- التفاصيل
جريمة جديدة تضاف لسجل جهاز الظلم العام في سلسلة جرائم متتابعة، فبعد كشف الحرمات ودهس الحرائر وشتم وضرب الأعراض واعتقال النساء ها هو اليوم يحارب أصحاب النخوة الذين ينصرون إخوانهم وأخواتهم من أبناء الثورة، ويؤكد وقوفه في صف الديايث.
فبعد خروج مظاهرة للحرائر أمام ديوان المظالم للمطالبة بالمعتقلين ظلماً قام أحد الشبيحة بالهجوم على الحرائر بالضرب والشتم وجهاز الدياثة يشاهد بل يحمي مرتكب الجريمة، لأن هذا المنظر أصبح طبيعياً عند جهازٍ امتهن هتك الأستار وكشف الحرمات واعتقال النساء، ومن ثم انسحب الشبيح واحتمى بجهاز الظلم العام، فما كان من الأحرار أصحاب النخوة إلا أن هبوا لنصرة أعراضها، كيف لا وهذا هو في الأساس سبب قيام ثورتنا!
فخرجت مظاهرة في ادلب نصرة للحرائر وهتفت "لأجل الحرة نشعلها ثورة"، فما كان من جهاز الدياثة إلا أن انقض عليها بالضرب مستخدماً العصي والهروانات، وبعد تفريقه المظاهرة قام جاز الظلم العام بتعفيش الدراجات النارية كما يفعل نظام الإجرام بتعفيش البيوت.
وبعد مراجعة الجهة المسوؤلة عن مصادرة الدراجات النارية لاستلامها طلب الظالمون تعهداً من أصحاب الدراجات النارية بعدم الخروج للتظاهر وعدم نصرة الأعراض!
فما كان من الأحرار إلا أن رفضوا التعهد وقالوا: إن أرواحنا ودماءنا نقدمها نصرة لأعراضنا وليس فقط دراجاتنا النارية.
هكذا هم الأحرار الذين لا ينامون على ضيم ويفضلون الموت على المذلة، فشتان شتان ما بين الأحرار أصحاب النخوة وبين الشبيحة الديايث محاربي النخوة وأهلها، وفعلاً أبت الدياثة أن تفارق أهلها!
إن الجولاني في هذه المرحلة يبحث عن أدوات رخيصة و ديايث لأن المرحلة القادمة مرحلة تسليم حسب مكرهم، فعلينا انتزاع قرارنا وتحرير سلاحنا قبل أن يسلموا أعراضنا لنظام الإجرام.
قَالَ النَّبيُّ ﷺ: (إنَّ مِمَّا أدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنعْ مَا شِئْتَ).
إن الجولاني وجهاز ظلمه العام لم يعودوا يستحون من الله ولا من عباده، وأصبح جل همهم كسب رضا أمريكا ورضا المعلم التركي عراب المصالحات، ورضا الله ورضا أمريكا لا يجتمعان.
لقد بات الجولاني يخشى الإعلام أكثر من خشيته لله، هذا إذا كانت عنده خشية لله أصلاً، ويحاول أن يخفي جرائمه بالتستر خلف معرض الكتاب ومهرجانات المعصية، ويساعده في ذلك ذبابه الإعلامي الذي يتعامى عن الاعتداء على الحرائر والأحرار رغم أنه مكان الاعتداء لا يبعد عن إعلاميي الدولار سوى عشرات الأمتار.
