press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

مقالة1 2

 

إن للتطبيع مع النظام أشكالاً وأدوات عدة، بعضها داخلية وأخرى خارجية، وجميعها تسير وفق الرؤية الأمريكية للحل في سوريا وكل جهة تقوم بدورها المرسوم لها، ونذكر منها:

أولاً: تطبيع قيادات المنظومة الفصائلية العملي مع نظام الإجرام و المتمثل بإغلاق الجبهات وتبريدها.
ومحاولة القضاء على أي تشكيلات مخالفة تسعى لإسقاط النظام. وملاحقة حملة الدعوة والصادعين بالحق.
وكذلك حماية الدوريات الروسية، وعدم اعتراض المروحيات الروسية في الشمال الشرقي.
والسعي لفتح المعابر التي تدعم بدورها فكرة المبادلة التجارية مع النظام المجرم. وكل ذلك لإيجاد الأرضية لفكرة التصالح والتعايش معه وفق رؤية الحل الأمريكي.

ثانياً: حكومات الأمر الواقع (المؤقتة والإنقاذ) وسياساتها التي تحاكي سياسات النظام المجرم من خلال وضعهم لخطط سياسية واقتصادية قائمة على عائدات الضرائب والأتاوات والمكوس والجباية، والتي بدورها تزيد معاناة الناس وترهقهم، بدلاً من رعايتهم ودعمهم، لدفعهم للاستياء من هذا الواقع ومقارنته بظروف ما قبل الثورة، كبذرة خبيثة تهدف للتمهيد للمصالحة مع قاتل أبنائهم ومنتهك أعراضهم بدل إسقاطه وتخليص الناس من شروره.

ثالثاً: تطبيع المعارضة الخارجية ممن صنعتهم أميركا على عينها ودعمتهم ليزعموا نفاقاً تمثيل الثورة، كالائتلاف وهيئة التفاوض واللجنة الدستورية، ومنصات وأفراد منهزمين و مرتبطين بالمؤامرات على ثورة الشام، من خلال السير وفق الرؤية الأمريكية وآلية تنفيذها، من خلال المؤتمرات والاتفاقيات السياسية التي تحاك ضد أهل الشام وثورتهم.
كل ذلك من أجل دفعهم للقبول بالحل السياسي الأمريكي كمسلّمة من المسلمات لا بديل عنها بتقديمها على أنها طريق الخلاص الوحيد.
فقد استقر في أذهان القادة المضبوعين أنه لا بديل عن الاستعانة بغيرنا، لذلك اتجهوا لاستجداء الداعمين و الخنوع لقرارات و توجيهات المجتمع الدولي وأممه المتحدة. و تعتبر اللجنة الدستورية أهم أدوات التطبيع عبر الجلوس مع نظام الإجرام ومناقشة بعض "الإصلاحات الدستورية"، فهي تضمن علمانية الدستور واستمرار أنظمة الكفر.

رابعاً : الأنظمة العربية وغير العربية التي تسارع للتطبيع مع نظام أسد، وليس آخرها زيارة وزير خارجية سلطنة عمان إلى دمشق ومحاولة إعادته إلى جامعة الأنظمة العربية تحت إشراف أميركا والمجتمع الدولي، مع إعادة فتح العديد من السفارات في دمشق، لإسباغ الشرعية على نظامٍ سفاحٍ ولغَ في دماء مسلمي الشام وما زال.

فهذه الجهات و الأعمال جميعها تحاول إكمال دور القصف والبطش والمجازر الذي يمارسه أعداؤنا، وهي مكر المجرمين لزرع حالة من اليأس والقنوط في نفوس الثائرين، ليقبلوا بالحلول الاستسلامية بعد تضحيات أكثر من مليون شهيد لا يكافئها إلا إقامة حكم الإسلام على أنقاض هذا النظام البائد.

وإننا على ثقة من جميل وعد الله تعالى وقوله سبحانه: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَام).

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبود العبود