أحداث في الميزان:
انكشف مكر الفجار وظهر ما كان يحاك خلف الستار
الحدث:
رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط أن "بشار الأسد ربح المعركة في سوريا حين حسمها عسكرياً، منذ خمس أو سبع سنوات"، معتبراً أن الجامعة "تسرعت" حين جمدت عضوية دمشق.
وقال أبو الغيط، خلال لقاء مع قناة "الجديد" اللبنانية، الأسد "ربح المعركة.. عندما فشلت المعارضة والمقاومة في دخول دمشق نجح الحكم السوري".
وحول إمكانية لقائه الأسد، أوضح أبو الغيط أن ذلك ممكن بعد إعادة تفعيل عضوية سوريا في الجامعة العربية.
الميزان:
إن من سمّوا أنفسهم زورا وبهتانا "أصدقاء الشعب السوري" ما هم في حقيقتهم إلا أدوات بيد أسيادهم يحركونها كيفما أرادوا، وهذا ما نراه اليوم من سير أنظمة الضرار باتجاه التطبيع مع نظام أسد المجرم، فكل ما نراه اليوم من اجتماعات وتصريحات وزيارات تدعو للتقارب والتصالح معه ليست قضية تغيرت لطول أمد الثورة أو نتيجة ضغط المجتمع الدولي أو حلفاء النظام، إنما هي تآمر واضح وعلاقة حميمة بين الأنظمة تربطهم جميعا ببعضهم البعض، أنهم عملاء للغرب همهم تنفيذ الأوامر لإرضاء أسيادهم ولو كان ذلك على حساب الدماء والأعراض والمقدسات.
فثورتنا من بدايتها قوبلت بالقمع والقتل والاعتقالات، ولازالت إلى يومنا هذا بل تضاعفت جرائم النظام ووحشيته على الثائرين، وما مجزرة التضامن إلا واحدة من آلاف المجازر التي مورست على أهلنا في الشام.. وهاهم العملاء اليوم يكملون أدوارهم كما رسمت لهم لإعادة العلاقات مع النظام المجرم. ولم يكن موقفهم هذا مستغربا، فالواعي والمدقق في أحداث الثورة ومواقفها يعلم يقينا أن الأمر سيؤول إلى ما نراه اليوم وهذا أمر طبيعي.
ولكن وفي أوج هذا التآمر والمكر وجب على أهلنا الثائرين أن يعيدوا النظر من جديد تجاه ثورتهم ويجيبوا عن تساؤلاتهم..
كيف سنعيد الثورة إلى مسارها الصحيح؟
ما الطريقة التي تجمعنا وتوحدنا لنسير عليها بأسرع وقت؟
كيف نقطع العلاقات مع الدول الداعمة ونفتح الجبهات ونستعيد أراضينا ونحرر أسرانا وأسيراتنا؟
من هي الجهة التي يجب أن تقود الثورة ونسير معها وتكون أهلا للثقة؟
ما هو النظام الذي نريد تطبيقه بعد إسقاط النظام ليكون فيه خلاصنا؟
هذه التساؤلات وغيرها الكثير يجب أن يتم الإجابة عليها بدقة ووضح لمن أراد نصراً وعزة، ويجب أن يحمل الثائرون بكل عزيمة هم ثورتهم ويتحركوا بجد تجاه هذه القضية التي ساروا عليها وخرجوا لأجلها منذ اثني عشر عاما. الواقع والأحداث والتوجهات إنما هي نذير يدق ناقوس الخطر لدى الثائرين ويشعل الهمة من جديد، ورب العزة جل جلاله ناصرنا لامحالة إن رأى منا توكلا عليه وسيرا لنصرة دينه فهو القائل سبحانه: {وَمَن یَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمۡرِهِ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَیۡءࣲ قَدۡرࣰا}.
وهو القائل سبحانه: {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ}.
فتحركنا الجماعي المنظم، الهادف والجاد، على وعي وهدى وبصيرة، بعد التوكل الكامل على الله وحده، هو الذي ينزل علينا نصر ربنا بإذنه سبحانه، وما ذلك عليه بعزيز.
====
لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
نور الدين الحوراني