وفي الختام نذكر الجولاني وجهاز ظلمه العام بأن مصير كل ظالم سيكون تحت الأقدام، فأحرار ثورة الشام أعلنوها ثورة ضد طاغية الشام و ضد كل من يسير على خطاه وينتهج نهجه، ليهنأ أهل الثورة بتتويج التضحيات بما يشفي اللهُ به صدور قوم مؤمنين ونسأل الله أن يكون ذلك قريباً.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
فادي العبود
- التفاصيل
في وقت تستمر فيه الاحتجاجات الرافضة لإعادة افتتاح معبر أبو الزندين قرب مدينة الباب شمال سوريا مع النظام المجرم، عقدت منظومة الأدوات التركية بشقيها السياسي والعسكري اجتماعاً موسعاً، الثلاثاء 3/9/2024م، في مدينة غازي عنتاب في تركيا، زاعمةً أنه لبحث 7 ملفات، من بينها قضية افتتاح معبر أبو الزندين بريف حلب الشرقي، وضم الاجتماع، رؤوس الائتلاف العلماني السوري الموالي لتركيا والغرب، وهيئته التفاوضية، وحكومته المؤقتة وقادة جيشها الوطني، وما يوصف بمجلس القبائل والعشائر، وتم خلاله مناقشة الواقع السوري وسبل تذليل التحديات التي تواجهه، وفقاً لما ذكرته الحكومة المؤقتة في بيان. وبخصوص معبر أبو الزندين شرقي حلب، قال البيان إن المشاركين ناقشوا أهميته كمعبر حيوي "إنساني واقتصادي" يؤثر إيجاباً على الوضع الاقتصادي والإنساني في المنطقة. وزعم المشاركون أن هذا المعبر ليس له أية علاقة بأي من ملفات التطبيع مع النظام السوري، بل هو خطوة تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية وتسهيل الحركة التجارية والإنسانية في المناطق المحررة، وفق البيان.
وبعد عدة أيام من اجتماع غازي عنتاب أصدرت ما يسمى الحكومة السورية المؤقتة بيانا حذرت فيه مما سمتها "محاولات خبيثة" لزعزعة الأمن في الشمال السوري المحرر، وزعمت فيه دعمها لحق الناس في التظاهر السلمي وتوفير الحماية لهم، في إشارة واضحة لقمع اعتصام الأحرار الرافضين فتح معبر أبو الزندين، وجاء بيانها على إثر اختلاق مشكلة بين بعض المعتصمين وعناصر الشرطة العسكرية في المنطقة.
يسعى النظام التركي عبر أدواته من حكومات وظيفية وقادات الفصائل إلى تذليل العقبات أمام عملية التطبيع وتسليم المناطق المحررة للنظام المجرم، والتي بدأها بقضية فتح معبر أبو الزندين الذي سيكون خطوة تتبعها خطوات من التطبيع على طريق إجهاض الثـ..ـورة وتنفيذ الحل السياسي الأمريكي الذي قررته أمريكا في القرار الأممي 2254، ولكن خطوة فتح المعبر مع النظام لم تكن بالخطوة السهلة على النظام التركي في ظل تحرك المخلصين في ثـ..ـورة الشام المباركة وفضح مؤامرة المعبر ونصب خيمة الاعتصام والرباط فيها لمنع تنفيذ هذه الخطوة الخيانية الجريئة، ولأنها تعتبر مقدمة لباقي الخطوات الخطيرة التي يعتزم النظام التركي السير بها.
وكان الرئيس التركي أردوغان أكد في تصريحات خلال مؤتمر طلاب مدارس الأئمة والخطباء بولاية قوجا إيلي شمال غربي تركيا وبعد يومين من زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأولى إلى تركيا، أن بلاده تتخذ خطوات في علاقاتها مع مصر وسوريا لتأسيس محور تضامن ضد ما أسماه التهديد التوسعي المتزايد لكيان يهـ..ـود. فيما صرح نائب وزير الخارجية المصري الأسبق علي الحنفي أن زيارة الرئيس المصري لتركيا شهدت تنسيقا وتشاورا في مختلف قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والملف السوري، وكان بينهما تفاهم على ضرورة وجود حراك في الملف السوري وعودة المسار السوري لطبيعته في إطار تشاوري مصري تركي سوري.
التصريحات التركية المتواصلة منذ أشهر عدة عن تطبيع العلاقات مع النظام السوري المجرم، أكدها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في آخر تصريحاته قبل أيام عن أن الجانب التركي مستعد لمناقشة انسحاب القوات التركية من سوريا، وعن نجاح الجانب الروسي في تحقيق اختراق مهم لجهة تحديد موعد عقد لقاء بين أردوغان وطاغية الشام بشار أسد أواخر شهر أيلول الحالي.
