press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

raya

 

إن أي تحرك يهدف إلى الخروج عن نظام سياسي سيكون من الشيء الطبيعي أن تكون جميع مساعي أوساط العهد السابق منعه من الوصول لغايته لما في ذلك الأمر من أضرار وخطر محقق على منظومتهم التي تحكم وتتحكم.

تكون الجهود الطبيعية في حينها للمهدَّد بالزوال أن يستحضر جميع الإمكانيات وكذلك يستنفر كل الجهود لأجل منع حدوث التغيير.

في بداية الأمر تكون المساعي احتواء الحركة وتوجيهها حتى تبقى ضمن الخط السليم الذي رسموه هم والذي بدوره يحافظ على تسلطهم وتجبرهم، وهنا يتم البدء برسم دوائر تحيط بالنظام القديم لحمايته، حتى تبقى دائرة العمل التغييري مهما توسعت ضمن المرسوم الذي يمكن السيطرة عليه ومن ثم تحويل اتجاهه وتفريغه من مضمونه ومن ثم القضاء عليه.

وليست فكرة طرح ممثلين سياسيين ومجالس وعقد مؤتمرات والدعوة لاجتماعات إلا نشاطات تصب في الأمر ذاته الذي فيه سلامة الفئة المتسلطة وصالح أمرها.

إن أي دولة مستعمرة تسعى جاهدة للمحافظة على ما استعمرته، سواء بأن توجد بدائل سياسية لتحل بدلا عما انتهت صلاحيته، أو أن تُعيد إنتاج عميلها، هذا إن لم تكن البدائل لديها متوفرة، ولذلك ليس طول عمر ثورة الشام إلا لسبب واحد وهو الذي بدوره قد يساعد بأن تعود الثورة لركبها الصحيح وهو أن الدول المتآمرة على ثورة الشام، وعلى رأسها أمريكا، ليس لديها بديل سياسي مناسب لعميلها بشار، وذلك نتيجة ما قام به أبوه من قبله، بالقضاء على الوسط السياسي في سوريا وسلم البلاد دون رؤوس.

وهي تسعى لإيجاد بديل مناسب لم تهتد له بعد، ولم تستطع كذلك تسويق حلولها وتمرير مخططاتها على الحاضنة الثورية في أرض الشام. ولأجل ذلك تتم المماطلات من دعوات بأن الأسد خرج من عزلته وأنه سيقود المرحلة الانتقالية وغيرها من ترهات، فكل هذه دلائل على أن الأمر عندهم ليس ضمن خطه الصحيح الذي يتمنونه، فوعي أهل الشام هو ما يعرقل مخططاتهم ومكرهم.

كما ذكرنا سابقاً نُعيد ونقول إن سوريا قد عمل عليها في بداية السبعينات عندما استلمها حافظ أسد لتدمير كل ما من شأنه أن يساعد على قيادة المجتمع فتم ضرب الأحزاب السياسيّة وتحجيمها وتدجينها، لاحتوائها تحت مسمى الجبهة الوطنية، وكذلك تم الضغط لحل النقابات المختلفة، وإنشاء نقابات تحت مظلة الحزب الحاكم. وأيضاً كان للعشائر نصيب من ذلك فقد تم دعم حركات التمرد فيها على المشيخة الأصلية وتمزيق نسيجها حتى أصبحت عقليتها عقلية مصلحية تميل حيث مالت مصلحتها، إلا من رحم ربي ممن بقي على أصالته متمسكا بقيمه. هكذا تم العمل على تفكيك بنية المجتمع وإفساده، كي يبقى الحاكم أطول فترة ممكنة متحكماً، وبناء على ذلك ورث أسد الابن تركة تساعده على البقاء في سدة الحكم حسب تقديرهم، ولكن كان لله أمر وقد وقع؛ فقد قامت ثورة الشام، وسارت بطريق تحقيق غايتها وبدأت تصحح ما حصل من كوارث سابقة ليس فقط على مستوى الأفكار، بل على مستوى بنية المجتمع وقياداته؛ نعود للقول إن ما تم العمل عليه في الشام لسنوات كان أول باب من أبواب فشل أي مشروع خارجي ورفض أي فكرة خارجية لأنه لا توجد قواعد تستطيع إيجاد المشاريع الخارجية على الأرض، ولا أحزاب تقودها، فبقي الأمر ضمن سياق حقن الداخل الثوري بشخصيات ملوثة عسى أن يتم تحقيق المسعى بإنتاج جديد للدولة العَلمانية.

