الجمعة - 1 جمادى الآخر، 1447هـ 21/11/2025 |

الحدث:
المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك: انضمام سوريا إلى التحالف الدولي يمثّل انتقالها من مصدر "للإرهاب" إلى شريك في مكافحته!
الميزان:
إن مشروع الإسلام العظيم هو المشروع السياسي الوحيد القادر على مواجهة الغرب وأتباعه وشيعه، وهو الوحيد القادر على تتويج تضحيات أهل الشام الثائرين الذين ضحوا بالغالي والنفيس للوصول لهدفهم المنشود وهو إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام، خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة، فهذا هو الحل الصحيح والوحيد لكل مشاكل أهل سوريا وغيرهم من المسلمين، أما الارتماء بأحضان أمريكا والغرب فلن يجلب علينا إلا الويلات والدمار والخزي في الدنيا والآخرة.
إن ما يحدث اليوم من مؤامرات ومن خيانات بحق أهل الشام وبحق ثورتهم ممن تصدر المشهد يشعر العامة بخيبة أمل، لكن هذا أمر طبيعي لعدم وجود مشروع سياسي لمن وصل للحكم، وإذا به يرتمي بحضن أمريكا ويتبنى الدستور العلماني ويحافظ على شكل نظام بشار المجرم بمؤسساته ورموزه ويصرح بمحاربة "الإرهاب"، الاسم الذي تطلقه أمريكا على مشروع الإسلام السياسي أو من يحمله ويعمل لأجله، ونحن نرى كيف يضيّق على كل من يحمل النفس الجهادي من مهاجرين وممن يدعو لعودة مشروع الإسلام العظيم وتطبيقه في دولة الخلافة من جديد.
إن أمريكا تكره الإسلام وتكره الإسلاميين... فهل يجب أن ننخدع في كل مرة، وهل التجارب السابقة لم تكن كفيلة بمعرفة حقيقة أمريكا؟! فهل تبادل الابتسامات والاشتراك في حلفها الصليبي هو ثمن دماء الشهداء! ألم يصرح الشرع سابقا بأن دماء المجاهدين سيكون ثمنها تحكيم الشريعة؟ وهل تحكيم الشريعة يبدأ من واشنطن! أم إن ما يحصل هو انقلاب على ثوابت الثورة وتنكر لتضحيات أهلها من قبل الإدارة الجديدة التي تنكرت لكل شعاراتها وأهدافها.
إن تضحيات الثورة في خطر عظيم، وهي لم تكمل مسارها بعد ولم تصل لأهدافها، فحذار من أن يقطف الغرب ثمرتها بأيدي من تسلموا الأمر، فالأمر جد لا هزل، وخلاصنا بأيدينا لا بيد أمريكا رأس الكفر، فلابد من مشروع سياسي واضح من صلب عقيدتنا يحمله أصحاب رؤية وتصور ودراية بمكر الأعداء وبمخططات الدول، فمن لم يكن صاحب مشروع كان مشروعاً لغيره، فلنكمل ما بدأناه ليرضى الله عنا ورسوله والمؤمنون، ويكون لنا نصيب الزحف لتحرير بيت المقدس بإذن الله عاجلاً غير آجل وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
إبراهيم معاز