الحدث:
المجلس المحلي لمدينة الباب يخفض أسعار اشتراك الإنترنت وفق تسعيرة جديدة صادرة عنه .
الميزان:
خفض المجلس المحلي لمدينة الباب ضمن منطقة ما يعرف "بدرع الفرات" الخاضعة للنفوذ التركي أسعار بطاقات الإنترنت ، لتكون هي الأدنى على مستوى المنطقة ، قد يبدو خبراً عادياً في ظاهره لا يستحق الوقوف عليه ، إلا أن الأحداث التي تجري في واقعنا تستوجب الوقوف عندها من وجهة نظر سياسية ، وخاصة إذا كانت تلك التصرفات تصدر من كيانات أهم مايميزها أنها وظيفية تابعة لأنظمة مجرمة !
إن مدينة الباب هي مدينة ثورية و لطالما تحركت عدة مرات ضد هيمنة النظام التركي و أتباعه ، و آخرها كان الاعتصام الذي حدث ضد الفساد و سوء الأحوال المعيشية ، إذ أن تحرك المجالس المحلية التابعة للنظام التركي كان في معظمه باتجاه التضييق على حاضنة الثورة ، من فرض للضرائب و المكوس و سن التشريعات الوضعية لتقييد حركة الناس و تضييق حريتهم حتى في أرزاقهم أيضاً ، كاستصدار الرخص و التصاريح وماشابهها ، في محاكاة واضحة لنظام الإجرام ، ناهيك عن سرقة ما يأتي من فتات المنظمات .
إن أي قرار بعكس هذا التوجه العام من الخطأ فهمه بأنه لمصلحة الناس و رعاية شؤونهم ، فالنظام التركي ما هيمن على المنطقة إلا بتوجيه من سيدته أمريكا المجرمة ، حتى يسلمها للعميل الثاني نظام الإجرام ، و ما بعض القرارات التي ظاهرها الرحمة إلا في سياق التنفيس عن الناس و تخديرهم استعداداً لجولة أخرى من الصراع ، غايته دفع الناس للمصالحة مع نظام الإجرام .
يا أهلنا في شام العز لا يغرنكم بعض التنفيس هنا و هناك ، فهي مرحلة تخدير حتى يهدأ الناس و يرجعوا لبيوتهم تحضيراً لطعنات أخرى في ظهورهم تكون أشد و أقسى ، فالصبر الصبر و الثبات الثبات و الوعي الوعي ، فإنما هي مرحلة عسر و بعدها يسر ونصر وفرج قريب بإذن الله .
======
عمار طيفور أبو ياسر