الحدث:
قال وفدا التفاوض إلى جنيف2، وفد النظام ووفد الائتلاف، يوم السبت 25-1-2014م، أنهم "يحاولون التغلب على عواطفهم السلبية، ويقبلون بالجلوس معا من أجل مصلحة بلدهم". حيث قال رئيس الوفد الحكومي المفاوض بشار الجعفري: "نحن هنا لحماية مصالح بلدنا والمضي قدما في الدفاع عن بلدنا". وأضاف رداً على سؤال حول شعوره بالتواجد في غرفة واحدة مع وفد المعارضة "لسنا هنا لنتحدث بالعواطف. قد نكون نعض على جرحنا، لكننا جادون... أتينا بعقلية منفتحة وبنفسية إيجابية لإخراج البلد من هذا الوضع، وفق المصالح العليا السورية".
فيما قال أنس العبدة عضو وفد الائتلاف المفاوض: "ليس سهلا علينا أن نجلس مع الوفد الذي يمثل القتلة في دمشق، إلا أننا فعلنا ذلك من أجل مصلحة الشعب السوري وأطفال سوريا ومستقبل سوريا".
الميزان:
يا له من تسويق رخيص ورقص على جراح أمة الإسلام على أرض الشام!
إن المتتبع لأحداث المؤتمر وما سبقه من تصريحات وتحركات يدرك مهارة الطرفين المفاوضين في امتهان الكذب وتضليل الناس، ومحاولة تجريعهم مرارة الخيانة والإجرام والخزي والعار على دفعات. فهما في الإجرام سواء، فالأول قاتلٌ بضوء أخضر أمريكي، والثاني خائن لتضحيات أهل الشام ومتاجرٌ بدماء شهدائهم، وبأوامر أمريكية أيضاً، عرّابها فورد. واجتمعا في جنيف لفرض ما يسمونه "الحل" على الطريقة الأمريكية، فيعاد تصنيع نظام الطاغية بعد أن يذهب رأس النظام وتبقى جذوره الآسنة متحكمة في تسيير شؤون البلاد بالحديد والنار عبر نفس المؤسسات الأمنية القديمة ولو بمسميات جديدة.
وإننا لنحذّر أهل الشام الثائرين من أن ينزلقوا في وحل ما يحاك ضدهم بعد كل هذا الصبر وهذه التضحيات. ونربأ بهم أن ينخدعوا بما يقدم لهم من حلول تخالف عقيدتهم ومبادئ ثورتهم، فجنيف2 يحمل السم الزعاف مخلوطاً بكثير من الدسم ليسهل تسويقه وتمريره. وليعلموا يقيناً أن نصر ربنا آتٍ آت بإذنه تعالى، ولكن لابد دونه من تضحيات. وما عليهم إلا أن يلفظوا الائتلاف لفظ النواة لأنه جسم غريب عن ثورة الشام، لم يجلب لهم إلا مزيداً من الذل والمهانة والخيبة والدمار، ويسقطوا جنيف2 بكل قراراته ومؤامراته، ويلتفتوا إلى قدراتهم الذاتية في الحل، عبر الالتفاف حول مشروع سياسي يوحدهم على أساس الإسلام، تجتمع عليه الكتائب والألوية المخلصة، فتتوحد الجهود وتُرصّ الصفوف على ما يرضي الله ورسوله وأهل الشام الثائرين الصامدين المجاهدين لرفع راية العقاب، راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد إسقاط طاغية الشام بأيدي المسلمين المخلصين وتوفيق الله الذي لا يخذل عباده. هذا طريقكم إلى العزة بإذن الله يا أهل الشام، فكونوا على قدر المسؤولية والله معكم ولن يتركم أعمالكم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
ناصر شيخ عبدالحي/ عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
الثلاثاء 27 من ربيع الأول 1435 هـ الموافق 28-1-2014م