الخبر:
دعا وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف إلى وقفٍ لإطلاق النار بسوريا يبدأ من حلب، وأوضحا أن إنهاء الصراع يجب أن يكون سلمياً، وقالا إن مؤتمر جنيف2 يجب أن يخصص لتطبيق مقررات جنيف1.
وقال كيري: "تحدثنا اليوم عن إمكان تشجيع وقف إطلاق النار، ربما كبداية للأمر في حلب، وقد وافقت المعارضة في حال استعداد النظام لإعلان ذلك لتكون أيضا هي جاهزة". (الجزيرة نت 13-1-2014 م).
التعليق:
هذا يفسر لنا عشرات الآلاف من البراميل المتفجرة والصواريخ والقذائف التي سقطت ولاتزال فوق رؤوس الآمنين على أرض الشام، وليس آخرها الحملة المسعورة للنظام المجرم في مدينة حلب والتي خلفت مجازر كثيرة لم تفرّق بين طفل رضيع أو شيخ معمّرٍ أو نساء عفيفات كنّ يحاولن إيواء أطفالهن من قارس البرد وأزيز الرصاص وأنّات الجوع.
إذ أن طاغية الشام وبأمر من أميركا يزيد حدة إجرامه قبل مؤتمر جنيف2، ومن ثم التخفيف منه أثناء المؤتمر فيشعر الناس بشيء من الهدوء والأمان المؤقت مع تعويل النظام على تيئيس الناس وتركيعهم وتفتير هممهم ليضغطوا على المقاتلين المخلصين ويقبلوا بالسم الزعاف المقترح في الحل الأمريكي عبر جنيف2 وخوض مفاوضات عبثية تبيع دماء شهدائنا وتضحياتهم. وطبعاً كيري يقترح البداية من حلب، بعد أن هدّمت البيوت فوق ساكنيها، وربما يقترح بعدها مدينة داريا بعد استهدافها بالغازات السامة، وهكذا دواليك.
أما افتراؤه الخبيث، فهو ادعاؤه موافقة "المعارضة" على وقف إطلاق النار في حال استعداد النظام. فكل المخلصين يعلمون يقيناً أن ذلك فخ يراد إيقاع ثورة الشام فيه لإجهاضها وحرفها عن مسارها وتهيئة الأجواء لاستبدال عميل بعميل، مع ملاذ آمن للمجرم بشار ومحيطه الفاجر المخضب بدماء أطفالنا وخيرة شبابنا، مع حكومة انتقالية تُفْرَضُ على أهل الشام، قد تكون مدعومة بقرار من مجلس الأمن لحمايتها بقوات "حفظ سلام" دولية تذبح مسلمي الشام كما يُذْبح المسلمون في أفغانستان على أيدي "الإيساف".
يا أهل الشام الثائرين، أيها الصابرون الصامدون المحتسبون الواثقون بنصر الله القريب بإذنه تعالى:
تلك أمانيّ أمريكا والغرب ومعهم الأذناب والأتباع والعملاء والصنائع، ومعهم أبالسة الجن والإنس، اجتمعوا على ثورتكم لسرقتها كي تعودوا إلى بيوتكم خائبين، فأفشلوا مشروعهم بوعيكم وثباتكم وتصميمكم على متابعة مشوار عزّة بدأتموه، ولا ترضوا بأنصاف الحلول - إن نصف ثورة أسوأ من عدم الثورة - ولكم في تجارب مصر واليمن وتونس وليبيا خير شاهد ودليل، والعاقل من اتعظ بغيره. وقد يقول قائل من اليائسين أو المخذّلين: "دعونا نجرب الحل في جنيف"، فنحذّر من هذا القول لأنه الموت الزؤام لكم إن كنتم لا تعلمون، وهو عين ما تريده أمريكا، ونقول لأهلنا في الشام أن ما حلّ بالعراق خير دليل أمامكم فلا تقعوا في ما وقع فيه إخوانكم. ولكم في تضحيات أهلنا في أفغانستان والعراق عبرة. فقد قدم أهلنا في أفغانستان التضحيات الجسام، واستلم كرزاي عميل الأمريكان، ومن بعده تضحيات العراق، فاستلم من بعدها المالكي الحاقد عميل الأمريكان أيضاً. فنذكركم بحديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين). كما نحذركم من مغبة الخضوع لأصوات المخذلين المثبطين ذوي المصالح، والتفوا حول من يقدم لكم مشروعاً سياسياً متكاملاً يتوج به تضحياتكم بخلافة على منهاج النبوة بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ).
ناصر شيخ عبدالحي | عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا | 15-1-2014 م