- التفاصيل
في الذكرى الحادية عشرة لانطلاقة ثورة الشام المباركة، قال بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا: كلنا يقين بأن الله عز وجل لن يخذل ثورة قدمت الغالي والنفيس في سبيله، وخرجت من مساجده، ونادت بأعلى صوتها "هي لله هي لله"، وجعلت من رسوله ﷺ قائدا لها. ولفت البيان إلى: أنه منذ اليوم الأول حاول الغرب الكافر تطويق الثورة، وحرفها عن مسارها؛ تمهيدا لإجهاضها، فنصب لها الفخاخ في مؤتمراته، وأغرقها بالمال السياسي القذر، وكبلها بالاتفاقيات والهدن والمفاوضات، وأخذ يستعد لرسم مستقبلها، عن طريق دستور مفصل على مقاسه؛ يُقصي به الإسلام عن الحكم، ويحفظ له مصالحه، ويضمن له استعماره لأرض الشام المباركة، فيكون بذلك قد استبدل عميلا بعميل؛ فيضمن بذلك شقاء المسلمين في أرض الشام المباركة، وضنك عيشهم، بعد أن يبعدهم عن دينهم ونظامه وأحكامه. وأضاف البيان: إن الغرب الكافر هو الذي أسقط دولة الإسلام، وهو الذي استعمر بلاد المسلمين وقسمها إلى دويلات هزيلة، وهو الذي وضع على كل دويلة حاكما عميلا له، فهل بعد كل ذلك يرتجى من حلوله خيرٌ لقضايانا؟! وهل قرار مجلس الأمن 2254 يسعى لخلاصنا وإنصافنا؟! وخلص البيان إلى القول: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وذلك بتبني مشروع الخلافة على منهاج النبوة، والعمل الجاد والمخلص مع العاملين لإقامتها، فهي السبيل الوحيد للخلاص، وما عدا ذلك تضييع للوقت والجهد، وهدر للطاقات، وغرق في مستنقع النظام الرأسمالي العفن الذي أشقى العباد ودمر البلاد.
وفي السياق ذاته شهدت المدن الرئيسية في الشمال السوري، مظاهرات ضخمة إحياء لذكرى الثورة. وتجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، وسط الساحات الكبيرة في كلٍ من مدن "إدلب، الباب، أعزاز، ودارة عزة" وغيرها. بينهم نازحون ومهجرون من جميع المحافظات، جددوا مطالبهم بإسقاط النظام، والتأكيد على ثوابت الثورة. وعمل النشطاء والفعاليات الثورية في كافة المدن والبلدات ضمن المناطق المحررة، على تزيين الشوارع بشعارات تحمل عبارات تؤكد على استمرار الثورة، وتخلل المظاهرات هتافات عرفها المتظاهرون منذ أيام الثورة الأولى من قبيل "الشعب يريد إسقاط النظام".
كذلك عمّت المظاهرات ريف إدلب الشمالي بدعوة من شباب حزب التحرير، وأقيمت مظاهرة حاشدة في بلدة دير حسان جددت العهد على استمرار الثورة حتى النصر. وأحيت مدينة درعا البلد جنوبي سوريا هذه الذكرى من أمام الجامع العمري، وخرجت مظاهرات عدة في قرى وبلدات ريف دير الزور بعد دعوات عدة أطلقها ناشطون وثوار من أبناء تلك البلدات. وخرجت المظاهرات عقب صلاة الجمعة في بلدة الشحيل حيث تجمع الأهالي وسط ساحة البلدة وهتفوا لإسقاط النظام مستذكرين بدايات انطلاقة الثورة ومؤكدين على استمرارها حتى تحقيق أهدافها. أيضاً خرجت مظاهرة أخرى لأبناء بلدة أبريهة هتفت للثورة وإسقاط النظام، كما خرج أهالي بلدة غرانيج في مظاهرة طالبت بإسقاط النظام المجرم وكل القوى والمليشيات الداعمة.
كما أكدت مقالة نشرها المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا أنه رغم كل التآمر فما تزال ثوابت ثورة الشام متقدة في نفوس الصادقين من أبنائها. وهذا ما يبعث الأمل بإمكانية تصحيح المسار وتلافي الأخطاء وتوسيد الأمر لأهله، لتتويج التضحيات بما يرضي الله ويشفي به صدور قوم مؤمنين.
المصدر: https://bit.ly/3qrhwjC
- التفاصيل
مع رؤية هذه التجهيزات وهذه الاحتفالات والمظاهرات في الذكرى الحادية عشرة لانطلاق ثورة الشام المباركة، مترافقة مع مكر شديد من أعدائنا وأدوات أعدائنا في ديارنا، يحضرني قول الشاعر عمر أبو ريشة:
أمتي هل لك بين الأمم .. منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق .. خجلاً من أمسك المنصرم
كيف أغضيت على الذل ولم .. تنفضي عنك غبار التهم؟
أوما كنت إذا البغي اعتدى .. موجة من لهب أو من دم؟!
كيف أقدمت وأحجمت ولم .. يشتف الثأر ولم تنتقمي؟!
أبيات مؤثرة تستنهض همم الصادقين لضبط البوصلة وتصحيح مسار الثورة وقلب الطاولة على كل من يبغونها عوجاً من المجرمين والمتآمرين.
وإنه لأمر طيب أن تستمر أنفاس الثورة ورفع أهلها لراية التحدي رغم ما يعتري هذه الثورة العظيمة اليتيمة من صعاب وآلام وتحديات، وعلى رأسها قادة مجرمون رهنوا قرارهم للدول الداعمة فهادنوا وفاوضوا وفرّطوا بالثوابت، وحكومات وظيفية لا تعرف للرعاية معنى، همها الأوحد التضييق على الناس ليقنطوا ويستسلموا لحلول أعدائهم، وأجسام سياسية دخيلة على الأمة نصبها أعداؤها عليها لتبيع التضحيات باسمها، تروج بخبث للحل السياسي الأمريكي وقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي ينسف تضحيات الثائرين ويعيد الناس إلى بطش نظام الإجرام وقهره.
إلا أنه وفي المقابل، لا تزال جذوة الثورة متقدة في صدور الصادقين تلهج بها ألسنتهم وتصدح بها حناجرهم.
فقد خرجت هذه الثورة المباركة من المساجد بشعارات ورايات إسلامية حملها الثائرون بداية الثورة، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. فلا يزال السواد الأعظم من أبناء الأمة رافضاً الذل والخنوع والعودة إلى حضن النظام، ولازال الثائرون على عهدهم ثابتين على مبدئهم وثوابت ثورتهم، وهي إسقاط النظام بدستوره العلماني وكل رموزه وأركانه ومؤسساته القمعية، وإقامة حكم الإسلام مكانه، خلافة راشدة على منهاج النبوة بشرنا بعودتها نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال:(ثم تكون خلافة على منهج النبوة).
وعليه، فإننا نهيب بأهلنا الثائرين جميعاً أن يلتفوا حول إخوانهم الصادقين العاملين لإقامة حكم الإسلام ودولة الإسلام لتحكيم شرع الله، الذين يقدمون للأمة مشروع خلاص كامل ومفصل مضمون النتائج بإذن الله، والذين يقدمون أيضاً دستوراً إسلامياً خالصاً من ألفه إلى يائه، مستنبطاً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس المعتبر، لنعيد معاً ثورتنا سيرتها الأولى، ولتستمر في خروجها من المساجد ضد الظلم والطغيان، وجعل شعارها قولاً وفعلاً:"هي لله هي لله .. ولتحكيم شرع الله"، مع ضرورة وحتمية قطع حبال الداعمين وأموالهم السياسية المسمومة، ووصلها بالله سبحانه الذي لا يخذل عباده، وهو ناصرهم بإذنه إن نصروه بحق والتزموا بمطلبه، فهو القائل في كتابه سبحانه:(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عادل محمد البرغوت
- التفاصيل
لقد خرجت ثورة الشام عام ٢٠١١م من بيوت الله، بشعارات واضحة تنادي بإسقاط النظام وتحكيم الإسلام. فعندما صدحت الأصوات بهتاف: "هي لله هي لله ولتطبيق شرع الله"، كان واضحاً أن هدف الثورة المباركة هو تحكيم شرع الله على انقاض هذا النظام البائد، موقنين بوعد الله سبحانه لعباده بالنصر والاستخلاف. قال تعالى:
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
ومستبشرين ببشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعودة حكم الإسلام عبر دولة الخلافة على أنقاض الحكم الجبري. قال صلى الله عليه وسلم:(ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).
إلا أنه وبعد أن منّ الله على أهل الشام بخروجهم على طاغية العصر وتحرير معظم المناطق، استطاع الغرب من خلال أدواته من حرف مسار الثورة والتحكم بالجبهات وبسير المعارك ثم تعطيلها، عبر تسليط الداعمين وأدواتهم من قادة المنظومة الفصائلية المرتبطة. ثم جاءت الحكومات الوظيفية التي تسلطت على أقوات الناس لتكمل الدور في ترويض الناس و جعلهم يقبلون بأي حل، فراحت هذه الحكومات تشغل الناس بلقمة عيشهم لينسوا هدفهم الذي خرجوا من أجله ألا وهو إسقاط نظام الإجرام برمته وتخليص الناس من شروره.
نعم، لقد أمعنت هذه الحكومات بفرض الضرائب والمكوس وفتحت محاكم تحكم على مزاج من انشأها.
كما هادنت هذه المنظومة الفصائلية، بأوامر تركية ومن ورائها أميركا، هادنت نظام الإجرام، فأمن العقوبة وأساء الأدب. وعملت هذه الفصائل على إلهاء الناس وإرهابهم بالضغط عليهم لكي يتراجعوا عن أهدافهم وعن ثوابت ثورتهم، و يقبلوا بالعودة إلى حكم النظام وقهره وجبروته.
لقد قدم أهل الشام طيلة عقد كامل الغالي والنفيس من الأرواح والدماء والأشلاء في سبيل الله، لتتويج التضحيات بحكم الإسلام وعدله وعزته، وليس من أجل إصلاحات دستورية شكلية و تغييرات في وجوه بعض المتسلطين.
و رغم كل التآمر فما تزال ثوابت ثورة الشام متقدة في نفوس الصادقين من أبنائها. وهذا ما يبعث الأمل بإمكانية تصحيح المسار وتلافي الأخطاء وتوسيد الأمر لأهله سياسياً وعسكرياً، لتتويج التضحيات بما يرضي الله و يشفى به صدور قوم مؤمنين. وإن ذلك لكائن قريبا بإذن الله.. ولمثل هذا الخير العظيم فليعمل العاملون.
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبد الرزاق مصري
- التفاصيل
مما سمعته أول الثورة من عوام الناس بأننا "لن ننتصر حتى نأكل أوراق الشجر"..
عندها لفت انتباهي عزيمة واستعداد أهل هذه الثورة المباركة لمثل هذا الأمر. فقد أدركوا منذ بداية الثورة أن هناك فاتورة كبيرة يجب أن تدفع حتى تستعيد الأمة هويتها وعزتها وكرامتها ومكانتها بين الأمم، "فمن يخطب الحسناء لم يغله المهر".
إلا أن ما نراه اليوم من محاولات لإرهاب الناس والضغط عليهم في المناطق المسماة "محررة"، من تضييق ممنهج وتجهيل وضرائب ومكوس واحتكار للمواد ورفع للأسعار، من قِبل من يزعمون الثورة والجهاد، هو أمر لم يكن يتوقعه كثيرون، لدرجة أن البعض راح يشبه أفعالهم بأفعال عصابة الإجرام في دمشق المدعومة أميركياً، والتي كان من خبثها ومكرها إشغال الناس بلقمة العيش كي لايعرفوا لنيل عزتهم طريقاً. أفعالٌ تستنسخها المنظومة الفصائلية وحكومات الأمر الواقع التي لا تعرف من الرعاية إلا اسمها، وذلك لإشغال أهل الشام عن التفكير والسعي الجدي العملي لإسقاط نظام الإجرام في عقر داره وإقامة حكم الإسلام مكانه. وهذا هو عين ما تريده أميركا، وهو التنفيذ الحرفي للدفع باتجاه حلها السياسي الخبيث الذي يسوق الناس تدريجياً إلى حظيرة الطغيان من جديد.
فها هي أميركا وائتلافها العميل ومعارضتها المصنعة منخرطون بمكر عظيم لإنجاز خططهم لوأد الثورة، من مؤامرات ومؤتمرات وهيئات تفاوض وجولات متلاحقة، ولجنة دستورية تسعى لتثبيت النظام العلماني الذي يقصي ديننا عن الحكم والحياة والمجتمع والدولة، وذلك في محاولة بائسة لتثبيت الحكم الجبري الذي نعاني من شروره.
و كل هذا التآمر هو لقتل تطلعات الثائرين وآمالهم بتتويج تضحيات ثورتهم بحكم الإسلام ممثلاً بخلافة راشدة على منهاج النبوة لا على مناهج الطواغيت، أدوات الكافر المستعمر الرخيصة.
طبعاً، هذا مكر أعدائنا وأذناب أعدائنا، ولايعني أنهم نالوا مرادهم أو سينالونه، فالله ولي الصادقين الصابرين المحتسبين. فأهل الشام الثائرون لايزالون على الوعد، وهاهم يخرجون في مظاهراتهم الشعبية لإحياء جذوة الثورة من جديد، والأخذ على أيدي القادة المرتبطين والفصائل المفرّطة، والوقوف صفاً واحداً في وجه الظالمين جميعاً، وضبط البوصلة لتصحيح مسار الثورة وتوسيد أمرها إلى من يخشون الله في الثورة والثائرين، و اتخاذ من يحمل مشروعاً سياسياً من صميم عقيدتنا، قيادة سياسية ترسم لنا الخطوات العملية لإسقاط النظام و إقامة حكم الإسلام، وماذلك على الله بعزيز.
وختاماً، نقول لكل المتآمرين على ثورتنا إن أهل الشام ماضون في ثورتهم، متمسكون بثوابتها، ولن يشغلهم عن السعي لتحقيق أهدافها تضييق في المعيشة أو إشغال بمؤونتها، فثورتنا مبدئية لم تقم لتحسين ظروف العيش أو لإصلاحات دستورية شكلية فقط، إنما قضيتها أعظم من ذلك بكثير، أن نطوي صفحة الظلم والقهر والطغيان والحكم بغير ما أنزل الله، لننعم بتطبيق نظام الإسلام و عدله و حمل رسالته رسالة هدى و نور، في ظلال دولة غائبة آن لها ان تعود وتعيدنا أعزة من جديد، ولإقامتها فليعمل كل مخلص يبتغي وجه الله.
قال تعالى:(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
فادي العبود
- التفاصيل
قبل سبع سنوات، وتحدیداً في الشهر التاسع من عام ٢٠١٥م، دخلت روسيا إلى سوريا لتنقذ المجرم أسد من السقوط، وذلك بإيعاز وإذن من أمريكا صاحبة النفوذ الحقيقي في سوريا. لقد ظن بوتين أن مهمته قصيرة، فجيشه العرمرم سيواجه بضعة مقاتلين متفرقين، فأعلن أن مدة حربه لا تتجاوز ثلاثة أشهر. إلا أن حساب السوق لم يطابق الصندوق، فرغم كل ما حققه خلال السنوات السبع، إلا أنه لم يقض على الثورة ولم يستطع إحياء النظام المتهالك، وكل ما استطاع تقديمه عبارة عن جرة أوكسجين تبقي النظام على قيد الحياة بينما هو مضطجع في غرفة الإنعاش.
والجميع يدرك أن روسيا بقبولها الدخول إلى سوريا قد وقعت في ورطة لا يمكنها التراجع عنها ولا المضي فيها كما يريد المجرم بوتين، فالتراجع سيظهره بمظهر الجبان الذي لم يستطع أن يكمل مهمته، أما المضي كما يريد فقد كبّلته أمريكا باتفاقات مع تركيا لتمنع تقدمه عسكرياً، ولتماطل فيما تطرحه من حلول سياسية، وتفشلها.
واليوم نشاهد توريطةً أخرى لروسيا في أوكرانيا، إذ فعلت أمريكا ذلك لتوجد فصلاً بين روسيا والصين، ولتهيمن على أوروبا بشكل أكبر، وتزيد من عزلة وضعف الروس دولياً.
روسيا واجهت في الشام جماعات متفرقة وأدوات بسيطة ليس فيها مضادات طيران ولا مسيرات، ورغم ذلك تكبدت الكثير من الخسائر، ولولا ارتباط قادات الفصائل لاستطاع أهل الشام أن يمرغوا أنف روسيا في التراب ويعيدوها صاغرةً ذليلة.
وإن كان من المبكر جدا الحكم على نتائج المعركة في أوكرانيا، إلا أن عامل النصر الأساسي إن توفر لدى الأوكرانيين فإنهم قادرون على حسم المعركة لصالحهم، هذا العامل يتمثل في إرادة الصمود ووجود القيادة العسكرية الخبيرة والسياسية الفذة.
ورغم وجود عامل الإرادة واستعداد التضحية لدى أهل الشام إلا أنهم لم يستطيعوا حسم المعركة لصالحهم حتى الآن، وذلك يرجع بالدرجة الأولى لفقدانهم القيادة السياسية الفذة، والتي بوجودها يكتمل العنصر الحاسم في النصر.
لقد عانت الثورة كثيراً نتيجة انفصال القيادة السياسية المصنعة خارجياً عن واقع الثورة، وعدم قدرتها على تمثيل الثورة تمثيلاً حقيقياً، وكذلك ارتهانها للداعم الذي أغرقها بالوعود الكاذبة، واستطاع حرف مسار الثورة والتأثير على أفكارها وثوابتها.
وإن أحد أسباب جعل أوكرانيا طرفاً في الحرب هو ضعف قيادتها السياسية وارتباطها بالغرب، الذي سرعان ما ظهر تخاذله مع بدء الهجوم الروسي، لنرى الرئيس الأوكراني يشكو من وحدته في الميدان ويلغي متابعته لرؤساء أوروبا على تويتر، بعد أن كان متأملاً بنصرتهم!
لهذا كله كان لزاماً على أهل الشام أن يتداركوا أمرهم ويكملوا مسيرة ثورتهم، فهم يملكون جانباً مهماً في عنصر النصر، هذا الجانب لا يمكن لأي عدو يواجههم أن يمتلكه، فهو مستمد من العقيدة الإسلامية، التي تدفعهم للتضحية في سبيل الله، وتُوجههم نحو وجوب رفع الظلم عن العباد، وتحكيم شريعة الله تحقيقاً للعدل في الأرض.
واكتمال عنصر النصر يكون باتخاذهم قيادة سياسية واعية، تعبر عن أفكارهم، وتحمل قضيتهم محمل الجد، وتتبنى ثوابت الثورة، لتأخذ بأيديهم وقوتهم نحو نصر الله، هذه القيادة التي تحمل صفات العزة والكرامة وترفض أن تساوم على دماء الشهداء وتضحيات الأمة هي المؤهلة لقيادة الثورة وإكمال مسيرتها بما يرضي الله وحده، لإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام مكانه.
كتبه: منير ناصر
المصدر: https://bit.ly/37uIsZv