شماعة توسع كيان يهـ..ـود في المنطقة التي استعملها أردوغان لتحقيق تقدم في إعادة العلاقة مع طاغيتي الشام ومصر وتطبيعها من جديد تكشف عما يتم التخطيط له من مؤامرة تعويم النظام السوري المجرم، وتؤكد أن اجتماع غازي عنتاب لقوى الثـ..ـورة والمعارضة المدجنة هو خيانة عظمى لثـ..ـورة الشام المباركة وهدفه تهيئة الأجواء وتذليل العقبات أمام تنفيذ خطوات التطبيع والتسليم باعتبار أن نجاح النظام التركي في تحقيق هذه الخطوة سيكون بداية لتحقيق باقي الخطوات وهو ما يعني حرفيا إجهاض الثـ..ـورة وتضييع تضحيات أهل الشام.
هذا الاستعراض للواقع الحالي من التآمر على الثـ..ـورة وخيانة متصدري الثـ..ـورة لأهدافها ليس قدرا محتوما لا يمكن رده عن أهل الشام وإنما لبيان الخلل ومعالجته، فارتباط الثـ..ـورة بالنظام التركي وقبول المال السياسي القذر وخسارة قرار الثـ..ـورة لصالحه ومحاولة التحكم بها لمصالحه ومصالح أمنه القومي ومصلحة أمريكا، كل هذا يمكن معالجته بعيدا عن أسطوانات الحليف الوحيد والمصالح المشتركة والمصير المشترك وبقية الترهات التي يلوكها البعض في عصر سياسة المصالح ودفن المبادئ والأخلاق.
فمرض الثـ..ـورة بارتباط قادتها بالخارج فإن تمت معالجته تعافت وعادت إلى طريقها نحو إسقاط النظام المجرم، الذي يسعى الجميع لإعادة إنعاشه وعبر أقوى طريقة بدفع الثـ..ـورة للتطبيع معه عبر فتح المعابر الذي سيكون له تأثير كبير على المستوى المتوسط والبعيد في تليين جدران الثـ..ـورة، ولا ننسى ما يقوم به قادات الفصائل وعلى رأسهم الجولاني داخل المناطق المحررة من انتهاكات مقصودة بحق شرفاء الثـ..ـورة بهدف كسر الإرادة عبر الضغط الأمني والاقتصادي الذي يعتبر أصعب من الضغط العسكري، ويمارسه الجولاني بشكل فاضح عبر جهاز أمن مرتبط بأجهزة مخابرات خارجية وحكومة ضرائب تسوم أهل المحرر كل أنواع التجويع والإفقار والحصار، وعلى الجانب الآخر يقوم الجولاني بكل ما يلزم لدك حصون الثـ..ـورة من الداخل عبر برامج الترفيه والأولمبياد ومعرض الكتاب وغيرها من النشاطات القائمة في إدلب في وقت تموج المنطقة وتتحرك بتناسق عال للقضاء على الثـ..ـورة، ما يعني أن الجولاني أصبح جزءا من هذه المخططات بل له الدور الأبرز فيها لأنه ثبت بالدليل القاطع أنه لا يستطيع أحد فرض شيء بالقوة العسكرية على الثـ..ـورة، فقد صمدت على تفرقها أمام قوة المليشيات الإيرانية والقوات الروسية وقوات النظام المجرمة مجتمعين وخسائرها كانت بسبب الدور التركي الخبيث الذي بمجرد فك ارتباط الثـ..ـورة به وتحررها من قيوده يعني انطلاقها بحرية مرة أخرى نحو عقر دار النظام المتآكل والمتهاوي.
ثـ..ـورة الشام المباركة تعيش حاليا أعنف المعارك السياسية وفي عين العاصفة التي تريد اقتلاع أركانها وتحطيم قوتها، ويلعب النظام التركي دور الشيطان الذي يوسوس حاليا لشق صفها ودفعها للتخلي عن ثوابتها التي هي الضامن لمتابعة طريقها وعلى رأسها إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه ودستوره العلماني، ولا سبيل لذلك إلا بالعودة إلى شعارها الخالد "يا الله ما لنا غيرك يا الله"، وتطبيقه قولا وعملا، والانفكاك من كل ما هو دونه، والعودة لله وطلب الغفران منه وهو الغفور الرحيم، وبذلك يمكننا استعادة القرار العسكري الذي سيفتح الباب لها واسعا مرة أخرى ويقلب الطاولة ويحطمها على رؤوس من يجلس عليها ويحوك المؤامرة تلو الأخرى للنيل منها وخصوصا أدوات الداخل من حكومات وقادات فصائل وهبهم الله نعمة القوة لنصرة المستضعفين فأخلدوا إلى الأرض وركنوا للظالمين فأورثهم الله الذل في الدنيا والخزي في الآخرة إن لم يتوبوا ويعودوا لأحضان أمتهم وثورتهم بدل أحضان عصابات النظام وسكاكينه الطائفية التي يدفعهم ويدفع أعراضهم إليها عرابُ المصالحات أردوغان.
