- التفاصيل
مقتطف من مقال في جريدة الراية العدد (519) بعنوان:
التصعيد في شمال سوريا حقيقته ودوافعه والواجب تجاهه.
مع ما يعانيه الناس من إجرام النظام وحلفائـه مـن قصـف وتدميـر وتهجـير، إضافـة للتضـييق الممـنهج علـى النـاس الـذي طـال لـقـمة عيشهم ورغيف خبزهم، وشوق النازحين والمهجرين للـعودة إلـى ديارهم، وتجذر روح الثورة في صدور الناس وتطلعهـم المسـتمر لإسقاط النظام المجرم، خاصة مع اليأس من قادة الارتباط الخونة تشكل رأي عام ضاغط في عموم المحـرر بضـرورة استـعادة القـرار العسـكـري مـن مغـتـصـبـيه القـادة لفـتـح جبـهـات حقيـقـية يـقـودها مخلصون أصحاب قرار بعيــداً عن الـقـادة المكـبليـن بـأوامـر النظـام التركي، وذلك لزلزلة عرش النظـام المهلهـل المتهـالك، فـي ظـل انشغال حلفائه بأنفسهم.
بقلم: أ. ناصر شيخ عبد الحي
- التفاصيل
إن نظام الـتآمر التـركي عـراب التطبيـع والمصـالحـات، يـدفـع أدواتـه فـي المحـرر مـن قـادة الـمنظومـة الفصائلـية وغـيرهـم، للضغـط علـى النـاس أمنـياً وعسـكرياً واقـتصـادياً ومعـيشـياً ليـخـضـعوا للـحـلول الاستسـلامية التي تهندسـهـا أمـريـكـا وينفـذهـا الأدوات والصنـائع. فلـقد كـان لـهؤلاء القادة المرتبطين الدور الأبـرز والأقـذر فـي تجـميد الجـبهـات منذ خمس سنوات تنفيذاً لبنود أستانة وجنيف، فكانـوا بحـق خـط الدفـاع الأول عـن نظام الطاغـية فـي تناغـم مـع دور النقـاط التركـية، فـكان خفـض تصـعيد مذل من جانب واحد، يوازيه قصف لم ينقطع من نظام الإجرام وحلفائه روسـيا وإيـران وحـزبـهـا فـي لبنـان ضـد أهلـنا، ليكـون الـرد عـلـى الـدوام خجولاً، إن كان هناك رد، ذراً للرماد في العيون وامتصـاصاً لغضـب الأمـة.
بقلم: أ. ناصر شيخ عبد الحي
- التفاصيل
منذ انطلاقة ثورة الشام المباركة وهي تنشد تغيير النظام المجرم بشكل جذري، فصدحت الحناجر الثائرة بما يرسم خط سيرٍ للثائرين: (قائدنا للأبد سيدنا محمد) صلى الله عليه وسلم، فارتعدت فرائص الغرب من هذا الخط الذي افتقدته باقي الثورات.
وما كان يلزم هذا الخط هو التبلور والوضوح في مشروع تخطه يد صادقة يستند إلى ثوابت مقدسة قرآناً وسنة، تحمله أيدي ثابتة تكون قدوة في الصدق والإخلاص والوعي، لا ترتجف ولا تميل ولا تقبل المساومة على المبدأ.
آما الآن وقد اتضح الخط وبان المشروع وخرج عنه من خرج بميله إلى الطرق المتشعبة وسقوطه في حبال الدول المتآمرة وانقياده لها ورفضه السير في خط الثورة وأهدافها بعد الوضوح والبيان، بل وتآمره على أهل الشام، لم يبق عذر لمعتذر. فالتغيير الجذري بينٌ واضحٌ، ومشروعه كذلك، وهو مطروحٌ لكل ذي لب وبصيرة من أهل الصدق والثبات والصدع بالحق.
فالله الله في ثورتكم ودمائكم وتضحياتكم يا أهل الثورة والفداء، لقد خبرتم أهل الثبات، فلا تسلموها لخوّار جبان مرتبط، والأمة تنتظركم فلا تخذلوها، فالنظام المجرم متهالك، وخط سيرنا للتغيير الجذري نحو الإسلام واضح، وأهل الثبات والمبدأ ومشروع الخلاص بينكم، والله سبحانه يقول: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
----------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبد الرحمن الجلوي
- التفاصيل
إن الظالم مهما طغى وانغمس في ظلمه ستدور عليه الدوائر ويعض على الأنامل ندماً، لأن الله لا ينسى.
فكثيراً ما يغتر الظالم بنفسه وبسلطته وقوته وماله ومركزه، فتراه لا يرى أحداً أمامه، ولكنه عند الله مكشوف وعارٍ وضعيف، يمهله بعض الوقت لعله يستفيق من غفلته و العظمة المزيفة التي أحاط نفسه بها، فإن أرجع الحقوق المسلوبة لأصحابها و اعتذر عن ظلمه حينها يكون أهلا لأن يغفر الله له ويسامحه إن سامحه صاحب المظلمة.
و المسألة ليست قضية هينة عند الله إن مرت عند عباده، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب). ووقع في بعض الروايات (دعوة المظلوم و إن كان كافرا ليس دونها حجاب) فالكافر المظلوم يستجيب له الله فما بالك بالمؤمن المظلوم!
إن الظالم إن لم يسارع إلى طلب العفو ممن ظلمه فسيكون في عداء مع الله ويضاعف على نفسه العذاب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام).
فعلى الظالم وأعوانه أن يعتبروا ويتعظوا بما حل بأسلافهم الظالمين قبلهم، ويعلموا أن الله ناصر المظلومين، طال الزمن أم قصر..
فأبشروا أيها الصادقون ولا تيأسوا...
لقد ضاق الحال بأمتنا اليوم كما ضاق الحال بمن قبلنا، وبلغوا من شدة الحال ما بلغنا وأشد، حتى قيّض الله لهذه الأمة سلطان العلماء العز بن عبد السلام والقائد الفذ قطز اللذين استطاعا إنقاذ الأمة من الاندثار على يد التتار، فلا يجب علينا اليوم اليأس من واقعنا، بل واجبنا جميعاً أن نحارب من أجل استعادة قرار ثورتنا و قرار أمتنا المسلوب من أيدي الظالمين ،
ولا يقولنّ أي فرد منا لا أستطيع تقديم أي شيء، بل تستطيع تقديم الكثير والكثير كل حسب استطاعته وقدرته، و لو كان ما تقوم به هو ترك الظلم و أهله، و انحيازك الى طرف الحق و أهله. والله ولي الصادقين الصابرين.
-----------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
حسان أبو البراء
- التفاصيل
تستغرق العوامل التي تساهم في إيجاد الثورات سنين عديدة، وقد تمتد لعشرات السنوات، فإذا ما تجمعت هذه العوامل وتكدست بالشكل الصحيح: الحشوة المتفجرة، والحشوة الدافعة، والصاعق، كانت الثورة. وإن التغيرات الفكرية التي تحدث في الأمم لها النصيب الأكبر في إيجاد الثورات. فالأفكار تتغير عند الأمة ولا يتغير سلوكها، وذلك لثقل النظام عليها - بخلاف الفرد - فإذا ما أتتها الظروف التي تحرك مشاعرها، أو خف عليها ضغط الأنظمة، تراها بدأت بالتحرك في محاولة لإيجاد أفكارها على أرض الواقع مستهينة بالتضحيات.
وقد جمعت ثورة الشام هذه العوامل وبأعلى درجاتها وذلك قبل البدء بالتحرك، فمفهوم الخلافة والحكم بما أنزل الله كانا عميقين عند أهل الشام، والأفكار العلمانية لم تستهوهم، وإن كان قد وجد بعض الأفراد العلمانيين إلا أنهم لم يستطيعوا تشكيل تيار بينهم، رغم وجود طوائف امتلكت القرار ردحا طويلا من الزمن.