بناء على ما سبق وحتى يرضى الناس بالحقن الخارجي الخبيث كان من الضروري إيصالهم لحالة من اليأس من أعمال ومن قدرة الثورة على تحقيق أهدافها.

فليست سياسات التضييق التي تقوم بها الفصائل على مر سنوات الثورة العجاف، وليس الواقع المعيشي والفرقة التي تسعى المنظمات إلى إيجادها بين الناس، إلا أساليب ترويض لحاضنة ثورة الشام،

وفوق ذلك كله ما يتم تصنيعه من شخصيات كممثلين عن الثورة، وما تم الترتيب له من مؤتمرات بسلاسلها المختلفة؛ جنيف وأستانة، وكذلك الاجتماعات الجانبية الأخرى من سوتشي وفينّا وإسطنبول وغيرها، إلا دفع للناس حتى يرفعوا راية الاستسلام والقبول بما قُرر لهم من مصير، والإذعان لما سيتم الاتفاق عليه، حتى لو كان بقاء المجرم بشار.

كانت باكورة أعمال أمريكا رأس التدبير هو مؤتمر جنيف عام 2012 والذي بدا فيه واضحاً وصريحاً الموقف الدولي من ثورة الشام وأنه لا يخرج عما تم ذكره سابقاً من احتواء للثورة أو دفع لليأس وبالتالي القَبول والخضوع والاستسلام.

حضر المؤتمر كثير من الدول صاحبة الأيدي السوداء في ثورة الشام المباركة، ولم تكن ظروف عقد المؤتمر جيدة بالنسبة للدول، فالثورة كانت في أوجها وهي ترتقي مرة فوق مرة فلا مجال للمساومة ولا للمفاوضة فكان من الضروري العمل لتحجيم الحركة وضبط الإيقاع، فبدأت الأموال السياسية تُضخ وأصبح السلاح يتهافت وبدأ ضعاف النفوس بالارتماء في أحضان الماكرين، وفي حينها بدأت بالظهور الابتلاءات التي ابتليت بها الثورة وكان لِما حصل الفضل الكبير بكشف الوجوه وإسقاط الأقنعة، فمن كان ضمن صفوف الثورة مهللا ومكبرا ومكافحا أصبح يتوافد إلى ما وراء الحدود يتقاضى ويحرف، وأصبحت الشخصيات التي كان الناس يحسنون بها ظناً تعيش في رفاهية عالية تصل أخبار بذخهم وسوء أفكارهم ومساعيهم للناس، وليس ما حصل من قريب مما يسمى ائتلاف قوى الثورة من إعلانه تشكيل لجنة عليا للانتخابات واستعداده الخوض في انتخابات 2021 إلا توضيح بشكل لا يقبل الشك لحقيقة ما قد قيل إنه سعي لإجهاض الثورة وإعادة إنتاج نظام أسد السفاح من جديد، فقد تغافل القرار وأدار ظهره لكل التضحيات، من أجل إرضاء سيده، والقرار الذي أصدره عام 2012 بأن الحل السياسي الأمريكي هو المطلوب لأهل الشام، وعليهم أن يقبلوا به ويذعنوا له؛ خلاصة القول: إن كثيراً من الشخصيات التي ادعت أنها ثورية ومجاهدة أعماها المال السياسي القذر وأغواها، فبدأت تنظر للثورة نظرة منفعة ومصلحة وتحقيق غايات شخصية.