إن الثبات على أمر الله شيء عظيم يهبه الله لعباده المستمسكين بحباله المعتصمين بأمره الصادعين بالحق في زمن الخذلان وتكالب الأصدقاء والأعداء، وإن ثـ..ـورة الشام صفحة ناصعة البياض في تاريخ أمة تحاول النهوض من كبوتها لاستعادة عزتها وكرامتها التي لن تعود إلا بإقامة حكم الله في الأرض مرة أخرى وعودة المسلمين للمهمة الأساسية التي أوكلها الله لهم بتبليغ رسالته للبشرية عبر إقامة الدولة التي ستتولى هذه المهمة بالدعوة والجـ..ـهاد، ولن نتخلص من هذا الذل الذي أحاط بنا من كل جانب إن لم نعد لديننا في كل شأن من شؤون حياتنا وعلى رأس ذلك في الحكم والسياسة، فإلى ذلك ندعو أهلنا في ثـ..ـورة الشام أن اعتصموا بحبل الله جميعا واقطعوا ما دونه من حبال الدول والمجتمع الدولي المخادع الذي يمكر بكم وبثورتكم ويروغ منكم كما يروغ الثعلب، فلننهض لنستعيد قرار ثورتنا لننطلق بالموجة الثانية منها متوجهين نحو دمشق، لا يضرنا من خذلنا ولا من عادانا والنصر حليفنا بإذن الله.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم﴾.
بقلم: الأستاذ أحمد معاز
- التفاصيل
معلوم مؤخراً أن هناك خطوات خبيثة لتمرير جريمة فتح معابر التطبيع مع النظام المجرم برعاية النظام التركي عراب المصالحات.
إلا أن هناك من يزعم كذباً أن معبر أبو الزندين هو معبر حيوي اقتصادي وإنساني غير مرتبط بملفات التطبيع مع النظام المجرم.
كذب ممجوج ومحاولات بائسة يائسة لإشغال أهل الشام عن خطر هذه الجريمة ليصبح فتح المعبر أمراً محتوماً ليمرروا هذه الجريمة النكراء بحق أهل الشام وتضحياتهم دون أي معارضة أو مواجهة شعبية عارمة يخشاها السيد التركي وأدواته العملاء والصنائع.
بعد كل هذه التضحيات، هل قامت أعظم ثورة خرجت من المساجد تصدح:(هي لله هي لله ـــ لا للسلطة ولا للجاه) لمصالحة النظام المجرم أو للتطبيع معه أو فتح معابر الخيانة، أم خرجت لإسقاطه بكافة أشكاله ورموزه وتخليص الأمة من شروره وتتوج التضحيات بوعد رب العالمين وبشرى نبيه صلى الله عليه وسلم، خلافة راشدة على منهاج النبوة؟!
ليس أمام أحرار الأمة إلا فضح هذه المؤامرة والأخذ على أيدي من يسعى لترويجها وتنفيذها لجهل أو لمصلحة أو لعمالة. نعم، على أهل الثورة أن يقولوا كلمتهم ويملؤوا الساحات ويقفوا سداً منيعاً في وجه كل من يريد بأهل الثورة وتضحياتها سوءاً؟!
ونقول لأهلنا الثوار الصادقين: لقد ظهرت لكم حقيقة كذب ومراوغة النظام التركي وحقيقة أدواته المرتبطة به من قادة ومؤسسات وحكومات، فاعملوا لاستعادة قراركم وتصحيح مسار ثورتكم بعد أن عبث بها العملاء والمجرمون، باتخاذ قيادة سياسية مخلصة واعية صاحبة مشروع واضح منبثق من عقيدتكم تسير بكم نحو فتح الجبهات لإسقاط النظام المجرم في عقر داره وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، لنفوز بعزّ الدنيا والآخرة بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
موفق الحجي
- التفاصيل
إن حرص الجولاني وجوقته على الترويج لمصطلح "الكيان السني" يأتي بالدرجة الأولى لإقناع الجمهور بإيقاف معركة إسقاط النظام المجرم، تنفيذا لمقررات أستانة وجنيف التي فرضت وقف إطلاق النار، وإطلاق المفاوضات بين ما يسمى المعارضة وبين عصابات أسد، لأجل ذلك يطالبون بالرضا بهذا المصطلح باعتباره "حالة اضطرارية شبيهة بحالة سايكس بيكو"!
و من جانب آخر يأتي ترويج هذا المصطلح تماشيا و استغلالا لإسلامية ثورة الشام التي برزت في كثير من شعاراتها وأسماء جمعها وكتائبها، فتم استخدام مصطلح " الكيان السني " لمحاولة دغدغة مشاعر أبناء الثورة و حاضنتها الإسلامية الرافضة للعلمانية ومنتجاتها..
إن خطورة مصطلح الكيان السني ليست كما يُروّج المضبوعون بالثقافة الغربية، من كونه يصبغ المنطقة بصفة الإرهاب، بل لأنه مصطلح سياسي يؤسس للاعتراف بحق الأقليات الأخرى بالمطالبة بكيانات مماثلة فهو تأسيس للتقسيم، و حصر لأهل الثورة في هذا الكيان الذي يفتقد كل المقومات، وهو أيضا صرف لتفكير أبناء الثورة عن ثوابتها وعلى رأسها إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه.
إن العقلية التي تروّج للمصطلح لا تختلف عن العقلية العلمانية التي تعارضه من منطلق المصلحة العقلية، فكلا العقليتين تنطلقان من الواقعية المقيتة التي تفكر بما هو مسموح دوليا وغربيا، ولا تنطلق من تفكيرها من زاوية ما يجب أن يكون عليه الواقع.
هذه الزاوية من النظر تفرض رفض المصطلح كونه يأسر قوى الثورة في دائرة ما يُسمح لنا، وتؤكد على وجوب المضي في الثورة حتى تحقيق أهدافها بإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام كاملا كما أوجبه الله سبحانه وتعالى، خلافة على منهاج النبوة.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
منير ناصر
- التفاصيل
في مدينة غازي عنتاب التركية، عُقِدَ يوم الثلاثاء الفائت 3/9/2024م، اجتماعٌ موسَّع ضمَّ "الحكومة السورية المؤقتة" و"الائتلاف الوطني لقوى الثـ..ـورة والمعارضة" و"هيئة التفاوض" و"مجلس القبائل والعشائر" وقادة "الجيـ.ـش الوطني السوري"، تم خلاله "مناقشة الواقع السوري وسبل تذليل التحديات التي تواجهه"، وذلك حسب البيان الختامي لهذا الاجتماع الذي نشرته مواقع "الحكومة السورية المؤقتة" المُصنَّعة.
وقد تضمن البيان المواضيع الرئيسية التي تمت مناقشتها في الاجتماع إضافة إلى عدد من التوصيات، كدعم الجيـ.ـش الوطني والحكومة المؤقتة وتوحيد الفصائل وتعزيز التواصل بين الائتلاف الوطني والقاعدة الشعبية وزيادة وجوده الفعلي على الأرض. كما أكد المشاركون على "الدور المحوري الذي لعبته تركيا وقطر الشقيقة في مكافحة الإرهـ..ـاب".
ويأتي هذا البيان بعد أيام قليلة من لقاء مدير منصة سوريا الإقليمية الأمريكي نيكولاس غرانجر مع رئيس هيئة التفاوض السورية د. بدر جاموس ورئيس الائتلاف الوطني هادي البحرة ومن قبل ذلك مع رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، لمناقشة استراتيجيات الضغط من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وتحقيق حل سياسي شامل!
بدايةً، إن مجرد عقد هذا الاجتماع في تركيا، وكرِ التآمر على الثـ..ـورة وأهلها، يؤكد أن هؤلاء ليسوا إلا مجرد أدوات رخيصة يسخِّرها النظام التركي ويوجهها حيث يشاء، لتنفيذ الأوامر الأمريكية في إنهاء الحالة الثورية على أرض الشام وتهيئة الأجواء لإخضاع أهل الثـ..ـورة والتضحيات للحلول الاستسلامية، والانخراط في قطار التصالح والتطبيع الذي يقوده النظام التركي عراب المصالحات مع نظام البراميل والكيماوي، حيث تتلاحق تصريحات الساسة الأتراك لإعادة العلاقة مع نظام الطاغية بشار كما كانت ولدفع أهل الشام بالاتجاه ذاته.
إن هوية الثـ..ـورة هي أهدافها ومرجعيتها وثوابتها المنبثقة من صميم عقيدة أهلها، ومن يحيد عن هذه الثوابت فليس بممثل للثـ..ـورة ولا ينبغي له أن يكون ممثلاً لها، إنما يصبح أداة بيد أعدائها المتربصين بها، فمضمون البيان الصادر عن الاجتماع يؤكد انفصام كل الكيانات التي تم ذكرها عن واقع الثـ..ـورة وثوابتها وعن أهلها ومطالبهم. نعم، ساقطٌ كل من يتنكر لثوابت الثـ..ـورة بفعل أو بتصريح مهما رفع من شعارات وتفنن في الخطابات وزعم أنه للثـ..ـورة حافظ أمين.
لقد كان تركيز البيان منصبّاً على إنعاش هذه الكيانات الساقطة والمنبوذة شعبياً وتسويقها وتثبيتها لتكمل دورها الوظيفي الذي يرسمه "المعلم" لفرملة الثـ..ـورة وتأهيل أهلها تدريجياً لمرحلة التسليم والعودة لحضن النظام وبطشه، فغاب أي ذكرٍ لفتح الجبهات التي يطالب بها مخلصو الثوار، وغاب أي ذكرٍ لإسقاط النظام، ولا غرابة، إذ لم يعد ذلك في قاموسهم، هذا إن كان يوماً، وبدلاً من ذلك كان الشكر موصولاً للنظام التركي والقطري، المتآمرين على ثورتنا، لجهودهما في (مكافحة الإرهـ..ـاب)! والإرهـ..ـابي بنظرهم ونظر أسيادهم هو كل ثائر حر يعمل مع العاملين لإسقاط أنظمة الضرار وتحكيم الإسلام في ظل كيان ودولة.
إن المتتبع للأحداث يدرك أن أهم مواضيع الاجتماع هو ما ذكره البند السادس الذي نص على "مناقشة أهمية معبر أبو الزندين كمعبر حيوي إنساني واقتصادي يؤثر إيجاباً على الوضع الاقتصادي والإنساني في المنطقة. وأكد المشاركون أن هذا المعبر ليس له أية علاقة بأي من ملفات التطبـ.ـيع مع النظام، بل هو خطوة تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية وتسهيل الحركة التجارية والإنسانية في المناطق المحررة".
حيث يأتي هذا الاجتماع بعد سلسلة محاولات لفتح معبر أبو الزندين، يقابلها رفض شعبي واسع له تجلى على الأرض عبر حراك مستمر ومظاهرات حاشدة ونصب خيام اعتصام ضد هذه الجريمة التي هي مقدمة عملية للتصالح والتطبيع مع نظام مجرم سفك الدماء وهتك الأعراض وشرد الناس في مشارق الأرض ومغاربها.
إنّ فتح المعابر لا علاقة له على الإطلاق بأي جانب اقتصادي أو إنساني أو تحسين لأوضاع الناس المعيشية كما زعم البيان، فهذا آخر ما يفكر به المتآمرون، إنما القضية سياسية بامتياز، لإخضاع الثائرين للحلول الاستسلامية عبر الألاعيب السياسية بعد فشل المعارك العسكرية، علاوة على ما يعنيه فتح المعبر من شرعنة للنظام وإعطاء قبلة حياة له ولاقتصاده المتهالك.
