لقد أكرمنا الله بسقوط نظام طاغية الشام منذ 8_12_2024 ومكّن الله للمجاهدين وسيطروا على مقدرات البلاد، وانهارت أجهزة النظام الأمنية والعسكرية ووسطه السياسي باستثناء بعض الفلول، إلا أنّ الفراغ في شكل نظام الحكم ودستوره لازال شاغراً، في الوقت الذي كان ينبغي فيه أن يكون البديل جاهزاً كالدستور الإسلامي البديل، الذي يرسم الخط العريض لسياسة الدولة الخارجية والتي أساسها حمل رسالة الإسلام للعالم، والسياسة الاقتصادية التي تقوم على الملكيات الثلاث الخاصة والعامة وأملاك الدولة، والنظرة لكيفية توزيع الثروات العامة على الرعايا، والسياسة العسكرية والتصنيعية التي ينبغي أن تبني جيشاً عقائدياً على أساس الإسلام مهمته الأساسية حمل رسالة الإسلام واقتلاع كيان يهود وحفظ بيضة المسلمين.
هذا التصور وغيره من التفاصيل الكثيرة لم تظهر في سوريا الجديدة على شكل مشروع جاهز للتطبيق، على الرغم من التمكين الذي منَّ الله علينا به.
فإن كانت نظرة القائمين على المرحلة الحالية يرون أننا لازلنا في حالة الاستضعاف، وإذا سلّمنا بهذه النظرة رفعاً للجدل، فإننا أمام حالة تستوجب المسارعة بترتيب البيت الداخلي والقيام بأعمال التمهيد التي تملأ فراغات النقص والضعف وتقطع كل يد تعمل لمنع تمكين المسلمين في ظل دولة إسلامية سماها النبي صلى الله عليه بعد الحكم الجبري "بالخلافة".
وعليه فإن التسارع الرهيب الحاصل في الاتجاه المعاكس للتمهيد ينذر بالخطر، كفتح السفارات الغربية التي كانت قبل أيام سفارات لتمكين نظام أسد وحرب المسلمين، والتي لم تكن يوماً إلا أوكاراً للتآمر على المسلمين لمنع إقامة دولتهم وإعادة عزهم.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى سليمان