حذر وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، من تصاعد التوترات في سوريا، مشيراً إلى أنها منطقة أخرى محفوفة بالمخاطر وتظهر ميلاً للتصعيد، مشيرا إلى أن الملف السوري يحتاج إلى نهج شامل للوصول إلى حل مستدام، وذلك خلال افتتاح الاجتماع السادس لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد في الدوحة بتاريخ 9/6/2024م، والذي أكد دعمه جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص غير بيدرسن، للتوصل إلى حل سياسي في سوريا بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، مشيداً بقرار السعودية تعيين سفير لها لدى دمشق.
منذ انطلاقة ثورة الشام والنظام التركي ينفذ التوجيهات الأمريكية لوأد الثـورة، إلا أنهم أدركوا أنهم، رغم كل مكرهم، لم يستطيعوا تركيع أهل الشام ولا تثبيت نظام الإجرام، بل وراحوا يحذرون من طول أمد الصراع خوفاً من مفاجآت ومخاطر غير محسوبة يفجّرها نبض الأمة الثائر وجذوة ثـورتها المتقدة، وخاصة مع الموجة الجديدة من الثورة ضد القادة المرتبطين بالمخـابرات التركية وغيرها، ومحاولات الأمة الحثيثة لاستعادة سلطانها وقرارها لتحقيق مرادها المتمثل بالزحف نحو العاصـمة لتتويج التضحيات وبلوغ المراد. بإسـقاط النظام وإقامة حكـم الإسـلام.
هذا ويأتي تصريح فيدان متناغماً مع اعتراف بيدرسون بأن ما سماها "الأزمة السورية" مستحيلة الحل، وأنهم لن يستسلموا لأنها قد تنفجر مرة أخرى في وجههم على حد تعبيره.. واعتبر بيدرسون أنه من الخطأ الكبير ترك القضية السورية دون حل مشكلاتها المتفاقمة والتي قد تنفجر بأي لحظة لأن الهدوء نسبي وليست هناك ضمانات لاستمراره.
فيما تحدث أحمد يلدز، مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، عن صعوبة التوصل إلى حل سياسي دائم في سوريا خلال الوقت الراهن، داعياً حكومة دمشق لبدء مصالحة وطنية حقيقية. وكان وزير دفاع النظام التركي يشار غولر قد قال في وقت سابق إن بلاده قد تفكر في سحب قواتها من سوريا إذا تم تأمين الحدود التركية، ويقصد طبعاً تأمين الحدود من قبل قوات نظام أسد المجرم.
إن هذه التصريحات وما فيها من دقٍّ لناقوس الخطر إنما تعكس خوف أعداء الثـورة من أن يستفحل الحريق في المناطق المحررة في ادلب وغيرها، فتخرج الأمور عن سيطرتهم وتعود الكلمة للصادقين، ولذلك هم يحذرون من الانفجار وتفلّت الأمور من أيدي أدواتهم في المحرر المتمثلة بقادة المنظومة الفصائلية في عموم المحرر، ولذلك تراهم يستعجلون خطوات الحل السياسي والمصالحات.
من أجل ذلك كله، فقد بات لزاماً على أهل الثورة أن يحذروا مكر المتربصين بهم ليفشلوا مؤامراتهم، وأن يواصلوا حراكهم المبارك لاستعادة الكلمة والسلطان والقرار مع المحافظة على الثوابت، مع توسيد الأمر لأهله سياسياً وعسكرياً لرسم خارطة طريق للزحف نحو العاصمة لإسقاط النظام المجرم وإقامة حكـم الإسلام بخـلافـة راشدة ثانية على منهاج النبوة، وما ذلك على الله بعزيز.
-------------
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
الأربعاء، 6 ذو الحجة 1445هـ
12/06/2024م