press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

مقالة

 

إن المتتبع لسياسة الغرب بالتعاطي مع ثورات المسلمين يدرك مدى تخبط هذه الدول ونخبها السياسية في احتواء الثورات وحرفها عن مسارها، وفشلهم في إيجاد بديل مقبول شعبياً لدى الناس، بعد الإطاحة بعملائهم الذين تاجروا بتضحيات الناس وخدعوهم بشعارات براقة على مدى عقود من الزمن، فما لبثوا أن سقطوا من أعين الناس وبانت سوءاتهم وانكشفت عوراتهم. فأصبحت الأمة تتطلع للانعتاق من هيمنة الكافر المستعمر وثقافته وأدواته من حكام الضرار، والعودة إلى شرع ربها مطبقاً في واقع الحياة ممثلاً بدولة، وهذا ما أقلق الغرب وجعلهم يُحكموا قبضتهم العسكرية عبر عملائهم الحكام على البلاد خشية تفلت الأمور من بين أيديهم.

لا شك أن الغرب يحاول جاهداً عبر أبواقه ومنصاته الإعلامية صرف أنظار المسلمين عن الحل الجذري الذي ينهي معاناتهم ويحقق هدفهم، عبر اختزال قضاياهم بشخص الحاكم تارةً دون التطرق للنظام المجرم بمؤسساته وأركانه ورموزه ودستوره العلماني الذي ثار عليه الناس، والذي كان أهم أسباب مآسيها ومعاناتها وتسلط الطغاة والمجرمين على رقابها ومقدراتها، وتهديدهم بمصير البلدان الثائرة وأنهم إذا فكروا بالتمرد على الأنظمة التي وضعوها سيكون مصيرهم القتل والدمار والتشريد تارةً أخرى، وكل ذلك لكي يحولوا بينهم وبين انعتاقهم من هيمنة الغرب الكافر وأدواته.

يجب أن تعلم الأمة بأن ثوراتها وتضحياتها الآن على المحك، وأن الغرب الكافر قد خاب كيده و انكشفت حقيقة تآمره ولم يعد عنده ما يواجه به الأمة سوى التضييق على الناس في معاشهم و ظروف حياتهم بالإضافة للتسلط عليهم عبر القبضة الأمنية وذلك لقمع الثائرين و تكبيل الصادقين، بعد أن حُرقت أوراق الغرب و أدواته وانكشف عملاؤه ولم يعد في جعبته ما يخدع به الناس.
وهذا بشير خير بإذن الله، لأن من اعتمد على قوته وبطشه عبر التاريخ كان مصيره الهلاك والزوال وأن المستقبل للإسلام طال الزمان أو قصر.

ولكي يحصّن أهل الشام ثورتهم من الضياع والإنحراف والاحتواء، ويسعوا جاهدين لضبط بوصلتها وتصحيح مسارها من جديد، لا بد لهم من قيادة سياسية واعية ومخلصة، تحمل مشروعاً حضارياً منبثقاً من عقيدة الأمة لا من عقائد أعدائها، ترسم لهم طريق الخلاص وتوظف الطاقات والإمكانات في مكانها الصحيح بعيداً عن تأثير أيادي الغرب الخبيثة، حينها نكون قد سرنا بحق على طريق استعادة سلطاننا من أيدي الغاصبين وتتويج التضحيات بإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام مكانه، ولمثل هذا الخير العظيم فليعمل العاملون.

قال تعالى:(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علي الصالح