أما المشاعر في الشام فهي الشحنة الدافعة كاملة الاحتراق، تدفع ذلك الذراع دون أي تهريب أو تنفيس، وهذه المشاعر لا تشتت فيها، تضغط باتجاه الفكر الذي اقتنعت به ما يعطي الجدية في الأعمال، وقد قال رسول الله ﷺ إن الإيمان حين تقع الفتن يكون بالشام.
وأما النظام ما قبل الثورة، فقد كان محاربا لله سبحانه ورسوله ﷺ، يجاهر بالعداء لدين الله، معلنا ذلك غير موارب ولا مخادع كبعض الأنظمة الأخرى في بلاد المسلمين، هذا الوضوح سهّل على أهل الشام فكرة إسقاطه بل وحتى قتاله.
هذه العوامل الثلاثة: التغير الفكري نحو مفهوم الخلافة، والمشاعر الجادة التي تدفع بالشكل الصحيح، والنظام المجاهر في العداء لدين الله، شكلت كمية هائلة من الغاز عالي التفجير ينتظر شرارة أو أقل، وقد جاءت من تونس ثم مصر وليبيا، فكانت ثورة البركان في الشام. وإن قوة هذا الانفجار عند قياسها تكفي للوصول إلى الهدف المنشود، وهو تغيير النظام بل تغيير النظام العالمي، وهذا ما أدركته أمريكا منذ البداية، فسخرت معظم القوى العالمية لمحاربة ثوره الشام حتى إنها أجلت جميع الملفات الدولية خمس سنوات.
وبدون تنبؤ بالمستقبل، فإن قياس قوة ثورة الشام منذ البداية تعطي يقينا بإذن الله على أنها ستصل إلى هدفها وهو تغيير النظام العالمي، فكما أن قياس قوة البركان تعطي المؤشر إلى حجم تأثيره، كذلك ثوره الشام حتى لو مر عليها الكثير من التقلبات، بل إن هذه التقلبات تساهم في التأكيد أنها ستصل إلى هدفها وهو تغيير النظام العالمي.
لقد أضافت التضحيات التي قدمها أهل الشام خلال 13 عاما قوة استثنائية لهذه الثورة، ذلك أن ثباتها هذه المدة يؤكد أن انطلاقتها كانت بقوة جبارة كافية للوصول إلى الهدف مهما طال الزمن، فكيف إذا أضيف إليها حجم التضحيات الهائل وهي أكثر من مليون ونصف المليون شهيد، وأكثر من عشرة ملايين مهجر، فضلا عن الجوع والجراح، فكانت هذه التضحيات محفزا آخر للاستمرار في طريق الثورة فلم يعد هناك شيء يمكن خسارته، وقد استوى مفهوم الحياة والموت، بل بات الموت أجمل وأكثر طمأنينة.
لقد تمسك النظام العالمي بمعادلة مفادها أنه لا بد لأهل الشام بعد هذه الثورة من أن يعلنوا استسلامهم الكامل دون قيد أو شرط ويعودوا إلى السجون والمقاصل، ويسميه النظام (حضن الوطن)، أي يعودوا إلى نظام أسد صاغرين وهو ما يسميه النظام العالمي الحل السياسي، فكان هذا الأمر عاملا ثالثا إضافيا في قوة ثورة الشام، فالثورة تجبر أهلها على متابعة طريقهم وذلك بعامل الخوف من العودة إلى مقاصل ومسالخ النظام المجرم.
ثورة الأمة في الشام هذه لا بد أن تصل إلى هدفها بإذن الله، فالمشهد على الشكل التالي:
أولاً قوة ابتدائية كافية للوصول. وثانياً تضحيات على طول الطريق والسنين قل نظيرها. وأخيراً، إن العلاقة مع نظام أسد بل نظام أمريكا هي علاقة صفرية، ما يمنعك من الاستسلام مهما كانت درجة التعب.
هذه هي ثوره الشام ثابتة ومستمرة حتى تصل بإذن الله إلى هدفها لتكون خلافة راشدة على منهاج النبوة.
------------
بقلم: الأستاذ شكري ضياء الدين