press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

القبض على الحقائق السياسية بيد من فولاذ

 



لا بد من استعراض ملف تعامل النظام الدولي والأنظمة التابعة والعميلة له مع ثورات الشعوب التي أطلقوا عليها اسم ( الربيع العربي).
الاستعراض يبنى على حقيقتين سياسيتين من فرط بأحدهما فقد ضل سواء السبيل:
الحقيقة الأولى: أن النظام الدولي برمته، أي أمريكا قائد هذا النظام وما دونها من أنظمة في أوربا، وأنظمة في العالم العربي والإسلامي، كلها عدو مبين لهذه الثورات، كونها ثورة على أنظمة تابعة وعميلة، بل ومصنوعة على عين الغرب لتؤدي وظيفة لصالح أسيادها ولا تخرج عن هذه الوظيفة، تختلف الأدوار والأقنعة حسب ما تقتضي مصالح الدول الكبرى، ولا تختلف الوظيفة بل هي متطابقة تماما، فالنظام الدولي يقف بكامل قوته السياسية والعسكرية إن اقتضى الأمر في وجه هذه الثورات ونجاحها لأنها ثورة على مصالحه ونفوذه وعملائه أولا، وهي ثورة شعوب مسلمة تتوق لعودة الإسلام إلى الحياة من خلال دولة تطبقه وتحمله ثانيا، وهذا طبيعي بل وفطري، فهي ثورات على الظلم العالمي، وتطلع المسلمين للعيش في ظل الإسلام وعدل الإسلام.
الحقيقة الثانية :
أن الشعوب بطبيعتها تتعاطف مع بعضها في ثوراتها ضد الأنظمة المجرمة الظالمة، بل تعتبر الثورات قضية مشتركة بين الشعوب، وأي ثورة تنجح في إسقاط نظام مجرم من أدوات النظام الدولي، تعتبره الشعوب انتصارا لها، وغالبا محفزا لها للتحرك ضد أنظمتها الظالمة المجرمة، وهذا التعاطف يتحول إلى أعمال نصرة ودعم مادي ومعنوي، حين تكون رابطة الشعوب واحدة، رابطة الإسلام عقيدة المسلمين.
هاتان الحقيقتان تعطيان أساسا للعمل الثوري في بناء قواه الذاتية بعيدا عن ألاعيب النظام الدولي وأدواته وفخاخه ومكره، بل تكون العقلية الثورية الناجحة هي العقلية التي تبني أعمالها على أساس هاتين الحقيقتين الساطعتين، فتمسك قرارها السياسي ولا تسمح بالتفريط فيه مهما كانت التكاليف، وبالتالي تمسك بقرارها العسكري طبيعيا، لأنه بناء على إمكانيات ذاتية بقرار سياسي مستقل، لا يسمح فيه بالارتباط بأي جهة غير الشعب والثورة مهما كانت ومهما لبست من أقنعة، وتبرز فكرة التخوين هنا بقوة والمحاكمة الثورية والعزل أو الإعدام، لكل من يحاول ربط قرار الثورة بأي جهة غير الشعب ومصالح الشعب، وهذه الفكرة فكرة التخوين والمحاسبة تكون قوية وفاعلة بقدر وعي الشعوب الثائرة على أهمية استقلال قرار الثورة وخطورة ارتباطه بأي جهة خارجية.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبدو الدلي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا