press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1182021raya1

 

 

توصل النظام السوري المجرم و"معارضون" له في محافظة درعا إلى اتفاق يقضي بتسليم الأسلحة الخفيفة المتبقية بيد "معارضين" سابقين وكذلك نصب عدد من الحواجز العسكرية وعمل تسويات مقابل فك الحصار المفروض منذ شهر على "درعا البلد"، وإيقاف عملية عسكرية كان النظام يحشد لها منذ أيام، وفق مصدر محلي.

وبناء على ذلك أصدر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا بيانا صحفيا، وجه فيه الخطاب إلى أهل سوريا قائلا: "منذ أن تم تسليم محافظة درعا بتآمر من قيادات الفصائل المرتبطة وبتواطؤ من غرفة العمليات "الموك" قبل ثلاث سنوات مضت؛ ودرعا لم تخرج عن ركب الثورة ساعة واحدة، فالمظاهرات فيها لم تتوقف، وكذلك الأعمال المناهضة لنظام أسد المجرم، الذي عجز في الحد من هذه النشاطات أو إيقافها فهو ما فتئ يبرم الاتفاقيات تلو الاتفاقيات مع كثير من المناطق في درعا طمعاً بأن تتوقف هذه الأعمال ولكنه عبثاً يحاول فوتيرة الأعمال في تزايد والرقعة في اتساع واليوم مدينة درعا تتصدر المشهد كما كانت عليه في بداية الثورة".

وعن دور القيادات المتخاذلة في التآمر على ثورة الشام، قال البيان: "ومرة أخرى يتجدد دور القيادات المرتبطة المتخاذلة؛ التي كانت ولا زالت تمثل له طوق النجاة من مصير محتوم، فما إن عادت درعا للواجهة من جديد حتى تصدر المشهد من سلم البلاد عام 2018 من بوابة اللجنة المركزية، فكلفت نفسها مهمة التفاوض مع النظام وتسليمه ما تبقى من البلاد بعد أن عجز عن فرض سيطرته عليها سابقاً، اتفاق أقل ما يُقال عن بنوده إنها مبهمة وخبيثة تشابه بنود مؤتمرات التآمر في أستانة وجنيف، عشرات من الجنود والآليات دخلت درعا بموجب هذا الاتفاق، كان الهدف من دخولها تقطيع أوصال المدينة، والتفرد بأبنائها وإكمال مهمة السيطرة، وبالتالي القضاء على مهد الثورة في درعا".

وإلى أهل درعا خاصة قال البيان: "يا أهلنا في درعا، أنتم مهد ثورة الكرامة وشرارتها الأولى، فلا تنقادوا لقيادات رضيت لنفسها أن تكون أدوات بيد أعداء الثورة ولا تملك من قرارها شيئا، فالثبات الثبات، وإياكم والركون للظالمين فهذا والله الخسران المبين".

ثم توجه البيان بالنداء مرة أخرى إلى أهل الشام عامة، قائلا: "لقد أدركتم جيدا أن السبب الرئيس لما آلت إليه ثورة الشام يرجع إلى هذه المنظومة الفصائلية وقياداتها التي أكلت من المال السياسي الحرام؛ وارتبطت بما يسمى الدول الداعمة، وبالتالي فإن هذه المنظومة المرتبطة لن تحرك ساكنا نصرة لأهلنا في درعا؛ لأنها ليست صاحبة قرار.

وختم البيان بنصيحة: "وللخروج من عنق الزجاجة يجب عليكم أن تعتصموا بحبل الله وحده، وتتبنوا مشروعا سياسيا واضحا منبثقا عن عقيدة الإسلام ودين الله عز وجل، وأن تكون لكم قيادة سياسية واعية ومخلصة تكون بمثابة ربان السفينة، تكشف لكم المؤامرات والفخاخ التي ينصبها أعداء الإسلام وأعداء ثورة الشام؛ وترسم لكم الطريق المستقيم الذي تسلكونه للوصول إلى بر الأمان، وما عدا ذلك ستبقى تتقاذفكم الأمواج المتلاطمة حتى تغرق سفينتكم؛ ولات حين مندم، فهل نتدارك ثورتنا وننقذ أنفسنا وأعراضنا وتضحياتنا قبل فوات الأوان؟"

 
جريدة الراية: https://bit.ly/3izCdqf

482021raya2

 

 

نصرة لأهل درعا، خرج مهجرو حوران المقيمون في مدينة كفر تخاريم بأقصى ريف إدلب الشمالي الغربي في مظاهرة عقب صلاة الجمعة، أكدت على أن ثورتنا ستبقى متقدة حتى إسقاط النظام رغم أنف المتآمرين. وتحت عنوان: "درعا تستنصر الأحرار" وعقب صلاة الجمعة أيضا، نظم شباب وأنصار حزب التحرير، مظاهرة في بلدة تل الكرامة بريف إدلب الشمالي. أكدت إحدى اللافتات المرفوعة: أن "حوران لم تصفع عصابات النظام فقط.. والصفعة الأقوى كانت من نصيب فصائل سميث الذين يكبلون الثورة في الشمال" وأشارت لافتة أخرى إلى أن "حوران كشفت عجز النظام والقادة المرتبطين وفضحت تخاذل قيادات الشمال". وتحت عنوان: "درعا من جمر تحت الرماد إلى نار تحرق الأوغاد" نظم شباب وأنصار حزب التحرير، الخميس، وقفة في قرية السحارة بريف حلب الغربي، أكدت على أن نصرة درعا تكون بإسقاط قادات الذل والعار وبفتح الجبهات. بينما تداول ناشطون عبر وسائل التواصل تسجيلات مصورة تبرز تضامن أهالي محافظة إدلب، مع إخوانهم في محافظة درعا التي تعرضت أحياؤها لاستهداف عسكري على يد قوات النظام منذ صباح الخميس، وتظهر التسجيلات أشخاصا يوزعون الحلوى على المارة في الطرقات بمناسبة تساقط الحواجز العسكرية التابعة للنظام في درعا على يد المجموعات المحلية المقاتلة. واستشهد غدرا 15 مدنيا في قصف مدفعي لقوات النظام على مناطق متفرقة من محافظة درعا جنوبي البلاد. في وقت اضطرت فيه قوات النظام للانسحاب من المحاور التي شنت منها هجوماً عسكريا على درعا البلد بهدف السيطرة الكاملة عليها، وذلك بعد مواجهة مقاومة عنيفة. فيما أفادت شبكة شام الإخبارية الجمعة، عن هدوء حذر يعم محافظة درعا، يتخلله أصوات إطلاق نار متقطع في عدد من المناطق، مع أنباء تتحدث عن اتفاق لوقف إطلاق النار للبدء بعملية تفاوضية جديدة. وقال تجمع أحرار حوران، إن لجان درعا المركزية توحدت في تنظيم واحد بهدف التفاوض مع النظام والتحدث باسم درعا وأريافها كاملة. وأوضح التجمع، أن اللجان اشترطت إيقاف الهجمات العسكرية قبل الشروع بعملية التفاوض. بينما طالب الدفاع المدني، الأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ موقف واضح مما يجري في درعا. من جانبه، رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا الأستاذ عبد الحميد عبد الحميد، وجه نصيحة للثائرين الأباة في درعا وعموم حوران عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك، قال فيها: اِحذروا من الوقوع في فخ المفاوضات ومن طعن لجان المفاوضات، واعلموا أن ما لم يستطع النظام أخذه بالقوة، فسيحاول أخذه بالمفاوضات، فسدّوا عليه هذا الباب وأغلقوه بإحكام، واذكروا أن أي لجنة ترسلونها لمفاوضة النظام، فستكون أخطر عليكم من مدافع النظام ودباباته. وأخيراً ضعوا أمام أعينكم أن أول خطوة على طريق انتصار الثورات هي لا للمفاوضات مع المجرم القاتل، ولا للوقوف في منتصف الطريق. في المقابل، قالت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة يوم الجمعة في لندن: إن قوات النظام السوري فوجئت بـ"حرب طاحنة" في جنوب البلاد، وبمرارة قالت "الشرق الأوسط": رغم توقيع الفصائل اتفاق تسوية برعاية روسية، عام 2018، لا تزال درعا هي المحافظة الوحيدة التي لم يخرج منها كل المقاتلين بعد.

