ومضة:
*نهج الطغاة واحد ( 1 )*

﴿أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾

والمقصود هو سيدنا لوط عليه السلام ومن معه من المؤمنين وذلك أن قوم لوط قد عابوه ومن معه بهذه الخصلة الحميدة وهي التنزُّه عن فعل الفاحشة ، فأمروا بإخراجهم لعدم موافقتهم على ذلك فكانت عندهم الخصال الحميدة والأعمال الحسنة جريمة تستوجب العقاب .

وكذلك في عهد الطغاة الظلمة ، تصبح الأعمال الحسنة قبيحة في ميزانهم ما دامت تتعرض لهم وتخالف أهواءهم وتصحح اعوجاجهم لأن نهج الطغاة واحد ...

مخابرات هيئة تحرير الشام تعتقل شباب حزب التحرير لأنهم فضحوا سير قادة المنظومة الفصائل بمخططات الخيانة و فضحوا ارتباطهم بالمخابرات الدولية وتنفيذهم لبنود الحل السياسي الأمريكي القاتل.
فكانت الخيانة في نظرهم رأي وفضح الخائنين جريمة ..

تعتقل شيّاباً من حماه لأنهم تعاهدوا على قول الحق ونصرة المظلوم فكانت المروءة ونصرة المظلوم في نظرهم فتنة والتحلي بها جريمة ..

تعتقل رجلاً انتصر للحرائر في ( أطمة ) عندما حاول أمني قذر دهسهن في المظاهرة فكان التشبيح على المخالفين لهم في نظرهم طريقة مشروعة لإسكاتهم والانتصار للمظلومين جريمة ..

تعتقل رجلاً تكلم بالحق على منبر رسول الله ﷺ لم يخف في الله لومة لائم ولا من سلطة الأمر الواقع فيما موظفو الأوقاف يخطبون عن الصلاة والطهارة فهذه الموضوعات في نظرهم واجباً أما التكلم في أمر المسلمين وواقعهم وما يعانون منه فهذا جريمة ..

هكذا تقلب الموازين ... في زمن الغرباء وفي عهد الطغاة، فتصبح الفضيلة رذيلة والنصح تهمة والمصلحون جناة.
ولكن في نهاية الأمر سيأتي الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .

====
عبد الباسط أبو الفاروق