press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٥٣١ ٠١٠٦٠٥

 

 

عندما نشأت الدعوة إلى الإسلام كان العالم حينئذ غارقاً في شتى ألوان الفوضى والانحطاط الفكري وعلى كافة الأصعدة، فالإمبراطوريات الكبرى من بيزنطية وفارسية وقبطية كانت في مرحلة التفكك والانهيار بسبب حروبهم وأطماعهم وظلمهم واستعبادهم للبشرية بدل أن يكونوا عبيدا للخالق.

ولما جاء الإسلام بنظامه الذي هو وحي من عند الله لمعالجة مشاكل الإنسان بوصفه إنسان بغض النظر عن شكله أو لونه أو عرقه بدأ الناس بالإنسلاخ عن معتقداتهم الجاهلية وأفكارهم المنحطة واتجهوا إلى صياغة حياتهم صياغة جديدة بناء على أوامر الله ونواهيه وما تمليه عليهم عقيدته الإسلامية وعبوديتهم لله، فكانت حياتهم مختلفة عما كانوا عليه إبان حكمهم بنظام وضعي من عند البشر، أدركوا خلالها معنى السعادة الحقيقية والاطمئنان القلبي بعد حياة الشقاء والقلق والظلم التي كانوا يعيشونها في ظل الأنظمة الجاهلية الوضعية، فقد أتى الإسلام وبين أن الكون والإنسان والحياة مخلوقة لخالق وهو المشرع والحاكم لهذه الحياة.

ونرى في زماننا هذا أن هذه الأحداث بدأت تتكرر وهي ضعف القوى الكبرى والانحطاط الفكري على كافة الأصعدة، وهذا ما يجعلنا ندرك أن هناك تغييرا جذريا لهذا النظام الوضعي وأن هناك ولادة جديدة لنظام عالمي جديد وهو نظام الإسلام في ظل دولة الخلافة.
فنحن الآن في نهاية الملك الجبري. ورسول الله ﷺ بشرنا أنه بعد هذا الحكم الجبري ستعود الخلافة (..ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).
فالقوى الكبرى الموجودة الآن هي: أمريكا زعيمة المبدأ الرأسمالي ورأس الهرم، تليها دول أوروبا بريطانيا وفرنسا وألمانيا ثم روسيا والصين.

وهذه القوى سببت للبشرية الدمار والشقاء ولم تستطع معالجة مشاكل الإنسان بل عملت على استغلال البشرية واستعبادها وكل ذلك بسبب طبيعة النظام الرأسمالي الوضعي الذي يخدم مجموعة قليلة من الناس على حساب البقية.

وكذلك يظهر للمتتبع أن هذه الدول تسير في طريق الانحدار و تبدو عاجزة وتعيش مرحلة الجمود الفكري وليس لديها حلول للمشاكل الإقتصادية والإجتماعية التي تواجهها.

أولاً: أمريكا تعاني من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وأزمة الديون والسندات ومشاكل الرهن العقاري.

ثانيا: روسيا لديها مشاكل لم تستطع الخروج منها سواء داخلية أو خارجية في محيطها أو في سوريا.

أما أوروبا (القارة العجوز) فلديها مشكلة العجز البشري أي في الطاقة الشبابية التي تحتاجها من أجل الأيدي العاملة، والمشكلة الأكبر بالنسبة لها هي ارتفاع نسبة المسلمين في بلادها واعتناق مواطنيها للدين الإسلامي. والصين (العملاق الإقتصادي) صاحب التقنيات والتكنولوجيا فقد عجز عجزا تاما أمام فيروس كورونا الذي شل حركتها فبانت هشاشة نظامها ودولتها وعجزها عن تقديم الحلول.
وكل ذلك نتاج طبيعي للمبادئ الخاطئة والعقائد الفاسدة والأنظمة الوضعية القاصرة التي تنبثق عنها لتجعل من معالجة مشاكل الإنسان حقل تجارب حينا ولتخدم هذه القوانيين فئة الرأسماليين والمتسلطين وأصحاب الأهواء حينا آخر. وفي جميع الأحوال يعيش الناس في ضنك وشقاء وفراغ فكري وخواء روحي، وليس هناك ما ينقذ البشرية مما هي فيه إلا الإسلام مجسدا في دولة تطبقه وتحمله للعالم رسالة هدى ونور وسعادة.
وقد اشتدت حلكة ليل الظلم وبدأت تظهر للعيان تصداعات كبيرة داخل المجتمعات الرأسمالية وبدأ الناس يدركون شقاءهم وزيف ما يعتقدونه فإن كل ذلك يعتبر تمهيدا وتهيئة من الله عز وجل لبزوغ فجر نظام جديد وهو نظام الإسلام، والذي بإذن الله تعالى سينقذ ليس المسلمين فقط بل البشرية جمعاء مما هي فيه، وهو حل لجميع مشاكل البشرية يرفع الظلم والاستعباد عن أكتافها فينهض بها على جميع الأصعدة ويرتقي بها من رقي إلى رقي.
ونسأل الله أن يكرمنا ونشهد قيام هذه الدولة التي تطبق نظام الإسلام وتحمل رسالته إلى العالمين قريبا بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا

إبراهيم معاز