إن الظالم مهما طغى وانغمس في ظلمه ستدور عليه الدوائر ويعض على الأنامل ندماً، لأن الله لا ينسى.
فكثيراً ما يغتر الظالم بنفسه وبسلطته وقوته وماله ومركزه، فتراه لا يرى أحداً أمامه، ولكنه عند الله مكشوف وعارٍ وضعيف، يمهله بعض الوقت لعله يستفيق من غفلته و العظمة المزيفة التي أحاط نفسه بها، فإن أرجع الحقوق المسلوبة لأصحابها و اعتذر عن ظلمه حينها يكون أهلا لأن يغفر الله له ويسامحه إن سامحه صاحب المظلمة.
و المسألة ليست قضية هينة عند الله إن مرت عند عباده، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب). ووقع في بعض الروايات (دعوة المظلوم و إن كان كافرا ليس دونها حجاب) فالكافر المظلوم يستجيب له الله فما بالك بالمؤمن المظلوم!
إن الظالم إن لم يسارع إلى طلب العفو ممن ظلمه فسيكون في عداء مع الله ويضاعف على نفسه العذاب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام).
فعلى الظالم وأعوانه أن يعتبروا ويتعظوا بما حل بأسلافهم الظالمين قبلهم، ويعلموا أن الله ناصر المظلومين، طال الزمن أم قصر..
فأبشروا أيها الصادقون ولا تيأسوا...
لقد ضاق الحال بأمتنا اليوم كما ضاق الحال بمن قبلنا، وبلغوا من شدة الحال ما بلغنا وأشد، حتى قيّض الله لهذه الأمة سلطان العلماء العز بن عبد السلام والقائد الفذ قطز اللذين استطاعا إنقاذ الأمة من الاندثار على يد التتار، فلا يجب علينا اليوم اليأس من واقعنا، بل واجبنا جميعاً أن نحارب من أجل استعادة قرار ثورتنا و قرار أمتنا المسلوب من أيدي الظالمين ،
ولا يقولنّ أي فرد منا لا أستطيع تقديم أي شيء، بل تستطيع تقديم الكثير والكثير كل حسب استطاعته وقدرته، و لو كان ما تقوم به هو ترك الظلم و أهله، و انحيازك الى طرف الحق و أهله. والله ولي الصادقين الصابرين.
-----------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
حسان أبو البراء