- التفاصيل
حتى نحكم على أي حدث يحصل في حياتنا لنحدد موقفنا الصحيح تجاهه لا بد من وضع هذا الحدث ضمن الإطار العام وربطه بالظروف المحيطة به وبالأحداث الأخرى ذات الصلة، وإلا كان الفهم جزئيا والحكم خاطئاً. لهذا ولتحديد الموقف الصحيح من قضية فتح المعابر مع نظام المجرم أسد، أياً كان مكانها وزمانها والجهة القائمة عليها، ومنها معبر أبو الزندين كان لا بد من سرد الحكاية من أولها وربط أجزائها.
نعم حكاية الصراع بين أمة الإسلام ودول الغرب الكافر، الصراع الذي تجلى في ثـ.ـورة الشام أكثر مما تجلى في غيرها من الثورات في بقية بلاد المسلمين.
من المعلوم بداهةً لدى جميع الشعوب الإسلامية أن الأنظمة القائمة في بلادنا تمت صناعتها غربياً فكانت عميلةً للاستعمار القديم الأوروبي، ثم تغير حال بعض هذه الأنظمة لتصبح عميلةً للاستعمار الجديد الأمريكي، وذلك بعدما تزعمت أمريكا العالم عقب الحرب العالمية الثانية وصارت الدولة الأولى المتحكمة بالنظام والمجتمع الدوليين، ومن بين الأنظمة التي غيرت ولاءها وعمالتها كان نظام أسد بعدما قام بما يعرف بالحركة التصحيحية عام ١٩٧٠، وصار تابعاً ذليلاً لأمريكا وهي الحارسة والحامية له طالما ضمن لها مصالحها.
لهذا ومنذ بدايات ثـ.ـورة الشام صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون أكثر من مرة أن لا حل في سوريا إلا الحل السياسي وليس هناك مجال للحسم العسكري. وأن أمريكا لن تسمح بوجود فراغ سياسي تستغله بعض الجماعات الإرهابية لتنفيذ أجنداتها، معبرةً عن مخاوف أمريكا من الإسلام المتجذر في نفوس أهل الشام.
ومضمون هذه التصريحات يعني منع الثـ.ـورة من إسقاط نظام أسد المجرم عسكريا، وبالتالي لا بد من كبح جماح الثـ.ـورة وإضعاف قدراتها ثم إخضاعها للقبول بحل سياسي يحفظ علمانية النظام في سوريا واستمرار تبعيته لأمريكا.
ولأن أمريكا تقبض على نظام أسد بيمناها كان لا بد لها من القبض على الثـ.ـورة بيسراها، لهذا اتخذت دور الداعم للثـ.ـورة ووزعت المهام التنفيذية على الأنظمة الإقليمية الوظيفية وعلى رأسها تركيا والسعودية وقطر لمباشرة الأعمال التي تحقق هدفها المتمثل بالقضاء على الثـ.ـورة، فكان المال السياسي المسموم هو الأداة البارزة الذي استمالت به قادة مستعدين لبيع تضحيات أهلهم بعرض من الدنيا، وفي الوقت نفسه حيدت القادة المخلصين إما اغتيالا أو إقعادا عن لعب أي دور عسكري مؤثر. والناظر نظرة عميقة يجد أن الدعم الأمريكي ومعه دعم جميع الأنظمة التي تسير في ركابها هو دعم لا يسمن ولا يغني من جوع، ظاهره دعم وحقيقته قيود تنمو رويدا رويدا حتى تقبض هذه الأنظمة ومن خلفها أمريكا على الثـ.ـورة تماما كما تقبض هي على النظام منذ عهد حافظ أسد المجرم.
ولإنعاش الذاكرة لمن نسي نذكره بمنع فتح جبهة الساحل التي ذكرها أكثر من ضابط منشق وأكثر من قائد عسكري، وكذلك منع إمداد الثـ.ـورة بصواريخ مضادة للطيران، ولو صدقوا في دعمهم للثـ.ـورة لأمدوها بصواريخ م.ط بحيث ينتهي التفوق الجوي للنظام.
وقد آلت الأوضاع إلى سيطرة نظام أردوغان على قرار القوى العسكرية، وأصبح بيده تحريكها كيف يشاء؛ إلى أذربيجان وليبيا والنيجر ومناطق درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام بالنسبة لفصائل الشمال، وتجميداً للجبهات بالنسبة لفصائل الجنوب، المهم أن يبعدها عن تهديد وجود وسلامة نظام أسد في دمشق والساحل.
ولاستكمال خطوات الحل السياسي الذي تراه أمريكا محققاً لمصالحها في القضاء على ثـ.ـورة الشام التي لمست فيها توجهها الواضح نحو الإسلام كان لا بد من إخضاع الحاضنة الشعبية ودفعها لقبول فكرة العودة إلى سلطة النظام تحت اسم الحل السياسي والمفاوضات، وهذه الحالة لا يمكن أن تتم إلا بعد مراحل من التضييق المعيشي وإعادة الخوف إلى قلوب الناس الثائرين وتخليهم عن الأفكار التي دفعتهم للثـ.ـورة مثل الكرامة وتحكيم الإسلام، فمارس قادة الفصائل في كل المناطق أعمالا من شأنها أن تحقق المطلوب أمريكياً لدفع الناس للقبول وتنفيذ الحل السياسي الذي يضمن لأمريكا سيادتها على سوريا سواء أبقي بشار أسد على رأس السلطة أو تم استبداله.
وكانت التوجيهات التنفيذية لقادة الفصائل بإشراف تركي مباشر، ثم بدأت التصريحات التركية منذ عام ٢٠٢٢ تتحدث عن ضرورة لقاء تركي سوري وضرورة إنهاء "الصراع" في سوريا، وكانت قبلها لقاءات أمنية، وجاءت التصريحات لجس نبض الشارع الثوري من جهة ولتعويد أهل الشام على طرح مثل هذه الأفكار مع تسويق مبررات كاذبة للقبول بها، وهم يدركون أن القبول لن يكون فورياً وأن خطوات التطبيع تحتاج لوقت كافٍ لإخماد الثـ.ـورة في نفوس أهلها.
ومؤخرا جاءت فكرة فتح معبر أبو الزندين مع نظام أسد المجرم، كخطوة تدفع الناس نحو قبول فكرة الحل السياسي وتطبيع العلاقات معه، وطُرِحَت أولاً باسم المجلس المحلي لمدينة الباب، رغم أن هذا المجلس لا يملك مؤهلات اتخاذ هكذا قرار، لكنه كان بالون اختبار وكبش فداء بحيث إذا وقف الناس في وجهه لا تتحمل وزر هذا العمل أيٌّ مما يسمى بالحكومة المؤقتة أو فصائل ما يسمى الجيش الوطني. وبعدما وقف أهل الثـ.ـورة رافضين لأي خطوة تطبيع مع نظام الإجرام تم إلغاء قرار المجلس المذكور.
ولأنه ليس أمام العبد سوى تنفيذ أوامر سيده عاود النظام التركي واجتمع بقادة المنظومة الفصائلية وأبلغهم قراره بفتح المعبر، وهذه المرة علناً، فما كان من قادة تربوا على الخضوع والتبعية إلا أن قاموا بأعمال استعراضية لقواتهم بهدف إرهـ.ـاب الناس وتخويفهم للإحجام عن أي عمل رافض لفتح المعبر. وبفضل الله تعالى أعاد أهل الشام للثـ.ـورة ألَقها، ثم بفضل المخلصين الواعين الذين حذروا وما زالوا يحذرون أهل الثـ.ـورة من خطورة هذه الأعمال التي تهدف في مجموعها لتنفيذ الحل السياسي الأمريكي الضامن لبقاء نظام بشار أسد المجرم والذي يعني ذهاب التضحيات وسنوات من الآلام أدراج الرياح.
هذا مكر أمريكا ونظام أردوغان وأدواتهم من قادة الارتباط ولكن مكر الله أكبر ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.
وليس أمام أهل الشام بعدما وضح لهم خطر الدور التركي وقادة فصائله إلا الاستعانة بالله ورفض الركون للأنظمة وأتباعها إيماناً بقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾، وباستعادة القرار العسكري وتفويضه للمخلصين الذين ارتبطوا بمعية الله تعالى لنكمل طريق الثـ.ـورة حتى إسقاط النظام في دمشق وإقامة حكم الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، خلافة ترضي الله سبحانه وترعى حق عباده، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
بقلم: الأستاذ مرعي أبو الحسن
المصدر: https://tinyurl.com/mubfjrj3
- التفاصيل
إن أكثر ما تخشاه الدول والأنظمة هو الأعمال السياسية المنظمة والجماعات التي تمتلك الوعي والمشروع السياسي المنبثق عن مبدأ اعتنقته هذه الجماعة واتخذته أساساً للسير عليه وقاعدة للبناء والرجوع إليها في كل صغيرة وكبيرة وكل مشكلة تعترض طريقها لإيجاد حل لها والمحافظة على خط سيرها دون أن تنحرف عنه أو تحيد عن الطريق، فترسم طريقها القويم وتضع غايتها نصب أعينها وتسير وتتحمل في سبيل الوصول لهدفها جميع أصناف المشاق والعذاب دون أن تتراجع، بل تواصل مسيرها بثبات وعزيمة وإصرار.
إن نجاح الجماعات والتكتلات لا يقاس بمدى كثرة أفرادها وعددهم بل يقاس بالمبدأ الذي هي قائمة على أساسه وبمدى ثبات أفراد هذه التكتلات ووعيهم على المشاريع التي تحاك ضدهم وضد أمتهم ومدى جاهزيتهم وتأثيرهم وكيفية إيجاد الحلول المناسبة والصحيحة لأي مشكلة تطرأ عليهم، فيجب على التكتل أو الجماعة أن يكون مؤثراً إنشائياً ارتقائياً قادراً على النهوض بنفسه وبأمته على أساس المبدأ الذي آمن به وحمله وجعل منه قاعدة فكرية له ولأعماله جميعها فلا يصدر شيء منه إلا ويكون مبنياً على أساس هذا المبدأ الذي يحمله.
وبالعودة لثورة الشام المباركة وبعد الأحداث المتسارعة التي عصفت بها ومنها المسارعة في تنفيذ مشروع المصالحة والتطبيع مع النظام المجرم وكان أولى خطواتها فتح المعابر والتي بعون الله وبهمة الثائرين وأصحاب الوعي السياسي يتم العمل على إفشال هذا المخطط ومنع فتح المعابر، والتي كانت الخطوة ما قبل الأخيرة للمصالحة والتطبيع وتسليم المناطق المحررة على طبق من ذهب للنظام المجرم لينتهك الأعراض ويسفك الدماء ويملأ السجون بالثائرين من جديد والتي لم تفرغ منهم إلى يومنا هذا.
ونقول لأهل الشام الثائرين أن ها قد رأيتم بأم أعينكم ما يحاك لكم وما يسعى له النظام التركي وأدواته فلا تسمحوا لهم ببيع تضحياتكم واستعيدوا قراركم المسلوب و أعيدوها سيرتها الأولى خلف قيادة سياسية مخلصة خبرتم صدقها وإخلاصها وكانت لكم ناصحاً أميناً، تكون في مقدمة الصفوف لتقود مركب الثورة لبر الأمان ولإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز.
-------------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز
- التفاصيل
أفادت إذاعة حزب التحرير في ولاية سوريا في نشرة أخبار السبت 24/08/2024 أن المعتصمين في محيط معبر أبو الزندين، بالقرب من مدينة الباب بريف حلب الشرقي، واصلوا تنظيم احتجاجاتهم لليوم السابع على التوالي، رفضاً لمحاولة فتح المعبر التطبيعي الذي يفصل بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة النظام الأسدي المجرم.