 

جريدة الراية: https://bit.ly/3xnzrZa

2872021raya

 

 

نظمت مظاهرات واعتصامات أمام النقاط التركية في بلدات معترم وتفتناز والمسطومة طالبت بفتح الجبهات وانتقدت صمت النظام التركي على المجازر، وكان محتجون مدنيون قطعوا الطرقات الرئيسية في بلدات وقرى جبل الزاوية من خلال حرق الإطارات، الخميس، مطالبين الضامن التركي والفصائل بوقف قصف النظام وروسيا على مدنهم وبلداتهم. هذا واستهجن رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير/ ولاية سوريا الأستاذ عبد الحميد عبد الحميد، خروج بعض أهل الشام مطالبين تركيا بالقيام بدورها كاملاً. وكتب على حسابه الرسمي في موقع فيسبوك متسائلا: هل يعقل أنهم فعلاً لا يعلمون ما هو دور هذا (الضامن)، وما إذا كان يقوم بدوره كاملاً أم لا؟! ولفت عبد الحميد إلى أن اتفاقات أستانة نصت على ضرورة وقف إطلاق النار بين النظام المجرم من جهة والثائرين عليه من جهة أخرى، فقد نصت تلك الاتفاقيات على أن يضمن الروس التزام النظام بوقف إطلاق النار على المناطق المحررة، وأن يضمن الأتراك التزام الثوار بوقف إطلاق النار على النظام. ومن ذلك الوقت سمي الطرفان الروسي والتركي بـ(الضامن)، لأن كلاً منهما يضمن التزام الطرف الحليف له بوقف إطلاق النار على الطرف الآخر وعدم الهجوم على مناطقه. وأشار عبد الحميد إلى: أنه من وقتها وإلى الآن و(الضامن) الروسي لا يقوم بدوره الذي تعهد بالقيام به، بل يقوم بنفسه مع النظام بقصف مناطق الثائرين وقضمها بالتدريج، بينما يقوم (الضامن) التركي بدوره كاملاً، ويمنع الفصائل العسكرية التي سيطر على قرارها بمنع إطلاق النار على النظام، إلا ما ندر. وختم عبد الحميد موضحا: أن هذا سبب تسمية التركي بـ(الضامن)، أي الذي يضمن أمام النظام وروسيا وأمريكا ألا تطلق الفصائل العسكرية النار على النظام. وهذا ما هو حاصل فعلاً، حيث إن (الضامن) التركي يقوم بدوره على أكمل وجه، وقد نجح فيه أيما نجاح.. ثم بعد ذلك كله يخرج علينا من يطالبه بالقيام بدوره كاملاً!

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2UZN0AS

482021raya1

 

 

إن من الحقائق التي لا خلاف عليها والتي اتفق عليها جميع الناس بمختلف أعراقهم ولغاتهم وطبائعهم وأصبحت من المسلّمات أنه لا يمكن أن يكون هناك دولة أو جيش أو كيان أو جماعة إلا بقيادة وهذه القيادة هي التي تسيّر أمورها. ومهما علت وارتقت فهي لا تخرج عن أحد أمرين؛ إما قيادة تقود مَن خلفها إلى النجاح وبرّ الأمان، وإما أن تقودهم إلى الفشل والهلاك.

