press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 ا لقوة العسكرية وحاجتها لقيادة سياسية توجهها لنصرة الإسلام

 

 

عندما التقى سيدنا محمد ﷺ النفر الست من المدينة في بيعة العقبة الأولى
قالوا: إنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك. ثم انصرفوا عن رسول الله ﷺ راجعين إلى بلادهم، وقد آمنوا وصدقوا.
وكان كبار أهل المدينة ووجهاؤها يبحثون عن حل لإنهاء الحرب التي دارت لسنوات بين الأوس والخزرج لأنها أهلكت الحرث والنسل وكانت المدينة مضطربة أثناء فترة الحرب لعدم وجود أصحاب العقلية السياسية في المدينة بل كانت العقلية العسكرية هي المسيطرة في المدينة ودليل ذلك عندما سألهم سيدنا الرسول ﷺ عن قوتهم أجابوه نحن أهل الحرب ورثناها كابراً من كابر أي أن العقلية العسكرية هي التي كانت سائدة بين أهل المدينة لذلك امتدت الحرب لسنوات دون وجود حل لإنهاء هذه الحرب العبثية.
وعندما أرسل سيدنا محمد ﷺ سيدنا مصعب بن عمير إلى المدينة لنشر الدعوة وطلب النصرة لامست هذه الدعوة عقول وقلوب سادة المدينة في تغيير واقع المدينة وإيقاف الحرب وأن هذا الدين الجديد يمكن أن يصهر مجتمع المدينة ويؤلف بينهم ويجعلهم أخواناً حيث تميز مصعب وهو أحد أفراد حزب النبي بعقلية سياسية وهو يدعو الى دين ( مشروع ) جديد يمتلك الحلول لجميع مشاكل الحياة فآمن أهل المدينة بهذا الدين وناصروا سيدنا محمد ﷺ في دعوته وأقاموا دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة.
وعندما توفى الله سيدنا محمد ﷺ استلم الحكم بعده سيدنا أبو بكر وبعده عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين ولم يستلم أهل المدينة الحكم بعد وفاة النبي ﷺ فكان من تولى القيادة في الدولة من مكة لأنهم يملكون العقلية السياسية في القيادة ولأنهم تربوا على يد سيدنا محمد ﷺ كرجال دولة وسياسة فكانوا هم أصحاب مشروع الإسلام بخلاف أهل المدنية فإنهم تميزوا بالعقلية العسكرية ولذلك سموا بالأنصار فكانوا القوة العسكرية الضاربة التي انقادت للقيادة السياسية.
وهذا حال أهل ثورة الشام والمجاهدين فيها فإن واقعهم مشابه لواقع المدينة المنورة أي أن العقلية العسكرية هي المسيطرة وبوجود هذه العقلية لن يكون هناك حلول بل سيزيد القتل والدمار والفرقة بالإضافة لتدخل الدول ومحاولة سلب المجاهدين قرارهم وربطهم بالدول العدوة للثورة وحرفهم عن تحقيق ثوابت الثورة وأهدافها في إسقاط النظام وتحكيم الإسلام.
فوجود قيادة سياسية عميلة متمثلة بالنظام التركي وأمثاله من الدول الخاضعة لأمريكا عدوة الثورة هو الذي أدى لانتكاستنا وتأخر النصر المنشود فلذلك افتقرت ثورة الشام للقيادة السياسية الصادقة المخلصة البديلة عن القيادة الحالية لحل مشاكل الثورة، و يجب أن يكون لدى هذه القيادة مشروع سياسي إسلامي واضح كبديل عن نظام أسد العلماني.
وإننا في حزب التحرير نقدم لأهل الشام أعظم مشروع سياسي وهو مشروع الإسلام ودولته المتمثل بدولة الخلافة الراشدة ونقدم دستوراً مستنبطاً من الكتاب والسنة وهو مشروع من صميم عقيدتنا فيه حل لكافة مشاكل الحياة.
ونحن نرى أعداء الثورة يمكرون بنا لإعادتنا الى حظيرة النظام المجرم وإلى حياة الذل والمعتقلات وانتهاك الأعراض والقتل والفناء لذلك ندعو أهل الشام مدنيين وعسكريين أن يلتفوا حول هذا المشروع ويناصروه ويلتفوا حول قيادة حزب التحرير ويسقطوا جميع الخونة الذين يقفون في وجه إسقاط النظام فتلتحم القوة العسكرية مع حاضنتها الشعبية تحت قيادة سياسية تقود الجموع للنصر والتمكين بعد إسقاط آخر معاقل النظام في العاصمة دمشق.

====
مصطفى نجار أبو عبادة