press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 421961992 122128176668091646 8900646411692349266 n

 

هل تسير الأمة نحو النصــ.ر والتحرير؟
--------------------
انطلقت معركة طــ.وفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م لتنطلق معها مرحلة جديدة من مراحل الصراع بين الإسلام والكفر وبين معسكر الحق ومعــ.سكر الباطل، وكان لهذه المعركة آثار عظيمة على المستويين الإقليمي والدولي، وتفاعل معها عموم الناس في بلاد المسلمين والغرب وخاصة بعد ردة فعل يهــ.ود وإمطار كيانهم الغاصب لقطاع غــ.زة بآلاف الأطنان من المتفــ.جرات في جريمة نقلت تفاصيلها وسائل الإعلام على مدار الساعة واشترك في تنفيذها ما يُسمى بالمجتمع الدولي حامل لواء الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان!
ولكن هل معركة طــ.وفان الأقصى وما بعدها من أحداث جسيمة تعتبر بداية نصر لهذه الأمة؟ وهل يمكن أن تكون شرارة لتحرير كامل أرض فلسطين وإنهاء كيان يهــ.ود؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذه المقالة إن شاء الله.
أولاً أردت تسليط الضوء على ردة فعل كيان يهـــ.ود على اقتحام مستوطنات غلاف غــ.زة، فقد أعلن كيان يهــ.ود حرباً جنونية شعواء على قطاع غــ.زة بهدف القضاء على المقــ.اومة المتمثلة بكتــ.ائب القســ.ام والكتــ.ائب المجــ.اهدة الأخرى، وفي سبيل ذلك نرى أنه عمد إلى تهجير سكان القطاع البالغ عددهم قرابة المليونين وحصرهم في منطقة ضيقة قرب معبر رفح، وزاد الكيان في الضغط على الأهالي من خلال إجبار العميل السيسي على إحكام إغلاق المعبر، واستمرار حديثه المتكرر عن نيته السيطرة على محور فيلادلفيا، وهو كامل الشريط الحدودي الممتد لـ14 كيلومتراً بين قطاع غــ.زة ومصر بهدف تضييق الخناق على النازحين، كل ذلك طبعاً بالتنسيق مع أمريكا راعية الكيان الرئيسة وشريان حياته.
ورغم إدراك كيان يهــ.ود صعوبة إنهاء المــ.قاومة واستحالة تهجير أهل غــ.زة إلى خارج القطاع، إلا أنه يُصر على استمرار الحرب مهما كلف ذلك من ثمن، ولو أدى ذلك إلى مقتــ.ل جميع أسراه بيد كتــ.ائب القــ.سام، ولو أدى إلى مقتل آلاف الجنــ.ود المشاركين في العملية البرية، ما يُظهر أن المعركة في القطاع هي معركة وجود للكيان، وأن مسألة عودة الحياة للقطاع كما كانت وبقاء الفــ.صائل المــ.قاومة بدون هزيمة مسألة مرفوضة تماماً بالنسبة لكيان يهـــ.ود ومعه الغرب الكافر بأكمله الذي ساند الكيان وما زال.
وفي خضم معركة طــ.وفان الأقصى تمكنت الكــ.تائب المجــ.اهدة من السيطرة على 20 مستوطنة وإسقاط فرقة غزة التابعة للكيان بأكملها خلال ساعات، وقد ركزت بعض وسائل الإعلام اليهــ.ودية على أن عودة القطاع وبقاء المقــ.اومة سيُبقي شبح إعادة اقتحام غلاف غــ.زة ماثلاً للعيان، ولعل تطوير قدرات المقــ.اومة في المستقبل يجعلها تهديداً حقيقياً للكيان الهزيل، وأنها يمكن أن تفكر باجتياح بري أوسع قد يصل بالمجـــ.اهدين للوصول إلى الضفة أو حتى التوغل عميقاً حتى تل أبيب، فالكيان مهما حاول فلن يستطيع أن يبني جيـــ.شاً أقوى من الموجود قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، فالمسألة هي بوجود جيـــ.ش عقائدي وهذا الذي يفتقده يهــ.ود الذين هم أحرص الناس على حياة، بينما يواجهون مجـــ.اهدين هم أحرص الناس على النصر أو الشهادة.
هذا من ناحية كيان يهــ.ود، أما بالنسبة للدول الراعية له والمساندة له من أمريكا وأوروبا وغيرها من دول الضرار العميلة للغرب فقد حشدت تلك الدول قواتها البحرية وجاءت العشرات من البوارج البحرية وحاملات الطائرات مقتربة من الشواطئ الفلسطينية، بالإضافة إلى إمداد الكيان المستمر بالعتاد والسلاح والذخائر بآلاف الأطنان التي يتم إلقاؤها على قطاع غــ.زة بهدف محوه عن الوجود.
تصور معي أن كيان يهــ.ود ألقى جميع ما يملك من قنابل وصواريخ في أول 7 أيام من الحــ.رب وأصبح موضوع إمداده بالذخائر أمراً جوهرياً لاستمراره بهذه الحــ.رب الإجرامية، ولو قُطع عنه الدعم الغربي فقط لما استطاع الاستمرار بهذه الحــ.رب ولو ليوم واحد.
كل ذلك يدل على مدى تخوف الغرب من سقوط كيان يهــ.ود بعد سقوط هيبته، كما يخشى الغرب من توسع الصراع وتحرك الجيـــ.وش بعد أن تتحرر من تسلط الحكام، لذلك حرك أساطيله واستنفر للاستعداد لأي سيناريو محتمل قد يهدد مصالحه في الشرق الأوسط.
أما حكام بلاد المسلمين من دول الخليج وتركيا والأردن ومصر وغيرهم فمنهم من ساهم في إدخال الذخائر والأسلـــ.حة الأمريكية براً كالأردن، ومنهم من ساهم في مد كيان يهــ.ود بالنفط والغاز كتركيا، ومنهم من فتح جسراً برياً متواصلاً لمد الكيان الغاصب بالمواد الغذائية والحاجيات اليومية كالإمارات، بينما يُحرم المسلمون في قطاع غـــ.زة من كل مقومات الحياة من الماء والغذاء والدواء وتصطف آلاف الشاحنات ممنوعة من دخول القطاع.
وصنيع الحكام العملاء له أثران: الأول إدراك المسلمين أن الحكام هم الداعم الأساس والحامون للكيان، ولولاهم لسقط منذ أمد بعيد، وأما الثاني فهو زيادة نقمة الأمة عليهم بشكل كبير جداً وتطلّع الأمة للتخلص منهم بأقرب فرصة ممكنة. ويمكن القول إن الأمة وصلت إلى ذروة النقمة على الحكام المجرمين وذلك بعد تراكمات متواصلة منذ أكثر من عقد بعد حراك الأمة بما يُعرف بالربيع العربي.
أما جيــ.وش المسلمين ففيها من المخلصين والصادقين ما يقض مضاجع الحكام، ولا شك أن أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 قد حركت مشاعرهم الإسلامية، فهؤلاء الجــ.نود هم جزء من الأمة يتألمون لمصابها ويتوقون للخلاص من الحكام العملاء كما تتوق الأمة لذلك، وهذا التخوف من العســ.كر قد عبّر عنه المجرم السيسي حاكم مصر عندما حذّر الجيــ.ش من تحركات غير محسوبة قد يندم عليها، وفي ذلك تهديد واضح لا بد أن السيسي وجهه بعد شعوره بإمكانية تحرك المخلصين في الجــ.يش المصري خاصة بعد وجود أصوات علت في الأمة تدعو الجيــ.وش للتحرك لنصرة غــ.زة، وهو تحرك غير مسبوق من الأمة يدل على ارتفاع مستوى الوعي وبدء تحول الفكرة إلى رأي عام مساعد على استجابة تلك الجيــ.وش.
وأخيراً ومما هو ملاحظ بوضوح وجود سابقة لم تكن من قبل وهي بداية تشكل رأي عام عالمي واسع مناصر للقضية الفلسطينية خاصة في الغرب وعلى رأسه أمريكا، ففي أمريكا وحدها خرجت حوالي 50 نقطة تظاهر مؤيدة لفلسطين ومنددة بالمجـــ.ازر اليــــ.هودية موزعة على عدد واسع من المدن الأمريكية خلال أيام أعياد الميلاد! فقد انشغل طيف واسع يقدر بمئات الآلاف عن أعياد الميلاد متفاعلين بشدة مع أحداث غــ.زة.
والخلاصة، إن أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تبشر بأن أولى لبنات النصر قد وُضعت، وأن ما قبل هذه الأحداث ليس كما بعدها، وأن الأمة مستعدة لخوض معركة تحرير فلسطين وبيت المقدس، وأنه لن يحرر فلسطين إلا جيـــ.وش جرارة صادقة، وهذه الجيـــ.وش لا يمكن أن تتحرك إلا بتغيير القيادة السياسية الحالية المتمثلة بالحكام الخونة وتسليم هذه الجيــ.وش قيادتها لقيادة سياسية صادقة صاحبة مشروع منبثق من العقيدة الإسلامية؛ إنه مشروع الخــ.لافة على منهاج النبوة الذي يحمله حزب التحرير، وعند ذلك توجد القيادة السياسية التي تقود الأمة للنصر والتمكين، وهذا يعني أن إعلان الخـــ.لافة سابق لإعلان معركة تحرير فلسطين ونصرة المستضعفين في غـــ.زة والضفة.
كما أن إعلان تحرير فلسطين سيكون بعد أن ينقطع حبل الناس عن كيان يهــ.ود حيث سيتحول الرأي العام الغربي عن دعمه الأعمى لكيان يهــ.ود بسبب جرائمه وبسبب الخوف من دولة الخـــ.لافة. إن تطبيق النظام السياسي الذي يرتضيه المسلمون هو لا شك نظام الخـــ.لافة الإسلامية التي يتوق إليها أي مسلم يبحث عن العزة والرفعة والخلاص من الواقع المرير الذي تعيشه أمة الإسلام، نسأل الله أن يكون ذلك قريباً.
====
- بقلم: الأستاذ أحمد الصوراني