ونضرب مثالين من سيرة نبينا عليه ﷺ على ذلك:

وصل خبر لأبي جهل وهو زعيم قريش وقائدها من أبي سفيان قائد القافلة أن رسول الله وجيشه خرجوا يترصدون قافلتهم التي فيها أموالهم وتجارتهم وهي قادمة من الشام، فجمعوا جيشا قوامه ألفاً أو يزيد وأرادوا الخروج لحماية القافلة. وبعد وقت قصير أرسل أبو سفيان أنه ذهب بالقافلة تجاه طريق الساحل وأصبح في مأمن، ومع ذلك أصر أبو جهل على خروجه لملاقاة جيش المسلمين فجاء إليه عتبة بن ربيعة وهو من القادة في قريش فقال له ولقومه: دعوا محمدا وما يدعو فإن ساد فملكه ملككم وعزه عزكم، وإن يخلص إليه العرب فهو ما تريدونه، وهذه قافلتنا وأموالنا عادت إلينا، اعصبوها برأسي وقولوا جبن عتبة، فرفض أبو جهل وتعنت ولم يأخذ بنصيحته. وكان ظنه أن يقضي على النبي ﷺ ودعوته.

تحرك جيش مكة بقيادة أبي جهل وخرج معه عتبة الذي كان منذ قليل يقدّم النصيحة لأبي جهل بعدم الخروج، ولكن حال هؤلاء القادة كحال حكام المسلمين اليوم فهم فاشلون؛ همُّهم سمعتهم ومكانتهم وما يملأ بطونهم، فحربهم لدعوة النبي ﷺ في أساسها ودوافعها لأنها تضر بمصالحهم وتجارتهم، فهم أول المستفيدين من بقاء النظام كما هو ولا يريدون أن تذهب القيادة لغيرهم. وسار الجيش حيث أرض المعركة ولأبي جهل دعوة مشهورة تدل على الفشل والحمق وقمة التهور والاستهتار حيث قال: "إن كنا نقاتل محمدا فنحن الغالبون وإن كنا نقاتل الله فليس لأحد بالله طاقة... اللهم من كان على الباطل فاحنه الغداة"، يريد أن يسمع قومه بهذا الدعاء ليضللهم ويبعدهم عن الحق ويذهب بمشاعرهم تجاه ما يريد. وهو يعلم أنه على الباطل وأن محمدا على الحق، وكانت النتيجة نصرا ساحقا للمسلمين، وهزيمة منكرة لقريش وكان مقتل قادة قريش في هذه المعركة عدا القتلى في صفوف جيشهم نتيجة غباء القيادة واستهتارها وعدم حرصها وتحملها للمسؤولية وتكبرها ومعاندتها للحق.

هذا مثال على القيادة الفاشلة.

وأما القيادة الناجحة والتي تفكر باستنارة ووعي وتحرص على من معها ومن خلفها من الأرواح والأعراض والممتلكات، فهي قيادة النبي ﷺ لفتح مكة. فقد أغلق المدينة على كل خارج منها لكتم خروجه وحشد المقاتلين وأعدّهم وكتم خبر وجهته التي يريدها. وسار في طريق يخالف طريق مكة والتف بجيشه وغير وجهته حتى حار الصحابة بأمر المكان الذي يقصده ﷺ. حتى مكة لم تعلم بجيش المسلمين إلا وهو على أعتابها ولم يعد ينفعها شيء أو يسعها الوقت للإعداد فقد فات الأوان.

ودخل جيش المسلمين مكة فاتحا بأقصر جهد ووقت وبأقل التكاليف، ولم يحدث أي قتال أو مقاومة من أهل مكة تذكر، فقد أسقط في أيديهم. فهذه هي القيادة الناجحة والتي تمثلت بقيادة النبي ﷺ فقد أدت تكتيكات القيادة إلى فتح مكة وإسلام أهلها.

هذه القيادة بشقيها تسمى في المصطلحات العصرية القيادة السياسية فهي التي تحرك العسكريين وهي التي تسوس شؤون من خلفها وترعى أحوالهم وتدير مصالحهم وهي التي تخطط وتتكتك لصلاح من خلفها ومن اتخذها قيادة. ونحن الآن في ثورة الشام بل وفي كل مكان أحوج ما نكون لقيادة سياسية ناجحة تتقي الله وتقود العسكريين والمدنيين وتقود الثورة إلى بر الأمان. ولسنا بحاجة لقيادة سياسية مصنّعة على أيدي الغرب كالائتلاف العلماني وهيئة التفاوض وما تفرع عنهما من حكومة مؤقتة وإنقاذ تسير بأمر الداعم وتحقق مصالحه وتقودنا لهلاكنا والقضاء على ثورتنا.

يا أهلنا في الشام: إن الخصال التي يجب أن تحملها القيادة السياسية والتي لا بد لكم أن تجلبوها وتضعوها محل قيادتكم الحالية التي أوردتكم المهالك وفرطت بالثوابت، ولا يهمها عذابكم ولا شدة الظلم المطبق عليكم، إنما هي خصال ثلاث:

أولا: أن تكون صاحبة مشروع واضح وصريح منبثق من عقيدة الأمة تقدمه لها وتدعو جميع شرائح المجتمع لحمل هذا المشروع والعمل لإنجازه، ولا يخفي أفرادها وجوههم أو أفكارهم أو مطالبهم، أو يتلونون لخداعكم وتضليلكم وحرفكم عن هدف ثورتكم، وأن يسيروا معكم في حلكم وترحالكم ويجري عليهم ما يجري عليكم.

ثانيا: أن تكون هذه القيادة من أبنائكم الذين تعرفونهم وتعلمون مواقفهم وصدقهم وقد جربتموهم طوال أيام هذه الثورة، فلم يُفتنوا بمال أو بسلطان أو يطيعوا داعما أو يُزيفوا حقيقة أو يَسفكوا دما أو يبيعوا تضحياتكم. أصحاب وعي وفهم وإلمام بالسياسة الدولية وما يتخللها من أحداث في الداخل والخارج، وأن يكونوا أصحاب مبدأ ملتزمين بأحكام الإسلام لا يحيدون عنها مهما كلف ذلك.

ثالثا: أن لا تكون لهم صلات بأي دولة صديقة أو عدوة داعمة أو محاربة ولا يقبلوا أي دعم أو إعانة من أحد إلا منكم ومن أهلهم دون قيد أو شرط وأن يسيّروا أمورهم وأموركم بحسب أحكام الإسلام فلا يقبلوا أو يرفضوا أي أمر أو يتنازلوا عن أي أمر أو يعقدوا هدنة أو صفقة أو أي قضية إلا ضمن ما يقرّه الشرع، وما دون ذلك فالواقع معلوم والمآل معروف.

وما خاب ولا خسر من تعلق بحبل الله فهو حبل النجاة وهو الفرج بعد الكرب والضيق وهو البوصلة في التيه والضياع والعاقبة للمتقين.

بقلم: الأستاذ نور الدين الحوراني

 

 

جريدة الراية: https://bit.ly/3A6mqVM

2172021raya1

 

 

انتهت الحرب؟ انتهت الثورة؟ انتصر أهل الشام أم النظام المجرم ومجتمعه الدولي؟ ألم يخفت هدير البراميل المتفجرة؟ ألم تعلن مجنزرات العسكر المجرمة هدنتها؟

إذاً نحن في مرحلة جديدة ننفض فيها عن رؤوسنا غبار الردم ونتطلع لإعمار سوريا المستقبل ونبحث فيها عن بقايا حياة كريمة لم يتركوها لنا!!

تمهل رويداً! فالحرب في أوج قوتها اليوم على أهل الشام. ليست حرب صواريخ ومدفعيات أو تقدم عسكر ومليشيات، بل هي حرب سياسية نفسية لجأ إليها أعداء الأمة عندما ثبت فشلهم وتأكدت هزيمتهم في الحرب العسكرية مع أبطال الشام ومجاهديها برغم ضعف عتادهم وقلة عددهم إلا أنهم أرعبوا ملة الكفر بإقدامهم وعزمهم في الغوطة وحمص واللطامنة وحلب ومعرة النعمان ودرعا، ولا زالت الأخيرة مصدر قلق يقض مضاجعهم إلى هذه الساعة.

علموا أن قوة الشام ليست إلا بمضاء أفئدتهم بالإيمان، فعملوا على إكسابهم العجز وتعليمهم الوهن، وأعلنوا عليهم حرباً خفية تقتل بلا صوت وتذبح بلا دم وتُميت أرواح الناس وقلوبهم مع سلامة أجسادهم.

