- التفاصيل
نشر موقع (الجزيرة نت، الخميس، 24 رمضان 1442هـ، 06/05/2021م) خبرا جاء فيه: "أبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي - أمس الخميس - أن النظام السوري متورط في 50 هجوما على الأقل بالأسلحة الكيميائية ضد شعبه منذ عام 2011.
جاء ذلك في كلمة ريتشارد ميلز نائب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، خلال الجلسة الدورية لمجلس الأمن المنعقدة افتراضيا بشأن الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وقال ميلز خلال الجلسة "إن واشنطن تقدّر فظائع النظام السوري التي يرتقي بعضها لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بأنها تشمل ما لا يقل عن 50 هجوما بالأسلحة الكيميائية منذ بدء الصراع.
وأكد أن الولايات المتحدة تواصل تقييمها بأن نظام الرئيس بشار الأسد لا يزال يحتفظ بمواد كيميائية كافية لاستخدام غاز السارين، ولإنتاج ونشر ذخائر الكلور، وتطوير أسلحة كيميائية جديدة".
الراية: لم يأت للمسلمين ولن يأتي لهم من أمريكا والغرب الكافر المستعمر إلا الشر، مهما ادعوا خلاف ذلك، فهم يطالبون عميلهم النظام السوري وداعميه، بوقف الحرب على أهل سوريا، وهم أنفسهم من أعطوا الضوء الأخضر للنظام وداعميه لاستعمال كل أشكال وأصناف الأسلحة المحرمة دوليا لمواجهة الشعب السوري وقتله وتهجيره. إن الحرب الهادئة على الإسلام لربما هي عنوان المرحلة القادمة التي يعود إليها الديمقراطيون في أمريكا، وهي أخطر من حروب الجمهوريين الواضحة. إن مصطلح الحرب العنيفة الذي استعمله بايدن يقابله مصطلح الحرب الهادئة، وهذا يوافق ما يجري من تطبيع ومصالحات مستعجلة بين دول المنطقة؛ مملكة آل سعود وإيران وتركيا ومصر، بانتظار المصالحة النهائية المنتظرة بين نظام تركيا أردوغان مع نظام أسد، التي ستعلن انتهاء أهم فصل في مسرحية القضاء على الثورة المباركة في سوريا، والتي بحول الله لن يضرها من خذلها وتآمر عليها بل سيفتح الله لها الطريق باتجاه النصر والتمكين.
جريدة الراية: https://bit.ly/33CEpoM
- التفاصيل
بعد فشل أمريكا وحلفائها وأدواتها في إجهاض ثورة أهل الشام، والقضاء عليها طوال عشر سنوات، رغم استعمال جميع الأساليب من قصف وقتل واعتقالات، دون تحقيق مرادها، بإقناع الناس بحلها السياسي الذي يعيد أهل الشام من جديد إلى حظيرة نظام الإجرام، حولت الحرب من عسكرية إلى اقتصادية لكسر روح الثورة عند أهل الشام، ليخضعوا لمخططاتها القاتلة وحلها السياسي المهلك للثورة وأهلها. ويساعدها في ذلك حكومات وظيفية، وفصائل متسلطة تقوم بالتضييق على الناس لتصل بهم إلى الشعور بالعجز واليأس. إن حجم التضحيات التي قدمتموها يا أهل الشام في هذه الثورة المباركة عظيمة؛ لذلك يجب أن تكون النتيجة عظيمة هي أيضا، ولم يبق إلا القليل حتى تنتهي مرحلة الغربلة والتمحيص وبعدها يأتي النصر بإذن الله، وحتى يأتي نصر الله لا بد من أن تنصروه أولا بنصرة دينه والعمل لتطبيق شرعه بعد إسقاط النظام المجرم، وهذا لا يتأتى إلا بوجود قيادة سياسية مخلصة واعية تمتلك طريقا واضحا يكون به الخلاص لجميع مآسي أهل الشام والأمة الإسلامية من خلفها. فالصبر الصبر والثبات الثبات، فالعمل في هذه المرحلة لا بد أن يكون ضمن خطوات، أهمها استعادة قرار الثورة والاعتصام بحبل الله المتين وقطع حبال الداعمين، لتصل إلى بر الأمان ويتحقق النصر بتأييد الله عزّ وجل.
جريدة الراية: https://bit.ly/2PPvEEm
- التفاصيل
إن القيادة السياسية هي إحدى أهم الركائز في النظام السياسي ولها الدور الفعال والحيوي في عملية التغيير وخاصة التغيير الجذري؛ وهي التي تضطلع بدور صياغة وتنفيذ السياسات العامة على الصعيد الداخلي والخارجي، وهي من خلال هذا الدور تعكس طموحات الشعب وتطلعاته من خلال العمل لإيجاد الكيان السياسي الذي يقوم بتطبيق مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تبناها، وبعد إقامة الكيان التنفيذي (الدولة) تقوم القيادة السياسية برعاية شؤون رعاياها بالدستور والقانون المنبثقين من عقيدة الأمة، وبذلك تتم صياغة حياة الشعب العامة والخاصة على قاعدة واحدة وأساس واحد.
ولا يخلو عصر من العصور من وجود قيادة سياسية تتبنى مصالح الناس وقضاياهم المصيرية، وترعى شؤونهم، وتطبق عليهم الأنظمة والقوانين، وتدافع عن الثغور، عن أَبي هريرةَ رضي الله عنه قَالَ: قالَ رَسُول اللَّه ﷺ: «كَانَت بَنُو إسرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبياءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبيٌّ، وَإنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي، وسَيَكُونُ بَعدي خُلَفَاءُ فَيَكثُرُونَ»، قالوا: يَا رسول اللَّه، فَما تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «أَوفُوا بِبَيعَةِ الأَوَّلِ فالأَوَّلِ، ثُمَّ أَعطُوهُم حَقَّهُم، وَاسأَلُوا اللَّه الَّذِي لَكُم، فَإنَّ اللَّه سائِلُهم عمَّا استَرعاهُم». متفقٌ عليه.
ولعل من أهم الصفات التي يجب أن تتصف بها القيادة السياسية، الوعي والإخلاص، بحيث تعي على مخططات الأعداء فتتخذ المواقف الكفيلة بإفشالها، أضف إلى ذلك الإحساس العالي بالمسؤولية عن الغير، بحيث تتحلى بحس الرعاية العالي والمسؤولية العظيمة، قال رسول الله ﷺ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».
كما يجب أن تتحلى القيادة السياسية بالشجاعة والجرأة في اتخاذ المواقف، والصبر والثبات، ووضوح الهدف، ووضوح الطريق الموصل للهدف.
وهذه الصفات لازمة سواء أكانت القيادة السياسية قيادة دولة أو قيادة جماعة سياسية.
وتؤثر العقيدة السياسية التي تحملها القيادة السياسية ووجهة النظرة عن الحياة التي تحملها على القيادة السياسية، وعلى طبيعة رعايتها أو حلها للمشاكل.
فالقيادة السياسية عند الغرب تقوم على أساس فصل الدين عن الدولة، وتطبق عليهم الأنظمة والقوانين المنبثقة عن هذه النظرة، وتحمل في سياستها الخارجية المبدأ الرأسمالي إلى العالم عن طريق الاستعمار.
أما القيادة السياسية الإسلامية فتقوم على أساس العقيدة الإسلامية تطبق أحكامها وترعى شؤون الناس بأنظمتها وتحملها إلى العالم رسالة هدى ونور بالدعوة والجهاد.
وبغير وجود القيادة السياسية عند الأمة أو الحزب أو الجماعة أو الثورة لا يمكن أن يقوم كيان ولا أن ينجح في تحقيق أهدافه أو يبقى متمسكا بفكرته ثابتا على طريقته متمكنا من التصدي لمؤامرات أعدائه. فهي تعتبر بمثابة الرأس من الجسد، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة).
وقال الشاعر:
لا يصلح الناس فوضى لا سَراة لهم *** ولا سَراة إذا جهالهم سادوا
وعندما نتحدث عن حاجة الأمة الإسلامية وحاجة ثورة الشام إلى قيادة سياسية واعية ومخلصة؛ فلأن الأمة الإسلامية فقدت قيادتها السياسية القائمة على أساس العقيدة الإسلامية، منذ أن أسقط الغرب الكافر دولة الإسلام على يد المجرم مصطفى كمال في الثامن والعشرين من رجب سنة ١٣٤٢ هجرية، فتسلط عليها حكام عملاء، قادوا الأمة الإسلامية على أساس مخالف لعقيدتها الإسلامية، وصاغوا الحياة بما يتوافق مع وجهة نظر الغرب عن الحياة، القائمة على أساس فصل الإسلام عن الحياة وعن الدولة، وغيروا بذلك الوسط السياسي، ولم تعد القيادة السياسية قائمة على أساس الرعاية وتبني مصالح الأمة، وإنما أصبحت قائمة على أساس الجباية وتبني مصالحها الشخصية ومصالح أسيادها الذين سلطوها على رقاب المسلمين.
ولأن الغرب الكافر يدرك أهمية القيادة السياسية ودورها وخاصة في توجيه الثورات نحو أهداف معينة، عمل منذ بداية ثورة الشام على صناعة قيادة سياسية لها مرتبطة به، وتسويقها على أنها الممثل الشرعي للثورة لتلعب الدور المرسوم لها وتحرف مسار الثورة وتدخلها في دهاليز المؤتمرات الدولية.
والذي يعنينا في هذا المقال هو الحديث عن أهمية وجود قيادة سياسية للمسلمين؛ تقوم على أساس مفاهيم الإسلام ومقاييسه وقناعاته، وبالتالي تقودهم نحو عملية التغيير الجذري الذي ينتشلهم من وحل الأنظمة السياسية الوضعية وقياداتها السياسية العميلة المصنعة على عين أجهزة الدول المتآمرة لتحقيق أهدافها ومصالحها.
لقد نشأت القيادة السياسية الإسلامية مع نزول قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ﴾، حيث أصبح رسول الله ﷺ القائد السياسي للمسلمين، وأخذ على عاتقه دعوة الناس إلى اعتناق العقيدة الإسلامية بوصفها عقيدة روحية سياسية، فأصبح الناس يدخلون في دين الله أرسالا، فنشأ بذلك حزب سياسي حمل على عاتقه إيصال الإسلام إلى سدة الحكم، وتجلى ذلك بخوضه الصراع الفكري والكفاح السياسي ضد الأنظمة القائمة وقياداتها السياسية في مكة، وما نتج عنه من تضحيات جسام، حتى استطاع إقامة كيان سياسي للمسلمين في المدينة المنورة، كان رسول الله ﷺ قائده السياسي، فأخذ يطبق أحكام الإسلام ومفاهيمه ومقاييسه وقناعاته التي أصبح لها رأي عام في المدينة وقوة تدافع عنها ووسط سياسي متمثل في الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
ومن هذا المنطلق الشرعي الذي يعتبر طريقة لكل من ينشد التغيير الجذري، ندرك أهمية وجود حزب سياسي وقيادة سياسية واعية ومخلصة للمسلمين؛ تأخذ على عاتقها إيصال الإسلام إلى سدة الحكم، وتقيم دولة الإسلام الثانية، كما أقيمت دولة الإسلام الأولى؛ لأن إقامة الخلافة لا يمكن بعمل فردي، بل يلزمها عمل جماعي يوحد الجهود ويقود المسلمين للوصول إلى الهدف المنشود، ويحدد طريقة ثابتة مستقيمة ومحددة للعمل؛ تستند إلى الأحكام الشرعية، ولا تعتمد في سيرها على الارتجالية أو الطرق الملتوية.
ومن أجل ذلك نشأ حزب التحرير عام ١٩٥٣م وبنى شبابه ليكونوا شخصيات إسلامية ورجال دولة، وجعل استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قضيته المصيرية، ووضع مشروع دستور مستنبط من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله ﷺ، وهذا المشروع هو مشروع دستور لدولة الخلافة وليس مشروعا قطريا أو قوميا، وليس مشروعا لحزب، بل هو مشروع لجميع المسلمين، كما حدد طريقة العمل، مستنبطا إياها من طريقة رسول الله ﷺ التي أقام بها دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة.
وبذلك فحزب التحرير يعمل على قيادة الأمة الإسلامية نحو التغيير الجذري قيادة فكرية سياسية وليست قيادة شخصية أو حزبية ضيقة.
وثورة الشام لن تحقق أهدافها المنبثقة من عقيدة الأمة إلا بوجود هذه القيادة السياسية الواعية من أبنائها الذين خبرت مواقفهم وصدقهم في كل المواقف الحاسمة التي مرّت من عمر الثورة، فهي التي ستحفظ الثورة من تآمر المتآمرين على ثورة الشام، وتسير بها على بصيرة لإسقاط نظام القتل والإجرام وإقامة حكم الإسلام في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وبذلك يتحقق الخلاص الحقيقي والتغيير الجذري، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.
