نظم حزب التحرير- ولاية لبنان بعد صلاة الجمعة من هذا اليوم مظاهرات تحت عنوان: "يوم غضب.. إرادتنا لن تنكسر وحملتكم ستندحر"، رفضاً للنظام العسكري الأميركي الإيراني في لبنان ورفضاً للحملة على أنصار ثورة الشام في لبنان. وقد توزعت هذه المظاهرات على بيروت وطرابلس وحلبا في عكار وسعدنايل في البقاع.
وقد ألقى رئيس المكتب الإعلامي أحمد القصص كلمة في مظاهرة طرابلس جاء فيها:
أيها الإخوة الأكارم، أيها المؤمنون أتباع خير الرسل، يا أهل العزة والنخوة والإباء، يا إخوان ثورة الشام المباركة:
لقد اتضحت الصورة وضوح الشمس لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، المؤامرة عليكم تقودها أمريكا ويسير معها فيها حكام إيران الدجالون الذين لطالما رفعوا شعارات الإسلام زوراً وبهتاناً وأثبتوا بعد ثلث قرن من وصولهم إلى الحكم أنهم عملاء الشيطان الأكبر الذي زعموا عداوته والحرب عليه، فإذا بهم يتحالفون معه في أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان.
وها هي آخر فصول التواطؤ الأمريكي الإيراني تنكشف بعد أن عجزوا عن سترها، فسقطت الأقنعة وكشفت الوجوه على حقيقتها، وأيقن المؤمنون أن غاية أمريكا الكافرة وحكام إيران الدجالين في بلاد الشام واحدة: ألا وهي منع تحرر أهل الشام والحؤول دون قيام دولة الخلافة الإسلامية الراشدة التي من شأنها أن تجمع المنطقة الإسلامية حولها لتكون دولة قوية مؤثرة، فتقطع دابر الهيمنة الأمريكية وتكسر النفوذ الإيراني الممتد من وسط آسيا إلى ساحل المتوسط. واليوم أدرك الجميع أن الحملة علينا، من درعا إلى عبرا حملة واحدة على أمة واحدة.
أمس اتصل وزير الخارجية الأمريكي برئيس الجمهورية يحرضه على الاستمرار في استخدام الجيش لضرب أنصار ثورة الشام ولمحاربة التيارات الإسلامية تحديدا، وقبله بساعات يشيد وزير خارجية المجرم أسد بضرب أنصار الثورة في صيدا وعبرا مع تصريحه بأن نظامه يقاتل بكل وضوح لمنع قيام دولة الخلافة الإسلامية في بلاد الشام، ومن لم يقرأ تصريحه فليسارع إلى قراءته. وإن من أكبر الأدلة على التواطؤ الأميركي في هذه الحملة إغلاق صفحات التواصل الاجتماعي المناصرة للثورة والمكافِحة لحزب إيران بالتزامن مع الحملة على عبرا، وعلى رأسها صفحة النصرة لثورة الشام من لبنان الشام التي وصل مناصروها إلى مائة ألف، وكلنا يعرف أن مفاتيح هذه الصفحات هي بيد وكالة الاستخبارات الأمريكية.
وفي الميدان جميع الناس رأوا عبر النقل المباشر مقاتلي حزب إيران يشاركون في الحملة العسكرية على أنصار الثورة في عبرا. وكل بيانات النفي التي صدرت هي بيانات واهية رغم ما فيها من اصطناع الهيبة والترهيب، فما رآه الناس رأي العين وما أدلى به علماء صيدا من شهادات متواترة لا يرقى بيان سخيف إلى تكذيبه، فكفى استخفافاً بعقول الناس.
لقد رأى الناس جميعاً صور التسجيلات الحية التي نقلت صورة النظام البوليسي القمعي، ليثبت حكام لبنان أنهم إخوان نظام أسد في وحشيتهم وإجرامهم: رجال يداسون بالأقدام بكل وحشية وبرودة أعصاب وضحك ومرح، ولولا الصورة الحية لما اعترف أحد بالجريمة، والشهيد نادر بيومي سُلِّم جثمانه لأهله بعد قتله تحت التعذيب، والجميع رأى صورة الفتى فريد التلاوي مشوّه الوجه والجسد بسبب ضربه على أحد الحواجز ضربا مبرحا لأنه نسي بطاقة هويته في البيت، ورجال ميليشيات إيران يخطفون الناس من بيوتهم... سلاحهم في الشوارع دونما حياء على مرأى ومسمع من الجميع بما فيهم عناصر السلطة اللبنانية.
إننا نعيش في دولة يحكمها إخوان بشار وماهر وآصف شوكت ومحمد الشعار، وليس أهل سوريا أولى منا بالثورة على طغاتهم فطغاتنا لا يقلون إجراماً وحقدًا على هذه الأمة.
أيها الناس:
إننا في لبنان نعيش في ظل نظام عسكري قمعي لا يمت إلى القانون بصلة ولا إلى الشعب بنسب، نظام عسكري يتقاسمه عملاء أمريكا وأتباع نظام إيران ... فكفانا وهماً بأن في هذه الدولة سياسيين يرعون شؤون الناس، بل فيها أشباه سياسيين وليسوا سياسيين، أشباه ساسة يزعمون أنهم يحكمون البلاد وهم لا يحكمون حتى أنفسهم، ووظيفتهم فقط أن يؤمّنوا الغطاء لقرارات أمريكا وصنائعها حكام إيران، بل القضاء على ثورة الشام وأنصارها في لبنان والمنطقة.
يا أشرف الناس يا إخوان ثورة الشام:
هل تعرفون أن هذا البلد موبوء بإخوان أبي رغال؟ وهل أتاكم نبأ أبي رغال؟! وهل تعرفون من هم إخوان أبي رغال؟!
أبو رغال هذا هو مضرب مثل للخيانة والغدر. فحين احتاج أبرهة الأشرم لعربي يدله على طريق مكة ليهدم الكعبة في بيت الله الحرام وليحول قبلة العرب إلى الكنيسة إلى الكنيسة التي ابتناها في اليمن، إذا برجل من العرب اسمه أبو رغال يتولى مهمة مساعدته ومعاونته للوصول إلى مكة ليهدم الكعبة. فهل عرفتم الآن من هم إخوان أبي رغال اليوم؟!
إنهم أولئك الذين يتزعمونكم ويزعمون انتماءً إليكم ثم يسارعون إلى منح الغطاء لضربكم وقمعكم والإجهاز عليكم كلما احتاج عدوكم ذلك. فبينما كانت دماء إخوانكم تسيل في عبرا كان واحد من إخوان أبي رغال يرسل مكافأة سفك الدماء ويطالب بالتمديد.
ولسان حال إخوان أبي رغال يقول للنظام العسكري في لبنان كلما شن حملة علينا: (سعديكم)، ونحن (نُجيب) نداءكم، و (تمام وسلام) على قلوبنا ما فعلتم، وأنتم في صميم (فؤادنا) مهما ارتكبتم!!! بل بلغ الأمر أن يأتي الضوء الأخضر بذبحنا ممن يعتلي أعلى منصب للإفتاء "الرسمي" في هذا البلد. هؤلاء هم المنافقون المرجفون لأهل الحق والإيمان.
يا زعماء إيران وحزب إيران في لبنان لقد بات كذبكم مفضوحاً لا ينطلي على أحد، بل باتت عيونكم تنضح كذبًا في خطاباتكم وتصريحاتكم الفجة السخيفة والمفعمة بالعداء لهذه الأمة. لقد أعلنتم أنفسكم أعداءً لنا ولثورتنا، ونحن قبلنا بكم أعداءً، لأن حربكم هي على مشروعنا باستعادة سيادة الشرع وسلطان الأمة، ومن يعادينا في هذا فهو لنا عدو مبين وكفاكم تبجحاً بأنكم تحاربون أميركا فأنتم تُسدون إليها خير خدمة وترموننا معها عن قوس واحدة.
أيها المؤمنون في لبنان:
إخوانكم في ثورة الشام أرادوها ثورة إسلامية لوجه الله، وحاربتهم أميركا ونظام إيران من أجل ذلك، فكونوا معهم صفاً مرصوصا وفوّتوا على عدوكم اتخاذ أرضكم قاعدة ثابتة له للهجوم على ثورة الشام. واعلموا أنه لم يعد هناك من دولة في لبنان بل فيه قادة ميليشيات تنفذ أوامر أميركا ونظام إيران، فانفضوا أيديكم من كل من يغطي هذه الميليشيات ويعطيها الشرعية في ضربكم. واعلموا أن العاقبة للمتقين وكونوا مع العاملين في ثورة الشام لإقامة دولة الخلافة دولة الإسلام.
(( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ))
التاريخ الهجري 19 من شـعبان 1434
التاريخ الميلادي 2013/06/28م
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان