- التفاصيل
الأنظمة جزء من المجتمع الدولي، وبالتالي فإن سقوطاً حقيقياً لأحدها يعتبر بداية سقوط له، لذلك هي تدافع عن نظام الإجرام وتمده بجميع مقومات الصمود وتمكر بثورة الشام لصالحه، وتحيك المؤامرات وتعقد المؤتمرات، وما القرار 2254 إلا أحد أنواع مكرها لإعادة إنتاج النظام المجرم ومنع سقوطه.
إن ثورة الشام كشفت كذب من ادعى صداقتها وكشفت حقيقة هذه الصداقة التي كان يراد منها كبح الثورة وحرف مسارها عبر المال السياسي القذز.
واليوم، وبعد أن اتضح لكل صاحب بصر حقيقة هذه الأنظمة ودورها و ليس آخرها الدور التطبيعي الذي قام به نظام آل سعود الذي حمل لواء إعادة الشرعية العربية لعصابة الإجرام في دمشق، لذلك فقد حان الوقت لإعلان لقطع حبال هذه الانظمة المتآمرة، والتبرؤ الكامل من هذه الأنظمة المجرمة العميلة، ومن أدواتها في ديارنا، و الاعتصام بحبل الله وحده و التوكل عليه والعمل على استعادة قرار الثورة المغتصب، و إعادة الثورة لأبنائنا و أهلها الصادقين بعيداً عن مخابرات الدول الداعمة، و ادواتها من قيادات محلية مصنّعة مرتبطة، ومن ثم توسيد الأمر لأهله سياسيا وعسكريا، لمواصلة الثورة حتى تحقيق غايتها و ثوابتها و على رأسها إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه عبر خلافة راشدة على منهاج النبوة.
قال صلى الله عليه وسلم: (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
فادي العبود
- التفاصيل
لقد أنزل الله سبحانه لعباده قرآناً فيه الهدى والحياة ليكون أساس دستور محكم ومفصل تؤخذ منه معالجات تنظيم شؤون الناس في الحياة، ومنها شؤونهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ومنها توجيهات إلهية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومن تلك الأحكام صيام شهر في السنة، هو أيام معدودات تتنزل فيها الرحمة والمغفرة وتكون تذكرة وهدى لكل من أخطأ أو حاد عن الطريق.
أيام يجدّ فيها المسلمون بالمسارعة للتوبة وتقوية الصلة بالله ونيل رضاه.
ومن أعظم الأعمال في رمضان وغيره الإقبال على حمل الدعوة ونصرة الدين والتصدي لأفكار الباطل وكشف خطط ومؤامرات الأعداء والمضي قدما لتحكيم الإسلام عبر كيان ودولة فتتنزل علينا رحمات من ربنا و بطمع برضوان عظيم منه سبحانه.
وها هو رمضان في نفحاته يذكرنا بأنه شهر الفتوحات والنصر والتمكين، وأن أعظم عمل نقوم به هو العمل لاستعادة قرار ثورتنا وتحقيق أهدافها بعيداً عن الحل السياسي المسموم الذي يريد أعداؤنا فرضه علينا، ومن أعظم الأعمال أيضاً تحطيم فكرة اليأس التي يحاول المتآمرون تثبيته في صدورنا لنرضى بالواقع المؤلم الذي خرجنا لأجل تغييره.
هي ثورة لله، ماضون بها بحول الله وقوته حتى إسقاط النظام المجرم والحكم بالإسلام عبر إقامة دولة الإسلام، خلافةعلى منهاج النبوة، ولمثل هذا الخير العظيم فليعمل كل مخلص يبتغي العزة بالإسلام والحكم به.
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أنس الجلوي
- التفاصيل
البعض يقول إن التجار جشعون يستغلون المناسبات مثل شهر رمضان ليرفعوا الأسعار ومن ثم يجعل هؤلاء المسؤولية على التجار في حل هذه المشكلة.
والحقيقة أنه من الخطأ جعل المسؤولية على التجار والانتظار منهم أن يشعروا بوضع الفقير فيخفضوا الأسعار! الموضوع ليس بهذه البساطة فارتفاع الأسعار له أسباب عدة، منها:
- احتكار التجار للبضائع فتقل في السوق فيرتفع سعرها بسبب كثرة الطلب وقلة العرض.
- قلة البضائع أساساً في السوق، ولو لم يكن هناك احتكار من التجار، فأيضاً يرتفع سعرها بسبب كثرة الطلب.
- فرض الحكام الضرائب والجمارك والمكوس على البضائع.
- تضخم العملات التي يتعامل بها الناس فتقل قيمتها الشرائية، ونخص بالذكر الدولار الأمريكي الذي ترتبط به كثير من العملات ويتعامل به تجار المحرر على أنه أثبت من العملات الأخرى كالليرة التركية أو السورية.
وإن حل مشكلة ارتفاع الأسعار يكون بمنع الاحتكار والعمل على توفير السلع والبضائع في حال قلتها بالسوق.
وهذا لا يمكن أن يقوم به إلا دولة تحكم بما أنزل الله، فالإسلام حرم الاحتكار ودعا الدولة الإسلامية للعمل على توفير السلع في حال فقدانها أو قلتها في السوق، والنتيجة استقرار الأسعار.
وأيضاً يساهم ما يتم فرضه من ضرائب على البضائع القادمة من تركيا أو مناطق قوات سوريا الديمقراطية أو البضائع المنقولة بين مناطق شمال حلب وإدلب إلى ارتفاع أسعار هذه البضائع، وقد منع الإسلام الإتاوات والضرائب وجعلها من المَكس المحرم.
أما قضية التضخم المالي وخاصة الدولار الأمريكي فله تأثير عالمي على أسعار السلع والخدمات، والتضخم واقعه انخفاض القيمة الشرائية للعملة لعوامل عدة، فمثلاً يمكن أن نشتري مصباحا كهربائيا اليوم بدولار أمريكي أي بنحو 20 ليرة تركية لنتفاجأ بعد شهر بارتفاع سعره إلى دولار وربع أي 25 ليرة تركية بسبب التضخم الحاصل في أمريكا.
ومن أهم أسباب التضخم وتأرجح أسعار الصرف بين العملات هو عدم ارتباط العملات بالذهب والفضة وهو النقد الشرعي الوحيد في الإسلام ولا يمكن أن تحل مشكلة التضخم إلا دولة إسلامية تعيد فرض قاعدة الذهب والفضة للنقد المتداول أو تجعلهما نقدا متداولا معترفا به عالمياً فتستقر أسعار الصرف وتضبط أسعار السلع والخدمات لأنها تعتمد قاعدة مستقرة.
ومن هنا لم يكن الحل هو التسعير كما يفعل النظام الرأسمالي، وهو في الوقت نفسه يسمح بالاحتكار، بل الشركات الكبرى الاحتكارية في الدول الرأسمالية هي إما ملك للحكام والمتنفذين، أو أن الحكام والمتنفذين مشاركون فيها بقوة. وبالتالي تبقى المشكلة دون حل.
يضاف إلى مشكلة ارتفاع الأسعار أيضاً ضعف القدرة الشرائية للناس بسبب قلة الأموال بين أيديهم أو انتشار البطالة، والحل أيضاً عندنا في حكم الإسلام وشريعته أنه ألزم الدولة بتأمين فرص العمل للعاطلين عن العمل، وكذلك حرم الإسلام كنز المال وأوجب طرحه واستثماره في الأسواق ليصبح المال متداولاً وتتوسع المشاريع التجارية والصناعية والزراعية وتتوفر السيولة بين أيدي الناس بتوفر فرص العمل والدخل الجيد.
وبذلك يساهم نظام الإسلام الذي يطبق في ظل دولة الخلافة دولة الرعاية، في تأمين فرص عمل لجميع رعايا الدولة من مسلمين وغير مسلمين فتنهي البطالة وتمكنهم من توفير حاجاتهم الأساسية والكمالية على أكمل وجه.
أضف إلى ذلك أنه في الإسلام يوجد ملكيات عامة، هي حق لرعايا الدولة الإسلامية تنظم إنفاقها على مصالحهم واحتياجاتهم بالأسلوب الذي تراه مناسبا، وهي ليست ملكا للحاكم المتسلط كما هو الحال اليوم، فالنفط والغاز والثروات المعدنية الهائلة التي تحويها بلاد المسلمين، والمرافئ والمعابر وما يرد منها، كل هذه الأموال هي ملك للأمة ومن حقها الانتفاع منها، ومن حقها أن توزع عليها بالعدل كأموال عينية أو خدمات عامة كفتح مدارس وطرقات ومشافي وتأمين ما يلزم من كهرباء ووقود وغاز وغيرها، ما يخفف المصاريف، ويرفع من مستوى الدخل ليخرج الجميع إن شاء الله من حالة الفقر.
ولكن الواقع أن حكام المسلمين المتسلطين يحكمون بغير ما أنزل الله، ويسرقون ثروات الأمة فيزدادون غنى ويزداد عموم المسلمين فقراً وعوزاً.
ونختم بحديث النبي ﷺ الذي يلخص فيه سبب الفقر حيث يقول في الحديث الصحيح: «خَمْسٌ بِخَمْسٍ، خَمْسٌ بِخَمْسٍ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا خَمْسٌ بِخَمْسٍ؟ قَالَ: مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلَّا سُلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ. وَمَا حَكَمُوا بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الْفَقْرُ، وَلَا ظَهَرَتْ فِيهِمُ الْفَاحِشَةُ إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الْمَوْتُ. وَلَا طفَّفُوا الْمِكْيَالَ إِلَّا مُنِعُوا النَّبَاتَ وَأُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَلَا مَنَعُوا الزَّكَاةَ إِلا حُبِسَ عَنْهُمُ الْقَطْرُ».
فجعل الرسول ﷺ سبب تفشي الفقر وكثرته بأن الحكام يحكمون بغير ما أنزل الله وهو ما يؤدي حتما إلى سوء توزيع الثروة أو سرقتها من هؤلاء الحكام كما هو واقع المسلمين اليوم.
والخلاصة أن حل مشكلة الفقر وارتفاع الأسعار أو المشاكل النقدية والاقتصادية لا يمكن إلا من خلال دولة الخلافة التي تطبق النظام الاقتصادي الإسلامي الذي يضمن حياة اقتصادية رغيدة لرعاياه بعيداً عن فساد الأنظمة الاقتصادية الرأسمالية التي سببت الأزمات الاقتصادية والفقر المدقع للبشرية.
===
بقلم: الأستاذ أحمد الصوراني
المصدر: https://tinyurl.com/545bwu48
- التفاصيل
تشتهر بين المسلمين مصطلحات كثيرة، ذات مدلولات خبيثة؛ في ظاهرها النجاة، وفي باطنها الهلاك، ولعل الضرر يكمن، في عدم وعي كثير من الناس على ما يُراد من ترويجٍ لهذه المصطلحات المسمومة.
ومن هذه المصطلحات الرائجة التي يردّدها الناس عن وعي أو بغير وعي؛ مصطلح الوطنية الخبيث. ولا يُقال: إن الرابطة الوطنية من الوطن بالمعنى اللغوي، وهو مكان الإقامة في المدينة أو القرية، فلا يُقال ذلك: لأنّ الكلمة إذا أصبح لها مدلول اصطلاحي، أي حقيقة عرفية خاصة، وصار لاستعمالها واقع، ففي هذه الحال يُسلَّط الحكم الشرعي على معناها الاصطلاحي، وليس على المعنى اللغوي لها، وذلك مثل كلمة (رَاعِنَا)، فهي كلمة عربية بمعنى انتظرنا وأمهلنا، وهي نفس كلمة (انْظُرْنَا)، ولكن اليهود استعملوا (رَاعِنَا) في معنى السب والشتم، واستغلوا استعمال المسلمين لها في مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم، فاستعملوها في ندائه بقصد السب والشتم، لذا نزلت الآية بالنهي عن استعمال كلمة (رَاعِنَا)؛ لأن معناها اللغوي اختلط باصطلاح له مدلول جديد، وله حقيقة عرفية خاصة، فكان الحكم الشرعي لمثل هذه الكلمات يُسلَّط على المعنى الاصطلاحي لا على المعنى اللغوي، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيم)] البقرة 104]. قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله: (وهم يُرِيدُونَ بِـ {رَاعِنَا} كَلِمَةً في العِبْرانِيَّةِ تَدُلُّ عَلى ما تَدُلُّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الرُّعُونَةِ في العَرَبِيَّةِ، وقَدْ رُوِيَ أنَّها كَلِمَةُ ”راعُونا“ وأنَّ مَعْناها الرُّعُونَةُ فَلَعَلَّهم كانُوا يَأْتُونَ بِها، يُوهِمُونَ أنَّهم يُعَظِّمُونَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَمِيرِ الجَماعَةِ، ويَدُلُّ لِذَلِكَ أنَّ اللَّهَ نَهى المُسْلِمِينَ عَنْ مُتابَعَتِهِمْ إيّاهم في ذَلِكَ اغْتِرارًا فَقالَ في سُورَةِ البَقَرَةِ {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وقُولُوا انْظُرْنَا})[ تفسير التحرير والتنوير].
وفي مثل هذا يُقال: في كلمة الوطنية، فلا نبحث عن المعنى اللغوي من أجل معرفة الحكم الشرعي، بل نبحث عن المعنى الاصطلاحي؛ أي الحقيقة العرفية الخاصة، المُصدَّرة إلينا من الكافر المستعمر، الذي هدم دولة الخلافة، وأبدلنا بدويلات هزيلة تعزز هذا المصطلح الخبيث.
وحتى نتبين الحكم الشرعي فيها، يجب أن نعلم معناها عند أهلها، فهم سَمَّوا الوطنية بهذا الاسم، لجعل ارتباط الإنسان بغيره بناء على الشعور الغريزي المتعلق بالموطن الذي تحدده الحدود.
وهذا الرابط لا يصلح لربط الإنسان بأخيه الإنسان وهو يسير بطريق النهوض. لأنه رابط مؤقت يظهر في حالة وجود عدو او خطر خارجي، وهذا الشعور الغريزي موجود في الحيوان والطير كما هو موجود في الإنسان. والوطنية تنشأ بين الناس كلما انحط الفكر، فبحكم عيش هؤلاء الناس في أرض واحدة والتصاقهم بها، تظهر عندهم غريزة البقاء في مظهر الدفاع عن النفس، والدفاع عن البلد الذي يعيشون فيه، والأرض التي يعيشون عليها، وتختفي في حال الاستقرار، ومع مرور الوقت أصبحت الوطنية عصبية، يلتصق الكثير من أهل بلد معين بسببها، حتى لو كانوا إخوة في العقيدة، مما يفرق أبناء الأمة الواحدة، و يجعل أخوتهم لمن هم ضمن حدود دويلات سايكس بيكو التي خطها أعداء الأمة.
أما في الإسلام، فقد جعل الرابطة هي رابطة العقيدة الإسلامية وجعل الأخوة الإسلامية هي التي تربط الإنسان بأخيه الإنسان وهو يسير في طريق النهوض.
و ليس للوطن الأصلي او اللون أو العرق أي دور في الرابطة الحقيقية.
أما لوثة الوطنية التي ابتليت بها الأمة الإسلامية فهي رابطة قهرية جبرية، فرضتها دول الكفر لتمزيق الأمة الإسلامية، وساعدهم في ذلك كثير من أبنائنا المضبوعين بالغرب الكافر أو الذين اصطنعهم عملاء له. لذلك لا تصلح الرابطة الوطنية للربط بين أبناء الأمة، بل تزرع بينهم العصبية والطبقية والعداوة والبغضاء، التي ذمها النبي صلى الله عليه وسلم، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: كنا في غَزَاةٍ فَكَسَعَ رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين. فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: « مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ؟». قالوا : يا رسول الله ، كَسَعَ رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار. فقال صلى الله عليه وسلم: « دَعُوهَا؛ فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ»[صحيح البخاري]. ومعنى كَسَعَ: (الْكَسْعُ: أَنْ تَضْرِبَ بِيَدِكَ أَوْ بِرِجْلِكَ بِصَدْرِ قَدَمِكَ عَلَى دُبُرِ إِنْسَانٍ أَوْ شَيْءٍ) [ معجم لسان العرب لابن منظور].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَدْعُو عَصَبِيَّةً أَوْ يَنْصُرُ عَصَبِيَّةً فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ»[ أخرجه الإمام مسلم].
إن دولة الخلافة، عندما كانت رابطتها رابطة العقيدة الإسلامية، كانت أعظم دول العالم وأكثرها قوة، وعندما حلَّت الوطنية محلها، حطمتها وقسمتها إلى دويلات هزيلة مستجدية، وبسبب الرابطة الوطنية أصبحت لُقَماً سائغة للكافر المستعمر؛ فهي رابطة رجعية تفرق ولا تُوحِّد.
ولا يوجد في القرآن أو السنة، ولا في ما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس القائم على العلة الشرعية، ما يأمر بهذه الرابطة أو يسمح بوجودها، بل النصوص الشرعية تدل على أن رابطة العقيدة الإسلامية هي الرابطة الوحيدة شرعاً، فكل مسلم مهما كانت أرضه، يستطيع أن يحمل التابعية لدولة الخلافة، وينعم بظلالها، وحتى غير المسلمين يكونون من رعايا الدولة الإسلامية، تحكم بينهم بالعدل. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات 13]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى»[أخرجه الإمام أحمد في مسنده]، وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) [النساء 58].
أما الوطن بالمعنى اللغوي، وهو كما ورد في القاموس المحيط للفيروز أبادي: (منـزل الإقامة ومربط البقر والغنم، الجمع أوطان، ووطَنَ به يَطِنُ وأوطَنَ: أقام، والإقامة قد تكون في قرية أو مدينة وبذلك تصلح المدينة أو القرية لأن تكون وطناً).
فكل مدينة أو قرية في العالم تصلح أن تكون وطناً للمسلم، ولا موانع شرعية دون ذلك، إلا في حالة الاستضعاف، الذي يمنعه من أداء واجباته الدينية، الذي يفرض عليه الانتقال والهجرة إلى وطن آخر؛ مدينة أو قرية، يتمكن فيها من القيام بالتكاليف الشرعية، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[النساء 97].
فالوطن لا يعني أكثر من مكان الإقامة، وليس له أُيُّ اعتبار آخر، ولا قدسية له، يقيم فيه المسلم مختاراً، ويرحل عنه إلى غيره متى يشاء. ومحبة الوطن ليست من الإيمان، وما يُنسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنّ حب الوطن من الإيمان! ما هو إلا الزور والبهتان.
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمد صالح
- التفاصيل
قالت وزارة الخارجية الأمريكية في تغريدة على تويتر: "لن نطبع مع نظام الأسد ولا نشجع أي جهة على التطبيع معه"
الراية: إن هذه التصريحات الكاذبة يراد منها الترويج لفكرة المصالحة والتطبيع مع نظام أسد، فهي تصريحات مضللة الهدف منها خداع أهل الشام رغم أنهم لم تعد تنطلي عليهم مثل هذه الحيل بسبب ارتفاع منسوب الوعي السياسي لديهم وانكشاف دور هذه الدول في إجهاض ثورة الشام.
ومثل هذه التصريحات التي صدرت عن الخارجية الأمريكية بأنها لن تطبع مع نظام أسد ولا تشجع أي جهة على التطبيع معه صدر المئات منها منذ بداية هذه الثورة ومن جميع الأنظمة والحكومات التي ادعت الوقوف إلى جانب الثورة وهي في الحقيقة تضمر الحقد والشر لها، وكانت ترى بأم أعينها المجازر التي يرتكبها نظام أسد بحق أهل الشام، فتكتفي بإصدار التصريحات بأنها لن تسمح للنظام المجرم بارتكاب المجازر بعد اليوم وستتم محاسبته على ذلك، وهي في الحقيقة تعطيه الشرعية لارتكاب المزيد من المجازر وتدعمه بكل شيء يحتاجه لقمع هذه الثورة.
فيا أهل الشام، لا تنخدعوا بتصريحات هذه الأنظمة الفاجرة والمجرمة، فهي تدس لكم السم بالعسل، فكما سممت هذه الثورة منذ بدايتها بالمال السياسي القذر تعمل اليوم على القضاء عليها بتطبيق حل أمريكا السياسي والقرار الأممي 2254 القاضي بالحفاظ على شكل النظام القائم بمؤسساته الأمنية والعسكرية ودستوره العلماني، فلا تنخدعوا بهم، وجدوا السير نحو طريق خلاصكم واستعيدوا سلطانكم المسلوب وعودوا بهذه الثورة لبر الأمان وطريق الخلاص وهو إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وإقامه حكم الإسلام على أنقاضه في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ولن يتركم الله أعمالكم.
المصدر: https://tinyurl.com/2pbhx9k7