press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٢١٤ ١٣١٤١١

 

عشر سنوات مرت على #الربيع_العربي الذي عكس حقيقة الشعوب ورفضها لما تعانيه من تسلط الظالمين من الحكام العملاء أجراء الغرب الكافر، وهذا دليل ساطع على أن أمتنا تتوق إلى خلاصها من الظلم والطغيان والتبعية لتنعم بعدل شرع ربها الذي ترسخت عقيدته في نفوسها.

أمة واحدة يجمعها تاريخ مجيد وحاضر مؤلم حاكت مؤامراته دول الكفر ومن خان أهله وأمته من أبناء جلدتنا ليهدموا خلافتنا ويقسموا بلادنا وينهبوا خيراتنا ويمنعوا عودة صرح مجدنا وعزنا الذي نشر الخير للعالم وعلى رؤوس الجبال.

وقد تميزت ثورة الشام بانطلاقتها من المساجد وبشعاراتها التي تنبثق من عقيدتها، وبتمردها على أعتى الأنظمة القمعية العميلة. مما جعل المؤامرات عليها تتابع وكيد الكفر لها يتعاظم كل فترة للاحاطة بها ومنعها من إسقاط نظام الإجرام في دمشق.

لقد كان النصر قاب قوسين أو أدنى لولا القادة المتخاذلين الذين باعوا قرار ثورتنا للداعمين فحرفوها عن مسارها وأسقطوها في فخاخهم وكيدهم.
ولكن كيد الكائدين وخيانة الخائنين إلى تباب بإذن الله فجموع المتظاهرين الذين خرجوا في بداية الثورة من المسجد العمري ومسجد الحمزة والعباس بالتكبير وحناجرها تصدح بشعار "قائدنا للابد سيدنا محمد" وخطوا على مدخل مدينة درعا الشرقي (مهد الثورة) مطالبهم بعبارة واضحة، (في بلدي قد نطق الحجر لا أريد سواك يا عمر).
لذلك تداعت دول الكفر تحت قيادة رأس الاجرام (أمريكا) لمنع ثورة الشام من تحقيق أهدافها والتي أولها إسقاط نظام العمالة والإجرام في دمشق.
فشكلت غرف العمليات الاستخباراتية، وبادرت بمد حبال المال السياسي القذر وبعض السلاح والتصريحات المؤيدة المخادعة لسلب القرار وتضيع التضحيات وإعادة المناطق للنظام المجرم. وبسقوط بعض قيادات الثورة في شَركهم بدأ التراجع والخسارة فكانت البداية من تسليم خربة غزالة وبعدها الشيخ مسكين وصولا لاتفاق التسوية بين الضامن القاتل الروسي المكلف بالوكالة مع فصائل الخزي والعار التي تخلت عنهم أمريكا وداعميهم، وتم تهجير الرافضين لهذا الاتفاق المذل.
وظنت هذه الدول المتأمرة أن ملف الثورة في حوران قد انتهى وأصبح في حقيبة النسيان وأن مهد الثورة تخلى عن تضحيات أبنائه وتنازل عن دمائهم ونسي الأعراض المنتهكة والدمار الذي خلفته آلة الإجرام.

ولم تمض أيام حتى بدأ الجمر يتوهج من تحت رماد المؤامرات والخيانات معلناً مرحلة جديدة من حلقات ثورة الشام المباركة التي كشفت دور الفصائل وداعميهم وحقيقة الدعم غير المشروط الذي لطالما حذرنا منه. وظهر جليا أن حوران لا تنام على ضيم، وأن حوران برجالها الأحرار الصادقين المتوكلين على الله وحده عصية على أعدائها، وهم قادرون على أن يعيدوا للثورة سيرتها، فكانت البطولات والمواقف التي أبهرت العدو قبل الصديق، من بطولات الثوار في الصنمين إلى طفس إلى الفزعات التي هبت في أرجاء حوران والتي بثت الرعب في قلوب الضامن والقاتل والداعم والمتخاذل، ليتبين لهم أن أهل النخوة والفزعة في حوران لن يرضوا بالذل ولن يقبلوا بالدنية وهو الذين رفعوا شعار (الموت ولا المذلة) وقد ظهر ضعف نظام الإجرام وخشيته من تفجر بركان الثورة في حوران من جديد، كما ظهر لنا بجلاء أن توكلنا على ربنا وامتلاك قرارنا كفيل بتحقيق النصر، فلنشعل نار الثورة من جديد ونسير نحو ثوابتنا وأهدافها على بصيرة وذلك بتبني مشروع سياسي ينبثق من صلب عقيدتنا، يجمع صفوفنا ويوحد كلمتنا ويحفظ تضحياتنا ويُرضي ربنا، ألا وهو مشروع إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
نسأل الله سبحانه وقد مضت مئة سنة على سقوطها أن تكون قريبة بإذنه تعالى.