كتبه: الأستاذ أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
جريدة الراية: https://bit.ly/3nNQtg1
- التفاصيل
إن الانتخابات التي يزمع النظام السوري المجرم إقامتها هي مهزلة قذرة، الغاية الأساسية منها، أمور أهمها:
1- إظهار أن النظام قوي وقد استعاد شرعيته، ولو جزئيا وهذا سيؤدي إلى زرع مزيد من اليأس عند حاضنة الثورة.
2- إن أمريكا سيدة نظام أسد ليست في عجلة من أمرها لحل الوضع في سوريا، وهذا ما ظهر من تصريحات مسؤوليها جميعا، فهي تريد إبقاء الوضع على نار هادئة كما يقال، لأن مقومات الحل حسب تقديرها لم تنضج بعد، ولأن البديل المناسب ليس جاهزاً.
3- الانتخابات تجعل المشكلة تدور حول مصير رأس النظام، وكأن الثورة قامت ضد شخص بعينه وليس ضد نظام القمع والإجرام بدستوره وكافة أركانه ورموزه.
إن على أهل الثورة جميعا أن يدركوا ويعوا أهداف هذه المهزلة التي يُراد منها جعلهم يفكرون فقط في زوال بشار أو بقائه، مع الرضا بالدستور العلماني وببقاء أجهزة القتل والإجرام ومعظم رموز النظام كما هي.
وعلى أهل الشام أن يتخذوا الموقف الصحيح وهو طرح البديل الذي يشكل الخلاص الحقيقي لما نعانيه، وهو تصحيح مسار الثورة ومواصلتها على بصيرة، حتى تحقيق أهدافها في إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام مكانه، ففي ذلك حفظ لكلّ التضحيات التي قُدّمت، والدماء التي سُفكت، وما عدا ذلك فهو استمرار للمعاناة والذل والقهر والعيش في جحيم نظام الإجرام.
جريدة الراية: https://bit.ly/33jQMWm
- التفاصيل
لقد جعل الله هذه الأمة أمة واحدة وشرع لها عوامل وحدتها، يقول رب العزة في كتابه العزيز: ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾، فأكرمها بالإسلام العظيم وجعل له أركانا وأسسا... وإذ أطل علينا هذا الشهر الكريم، شهر رمضان وباعتباره من الخمس التي بني عليها الإسلام فكان عبادة استحقت أن يتولى الله عز وجل تقدير الأجر عليها لأن ثوابها عظيم إن تمت على وجهها. يقول عز من قائل في الحديث القدسي: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» ويقول المصطفى ﷺ: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا». ومعنى جنة أي سترة ووقاية وحصن حصين من النار.
ولأن الصيام يكسر الشهوة ويضعفها فقد قيل: "إنه لجام المتقين وجنة المحاربين ورياضة الأبرار والمقربين".
والصيام يهذب النفس ويغذي الروح ويقيها شر المهالك.
جنة تدفع عن صاحبها عذاب جهنم في الآخرة وتحجزه عن كل ما يمكن أن يورده النار يوم الحساب. وفي الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنْ النَّارِ»، وللنسائي من حديث عثمان بن أبي العاصي: «جُنَّةٌ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْقِتَالِ»، وللطبراني عنه أيضا: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنَ النَّارِ»، وللبيهقي: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ».
والجنة إذ وردت في الحديث الذي رواه أبو هريرة في صحيح البخاري بموضوع الصيام فقد وردت أيضا في حديث رسول الله ﷺ الذي رواه أبو هريرة أيضا في صحيح مسلم عن الإمام الذي يحكم بما أنزل الله إذ قال: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
فالله تعالى جعل الإمام جنة؛ أي وقاية وحفظاً، يتقى به من الأعداء ويحافظ به على بيضة الدين ويأمن المسلمون شر عدوهم. فبتطبيقه الإسلام نظام حياة يتحقق قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾. وبالإمام يُلم شعثُ المسلمين ويجمع شملهم وتتوحد كلمتهم... فهلا كان اهتمام المسلمين بالإمام كاهتمامهم بالصيام؟!
فهلا تذكر المسلمون حاجتهم للإمام عند استقبال رمضان ووداعه وحاجتهم لمن يعلن لهم ثبوت رؤية الهلال؟ هلا اهتم المسلمون بتنصيب الإمام والذي جعله الله فرضا كالصيام وجعل دعوته مستجابة كما الصائم؟ روى المنذري من حديث رسول الله ﷺ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ».
وانظر رحمك الله ما جاء في كتاب "العقد الفريد - الجزء الأول":
(كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لما ولي الخلافة إلى الحسن بن أبي الحسن البصري أن يكتب إليه بصفة الإمام العادل، فكتب إليه الحسن رحمه الله: "اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل وقصد كل جائر وصلاح كل فاسد وقوة كل ضعيف ونصفة كل مظلوم ومفزع كل ملهوف، والإمام العدل يا أمير المؤمنين كالراعي الشفيق على إبله الرفيق بها الذي يرتاد لها أطيب المراعي ويذودها عن مراتع الهلكة ويحميها من السباع ويكنها من أذى الحر والقر.
والإمام العدل يا أمير المؤمنين كالأب الحاني على ولده يسعى لهم صغاراً ويعلمهم كباراً، يكتسب لهم في حياته ويدخر لهم بعد مماته.
والإمام العدل يا أمير المؤمنين كالأم الشفيقة البرة الرفيقة بولدها؛ حملته كرها ووضعته كرها وربته طفلاً تسهر بسهره وتسكن بسكونه، ترضعه تارة وتفطمه أخرى، وتفرح بعافيته وتغتم بشكايته.
والإمام العدل يا أمير المؤمنين وصي اليتامى وخازن المساكين يربي صغيرهم ويمون كبيرهم.
والإمام العدل يا أمير المؤمنين كالقلب بين الجوارح تصلح الجوارح بصلاحه وتفسد بفساده.
والإمام العدل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله وبين عباده يسمع كلام الله ويسمعهم وينظر إلى الله ويريهم وينقاد إلى الله ويقودهم.
فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله عز وجل كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله فبدد المال وشرد العيال فأفقر أهله وفرق ماله.
واعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليزجر بها عن الخبائث والفواحش فكيف إذا أتاها من يليها؟! وأن الله أنزل القصاص حياة لعباده فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم؟! واذكر يا أمير المؤمنين الموت وما بعده وقلة أشياعك عنده وأنصارك عليه فتزود له ولما بعده من الفزع الأكبر.
واعلم يا أمير المؤمنين أن لك منزلاً غير منزلك الذي أنت فيه يطول فيه ثواؤك ويفارقك أحباؤك يسلمونك في قعره فريداً وحيداً. فتزود له ما يصحبك ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ﴾ واذكر يا أمير المؤمنين ﴿إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾، فالأسرار ظاهرة والكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
فالآن يا أمير المؤمنين وأنت مهل قبل حلول الأجل وانقطاع الأمل.
لا تحكم يا أمير المؤمنين في عباد الله بحكم الجاهلين ولا تسلك بهم سبيل الظالمين ولا تسلط المستكبرين على المستضعفين فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة فتبوء بأوزارك وأوزارٍ مع أوزارك وتحمل أثقالك وأثقالاً مع أثقالك.
ولا يغرنك الذين يتنعمون بما فيه بؤسك ويأكلون الطيبات في دنياهم بإذهاب طيباتك في آخرتك.
ولا تنظر إلى قدرتك اليوم ولكن انظر إلى قدرتك غداً وأنت مأسور في حبائل الموت وموقوف بين يدي الله في مجمع من الملائكة والنبيين والمرسلين وقد عنت الوجوه للحي القيوم.
إني يا أمير المؤمنين وإن لم أبلغ بعظتي ما بلغه أولو النهى من قبلي فلم آلك شفقة ونصحاً فأنزل كتابي إليك كمداوي حبيبه يسقيه الأدوية الكريهة لما يرجو له في ذلك من العافية والصحة.
والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته).
والله نسأل كما بلغنا رمضان أن يتقبله منا وأن يبلغنا إقامة الإمام العادل بخلافة على منهاج النبوة وأن يستثمر أهل الشام الفرصة التي أتتهم فيعملوا لها جادين فيفوزوا في الدارين وتنتهي آلامهم وآلام المسلمين ومحنتهم وما ذلك على الله بعزيز
﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾
كتبه: الأستاذ عامر السالم
جريدة الراية: https://bit.ly/32V08aZ