press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

سراب سلطة الأمر الواقع ومداهنة أعداء الله

 



على مدى سنوات الثورة يكثر حديث الناس عن المقارنة والموازنة بين حجم القوة والإمكانيات عند أهل الثورة و عند نظام الإجرام و أنها غير متكافئة وبالتالي و بالتالي يخرج علينا الكثير من المنهزمين بجملة مما يعتبرونه حقائق واقعية منها أن النصر صعب أو بعيد وأن الثائرين لن يصمدوا أمام نظام متجذر منذ ما يزيد عن أربعين عاماً وعنده كل الطاقات والامكانيات البشرية واللوجستية والدعم الدولي.
و لكن سير الأحداث و خاصة في بدايات الثورة أكد أن هذه المعادلة ليست في قاموس الثائرين ما داموا متوكلين على الله موقنين بمعيته ونصره سبحانه لعباده.
فماهي إلا بضع شهور من انطلاقة الثورة حتى أوشك النظام المجرم رغم كل إمكانياته المادية على السقوط، فخشي النظام العالمي وعلى رأسه امريكا من نتائج ذلك، فأوعزت لعملائها وأدواتها لمساندته عبر أعداء الثورة ومن يسمون "أصدقاء الشعب السوري".
إلا أن الله شاء أن تطول مدة الصراع لتكشف كل متصنع متاجر ومطبع وخائن مع تكشف جميع التيارات الفكرية البراغماتية، سواء العلمانية أو من زعم "تطبيق الشريعة".
فكانت ساحة الصراع ليست فقط على المستوى العسكري، إنما على المستوى الفكري والسياسي أيضاً.
فقد رأينا كيف سقطت الأعراف الدولية والمنظمات الإنسانية في أعين الثائرين، وكيف كُشف دور الدول الصديقة و الشقيقة وكان أخطرها النظام التركي، الذي رهن قرار القادات والفصائل والمؤسسات والحكومات ليسيرها خدمة للحل السياسي الأمريكي الرامي للقضاء على ثورة الشام، و قد سلطت هذه الأدوات الداخلية للبطش والتضييق والتسلط على الناس ليخضعوا للحلول الاستسلامية.
فتغير حال الثورة عندما سلمت قرارها للداعمين و تسلط عليها المتاجرون، فبعد أن كنا على أسوار دمشق نستشعر رعاية ربنا و توفيقه عندما كنا نتوكل عليه، وصل بنا الحال إلى أن تجمّعنا في هذا الشريط الحدودي الذي يسمى محررا، و تبدل حال المعارك من معارك يرى المجاهد رعاية الله له، الى إغلاق الجبهات و حراسة الدوريات و الرباط الطويل الذي يستنزف جهود الصادقين، وأصبحت البندقية مكبلة و الجبهات مغلقة، لأن القائد مرتبط، أو أداة يسخرها النظام التركي داخل سوريا وخارجها مقابل دراهم معدودة، و تحولت الفصائل من فصائل تدعي تطبيق الشريعة إلى وزارات وحكومات جباية ومكوس ومعابر وتضييق. وليس هذا فقط إنما أصبح من يدعي في الأمس القريب الدعوة لتحكيم الشريعة أصبح اليوم ديدنه الدعوة لانتخابات برقابة دولية والافتخار بها على أنها أول تجربة "ديمقراطية".
قال تعالى: (قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ).
ديمقراطية يا من صدعتم رؤوسنا بـ: "الكيان السني"!
لكننا على ثقة أن ثورة يرعاها الله ويسير بها رجال ثابتون على أمره ويبتغون فضله ونصره ويلتمسون معيته لحري بهم أن يصمدوا ويثبتوا و يتمسكوا بثوابت ثورة الشام حتى بلوغ أهدافها عبر إسقاط النظام المجرم وتحكيم الإسلام عبر دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بإذن الله.
فيا جند الله في أرضه ويا مجاهدي الفصائل كونوا مع الصادقين في مركب ثورتكم كي تنالوا عز الدنيا ونعيم الآخرة بإذن الله.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبد الرزاق الحسن