============
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
محمد الحمصي

 

1022021raya

 

مع اقتراب نهاية ولاية بشار أسد الرئاسية تكثر التكهنات عن شكل الحل السياسي، وتكثر المشاريع السياسية حسب مصالح الأطراف المتدخلة في الشأن السوري.

فيما يبدو أن أهل الشام أصحاب القضية هم الغائب، أو المغيب الأكبر، فهل سيبقون متفرجين على هذه الوحوش البشرية وهي تحاول القضاء على ما بقيَ لهم من قوةٍ وثورة؟!

إن القول الفصل في التغيير المنشود هو لأهل ثورة الشام إذا توكلوا على الله وحده واعتصموا بحبله المتين وقطعوا حبال الداعمين المتآمرين.

أما إذا ظلوا مرتبطين وظل أكثرهم متفرجين فإن كلمة السر في شكل الحل السياسي والتغيير الرئاسي ستكون بيدِ أمريكا، التي شغلت كل أدواتها من دول وعملاء للقضاء على ثورة الشام، وتكبيد أهلها أفظع الخسائر، وقد ارتكبت بحقهم أشنع الجرائم، وأطالت مأساتهم بحرق المراحل وكسب الوقت لترويضهم وكسر إرادتهم، واستنزاف قوتهم. فأمرت عملاءها في تركيا ودولا أخرى بإنشاء المجلس الوطني، ثم الائتلاف الوطني ليلعب أقذر الأدوار في تخدير الثورة، وتخذيل الثوار وإدخالهم في دهاليز الهدن والمفاوضات التي كبلتهم ومنعتهم من مهاجمة النظام بل فرضت عليهم تسليم المناطق في اتفاقيات أستانة وسوتشي، وصولاً إلى تقزيم الثورة وتقزيم مطالبها بالتغيير الشامل إلى طروحاتٍ تصالحية أُطلِق عليها العدالة التصالحية أو العدالة التعويضية، وتتويج ذلك بخوض انتخابات ضد بشار أسد قال عنها كيري في ٢٠١٥م "فلتحاول المعارضة ألا ينجح الأسد فيها". واستمر مسلسل إطالة المأساة بإنشاء هيئة التفاوض ثم اللجنة الدستورية وما أخذتاه من وقت كان أهل سوريا يعانون فيه قصف الطيران والتشريد من البيوت وسُكنى المخيمات التي اهترأت فلا تقيهم حرّ الصيف ولا برد الشتاء، حيث تغرق في المياه وتسحبها السيول، كل هذا لفرض الاستسلام والقبول بما تمليه أمريكا على أهل الشام من حلولٍ سياسية تحفظ أهم مؤسسات النظام القمعية من مؤسسات أمنية وعسكرية سواء بقي رأس النظام أم رحل.

ومع اقتراب نهاية الفترة الرئاسية لبشار أسد والتي أقامت أمريكا لها اعتباراً وجعلتها موعداً مقدساً ثابتاً لا يمكن المساس به، قام الائتلاف بطرح تشكيل هيئة للانتخابات لخوض انتخابات مع بشار أسد، وهنا انكشف للناس أسوأ أنواع المكر والخداع، فقامت حملات كبيرة لرفض هذا التوجه مما أسقطها وأسقط معها الائتلاف وكل المؤسسات التي أُنشئت لتخدير وخداع أهل الشام، من هيئة تفاوض ولجنة دستورية، وكذلك منصات خيانية، أُنشِئت على عين المحتل الروسي المجرم، وتلتقيه صباح مساء دون أي اعتبار لدماء الشهداء الذين قُتِلوا بالقصف الوحشي لطائرات المجرم الصليبي الروسي.

أمام هذا الواقع برزت أصوات أخرى بعيداً عن كل هذه المؤسسات المصنوعة والتي استهلكت خيانة وغدراً، هذه الأصوات حسبت أن كلمة السر والفصل بيد أمريكا ورضا يهود، ولذلك ذهبت مبكراً بشكلٍ مباشر إلى أمريكا وكيان يهود، والتقت بزعمائهما ومؤسساتهما ومراكز القرار فيهما، متسولةً الحلّ منهما، ومستعدةً لتلبيةِ كل مطالبهما، فقاموا بإطلاق العرائض للتوقيع عليها من الشعب لجره إلى فخ يسمى "العدالة الانتقالية" وتنفيذ القرار ٢٢٥٤، وذلك عبر تشكيل مجلس عسكري يدير الأمور لفترة انتقالية يحافظ فيها على مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية، والتي هي في نظر أمريكا عصا غليظة وأدوات خبيثة لمواجهة أي تحرك إسلامي صحيح يسعى إلى تخليص المسلمين من براثن أمريكا وعملائها ويسقط حلولها السياسية القذرة وعملاءها الخونة.

أمام هذه المشاريع السياسية والمخططات الإجرامية وما تخفيه أمريكا أسوأ، هل سيبقى أهل الثورة في الشام غائبين أو مغيبين يتفرجون على ما يحاك لهم من مصير أسود بدولة علمانية تسيطر فيها الأقليات؟ ولهم في لبنان والعراق عبرة، حيث الحلول السياسية الأمريكية أنتجت دولاً فاشلة يحكمها زعماء الحرب والجريمة الذين أهلكوا الحرث والنسل يتقاسمون النفوذ والمال على حساب الأمة والشعب من المستضعفين والفقراء، فأين مطامح الرجال وأين الثوار المخلصون لربهم ولدينهم؟ وأين أهل الشهداء والمعتقلين وهم الكثرة الكاثرة والقوة الكاسرة إذا ما رفضوا هذه المشاريع وتوحدوا على مشروع الإسلام العظيم، واتخذوا قيادة سياسية تحمل لهم مشروع الخلافة على منهاج النبوة، فإنهم قادرون على تغيير المعادلة وإسقاط المشاريع الطاغوتية الخيانية التي تحارب دينهم وتهضم حقوقهم وتهدر تضحياتهم.

يا أهل الشام، أيها الثوار: إن الوقت يداهمكم والانتظار سيف قاتل لثورتكم، وقد بان لكم مَن صدقكم فلم يغير ولم يبدل ولم يتنازل عن مشروعه المبدئي الصحيح، ولقد رأيتم من خذلكم وغدر بكم وبتضحياتكم وغير وبدل مشاريعه وفق مصالح الدول وأهواء القادة الذين جعلوا مصالحهم الخاصة هي مركز الدائرة وقطب الرحى لاهثين وراء المشاريع السياسية الدولية التي تقصي الإسلام عن الدولة والمجتمع وتركز العلمانية ونظام الكفر حكماً على رقاب المسلمين. فماذا أنتم فاعلون؟ وأين ستقفون من المغالبة بين مشروعين، مشروع الخلافة على منهاج النبوة، ومشروع الحل السياسي الأمريكي؟

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

بقلم: الشيخ محمد سعيد العبود (أبو مصعب الشامي)

 

جردية الراية:  https://bit.ly/2OqyrTt

 

322021raya2

 

تناول القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير في بيان صحفي معاناة آلاف النّازحين في مخيّمات محافظة إدلب وقال: إنها تتفاقم كلّ شتاء، منذ 9 أعوام، حيث يعيش النازحون أوضاعاً معيشيّة متردّية يتخلّلها خوف من المستقبل، وقال البيان: السّنوات الطّويلة تمرُّ دون حلول، وتكشف لنا مراراً وتكراراً: أنّ المنظّمات ليست إنسانيّة بل هي منظّمات استغلاليّة، وأنّ ما وصف بالدّول الصّديقة دول متآمرة! علاوة على أنَّ الإهمال شبه التّام لأوضاع أهل المخيّمات وغيرهم هو حلقة من سلسلة المكر والتّضييق للقبول بأيّ حلول تهندسها أمريكا مفادها "لا خلاص لكم إلّا بالعودة إلى حظيرة الجلّاد". وخلص البيان إلى القول: آن أوان العمل على حشد مخلصي الأمّة حول مشروع الخلافة، الكفيل بتوحيد الجهود لإسقاط النّظام في عقر داره، فتنتهي به معاناة أهلنا، ولمثل هذا فليعمل العاملون.

 

جريدة الراية:: https://bit.ly/2YIvbVr

322021raya3

 

في عرف السياسة يبحث السياسيون عادة عن الحليف القوي بل الأقوى، ويلجؤون دائما إلى الجهة الأشد تأثيرا في الموقف الدولي، وإن من فطرة الإنسان الضعيف اللجوء إلى الأقوى والأعلى سلطانا، ﴿قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾.

لكننا نجد أن بعضا من أبناء جلدتنا الذين يخوضون غمار السياسة لا يرون اللهَ سبحانه وتعالى جهة يُلجأ إليها ظناً منهم أن الكلام عن قوة الله وقدرته هو مجرد مشاعر لا واقع لها، أو أنهم غشيت أبصارهم فلا يرون إلا بوارج أمريكا وصواريخ روسيا فيظنون أن هذا هو منتهى القوة في الكون.

والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ فكيف لمن يقرأ هذا الكلام مؤمنا به أن لا يرى قدرة الله سبحانه وتعالى؟! ولقد أكد الله سبحانه وتعالى هذا الأمر مرارا في القرآن الكريم، حتى لا يبقى لأحد أدنى شكٍّ بوجود هذه القوة المطلقة، والقادرة على قلب الموازين وفعل كل شيء، فقال عز من قائل: ﴿فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ﴾ وقال: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾.

وعليه فإن الساعين لإسقاط الأنظمة، والعاملين لتحكيم شرع الله، عليهم أن يلجؤوا لله وحده دون سواه، ويعتصموا بحبله المتين، ويطيعوا أمره القويم، فهو سبحانه ﴿ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ وليكونوا على ثقة تامة بأنهم إن اتبعوا أمر الله وساروا على نهج نبيه ﷺ بإعداد المستطاع ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾، فإن النصر حليفهم ﴿وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾.

جريدة الراية:  https://bit.ly/3cFreZI

322021raya

 

عندما هممت بكتابة هذا المقال صادفني لقاء لأحد الإعلاميين المحسوبين على ثورة الشام عبر فيديو مباشر يتحدث فيه عن أثر التغييرات في أمريكا على ثورة الشام، ويؤكد للمتابعين أن إدارة بايدن ليست كإدارة ترامب ولا سلفه أوباما، بل ستكون هذه الإدارة حاسمة وتتخذ قراراتها التي تعبر عن أمريكا المدافعة عن حقوق الإنسان على حد وهمه.

الحقيقة أن أمثال هذا الإعلامي الذي رهن نفسه لآمال جوفاء مبنية على أوهام وتخيلات، بعيدة كل البعد عن فهم الواقع السياسي الذي مرّت به ثورة الشام، وعن فهم موقف أمريكا، والموقف الدولي من هذه الثورة.

فكلما لمح تغييراً في الوجوه والأسماء راح يعقد آماله ويظن أن الفرج قد اقترب منه، وذلك لأنه لا يرى سقفا لأهدافه وتطلعاته إلا ما يسمح به المجتمع الدولي، ولا يرى أهله وثورته إلا أداة بيد الدول الكبرى تحركها كيف تشاء.

وهنا لا أتحدث عن إعلاميٍّ بعينه وإنما أتحدث عن فئة من الناس مضبوعة بالغرب وثقافته، تجعل الواقع المرير الذي نعيشه مصدراً لتفكيرها، وتأخذ الحلول منه رغم فساده، وترتجي الخلاص منه به، فهي لا ترى أن أمريكا هي سببٌ رئيسي للمآسي التي نمر بها، ولا تعتبر أن مصيبتنا هي في ارتهان قادة بلادنا لها، بل تصف الواقع على أننا أمة صغيرة بين لعبة الكبار، لا نستطيع إلا أن نأخذ دور المتفرج ريثما يأتينا كبير من هؤلاء يكون أرحم من غيره في عقابه لنا!

ولتوضيح تأثير تغيير الرئيس في أمريكا على السياسات الأمريكية عموما وعلى سياساتها تجاه ثورة الشام خصوصاً لا بد من فهم طبيعة النظام الذي يحكم أمريكا، فهل من طبيعة السياسة الأمريكية على مرّ العقود السابقة أن تتغير بتغير الرئيس؟ مثلاً هل تغيّرت السياسة الأمريكية تجاه حرب العراق خلال تبدل الرؤساء، أم أنها سياسة واحدة؟ فكل الإدارات المتعاقبة على حكم أمريكا تعتبر أن ما فعلته في العراق شرعي، بل وتستمر في سياستها في نهب العراق وظلم أهله.

وعليه فإن المتبصر في واقع السياسة الأمريكية يُدرك تماماً أن الذي يتغير هو أسلوب التعامل لا حقيقة السياسة، فالأول يقتلك وهو مُكشرٌ عن أنيابه عابساً، والثاني يقتلك وهو مُكشر عن أنيابه ضاحكاً، وهذا واضح خاصة في السياسة الأمريكية تجاه ثورة الشام، فإن الخطوط الحمر التي وضعها أوباما للمجرم أسد تجاوزها أسد مرّات ومرّات باستخدام السلاح الكيماوي، ولم تُحرك أمريكا ساكناً، وفي إدارة ترامب قامت أمريكا بقصف مواقع لقوات النظام السوري دون أن يؤثر ذلك على مجريات الأحداث، بل بقيت السياسة الأمريكية مستمرة في دعم أسد المجرم، والحفاظ على نظامه، ومحاصرة الثورة والتضييق على أهلها كي يعلنوا الاستسلام والخضوع ويقبلوا بعيش الذل تحت حكم أنظمة القمع العميلة.

فإذا ما أردنا أن نفهم ما الذي سيتغير في حقبة الرئيس الجديد بايدن تجاه ثورة الشام، فالمؤكد أن الذي سيتغير هو أسلوب فرض الحل السياسي الذي صنعته أمريكا في جنيف 2012م، والذي سعت إدارة أوباما سابقاً لفرضه عبر عقد العديد من المؤتمرات المتتالية، ثم جاءت إدارة ترامب واستمرت بالسياسة نفسها، وتمت محاصرة الثورة في الشمال، وما زال السعي حثيثاً من أمريكا عبر أدواتها تُحاول فرض هذا الحل، ومختصر هذا الحل هو الحفاظ على نظام الإجرام وخاصة مؤسستيه الأمنية والعسكرية، والإبقاء على نظام الدولة العلماني بإقصاء الإسلام عن الحكم، وهذا الحل يُعتبر إنهاءً لثورة الشام وقضاءً عليها.

وإننا عندما نقرأ واقع السياسة الأمريكية، لا يعني ذلك أن سياستها وقراراتها قدر محتوم لا يمكن تغييره، ولا يعني أبداً أننا ندعو لأن تحصل الثورة أو من يمثلها زوراً وبهتاناً على حقائب وزارية، أو مقاعد في سدّة الحكم المهترئ. بل إن هذه القراءة للسياسة الأمريكية هي لكشف القناع عن وجه عدونا وفضح سياسته التي يُحاول أن يُغطيها بشعاراته البرّاقة التي تخدع المضبوعين به.

وأيضاً فإننا عندما نفهم سياسة عدونا فإن هذا يتطلب منا أن نبحث خياراتنا، وأن نرتب أوراقنا بعيداً عن تأثيرات هذه الدول التي تعبث بثورتنا وبمصير بلادنا، لنخطّ طريقنا مستقيماً كما أمر الله سبحانه وتعالى، طريقاً لا يعرف الركون للظالمين، ولا يرضى الدنية في دين رب العالمين، طريقاً تملؤه الثقة بموعود الله القوي المتين، ويرسم خطاه منهجُ محمد ﷺ سيد المرسلين.

وأخيراً أوجه ندائي إلى كل الساعين لإسقاط النظام المجرم، الباحثين عن رضا ربهم، إلى الذين ما زالت أنات المعتقلين وآهات المعتقلات تطرق آذانهم، إلى الذين يحملون على عاتقهم إكمال طريق الشهداء الذين ضحوا بدمائهم في هذا الطريق؛ إلى كل هؤلاء: اعلموا أنه لا خلاص لنا إلا بنبذ التبعية وترك الخضوع لغير الله، ولا منجى لنا من عذابات الدنيا والآخرة إلا باتباع ما جاء به رسول الله ﷺ، وهذا يكون بتبني مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والاعتصام بحبل الله المتين، وطلب النصر منه وحده فهو القائل: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

 

 كتبه: منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
 
جريدة الراية: https://bit.ly/3jcAgi9