press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

إبراهيم معاز 2

 

 

بداية، لا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله الشهداء وشافى الجرحى وآجرنا في مصيبتنا وألهمنا الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

إن ما أصيب به أهل الشام من زلازل من صنع الظالمين والمجرمين منذ سقوط دولة الخلافة وطيلة هذه الثورة من القتل والدمار والتشريد لم ينقص من عزيمة أهل الشام وصبرهم ولم يتنازلوا قيد شعرة عن مطالبهم وأهدافهم المتمثلة بإسقاط النظام المجرم بدستوره العلماني وبكافة أركانه ورموزه وإقامه حكم الإسلام، خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة على أنقاضه، وهذا كله بفضل الله ومنته على أهل الشام وعلى ثورتهم المباركة.

فكيف إن كان المصاب من عند رب رحيم كريم لطيف بالعباد.

لقد استقبل أهل الشام هذا المصاب بكامل الرضى والتسليم بقضاء الله وقدره مؤمنين بالله صابرين ومحتسبين، طامعين بالأجر والثواب من عند رب العالمين الذي لن يضيع صبرهم وثباتهم، ليس فقط في هذا الزلزال، بل أيضاً بإذنه سبحانه لن يضيع تضحياتهم في هذه الثورة طيلة هذه السنين وما قدموه في سبيله ورفعة دينه وتحكيم شرعه وإقامة دولته.

فلله دركم يا أهل الشام على ما قدمتموه في هذا المصاب من تكاتف وترابط وبذل وعطاء لإخوانكم وكيف كنتم يداً واحدة ولم تنتظروا العون والمدد من أحد، لا من منظمات دولية ولا من حكومات ولا من أنظمة ضرار، واكتفيتم بعون الله ومدده لكم وبعون إخوانكم الذين قدموا الغالي والنفيس لنصرة إخوانهم الذين أظهروا للعالم أجمع أن أمة الإسلام أمة حية تضحي بكل ما تملك وتقدم الغالي والنفيس في سبيل الله وفي سبيل نصرة إخوانهم في الدين.
فهذا الزلزال ظاهره عذاب وباطنه رحمة وخير للمسلمين عامة ولأهل الشام خاصة.

لقد كشف هذا الزلزال حقيقة المجتمع الدولي وإنسانيته المزيفة واستغلال هذا الأمر للتطبيع مع النظام المجرم وتعويمه وإنقاذه مما هو فيه. فلقد رأينا كيف أن أعداءنا اكتفوا بتقديم المساعدات لمناطق سيطرة النظام وتقديم بيانات التعزية من قبل الأنظمة العربية والدولية للنظام المجرم وإلغاء العقوبات عنه، أما عندما يتعلق الأمر بالجانب الآخر أقصد الشمال المحرر، فلا دعم ولا مساعدات، إنما مكر وخذلان وتآمر.

وهذا الأمر يفرحنا ولا يحزننا لأنه يكشف الحقائق ويضع النقاط على الحروف، فنحن لسنا بحاجة لهم ولا لمساعداتهم المسمومة، ولقد رأينا خطرها على ثورة الشام طيلة هذه السنين وأنها تفرق ولا تجمع، فخطرها أكبر من نفعها، وإن كان خفياً لا يظهر في البداية إلا لأصحاب الفكر المستنير من أبناء هذه الأمة..
كما أكدت كارثة الزلزال المدمر لأهل الشام أن خلاصهم بأيديهم، وبين لهم أهمية العمل الجماعي وحتمية نجاحه بإذن الله.

وختاماً:
نقول لأهلنا وإخواننا: أعظم الله أجركم وتقبل منكم فأنتم مقبلون على خير كبير ونصر عظيم بعد هذه الإبتلاءات والمحن، فقد أظهرتم للعالم أجمع بعملكم الجماعي أنكم لستم بحاجة لأحد بعد اليوم، وما تحتاجونه فقط قيادة سياسية مبدئية، مخلصة وواعية، تقودكم وتقود مركب ثورتكم لبر الأمان، لإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام، خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز.

قال تعالى:
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ}

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
إبراهيم معاز