان البطل المغوار الذي لا يقهر ويقف أمام الصعوبات بكل حزم وقوة، وطبل الناس له، وتأملوا منه أن يعي أنهم معه على الصواب والحق ويدعمون الطريق المستقيم، وخرجوا وهللوا وكبروا وأفشلوا الانقلاب المدبر، فهذه كانت فرصة ذهبية لأردوغان ليفعل فعل الرجال، ويقف في وجه من قال عنهم أعداء ومتآمرون (الأمريكان، والأوروبيون)، لكنه أبى إلا أن يكون تابعًا لأسياده. وها هو يصرّ على مقابلة قاتل الأطفال ومشرِّد المسلمين من الشيشان إلى سوريا، ويقدم له ما لم يحلم به أمثاله، مقابل أن يرضى عنه ويرسل له السياح الروس لإفساد الجو الإسلامي بأفعالهم القبيحة، تنفيذًا لأوامر أسياده في البيت الأبيض بإبقاء الدب الروسي في مستنقع سوريا ولو مقابل فتات.

فهل بعد هذا الذل من ذل، اعتذار وتودد وإذلال للنفس ومسارعة للقاء السفاح، الذي فضح على العلن بأن أهداف روسيا وتركيا في سوريا متطابقة! فسقطت ورقة التوت التي كان يغطي بها أردوغان عورته، فهو يعمل مع الروس من أجل إجهاض الثورة والتحايل على الثوار والقضاء على مشروعهم العظيم بالحكم بما أنزل الله.

من هنا يجب أن نقف على أمور نذكر أنفسنا بها، وهي أن النظام في تركيا عبد لأسياده الغرب الكافر، والسيد عندما يأمر لا يقبل إلا أن يُطاع، وإن كان على حساب كرامة عبده. فما أن أمرت واشنطن تركيا بإصلاح علاقاتها مع كيان يهود، حتى تراجع أردوغان عن كلامه وتخلى عن أهلنا في غزة تحت حصار ظالم! أما ما صرح به أردوغان مسبقًا بأنه سوف يصلح علاقاته مع نظام الأسد فهو لا يزال قائمًا ويعمل على ذلك في السر والعلانية، وما كان قد أطلقه من كلام أجوف بخصوص إسقاط الطائرة الروسية فقد كان كلامه للمنضبعين وقد ذهب مع الغبار. والأمر الآخر هو أن العبد الذي جُبل على الطاعة لسيده يصعُب عليه الانعتاق منه، لأنه قد استساغ العبودية له، فما بالنا نعول على أمثال هؤلاء أشباه الرجال تجار النخاسة، ونترك الرجال المخلصين الذين باعوا أنفسهم لله والرسول عليه الصلاة والسلام من أجل عزة هذا الدين؟

إن الأمور يجب أن توزن بالميزان الصحيح، وهل هناك أصوب من ميزان الحلال والحرام؟! إن عمالة هؤلاء وخيانتهم لله وللرسول ﷺ لا تخفى على أحد، ولا تخفى على أحد حُرمة أفعالهم، فكفانا تقديسًا لأشخاص لم نرَ منهم فعلًا يسر البال ويريح النفس، فمثل هؤلاء لا يعلمون سوى الخيانة لأمتهم، والتآمر على دينهم، والعبودية لأسيادهم، وإننا لا نعبد إلا الله، ولا نقدس أحدًا سواه، ونرى بعون الله الحلال والحرام، فلنحكم على الأفعال بشرع الله عز وجل، ولنأمل الخير من الله ومن يسير على خُطا نبيه عليه الصلاة والسلام، ولْنسْعَ لإعادة الأمور إلى نصابها كما أراد الله لخير أمة أُخرجت للناس.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38806