- التفاصيل
شهد ريف حلب الغربي عقب صلاة الجمعة الماضية فعاليات شعبية رفضا لمؤتمرات المجتمع الدولي، وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين عند أمنية هيئة تحرير الشام. فقد نظم أهالي بلدة بابكة وقفة رفعوا فيها لافتات تقول: "لا نستغرب اعتقال نظام الإجرام شباب حزب التحرير بل نعجب أن يعتقلهم من يرفع شعار الإسلام" وأن "الدعوة لإقامة الخلافة عز وفخار وطريق انتصار لا جريمة يزجّ دعاتها في سجون الأمنيات". وشددت لافتات أخرى على: أن المجتمع الدولي شريك نظام الإجرام في قتلنا لا يُستجدى ولا يُستعطف بل يوضع في خانة الأعداء. مشيرة إلى: أننا لم نقم بثورتنا لنفاوض النظام أو نهادنه بل خرجنا لإسقاطه وإقامة حكم الإسلام، وما قدمنا الدماء والأشلاء لجريمة فتح الطرق الدولية وخيانة تنعش نظام الإجرام وتئد ثورة الشام، مسائلة من يرتجي من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي خيرا!: هل يُرجى من الشوك العنب؟ أما في بلدة السحارة بريف حلب الغربي أيضا، فقد كانت وقفتها بعنوان لا حل للثورة إلا بقيادة مخلصة، وأكدت اللافتات: أن ثورة الشام بحاجة إلى قيادة مستقلة غير مرتبطة بالدول ترتبط بحبل الله، وتجمع المخلصين. لتسقط الهدن والمفاوضات والمؤتمرات، وأكدت أن المؤتمرات التي تتم بالتنسيق مع الصديق التركي أعطت الضوء الأخضر للروس والمجوس لتسليم مزيد من المناطق. وفي السياق ذاته، شهدت بلدة كفر تعال بريف حلب الغربي مظاهرة رفضا لمؤتمرات المجتمع الدولي ودعما للمجاهدين المخلصين، وخاطبت شعاراتها مجاهدي الشام! فقالت: "اعلموا أن المؤتمرات لا تنفذ إلا بالتنسيق مع المرتبطين، فانبذوا المؤتمرات واخلعوا القادة". وركزت الشعارات على أن: اجتماع ثلاثي الإجرام في أنقرة والذئاب في مجلس الأمن يعني تسليم مناطق جديدة للمجرمين، فافتحوا الجبهات وافضحوا المتخاذلين. أما بريف إدلب الشمالي وتحديدا في مخيمات الغاب في بلدة دير حسان وتحت شعار: لا ضامن إلا الله وليسقط كل الضامنين من دونه. فقد خرجت مظاهرة أكدت لافتاتها: أن الهدن والمفاوضات لا تعيد أرضا ولا تسقط نظاما، وأن ارتباط قيادات الفصائل بالنظام التركي معضلة كبيرة تواجه أهل الشام وتهدد ثورتهم بالضياع، فهل يتداركون الموقف ويصححون المسار قبل فوات الأوان بخلع قيادات الفصائل التي سارت مع النظام التركي، الذي ما زال مستمرا في لعب دوره للقضاء على ثورة الشام؟ من جانب آخر، نفذت مجموعة من حرائر مخيم ريف حلب الجنوبي، وقفة طالبت محكمة أطمة التابعة لأمنية تحرير الشام بإطلاق سراح المعتقلين حسن العساف، ومحمد العزو، وعبد الرحمن الحسن، وناشدت أهل النخوة والحمية من أبناء ريف حلب الجنوبي، متسائلة: إلى متى السكوت؟ وأين أنتم من ظلم أبنائكم؟ في المقابل، شهدت مدن: إدلب، وكفر تخاريم، ومعرة النعمان، وساحة معبر باب الهوى في محافظة إدلب الجمعة خروج مظاهرات، كان سقفها قرارات مجلس الأمن الدولي المنحازة، ورغم ذلك طالبت المجتمع الدولي بحماية المدنيين والمنشآت الحيوية من قصف النظام وروسيا. المحافظة التي تشهد حالياً وقف إطلاق نار، تلتزم به قيادات الفصائل دون أن تبدي موقفاً رسمياً منه.
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)
جريدة الراية: https://bit.ly/2l1NG75
- التفاصيل
نشر موقع (رويترز، الخميس، 20 محرم 1441هـ، 19/09/2019م) خبرا جاء فيه: "استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) يوم الخميس في مجلس الأمن الدولي للمرة الثالثة عشرة فيما يتعلق بالملف السوري لتمنع بذلك المصادقة على مشروع قرار يدعو للهدنة في شمال غرب سوريا لأنه لا يستثني الهجمات على الجماعات المتشددة المدرجة على قائمة الأمم المتحدة السوداء.
كما دعمت الصين الموقف الروسي بمنع القرار. وهذه هي المرة السابعة التي تستخدم فيها الصين الفيتو بشأن الصراع السوري. وامتنعت غينيا الاستوائية عن التصويت. أما الدول الأعضاء الباقية في مجلس الأمن الدولي وعددها 12 دولة فقد صوتت بالموافقة".
الراية: ماذا سيتغير بعد اجتماع الذئاب في مجلس الأمن عقب اجتماع ثلاثي الإجرام في أنقرة؟ لن يتغير شيء سوى سفك مزيد من دماء أهل الشام الزكية. بينما البلاد تُسلم لمجرم العصر طاغية الشام بالحرب والدمار أو بالهدن والمفاوضات، ولا غرابة في ذلك فهم جميعهم أعداء ثورة الشام وأهلها. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هل حقاً ما زال بين أهل الشام من ينتظر مقرراتهم، ويظن أنهم سيقدمون لهم خيرا، رغم تاريخهم الحافل بالخذلان والإجرام؟!
يا أهل الشام! عليكم أن تتداركوا ثورتكم قبل أن تتخطفها أيادي المجرمين الماكرين، بدءاً بالوعي على ما يُحاك لكم، والتحرك بالاتجاه الصحيح حيث العمل وفق أوامر الله، والتبرؤ ممن هم سواه، وليجتمع المخلصون من المجاهدين ليقلبوا الطاولة على المتآمرين، لا أن ينتظروا هجوم المجرمين فيقفوا عاجزين أمام آلة الإجرام في ظل قادة المحور الواحد.
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)
جريدة الراية: https://bit.ly/2n4MjVQ
- التفاصيل
لم يعد خافيا على كل ذي بصر ما آلت اليه الأيام في ظل الثورة المباركة حين تتسارع الأحداث وتتوارد الأخبار ويصبح الحليم حيرانا في تفسيرها. ومعلوم عن تاريخ الشعوب وعقول العامة أنها تفكر بسطحية ولا تحتفظ في ذاكرتها إلا باليومي من الأحداث والأسبوعي من الأخبار، فلهذا نجد أن الناس في المحرر وما يتعلق به غدوا يفكرون في أمور جانبية عرضية قد أُخبروا بها خلال أيامهم الأخيرة، فانشغلوا بها عما هو الخطر بعينه -مع ما يصاحبه من الفساد العام والأفعال الأمنية المشينة-.
أما الخبيث القريب ومن ورائه العدو البعيد فهو يحاول أن يغطي هذا الخطر بكل ما أوتي من قوة وأن يشغل الناس عنه بالسفاسف وأن يستغل هموم الناس في معيشتهم بأن يمرر عليهم مخططاته ومقررات مؤتمراته. وإننا في آخر شهر من شهور مأساتنا المحزنة قد مرت علينا أخبار لم نتخذ تجاهها أي فعل يذكر مع أنها الخطر العظيم المحدق بنا من كل جانب، حيث مؤتمر أستانا الأخير وما تبعه من أستانا ١٣ وما بعده من لقاءات بين أردوغان وصديقه بوتين حول الملف السوري، هذه الاجتماعات أفرزت أعمالا وأوامر للنظام وأطيافه بأن يتقدم لمساحات جرى التفاوض عليها وهي بالأساس من المناطق المحررة، فجرى اقتطاعها وضمها تحت سيطرة النظام المجرم مع تهجير عام لأهلها ودمار عام لضواحيها وأحيائها. وبين يدي هذا التقدم الغريب للنظام مع السكوت الغريب عنه فإننا نتساءل ونسأل: من ولي أمر المحرر الذي سلم نفسه مسؤولية رقاب العباد فيه؟ إلى أين تمضي؟ وما مسعاك؟ وماذا تبغي بعد أفعالك الواضحة؟
فأنْ نرد صيال النظام على أهل الشام فهو حق وواجب، وأن نسقط النظام في عقر داره في دمشق حق وفرض أيضا، لكن أن نبغ غير ذلك السبيل سبلا مبهمة لا نصل معها إلا لحضن النظام المجرم، وأن نعود كما وكأننا لم نعاهد الله وأنفسنا وأمتنا على المضي في هذا السبيل الواضح البين فإن ذلك هو الانتحار السياسي بعينه.
أخيرا، يا أصحاب القوة والسلطان في بلادنا: لقد كلفكم ربكم ولم يشرفكم بحمل أمانتنا وعظيم المسؤولية عنا، وإنه لإحدى السبيلين تسلكون فهاكم الخيار:
-أن تحملوا الأمانة بحق كما عهدناكم، أسودا في النزال، أبطالا في رد الصيال، ماضين في هدفكم لا يردكم عنه مال سياسي قذر ولا أمر داعم متحكم، حتى تسقطوا النظام وتحكّموا الإسلام في دولته، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ترضي الله في أرضه.
-أو أن تبقوا على ما أنتم عليه من خداع للناس ومكر بهم وأخذ لأموالهم بغير الحق والتسلط على رقابهم وخطفهم بكثير حُجج، وذلك هو الخسران المبين في الدنيا والاخرة.
ختاما، إلى أهل الشام الثائرين في خير أرض:
إنكم والله لمنتصرون مهما كاد أعداؤكم ومكر من يدّعي صداقتكم، لكن الله تعالى شأنه يريد منكم موقفا تجاه ما يحاك لكم، فالله الله في بلادكم وأعراضكم ودمائكم أن تذهب كما ذهب دم كثير من دماء شعوب وثورات سبقتكم! فأحسنوا النية وصححوا الهدف ودققوا في المسار، ولا تُبقوا أيّا من مخلفات الجاهلية الظالمة بين أظهركم، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
مصطفى حاج محمد
جريدة الراية: هل تدرك هيئة تحرير الشام أن مشكلتها ليست مع حزب التحرير بل مع الأمة الإسلامية بأسرها؟!
- التفاصيل
يجب على قيادة هيئة تحرير الشام أن تدرك أن مشكلتها ليست مع حزب التحرير، بل مع الأمة الإسلامية بأسرها بعد أن تسلطت وتجبرت عليها، وتحكمت بمصير المنطقة المحررة عسكريا وسياسيا. إن كل ما في الأمر هو أن حزب التحرير جزء من هذه الأمة، يسعى لأن تسترد سلطانها وتستعيد قرارها المسلوب، وإن كان هذا يزعج الهيئة فلتعلم إذن أنها إن لم تعطِ الأمة سلطانها، وترفع عنها الظلم والتسلط فلن تفلح في علاج أي مشكلة. إن اعتقالات الهيئة لشباب حزب التحرير، لا تلغي أفكار الحزب بل تزيد من وهجها ومن تأكيد صحتها وانتشارها. فالأفكار لا تُسجن ولا تُقيد مهما قُيّد أصحابها ومهما ضُيّق عليهم. ولئن كانت قيادة الهيئة جادة في تدارك الأمر فدونها الأمة فلتصلح علاقتها معها، وإن لم تكن كذلك فإن المواجهة ليست بينها وبين حزب التحرير، بل بينها وبين الأمة وفي مقدمتها حزب التحرير، ولم ولن يفلح أحد قط في مواجهة أمته، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)
جريدة الراية: https://bit.ly/2lWoQFG
- التفاصيل
ثمة منعطفات خطيرة تمر بها ثورة الشام؛ تزيد من معاناة أهلها؛ وتضيق الخناق حول رقابهم شيئا فشيئا، حتى لم يعد لهم سوى متنفس واحد وربما يكون المتنفس الأخير ينبعث هواه من الشمال السوري.
تكلمنا كثيرا فيما مضى عن الأسباب التي أدت إلى هذه الحال؛ والطريق الذي سلكه الغرب لإيصال أهل الشام إلى ما وصلوا إليه، فلا حاجة لإعادة الحديث عنها بشكل مفصل؛ فقد أصبحت واضحة للعيان وبديهة في الأذهان، ولا حاجة لنا للوقوف على الأطلال؛ واستدعاء الماضي وما يحمله من ذكريات جميلة أو أليمة؛ فلا زلنا نعيش تفاصيله ونعاني تداعياته.