لا يعي على هذه الحرب إلا من تبصر بحقائق الإيمان وعمل بها ولا يواجهها المؤمن ابتداءً بسيف أو بندقية بل بعقيدة راسخة أولاً ومبادرة لإعلاء كلمة الله ثانياً، ثم هو في طريقه اتخذ بوصلة الحكم الشرعي الذي يرشده إلى مرضاة الله تعالى.

أرادوا في حربهم هذه أن يطبقوا على أهل الشام نظرية مارتن سيلجمان أو ما تسمى بنظرية العجز المتعلَّم والمكتسب.

اكتشف هذه الظاهرة عالم النفس الأمريكي مارتن سليجمان (ولد عام 1942) في ستينات القرن الماضي عن طريق الصدفة، إذ أحضر بضعة كلاب ربطها كي لا تهرب ووضع أمامها مصباحا كلما استنار صعقهم تيار كهربائي مؤلم، وذلك بقصد تعليم الكلاب الهرب كلما استنار أمامهم المصباح لاحقا. بعد ذلك وضع الكلاب بدون رباط في ما يشبه القفص به جانبان أحدهما به تيار كهربائي والآخر بدون تيار فكان ينير المصباح معلما الكلب أن الصعقة قادمة بقصد الهرب للجهة الأخرى الآمنة، ولكن هذا لم يحدث إذ إن الكلب كان ينبطح أرضا في استسلام تام كلما رأى المصباح يستنير ويبدأ بالأنين من آلام الصعقة الكهربائية منتظرا زوالها. استغرب سليجمان واستنتج حينها أن الكلاب لم تحاول أبدا الهرب رغم أن الحل موجود أمامها وما عليها إلا الخطو خطوة واحدة للتخلص من الآلام، إذاً فالكلاب تعلمت العجز!

جرب سيلجمان نظريته على مجموعة من البشر بأسلوب الألغاز والضجيج والاستنتاج ذاته.

نعم هذا ما يريدون تجربته وتطبيقه علينا؛ نظرية سيلجمان وإكساب العجز وتعليم الوهن، وأدوات تجربتهم هي الفصائل والضامنون والمال السياسي القذر والمنظمات غير الإنسانية والإعلام ومسخ الحكومات (المؤقتة والإنقاذ) وأسد المجرم ومشايخ اليأس والتحبيط، كل ذلك وأكثر ليكسروا عزيمة أهل الشام، ولكن بالمقابل فإن حقائق الإيمان تدحض هذه النظرية وأدواتها ونتائجها، فقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾

وكما يقول الحافظ المفسر عكرمة فإنها نزلت لما كان قتال أُحد، وأصابَ المسلمين ما أصاب، صعد النبيّ ﷺ الجبل، فجاء أبو سفيان فقال: "يا محمد، ألا تخرج؟ ألا تخرج؟ الحرب سِجَال، يوم لنا ويوم لكم". فقال رسول الله ﷺ لأصحابه: أجيبوه. فقالوا: "لا سواء، لا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار". فقال أبو سفيان: "عُزَّى لنا ولا عُزَّى لكم"، فقال رسول الله ﷺ: قولوا له: "الله مولانا ولا مولى لكم". قال أبو سفيان: "أُعْلُ هُبَل، أُعْل هبل"! فقال رسول الله ﷺ: قولوا له: "الله أعلى وأجل".

هل لاحظت كيف أن أبا سفيان يريد ضرب الروح المعنوية عند الصحابة بمثل نظرية سيلجمان وكيف أن الرسول ﷺ يضرب كلامه ويرد عليه بحقائق الإيمان؟

فاثبتوا يا أهل الشام وأغيظوا العدا بالتزامكم بالإيمان واستأسدوا بجهاد الظالمين ولا يقعدنكم عن نصرة الحق اتفاقيات سياسية ولا هدن خبيثة، لا تتنازلوا عن هدفكم بإسقاط النظام المجرم بكافة رموزه وأركانه حتى تكللوا نصركم بالتمكين لدين رب العالمين.

﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾

 

بقلم: الأستاذ أحمد حاج محمد

 

جريدة الراية: https://bit.ly/3iAOIkh