إن استمرار اعتقال شباب حزب التحرير واختطافهم منذ أكثر من سنة ونصف، واستمرار حملة الاعتقال لتشمل شباباً جدداً، على يد مخابرات هيئة تحرير الشام التي زعمت الدفاع عن الثورة ومبادئها، و لكنها في الحقيقة انقلبت على ثوابت الثورة، و حرفت وجهتها إلى ما يخدم مصالح النظام التركي المتآمر وأجنداته التآمرية، وتضييعها لما بذله الثوار والمجاهدون من دماء وتضحيات، كل ذلك ينذر بخطر عظيم يطال المحرر كله.
إنه لظلم وبغي وعدوان أن يتم اعتقال شبابٍ نذروا أنفسهم للدعوة إلى الحق، وصدعوا بكلمة الإسلام والعمل لإقامة دولته، ودعوا أهل الثورة للتمسك بثوابتها لبلوغ المراد.
إن هذا الاعتقال بل الاختطاف هو دليلُ عجزٍ عن مقارعة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان، ودليل على الخضوع لأوامر مخابرات النظام التركي عراب المصالحات، وانخراط فعلي في محاربة المشروع الإسلامي الحقيقي مشروع الأمة، لا مشروع حزب وحده.
إن تصرفات قادة الهيئة يعكس تخوفهم من حراك الأمة المبارك الساعي لاستعادة قرار الثورة من قادة الارتباط بالنظام التركي الذي يسارع لسوقنا لبطش النظام المجرم وقمعه، وهم بذلك ينفذون عملياً الأجندة الأمريكية لفرض الحلول الاستسلامية على أهل الشام.
وعليه، فقد بات حرياً بجميع الصادقين أن يقفوا موقف عز وشرف ورجولة، لرفع الظلم واستعادة الحقوق وإطلاق سراح المعتقلين ظلماً، واستعادة القرار العسكري والسياسي، لنعيد للثورة ألقها وللأمة سلطانها، بعد كف أيدي العابثين، والعمل بصدق لإقامة حكم الإسلام عبر دولة الخلافة على أنقاض النظام المترنح، ففي ذلك رضا الله سبحانه، وفي ذلك أمن المسلمين وأمانهم، ولمثل هذا الخير العظيم فليعمل العاملون.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا:
عبد الهادي خيَّال