press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

photo 2023 06 25 11 30 05

 

 

من الأسلحة التي تمارسها الدول، وكذلك الجماعات التي تحكم بسلطة الأمر الواقع؛ سلاح التشويه والتضليل، وذلك لصرف الرأي العام عن تأييد شخص  أو حزب، أو جماعة، والهدف من ذلك تحقيق كره الناس وحقدهم على الشخصيات التي شُوّهت، وعلى الأحزاب والجماعات التي يُراد تشويهها.
فإن لم ينجح التضليل والتشويه والبهتان عند هؤلاء، يُصار إلى قمع الأفراد والجماعات، وملاحقتهم، وتغييبهم في السجون. 

وما يحصل اليوم من تغول لمخابرات هيئة الجولاني على شباب حزب التحرير وأهاليهم، وعلى كل الذين خرجوا لقول كلمة الحق في ثورة الشام.
وأيضا، ما تمارسه شبيحة الهيئة ومخابراتها، من تضليل وتشويه وبهتان وملاحقات وخطف، كل ذلك يأتي في سياق نهج الطغاة وأذنابهم على خطا فرعون وأتباعه. 

والمُلاحظ، أنَّه مهما كانت قوة الظالم وجبروته، فكلمة الحق الصريحة، وحجة حامل الدعوة القوية، وثباته على ذلك، تقذف الرعب في قلوب الطغاة أصحاب الباطل.. فهذا فرعون رمز الطغاة وكبيرهم، ذُعِرَ ذُعْراً شديدا أمام حُجَّة رسول الله موسى عليه السلام، وبدا تضعضعه وتهاويه من خلال تواضعه للقوم الذين جعل نفسه إلهاً لهم، فيطلب أمرهم ومشورتهم! قال تعالى: ( قَالَ لِلْمَلإ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ) [سورة الشعراء 34 – 35]. ومتى كان فرعون يطلب أمرا من أتباعه، وهم له يسجدون؟! فلا عجب من ذلك، لأن ديدن الطغاة واحد، حينما يُحسُّون أن الأرض تتزلزل تحت أقدامهم. 

وفي سورة القصص، عرض لنهج فرعون كطاغية ظالم، والذي يقوم على: التفريق وبث الانقسام بجعل قومه شِيَعا، واستضعاف طائفة من الناس وليس كلهم مستضعفين، والقتل والإذلال، والإفساد في الأرض.. وذلك في قوله تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)[القصص 4]. فهذه الآية، تُبيِّن جوانب مهمة من نهج الطغاة على مر العصور؛ في السيطرة على شعوبهم، وتثبيت عروشهم، وعلوهم في الأرض. 

وإن كان نهج الطغاة واحد على خطا فرعون، فهو آيل للزوال والاندثار تحت أقدام العاملين للتغيير؛ باستئناف الحياة الإسلامية، وتتويج ذلك بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، قال تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [ النور 55].

وعَوْدٌ على بَدْء، في سورة القصص - بعد ذكر فرعون وطغيانه - حيث البشرى من الله سبحانه وتعالى؛ للعاملين على خطا الأنبياء، ومن تبعهم بإحسان: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) [القصص 5 – 6].

-------
محمد صالح