الحدث:
بالتزامن مع انعقاد مؤتمر جنيف وعبر لقاء مع العربية صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن العالم سيحمي العلويين في سوريا وبقية الأقليات، كما أشار إلى أن العالم يحرص على حماية المؤسسات السورية من الانهيار. حسب ما جاء على موقع العربية نت.
الميزان:
لا تخرج تصريحات كيري عن السياق المعتاد للساسة الغربيين عموما في تعاطيهم مع من يسمون بالأقليات (مع التحفظ على المصطلح)، فدائما ما كان الغرب يتعاطى مع هذه الورقة السياسية خصوصا بعد خروجه عسكريا من بلاد المسلمين كمسمار جحا. فهو يتخذها ذريعة يبرر بها تدخله في تفاصيل سياسات البلدان الإسلامية، وهو يعمد إلى إيجاد الشروخ والفجوات بين هذه "الأقليات" وبين من يشاركهم العيش من المسلمين ويشعرهم أنهم في دائرة الاستهداف وأن دماءهم مهدورة، ولا مناص من تدخله لحمايتهم بوقاحة سافرة تكذبها كتب التاريخ.
لكن في سوريا هناك نقطة إضافية لابد من أخذها في الحسبان. فالأقليات في سوريا إضافة لما سبق وظفت بشكل مباشر في الصراع الحضاري الغربي مع المسلمين، من خلال تقصد دعمها لتكون في مراكز القوة ودوائر صناعة القرار في الجيش والمؤسسات الأمنية لتكون طوقا من حديد وسدا منيعا يحول بين أهل الشام وبين قوتهم، وعصا غليظة يضرب بها الغرب مسلمي الشام لو تحركوا لزعزعة الأنظمة العميلة المتعاقبة عليهم والجاثمة على صدورهم.
وهذا ما شاهدته الأعين جهاراً نهاراً خلال الثورة، فجنون المجتمع الدولي وأجهزته المخابراتية المتزامن مع أي تحرك عسكري ثوري في حمص والساحل على الخصوص والتي كانت تفعل المستحيل لثني الثوار عن ضرب بؤر العلويين في تلك المناطق بوصفهم الطائفة المستبدة بالقوة في سوريا، هذا الجنون والهلع ترجم إلى سكون واستقرار لصالح نظام الأسد لا يعكره عليه سوى جهود المخلصين في تلك المناطق.
كما أن تصريح كيري عن حماية العلويين الذي أعقبه مباشرة بالحرص على مؤسسات الدولة من الانهيار (ويعني الجيش والأمن) يجعل الصورة واضحة أمامنا أن ما يحضر له الغرب في جنيف، هو إبقاء النظام الأمني في سوريا بتركيبته التي تكرس نفوذ العلويين على حاله دون تعديل في الجوهر مع تعديل بسيط قد يطال المظهر، ولأجله تستثمر كل الأوراق وتوظف سائر الأدوات.
ما يؤكد المؤكد وهو أنه لا أنصاف حلول في المواجهة مع الغرب وأدواته من الحكام، فإما حكم جبري يبقي الأمة أسيرة في زنازين الرأسمالية، وإما حكم متحرر راشد يخلع القيود ويكسر القضبان ولا يجعل ارتباطا إلا بحبل الله ولا ولاء ولا انصياع إلا لأمر الله، خلافة على منهاج النبوة، ولعل أوانها قد اقترب.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حسن نور الدين
الثلاثاء 27 من ربيع الأول 1435 هـ الموافق 28-1-2014م