في ظل تهالك نظام الإجرام وانشغال حلفائه بأنفسهم، وهو الذي لا يحتاج إسقاطه لأكثر من ضربتين قاصمتين في خاصرته الساحلية والعاصمة دمشق، وفي ظل تعالي الأصوات التي تنادي باستعادة القرار العسكري وفتح الجبهات، ومع غليان دماء المجاهدين التي اشتاقت لصيحات التكبير، يخرج علينا قادة الارتباط لفتح معبر لإنعاش النظام المجرم والتطبيع معه خدمة لمعلمهم التركي. ويخرج علينا الجولاني بكذبة معركة حلب فسمعنا جعجعة ولم نرَ طحناً.
إن عمل قادة الفصائل المرتبطين يشبه عمل الحكام الخونة، فجلّ همهم تنفيذ أوامر أسيادهم والحفاظ على مكاسبهم الخاصة ونيل رضا أسيادهم، فلم تعد الثورة تعني لهم شيئاً، بل بات عملهم القضاء على الثورة وإعادتها لحضن نظام الطاغية أسد، كما حصل في درعا والغوطة وحلب.
واليوم بدل أن ترتعد فرائص النظام المجرم من فتح معركة تنهي وجوده، يجدد قصفه للمناطق لأنه يثق بقادة الارتباط الذين يحتفظون بحق الرد كما يفعل النظام المجرم مع كيان يهود.
كل هذا يحصل لأن القرار بيد القادة العبيد الذين رهنوا قرارهم لسيدهم، والواجب علينا استعادة القرار العسكري من القادة المرتبطين وتوسيد الأمر لأهله سياسيا وعسكريا قبل أن يضيع علينا القادة الخونة الفرصة الذهبية التي لا تفوت.
وإننا لندعو أهلنا في المحرر للنزول لساحات التظاهر ليطالبوا أبناءهم المجاهدين بانتزاع سلاحهم واستعادة قرارهم وكسر الخطوط الحمراء على الساحل وغيره، لفتح معارك حقيقية تقصم ظهر النظام المجرم في عقر داره.
كما ندعو صادقي الثوار والمجاهدين وعناصر الفصائل، أهل النخوة والغيرة على الإسلام والثورة وأعراض الحرائر، للاستجابة لأمر ربهم ونصرة أهلهم وتحرير بلادهم وإنقاذ أعراضهم من سجون نظام الإجرام، وخاصة بعد أن ظهر لكم كذب القادة وعدم جديتهم بفتح أي معركة، ناهيك عن أنّ القتال تحت رايتهم إذا حصل فسيكون لاستنزاف طاقات المجاهدين بعيداً عن المعارك الحاسمة في الساحل ودمشق، و ستكون لتجميل صورتهم على حساب دماء الشهداء التي يتاجرون بها.
إنّ الأمة تتوق لقادة مخلصين يقودون جموع الثوار الأحرار لإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام من جديد في ظلال خلافة ترضي ربنا وتنقذ أهلنا وأرضنا وعرضنا.
---------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
فادي العبود