ولكن ثورة الشام الكاشفة الفاضحة كشفتهم وعرتهم، وبينت أن هذه الشخصيات النفعية، لا يختلف حالها عن حال نظام أسد، ولكن لم تجد فرصة لتحقيق ذلك وها هي الفرصة قد حصلت عليها في ثورة الشام وبناء عليه انكشف الغبار عنها من أمام أنظار ثوار أهل الشام.

إن أمريكا تسعى جاهدة لإنهاء ثورة الشام المباركة ولا تدخر جهداً في ذلك ولا تعدم وسيلة وأيديها السوداء ما زالت تمتد وكذلك مكرها لا يزال موجوداً، يُلاحظ ذلك من خلال ما يظهر من أدوات حسب كل مرحلة؛ لذلك كان لزاما على أهل الشام أن يتحصنوا بعملهم وسيرهم على بصيرة كما فعل حبيبهم من قَبلُ، فليس ما قام به رسول الله ﷺ عندما جاءه وفد مكة يساومه إلا درساً وعبرة وطريقاً وجب السير فيه لأن آخره نصر من الله سبحانه وفتح مبين.

وجب على أهل الشام أن يكونوا على يقين أن حقيقة الحل السياسي الأمريكي ليست إلا تغيير قشور لنظام علماني عميل، وتلويناً وتبديلاً لجلد الأفعى وأقنعة العملاء، فلا تغيير سيحصل في بنيته وأركانه كالأجهزة الأمنية والجيش، وغيرها.

إن الفرصة الوحيدة للخروج ولقطع دابر هذا الكيد يكون بضرب كل تلك الأعمال والمحاولات، وذلك من خلال التحصن ضد أعمال الاحتواء وحركات التثبيط، وذلك بتبني مشروع مضاد للمشروع الذي تتم محاولات فرضه على أهل الشام.

إن فقدان المشروع يجعلنا عرضة للمشاريع الأخرى الهادفة لإرجاعنا لحظيرة الإجرام العالمية، فهلا أدركنا ذلك قبل فوات الآوان؟

 

كتبه: الأستاذ عبدو الدلي (أبو المنذر)

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2WlZQGY

 

٢٠٢٠١٢١٠ ١٤٢٢١٥

 

يتردد بين بعض الناس وعلى بعض الصفحات الإخبارية الثورية أخبار عن تحركات عسكرية لقوات تركية ولفصائل مرتبطة بها، والهدف منها، كما يشاع، فتح معركة ضد نظام أسد أو قوات قسد، لاستعادة المناطق التي سيطروا عليها سابقا أو في معركة التآمر الأخيرة.
وهذا الذي يشاع ليس جديداً، بل سبقه كثير من مثل تلك الشائعات التي كانت تنشر بأن النظام سوف ينسحب إلى ما خلف نقاط المراقبة التركية، ولكن الحقيقة أن نقاط المراقبة التركية، التي كانت تمنع الثوار من شن هجمات على النظام المجرم هي التي تم سحبها إلى مواقع متأخرة جديدة، بعد أن أدت دورها، تنفيذا لخطوة جديدة من اتفاق سوتشي.
لنكتشف أن كل ما كان يشاع ما هو إلا تخدير و تطبيل لتمرير ما تم الاتفاق عليه بين المتآمرين على ثورة الشام.

لكن الكثيرين من المتطفلين على الإعلام و السياسة يحللون وفق أهوائهم و أمانيهم أو يرضون لأنفسهم أن يكونوا عبيدا للداعمين، وأبواقا للمتآمرين على أهلهم من أبناء ثورة الشام.
والحقيقة: أن التحليل السياسي يجب أن يُبنى على معلومات ومعطيات وأدلة سياسية حقيقية واضحة، ثم على السياسي فوق ذلك أن ينظر للأحداث من زاوية محددة، وهي عند المسلم زاوية العقيدة الإسلامية لا زاوية الأهواء والتمنيات!!

وبالعودة للخبر أعلاه فالحقيقة التي يجب أن لا تغيب عن المحلل السياسي أو السياسي، هي من صاحب الدور الأكبر في تسليم البلاد لنظام الإجرام بأوامره الصارمة لقادة الفصائل المرتبطين به، أو بمعارك جانبية تسحب القسم الأكبر من المقاتلين، ليقضم النظام المجرم منطقة محررة أهم و أكبر؟؟.
وهل حقاً يريد مَن تآمر علينا وخَدعَ ثوارنا مرات ومرات، يريدنا أن نستعيد ما أرغمنا على تسليمه.
وإذا حصل وتمت استعادة بعض المناطق فهل ذلك لمصلحة ثورة الشام أم لحسابات واتفاقات دولية، وتآمر جديد على ثورة الشام لمحاولة إرضاء أهلها بانتصارات خادعة تصرفهم عن ثوابتهم وتقضي على الثورة في نفوسهم ليرضوا بالحل السياسي الأمريكي القاتل.

فالثورة ليست لاستعادة المعرة وسراقب أو تل رفعت ومنبج أو غيرها من البلدات فقط، بل هي لاقتلاع النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام مكانه.

إن الحل السياسي الأميركي الذي تسعى له الدول المتآمرة على ثورة الشام، تركيا وروسيا وإيران، وعلى رأسها أمريكا، يهدف إلى اقتلاع جذوة الثورة من نفوس أبنائها للقضاء عليها وعلى المخلصين من أبنائها.
وهذا الحل السياسي يحتاج إلى ترويض أهل الثورة واقتلاعهم من مناطقهم والتلاعب بمشاعرهم وزرع اليأس من إمكانية النصر وتحقيق أهداف الثورة في نفوسهم، عن طريق الأعمال المخادعة التي تسلم الكثير من المناطق لتستعيد القليل القليل منها في معارك تستنزف الجهود وتهدر الطاقات وتعزز اليأس من إمكانية انتصار الثورة وتحقيق أهدافها.

نعم قد تكون هناك معطيات عن عملية عسكرية لتبادل بعض المناطق ما بين الضامنين الروسي والتركي ولكن لا تخرج هذه الأعمال عن كونها أعمال تآمرية كسابقاتها تصب في خانة القضاء على الثورة وتدعم الحل السياسي الأميركي.

فيا أهلنا في الشام يا أهل الثورة المخلصين:
إن من كرم الله وفضله علينا هو سقوط الأقنعة وظهور حقيقة جميع الأدوات.
فمن ادعى نصرتنا وتزعم أمرنا، ومن ادعى صداقتنا، ومن بان دوره وتآمره علينا، وظهرت آثار ربطه قادة الفصائل بماله السياسي القذر، وخطر تصريحاته الكاذبة الرنانة، لن ينصر ثورة الشام، بل أقصى ما يفعله أنه يعمل لتحقيق مصالحه القومية ويسعى لإرضاء سيدته أمريكا.

فيا أهلنا في الشام: ألم يأن لكم أن تقفوا أمام مسؤولياتكم، فتستعيدوا قراركم، وتتحرروا من شَرك الدول المتآمرة، وتعتصموا بحبل الله المتين، وتأخذوا على يد من فرط بالدماء والأعراض وباع البلاد والعباد بثمن بخس.
ويا أيها المجاهدون المخلصون اعلموا أنكم مسؤولون أمام الله عز وجل، ثم أمام أمتكم وأهلكم والشهداء الذين عاهدتموهم على السير على طريقهم حتى إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام. فقد آن أوان تمايز الصفوف، واليوم يُعلم الصادق من الكاذب. فهلموا لصف أمتكم وتابعوا مسيركم وثورتكم المباركة، حتى يرضى عنكم ساكن الأرض وساكن السماء.
وعندها نستحق نصر الله وما ذلك على الله بعزيز وإليكم نقول، إلى كل المصابين والمعتقلين والمهجرين في ثورة الشام إلى أصحاب الثورة أبشروا وتفاءلوا ولا تيأسوا "أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ".

========
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبود رسلان

 

 

9122020raya

 

خرج عدد من المدنيين يوم السبت الماضي، في مظاهرة شعبية بريف دير الزور الشرقي، وذلك احتجاجاً على ممارسات قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مطالبين بتحسين الوضع الأمني والمعيشي في تلك المناطق. وبث ناشطون في شبكة "فرات بوست"، تسجيلاً مصوراً يظهر احتجاجات نظمها سكان في بلدة أبو حمام، بريف دير الزور الشرقي، كما طالبوا المجالس المحلية التابعة لـ"قسد"، بدعم القطاع الخدمي والصحي وتأمين المحروقات. كما نددوا بممارسات المليشيات التي تفرض نفوذها في المنطقة من ضمنها الفساد المستشري في كوادرها، في ظلِّ استمرار تدهور الوضع الأمني على خلفية ممارسات المليشيات وعمليات الاغتيال.

 

جريد ة الراية: https://bit.ly/39TtfjJ

 

9122020raya2

 

ذكرت وكالة الأناضول نقلا عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن الرئيس التركي أردوغان ونظيره الروسي بوتين تحدثا هاتفيا يوم 24/11/2020م فبحثا "التطورات الأخيرة في سوريا وليبيا وإقليم قرا باغ. وتناول الرئيسان خطوات من شأنها تعزيز علاقات التعاون الثنائي وفي مقدمتها زيادة حجم التجارة. وأعرب أردوغان لبوتين عن تطلعه إلى بدء فعاليات مركز المراقبة التركي الروسي بإقليم قرا باغ في أقرب وقت. كما أوضح أن إنهاء النزاع في سوريا يتطلب خطوات سريعة وملموسة أسوة باتفاق قرا باغ، وشدد على أهمية استمرار التعاون بين تركيا وروسيا في إطار المحادثات السياسية والعسكرية الرامية للحفاظ على وحدة الأراضي الليبية".

تبلغ الأراضي التي احتلتها أرمينيا بمساعدة روسيا من أذربيجان بين عامي 1988- 1993 ما بين 20% و24%، بينما مساحة أذربيجان 86,600 كمفتكون الأراضي المحتلة نحو 18000 كم2 وأراضي إقليم قرا باغ 4800 كم2. فحسب الاتفاق الذي تم بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا يوم 10/11/2020م حول وقف إطلاق النار في إقليم قرا باغ وبقاء القوات الأرمنية والأذرية متمركزة في مناطق سيطرتها ودخول قوات روسية الإقليم بدعوى حفظ وقف إطلاق النار ولتكرس الوضع في الإقليم لحساب أرمينيا وتحت السيطرة الروسية حتى يتم الاعتراف بذلك قانونيا. وتم الاتفاق على أن تسحب أرمينيا قواتها من محافظة أغدام حتى 20/11/2020م ومن منطقة كليجار حتى 25/11/2020، ومن محافظة لاتشين حتى 1/12/2020م، وهكذا تكون القوات الأرمنية قد انسحبت من أراض أذرية تبلغ مساحتها نحو 13000كمبما فيها منطقة فضولي وجبرائيل التي حررتها القوات الأذرية بالقوة العسكرية حتى مدينة شوشا على حدود إقليم قرا باغ. وتبقى أراضي قرا باغ خارج السيطرة الأذرية وتحت السيطرة الأرمنية والروسية حتى تعترف أذربيجان بقانونية قرا باغ لحساب الأرمن بحكم ذاتي تحت سيطرتها أو مستقلة أو تابعة لأرمينيا! فقال بوتين "لم يتم الاتفاق على الوضع القانوني لإقليم قرا باغ، الأجيال القادمة ستحدد وضع الإقليم" (الأناضول 18/11/2020م) وبذلك حاولت روسيا أن تحافظ على ما بقي لها من نفوذ في أذربيجان حتى لا تخسره كله لحساب أمريكا القادمة عن طريق تركيا، إذ إن روسيا تهيمن على أرمينيا هيمنة تامة ولها نفوذ تتقاسمه مع أمريكا في أذربيجان.

وتعتبر هذه خيانة من نظامي أذربيجان وتركيا أردوغان، إذ تُترك قرا باغ تحت الهيمنة الروسية والأرمنية حتى يسوى وضعها القانوني حيث لم تعلن قرا باغ عن إلغاء استقلالها كجمهورية ولم يعترف بها أحد حتى الآن. ومشاركة قوات تركية للقوات الروسية في نقطة رقابة لا يغير من الواقع شيئا بل يشرعن الوجود الروسي والاحتلال الأرمني لقرا باغ، بل يكرس وضعها تحت السيطرة الروسية والأرمنية. وحاز هذا الاتفاق على موافقة تركيا ومن ورائها أمريكا، وكذلك حاز على موافقة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة التي أصدر مجلس أمنها قراراته عام 1993 بانسحاب الأرمن من تلك المناطق المذكورة باستثناء قرا باغ فلم تتطرق لها تلك القرارات نهائيا.

هذا اتفاق أردوغان مع بوتين في أذربيجان، ولكن ما الذي يريد أن يفعله في سوريا أكثر مما فعله حيث طعن الثورة في خاصرتيها وفي ظهرها؟ أي ماذا يقصد من قوله "إنهاء النزاع في سوريا يتطلب خطوات سريعة وملموسة أسوة باتفاق قرا باغ" فهل هناك مقايضة؟! هل ستسلم تركيا مناطق أخرى في إدلب للنظام السوري عن طريق روسيا للضغط على المعارضة حتى تقبل بالحل السياسي الأمريكي؟ والعمل جار منذ سنوات في تمرير مؤامرات على الناس حتى يستسلموا ويقبلوا بالحل الأمريكي حسب قرار مجلس الأمن 2254. إذ جرت وتجري عمليات تآمر كبرى تهز الجبال حتى يستسلم الناس ويقبلوا بالنظام السوري العلماني الإجرامي وينسوا مآسيهم وجراحهم وما فقدوه من فلذات أكبادهم وقد دُمرت بيوتهم وهُجر الملايين من ديارهم، وحتى يقولوا لقد زهقنا ومللنا، عشر سنوات ونحن في تراجع، ولم نستطع أن نسقط النظام، فلنقبل بالحل السياسي حتى نخلص ونرتاح!! بعدما يصل الناس إلى هذه الحال يسهل تطبيق الحل السياسي. فأمريكا عبر تركيا تعزف على هذا الوتر، وتنسقان مع روسيا بصورة علنية.

ذكر قيادي في فصيل من الفصائل السورية الكبرى، اجتمع وغيره مع ضباط مخابرات أمريكيين في تركيا عام 2014 فسأل ضابطا أمريكيا قائلا: متى نخلص؟ فقال الأمريكي: "لسنا في عجلة من أمرنا فيجب أن تمر عشر سنوات على الأقل!" فمعنى ذلك حتى تمرَّر كافة المؤامرات على أهل سوريا ويستيئسوا من إسقاط النظام ومن ثم يستسلموا للحل الذي تريده أمريكا بتثبيت النظام بصياغة جديدة، فعندها يمكن أن تحزم أمريكا في تطبيق الحل. ولهذا عندما طلب أردوغان عام 2013 من رئيس أمريكا السابق أوباما التدخل مباشرة وإسقاط الأسد وتطبيق مخرجات مؤتمر جنيف عام 2012، استدعاه أوباما إلى واشنطن واجتمعا بتاريخ 16/5/2013م وشرح له الخطة وبعدها لم يعد أردوغان يطالب بالتدخل لإسقاط النظام السوري وتطبيق الحل بسرعة. ولهذا عندما وضع أوباما الخطوط الحمر وقام النظام السوري بتجاوزها باستعمال الكيماوي يوم 21/8/2013م قام أوباما وهدد وحشد قواته ليضرب ومن ثم تراجع خشية على النظام التابع له من السقوط قبل وجود البديل وقبول الناس بهذا البديل الذي ستختاره أمريكا، علما أن الثورة كانت في أوجها والمشاعر الإسلامية متأججة فلا يقبلون عن الإسلام بديلا.

ومثل ذلك حدث عندما ارتكب عرفات خيانة وأعلن اعترافه بكيان يهود يوم 15/11/1988م عندما أعلن عن قيام دولة فلسطينية في الضفة وغزة، فسأل الصحفيون أحد مستشاري عرفات فلماذا بعد 20 سنة من التضحيات تعترفون (بإسرائيل)؟ ولماذا لم تعترفوا بها عام 1968 (يوم تولى عرفات قيادة منظمة التحرير)؟ فقال "كان يجب أن تمر عشرون سنة حتى يمكن الاعتراف بـ(إسرائيل)". أي يجب أن يخدع الناس ببذل تضحيات ومن ثم تهدر هذه التضحيات حتى يصل الحال بهم إلى الاستيئاس من تحرير فلسطين، فيستسلموا لأي حل خياني، وهذا ما يجري في سوريا.

إن الدول الاستعمارية وخاصة أمريكا وبريطانيا تتقن فن التآمر على الشعوب وخداعها وجعلها تستسلم وتقبل بالأمر الواقع وتنصب عليهم قيادات مزيفة ملمعة وتقضي على القيادات المخلصة وعلى المخلصين، فتشارك هذه القيادات المزيفة بالمؤامرة الاستعمارية لتحقيق مآربها الشخصية. فمن أهم المسائل التي يجب أن تعالج لدى الأمة مسألتان، أولاهما: تعزيز المبدئية، فإما دحر العدو كليا والقضاء على نفوذه بكل أشكاله وتطهير البلاد من براثنه وإقامة حكم الإسلام لا غير، وإما الموت في سبيل الله وتحمل كافة الصعاب حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، فلا استسلام ولا مفاوضات ولا تقديم أية تنازلات تحت أية ذريعة التزاما بأحكام الإسلام. وثانيهما: موضوع القيادة، فلا تقبل بأي قائد يخالف مبدأها تحت أية ذريعة، فأكثر ما تنخدع الأمة بالقادة، فكم مرّ عليها وركب على ظهرها قائد مزيف خائن مرّر مؤامرات الكفار من مصطفى كمال حتى أردوغان، ومن سعد زغلول مرورا بعبد الناصر ووصولا إلى السيسي، ومن محمد علي جناح في باكستان حتى عمران خان، ومن عرفات حتى عباس، وهكذا في كل بلد من بلاد الإسلام. فتعزيز العامل الأول وهو المبدئية يساعد في حل إشكالية العامل الثاني، فعندها لا ترضى الأمة إلا بقيادة مبدئية مخلصة واعية. ولهذا حذر الله الناس من القيادات الضالة المضلة بقوله سبحانه: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيراً﴾.

 

جريدة الراية: https://bit.ly/3oFcA7J

2122020raya

 

يوم 15/03/2011م اندلعت ثورة الشام المباركة، وثار أهل الشام على بشار أسد ونظامه التابع للمنظومة الدولية، فأدرك الغرب الكافر الخطر المحدق به فسارع إلى العمل لاحتواء الثوار وإجهاض الثورة، كما حاول الالتفاف على ثورات مصر وليبيا واليمن والسودان والجزائر فاستعمل مع أهل الشام حيلة صيد الفيلة وترويضها.

تحركت المنظومة الدولية وعلى رأسها أمريكا التي قامت بتوزيع الأدوار على الدول حتى تستطيع ترويض الشعب الثائر، فقسمت الدول إلى قسمين:

القسم الأول: أعداء الشعب السوري وأعداء الثورة من مثل الصين وروسيا وإيران، هذه الدول التي وقفت مع النظام السوري المجرم وساعدته عسكريا وسياسيا وماديا.

القسم الثاني: أصدقاء الشعب السوري من مثل مملكة آل سعود وقطر وتركيا.

وهنا بدأت عملية ترويض أهل سوريا بمحاولات عدة؛ منها عسكرية كالقصف والتهجير والتدمير والقتل، والاعتقالات والتجويع والتضييق على الناس من طرف أعداء الثورة، وكان دور الأصدقاء هو الاحتضان وتقديم المساعدات والإغاثة والخيام وإطلاق الشعارات الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وهذا كله من أجل كسب ثقة الناس، حتى يستطيع سوقهم إلى الحل السياسي الأمريكي؛ لإعادة الناس إلى حضن النظام المجرم، أي إلى المنظومة الدولية من جديد.

هذه الأساليب التي استعملتها المنظومة الدولية وعلى رأسها أمريكا الصليبية كان لا بد أن تجعل صديقا لأهل سوريا يلجأون إليه كي تتمكن من المكر بهم وخداعهم من خلاله بصفته صديقاً لثورة الشام، وكانت تركيا أردوغان هي ذلك (الصديق)، حيث خدع أردوغان كثيرا منهم بتصريحاته الجوفاء الرنانة، وكسب ثقتهم، وهو يمكر بهم من أجل إعادتهم إلى حضن النظام السوري المجرم، وبالتالي إلى بيت الطاعة الدولي.

ولكن ثورة الشام أثبتت للعالم أجمع أنها ثورة ربانية، ثورة من أجل تغيير نظام التسلط والقهر والظلم العالمي ليحل محله نظام العدل والقسط للبشرية جمعاء، نظام من رب العالمين ينقذ الناس من ظلمات الرأسمالية وعفنها إلى عدل الإسلام ونوره.

إن سوريا هي كما قيل عنها مفتاح الشرق الأوسط وسقوطها يعني إحداث زعزعة فيه، وخاصة إذا كان البديل هو نظاماً مبدئياً لا يتبع للمنظومة الدولية فهذا يهدد النظام العالمي المهترئ بالسقوط، لأن العالم اليوم وبعد أن سئم العيش تحت وطأة النظام الرأسمالي الذي دمر حياة الناس وعانت منه الدول الويلات، وقد ظهر زيف أفكاره حتى بين الكثيرين من أبنائه، فإذا ما تحطم صنم من أصنام هذه المنظومة وسقط على يد ثلة مؤمنة صادقة، وخاصة في بلاد الشام عقر دار الإسلام.

لقد كانت عناية الله ومن ثم إرادة وثبات وصبر المسلمين في الشام أقوى من المنظومة الدولية وأدواتها التي تكالبت على ثورة كانت بدايتها من بيوت الله ومطالبها تحكيم شرع الله. فكان ثبات ووعي أهل الشام سنوات طويلة في وجه المنظومة الدولية وعلى رأسها أمريكا هو انتصارا ساحقا بحد ذاته.

غير أن أهل الشام لن يرضوا عن الإسلام بديلا بعد هذه التضحيات والشهداء والمهجرين، لتبقى ثورة الشام تسير على الجمر صابرة محتسبة متوكلة على ربها وحده سبحانه حتى يمن الله عليها بالنصر والاستخلاف والتمكين، قال تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾، وقال عز من قائل: ﴿لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾.

 

جريدة الراية: https://bit.ly/37qzoRp