وإنه من الطبيعي في حالة الحرب ألا تكون هناك علاقات اقتصادية بين المتقاتلين، فلا لقاء بين الحق والباطل ولا التقاء منتصف الطريق، فأنصاف الثورات قاتلة وأنصاف الحلول مرفوضة. فثورتنا مبدئية، لا مطلبية لتحسين شروط العبودية. فقد حرقنا كل المراكب وبات تطلعنا لحل جذري يكافئ التضحيات.
فقد كان مجرد الجلوس على طاولة التفاوض مع نظام الطاغية بداية الثـ..ـورة جريمة تفضح صاحبها على رؤوس الأشهاد وتعتبره خائناً للثـ..ـورة والدين ودماء الشهداء، فما الذي تغير؟!
إن الحكومة المؤقتة (المصنّعة) متناقضة في تصريحاتها، فبعد أن كان فتح المعابر بنظرها على لسان وزير اقتصادها عام 2021م "جريمة يعاقب فاعلها"، أصبحت عام 2024م مصلحة "اقتصادية وإنسانية"!
فهل يؤتمن أمثال هؤلاء على ثـ..ـورة ودين وأرض وعرض؟! ألم يحذر وزير المالية والاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة (المصنّعة) الدكتور عبد الحكيم المصري من خطر افتتاح المنافذ الحدودية مع النظام المجرم عام 2021م؟!
ألم يحذر من إدخال المخدرات للشمال السوري، ويصرح هو نفسه بالقول: "إن خطورة افتتاح المنافذ الحدودية مع النظام المجرم كثيرة منها تسهيل دخول الإرهـ..ـابيين عملاء النظام والمليشيات المعادية لتنفيذ أعمال إرهـ..ـابية لزعزعة استقرار المنطقة المحررة، والعمل على تسهيل تهجير المواطنين من مناطقهم باتجاه المناطق المحررة وهجرتها لتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين والاستيلاء عليها بحجج كثيرة وبالتالي تسهيل عملية التغيير الديموغرافي"؟!
ألم يقل هو نفسه: إن من أخطار فتح المعابر "المساهمة في إنعاش اقتصاد النظام المشلول وتحسينه قبل الانتخابات غير الشرعية، وإدخال الدولار المجمّد وهو أخطر من المزور،... وإدخال الحشيش والمخدرات المصدر الوحيد لتأمين العملة الصعبة للنظام، وتهريب العملة الصعبة لمناطق النظام الذي لا يملك العملة الصعبة فهو غير قادر على استيراد المواد الأساسية لذلك سيقوم بتأمينها عن طريق المناطق المحررة مقابل عملته المنتهية وبالتالي يأخذ الإنتاج مقابل ورق بنكنوت لا قيمة له، كما سيعرض المنطقة لخطر عقوبات قانون حماية المدنيين (قيصر)، وارتفاع الأسعار بالمناطق المحررة بشكل كبير، وسيستفيد النظام أيضاً من الرسوم على السيارات، وسيصدّر إلى مناطق الشمال البضائع الفائضة عن حاجته، والأرباح التي سيجنيها عدد محدود من "تجار الحروب" إثر فتح المعابر سيدفعها الناس، إذ سيدفعون الضرائب التي سيفرضها المسؤولون عن فتح تلك المعابر"؟!
ألم يصرح بشكل واضح لا لبس فيه أن "النظام باعتباره يعرف ماذا يريد من المعابر، فسيستفيد بشكل أكبر حكماً"؟!
لقد آن لأهل الثـ..ـورة أن يعملوا جاهدين لرفع الوصاية التركية عن ثورتنا، ونبذ النظام التركي كقيادة سياسية تمكر بنا، وإسقاط القادة المرتبطين الذين لا يعصون للمعلم أمراً، والعمل لاستعادة القرار السياسي والعسكري للثـ..ـورة وتوسيد الأمر لأهله، وحشد الجهود المخلصة خلف قيادة سياسية واعية ومخلصة تحمل مشروع خلاصنا الوحيد، تعرف ما تريد وكيف تصل إليه، لزلزلة عرش النظام في عقر داره وإسقاط حكمه المتهالك، وتتويج التضحيات بخلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة آن أوانها وأطل زمانها بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.
--------
بقلم: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا