للوهلة الأولى، قد يتبادر لذهن القارئ أننا نتكلم عن الكبينة أو جبل الزاوية أو ريف حلب الغربي أو نقاط التماس في الريف الشمالي مع ميليشيات قسد والنظام، وأننا نتحدث عن الرباط فيها، فهذه النقاط لا شك أنها ثغور عظيمة من ثغور المسلمين، يسدها المجاهدون المخلصون لحماية البلاد من الأعداء كي لا ينقض على هذه البلاد التي حررت بالدماء والتضحيات، والتي فيما بعد ضيعت وسلمت عبر قادات الفصائل أدوات النظام التركي عرّاب المصالحات مع النظام المجرم.
أما الثغر الهام الذي نتكلم عنه فهو اعتصام الأحرار في مدينة الباب رفضاً لفتح معابر التطبيع مع النظام المجرم فهو ثغر يجب على أهل الثورة المخلصين أن يساعدوا إخوانهم لسده وأن يمنعوا فتح المعبر مهما كلفهم من جهد وتضحيات، ففتح المعبر يعني إعطاء الشرعية للنظام المجرم بداية وباب لفتح معابر أخرى في عموم المحرر تمهيداً للتطبيع والمصالحة معه.
إن المعركة السياسية والألاعيب السياسية أخطر بكثير من الأعمال العسكرية والمعارك، فلقد جربها أعداء الثورة طيلة سنين الثورة فلم ينجحوا عسكرياً أما سياسياً، فقد استطاعوا عبر الهدن والمفاوضات وتطبيق القرارات الدولية إيصال الثورة لما وصلت إليه اليوم، والآن تعمل الدول الحاقدة على الثورة، وعلى رأسها النظام التركي وسيدته أمريكا، على تمرير جريمة فتح المعابر بحجج واهية ومنها النفع الاقتصادي الذي يروج له ضفادع النظام التركي وأبواقه في المنطقة. هذا النظام الذي يسارع في عميلة فتح المعابر لأجل تسريع ملف المصالحة والتطبيع مع نظام الإجرام، الملف الذي رسمت خطواته أمريكا التي تخشى من ارتفاع نسبة الوعي السياسي لدى أهل الثورة نتيجة العمل الجاد من قبل المخلصين الواعين لرفع مستوى التفكير وكشف مخططات الأعداء الهادفة للقضاء على الثورة المباركة.
وأخيراً: رسالة نوجهها للمعتصمين في ساحات العز في ساحات الدفاع عن الثورة وعن الدين والعرض، أن اثبتوا واصبروا ولا تبرحوا أماكنكم، واسألوا الله الثبات، فأجركم عظيم وثغركم عظيم، فأنتم باعتصامكم هذا تمنعون تنفيذ مخطط القضاء على ثورتكم. كما ندعو كافة المخلصين والثوار والمجاهدين والمهجرين والمهاجرين في الشمال المحرر للعمل لإفشال مخطط فتح المعابر واستعادة قرار الثورة العسكري وفتح الجبهات لإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه عبر دولة خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز