بعد أن أكرمنا الله بالنصر على طاغية الشام، أصبح واجب علينا أن نقيم حكم الإسلام كاملاً، فالله طلب ذلك عندما قال: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة) كناية على إقامة الدين.
وعليه فنحن اليوم أمام متغيرين أساسيين: الأول في الداخل والثاني في الخارج:
أما الأول فهو المجاهدون الذين حرروا البلاد، كانوا يجاهدون في سبيل (لا إله إلا الله).
وكذلك حاضنتهم كانت تعتبر قتيلها شهيداً لأنها تعتبره في سبيل الله، وبالتالي فإن مطلب الحاضنة والمجاهدين هو تحكيم شرع الله ولهذا خرجوا.
فمن يرى بعد ذلك أن الأمة غير مهيأة لتطبيق الإسلام و إقامة نظام الخلافة فهو يخادع نفسه و غيره.
فالأمة بالتأكيد مهيأة لإقامة حكم الإسلام وهي غير قابلة و لا مهيأة لتطبيق أحكام العلمانية والديمقراطية ومشتقاتها كالدولة المدنية و لو كانت كما يزعمون بمرجعية إسلامية، إلى غيرها من مصطلحات الهروب من نظام الحكم في الإسلام (الخلافة).
أما الثاني فهو الخارج الذي لم ولن يقبل تطبيق نظام الخلافة، ولن يسمح لك بذلك إن استطاع، ونعلم بأنهم لن يمنحونا العزة عطاءً من عندهم، لأنها تؤخذ أخذاً ولا تُعطى من عدو.
فهؤلاء لن يتغير حالهم ولا يجوز العمل على إرضائهم ليسمحوا لنا بتطبيق شرع الله، فهم أعداء لله وشرعه، والاستمرار في محاولة ما يسمى الضحك عليهم وخداعهم تشابه تماماً قول قادة الفصائل في بداية الثورة بأنهم يأخذون الدعم من غرف العمليات التابعة للغرب ليضحكوا عليهم، ثم رأينا كيف أضحكوا علينا الغرب والشرق لولا فضل الله ثم ضغط الحاضنة الثورية باتجاه كسر القرار العسكري والذي وضع الجميع أمام خيار المواجهة، فكان انهيار النظام الذي لطالما كان ضعيفاً ينتظر قراراً لضربه فيتهاوى.
فلنعمل على إرضاء ربنا وحده بتطبيق شرعه و إقامة حكمه في الأرض، و لا يجوز أن نلتفت لرضا الغرب و الشرق فإن فعلنا خسرنا نصر ربنا و تأييده لنا.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى سليمان