يقول الباري سبحانه: (وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ).
يحذرنا الله سبحانه وتعالى في هذه الآية من الركون الى الظالمين أي الميل لهم سواء بمودة او مداهنة أو مجرد الرضا بأعمالهم، فتكون النتيجة ناراً وقودها الناس والحجارة، ليس هذا فحسب بل يحذرنا أيضا أنه ليس لنا ناصر ولا معين ولا ولي إلا الله، وإذا ركنّا الى الظالمين لن ينصرنا الله مهما امتلكنا من أسباب القوة.
فهل يرضى أهل الشام وأهل الثورة أن يسلموا قرارهم ومصيرهم إلى قادة عملاء يقومون بدورهم الوظيفي لتسليم البلاد والعباد الى الظالمين أعداء الله؟!
بل وكيف يرضى المسلمون في شتى بقاع الأرض أن يسلموا أمرهم الى حكام خونة رويبضات نهبوا خيرات البلاد وأمعنوا في إذلال وإفقار الشعب المسلم، بل وكتموا أنفاس العباد حتى لا يتكلموا بحق أو يذكّروا بعظيم؟!
ونحن نرى اليوم تسلط قادة الفصائل المرتبطين ومحاولة تكميمهم لأفواه الصادعين بالحق وتغييبهم في دهاليز السجون!
نعم سيبقى حالنا هكذا ما لم نتحرك بأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعننكم كما لعنهم).
وقال تعالى: (إِنَّهُمۡ إِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ يَرۡجُمُوكُمۡ أَوۡ يُعِيدُوكُمۡ فِي مِلَّتِهِمۡ وَلَن تُفۡلِحُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا).
هذا تحذير شديد من الله لنا مالم نلتزم أمره سبحانه، أما إذا التزمنا أمره وسرنا على نهج الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه سنجد بإذن الله البشريات، فقال عز من قائل:(قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمٖ مُّؤۡمِنِينَ)..
ونقول لأهل القوة والمنعة في الشام وكل بلاد الإسلام أن انظروا في أي طريق تسيرون وأي فسطاط تنصرون.
فالمسؤولية الملقاة على أعناقكم عظيمة وأجرها كذلك.
فكونوا أجناد الله في أرضه وأسقطوا الخونة والعملاء المرتبطين، وجددوا سيرة الفاتحين.
ونخص أهل الشام بالذكر أن سارعوا لانتزاع قراركم وأسقطوا القادة الخونة وارفعوا الوصاية التركية عن ثورتنا وحرروا سلاحكم واستعيدوا قراركم العسكري لنفتح الجبهات ونغزو النظام المجرم في عقر داره لإسقاطه وإقامة حكم الإسلام عبر دولة الخلافة. وتذكروا أن لكم في سجونه أخوات وأمهات وأعراض تلاقي ما يعجز اللسان عن وصفه من عذاب. فكونوا كما عهدناكم أنصار حق ضد الباطل وأهله، لعل الله يرضى بذلك عنا فيمن علينا بالنصر والتمكين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبد الله عبد الجواد الحجي