والذي يهمنا اليوم في الدرجة الأولى؛ هو حاضرنا الذي نعيشه، والذي سوف يؤسس لمستقبلنا ومستقبل أولادنا وأحفادنا.
لقد شاهد الناس بذهول ما حصل على أرض الشام بعد اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس التركي أردوغان؛ بنظيره الروسي بوتين، هذا اللقاء الذي جعل التقدم الأخير لطاغية الشام وما شهدته المناطق من قصف عنيف ترجمة عملية لما اتفقا عليه.
فقد تقدم النظام المدعوم دوليا وليس فقط روسيا؛ وسيطر على مناطق واسعة في مدة قياسية؛ ودون مقاومة تذكر، حتى سيطر على مدينة خان شيخون؛ ومن ثم سقطت باقي المناطق تباعا؛ كمدينة اللطامنة وكفرزيتا ومورك وغيرها من القرى والبلدات التي تمتلك رمزية كبيرة عند أهل الشام، فكانت السيطرة على هذه المناطق كالصاعقة التي نزلت على رؤوس أهل الشام؛ لتدمر جزءاً لا يستهان به مما تبقى لهم من آمال في استعادة الثورة زمام المبادرة، ومما زاد من شدة الواقعة، وجود نقطة للجيش التركي ضمن المناطق التي سقطت والتي سيطر عليها النظام مؤخرا؛ وخاصة بعد أن كان قسم كبير من الناس يعول على هذه النقاط؛ ويعتبرها خط دفاعه الأول، ليكتشف لاحقا أنه الخط الدفاعي الأخير؛ وأن هذه النقاط لم تكن سوى وهمٍ عاشه فترة من الزمن؛ ليستيقظ على كابوس ساهم في قطع أعضاء جديدة من الجسد المثقل بالجراح.
كل هذا وإن كان يشكل صدمة قوية؛ لكنها ستكون صدمة الإنعاش بإذن الله، لتستمر الحياة وتستمر الثورة حتى إسقاط النظام المجرم، وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، فأن تستيقظ متأخرا خير لك من ألا تستيقظ أبدا، فلربما تدرك ما فاتك قبل فوات الأوان، ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.
إن الدروس العملية التي تلقاها أهل الشام خلال سنوات الثورة؛ كافية لتحصنهم من جميع المؤامرات، ولتجنبهم جميع الفخاخ؛ ولتكسبهم مناعة ضد جميع الأمراض، فقد استيقظوا من وهم المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية؛ وعلى رأسها منظمة حقوق الإنسان، واستيقظوا من وهم الدول (الصديقة) ودعمها المزعوم، ونقاطها الخادعة، ومالها السياسي القذر، وتجلت أولى حركات الاستيقاظ هذه بالمظاهرات العارمة الغاضبة على النظام التركي، والتي ترجمت غضبها بمحاولة اقتحام جدار الفصل العنصري الذي بناه على طول الحدود التركية السورية؛ وحرق صورة أردوغان، واستيقظوا من وهم الهدن القاتلة المخدرة، التي ساهمت في قطع أعضاء مناطقهم مرة بعد مرة، واستيقظوا من وهم قيادات الفصائل، التي أثبتت أنها لم تكن سوى أدوات لتنفيذ مخططات أسيادها، وتجلت أولى حركات هذا الاستيقاظ في فقدان الثقة بهذه القيادات والدعوة للخروج عليها وإسقاطها؛ والعمل على إيجاد تشكيلات جديدة بعيدة عنهم؛ مستقلة غير مرتبطة بدول مهما كانت الأسباب.
إن هذه الدروس كفيلة لإعادة ترتيب الأوراق بشكل صحيح؛ فنتفادى ما كان سببا في حرف الثورة عن مسارها كالمال السياسي القذر والهدن والمفاوضات وعدم الركون للظالمين ونبذ القيادات الفاسدة، وكفيلة لنستثمر ما في أيدينا من طاقات بعد التوكل على الله وحده والاعتصام بحبله المتين، فالمخلصون كثر لكن يلزمهم التوحد خلف قيادة مستقلة غير مرتبطة؛ مخلصة وواعية، وهذا كفيل لاحتضان الناس لهم؛ ودعمهم بما يستطيعون، حتى يستطيعوا كسر الطوق الذي فرض عليهم؛ وينطلقوا مهللين مكبرين ومستبشرين بنصر الله سبحانه وتعالى.
وقبل ذلك لا بد من معرفة الخطط والأهداف التي يسعى لتحقيقها الغرب الكافر، وهي في الحقيقة باتت معروفة للجميع، ولكن ضغط الظروف وكثرة التفاصيل صنعت غمامة أحاطت بها من كل جانب؛ فتوارت عن الأنظار وانصرفت عن الأذهان. أضف إلى ذلك أن بُعد خطر هذه الخطط بالنسبة للخطر اليومي القريب؛ يجعل الإحساس بها أضعف نسبيا، وبالتالي إدراك أبعادها وأخطارها والتفكير بإفشالها بعيداً عن الأذهان بعض الشيء، فكان لا بد من وضع الهدف الرئيس للغرب الكافر ووضع مراحل التنفيذ على طاولة البحث لتحفيز الإحساس عند الناس بخطرها في مقدمة لإدراك هذا الخطر والعمل على تفاديه.
إن الهدف الرئيس للغرب الكافر؛ هو إعادة أهل الشام إلى حظيرة عميله طاغية الشام بأي شكل من الأشكال، ومهما كلفت النتائج، فهذا الهدف يجب أن لا يغيب عن الأذهان أبدا؛ ويجب تفسير كل أعمال الغرب الكافر المتعلقة بثورة الشام؛ وأعمال أدواته من الحكام العملاء على هذا الأساس، وهذا الهدف واضح من أساليبه وكيفية تعامله مع ثورة الشام؛ وكيفية تعامله مع عميله المجرم طاغية الشام.
لقد أكد الغرب الكافر مرارا وتكرارا أن الحل في سوريا هو حل سياسي، وأعطى لحله صبغة دولية ليكسبه (الشرعية)، ثم أخذ يمارس المكر والخداع ونصب الفخاخ والاحتواء؛ حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، وهو سوف يتابع السير في طريقه حتى تحقيق هدفه إن استطاع، فهو يعمل على فرض وقف لإطلاق النار في آخر منطقة من مناطق المحرر؛ وإيجاد منطقة عازلة تضرب طوقا حول هذه المناطق، كما يعمل على فتح الطرقات الدولية - وهذه مرحلة من المراحل حصل الاتفاق عليها في مؤتمر سوتشي - ثم بعد ذلك يعمل على تبريد المناطق عن طريق فرض واقع جديد من الاستقرار تحت حكومات معينة شكلية تحميها فصائل تملك النفوذ والسيطرة، ثم يعمل على صياغة دستور جديد للبلاد؛ وذلك بعد استكمال لجنة صياغة الدستور، ثم تدخل البلاد في مصالحة مع قاتلها ومنتهك أعراضها، وتدخل في تسوية مع جلادها تحت مسميات عدة ولكن هذه المرة بدون باصات خضراء، فتعود البلاد والعباد إلى حظيرة الجلاد من جديد ولو بوجوه جديدة فيكون بذلك قد حقق هدفه وأجهض الثورة وأضاع التضحيات.
نعم هذا ما يهدف له الغرب الكافر؛ ولكن لأهل الشام هدفهم المختلف؛ فهم خرجوا لإسقاط النظام المجرم، ثم تبلورت مطالبهم فأضافوا لها حكم الإسلام، وقدموا في سبيل ذلك الغالي والنفيس، ورغم كل الأعمال التي قام بها الغرب الكافر؛ والتي استهدفت روحهم المعنوية لثنيهم عن متابعة طريقهم ودفعهم للاستسلام للحلول الغربية؛ إلا أن نورا من الأمل لا زال يضيء في آخر النفق؛ وثورة جديدة لتصحيح المسار تلوح في الأفق، وهذا واضح من الانفجارات المتعددة هنا وهناك والتي تؤذن بالانفجار الكبير لبركان ثائر، يصهر بحممه الملتهبة كل متآمر وعميل، ويشق طريقه للوصول إلى هدفه المنشود وما ذلك على الله بعزيز.
بقلم: الأستاذ أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
جريدة الراية: https://bit.ly/2lPyn12