وانضمت الجمعة حشود جديدة من المعتصمين إلى خيمة الاعتصام في محيط المعبر، قادمة من مختلف المناطق المحررة. ويعبر المعتصمون عن رفضهم المطلق لأي خطوة باتجاه إعادة فتح المعبر، ويؤكدون على مطالبهم الأساسية التي تتركز على الإغلاق الكامل لمعبر أبو الزندين، إذ يرون أن فتح المعبر يمثل خطوة نحو التطبيع مع النظام المجرم.
وكان المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا قد أوضح في بيان أصدره يوم الخميس 22/08/2024 أن قضية المعبر ليست خدمية، كذلك هي ليست قضية محلية خاصة ومحصورة في منطقة الباب وما حولها، بل هي في الحقيقة قضيةٌ على مستوى الثـ.ـورة، تمس أهل الثـ.ـورة بكل أطيافهم... وأن الغاية الوحيدة من فتح المعبر هي غاية سياسية خبيثة من قبل رجالات مأجورين وضعوا أنفسهم تحت تصرف النظام التركي وما يخطط له. وأنها خطوة جديدة وتمهيدية لمشروع المصالحات الذي يسوّقه النظام التركي بتوجيهات أمريكية، فهي خطوةٌ من سلسلة أعمال تآمرية بلغ عمرها سنوات، ولن تكون الخطوة الأخيرة بل ستتلوها خطوات أكثر خطورة في مخطط القضاء على ثـ.ـورة الشام.
المصدر: https://tinyurl.com/2s3chk2m
- التفاصيل
في بداية ثـ.ـورة الشام، خاصة عندما اضطر الثائرون لحمل السلاح وكانت العمليات العسكرية على عدة محاور وجبهات كان النظام المجرم يذوق الويلات من هذه المجموعات المتحررة من أي قيود، وأُرهق إرهاقاً شديداً. ورغم مساندة الدول له؛ من روسيا وإيران وحزبها اللبناني والمليشيات العراقية وغيرهم لم يستطع النظام المجرم السيطرة على تحرك الثوار الأبطال.
والجدير بالذكر أن تلك المجموعات الصغيرة المقـ.ـاتلة لم تكن تملك القاذفات والدبابات والأسلحة الثقيلة، إنما كان سلاحهم خفيفاً وقليلا، وأكثره مما كانوا يغنمون في معاركهم ضد النظام المجرم.
لم يرق هذا الحال لأمريكا وأدركت خطورة الموقف وأن القرار العسكري إن بقي بأيدي الثوار الصادقين فحتماً ستنتصر الثـ.ـورة وسيكمل الثوار الطريق إلى العاصمة دمشق لإسقاط النظام بدستوره وكافة رموزه وأركانه ومؤسساته وأجهزته القمعية، فأوعزت إلى عصاها الناعمة؛ النظام التركي، بالعمل على تأطير المقـ.ـاتلين في الشام تحت فصائل وألوية ما يسهل التحكم بها والتفاوض معها وربط قرارها والتحكم به.
ثم بدأت الخطوة الثانية التي كانت أخطر خطوة ضد ثـ.ـورة الشام المباركة والتي من خلالها تم سلب القرار العسكري للثوار الأحرار، ألا وهي ضخ المال السياسي المسموم، فقام النظام التركي باستدعاء قادة الفصائل الشامية ومساومتهم واحتوائهم وحرف بوصلة بندقيتهم، وراح يمدهم بالمال والسلاح من دون أي مقابل بادئ الأمر، لمآرب خبيثة وغايات مسمومة قاتلة كان يخفيها، لتتلاحق بعدها الشروط والتوجيهات التي قيدت قادة المنظومة الفصائلية ورهنت قرارهم شيئا فشيئا، حتى أدرك قادة الفصائل غاية النظام التركي من دعمه الأول غير المشروط، فمنهم من قبل بالمال السياسي المسموم، ومنهم من رفض وثبت على مبدئه وثورته. فبدأت عمليات الاغتيال والإقصاء تظهر في الثـ.ـورة، خاصة عمليات اغتيال قادة ألوية وفصائل رفضوا أن يكونوا أداة في يد الدول الداعمة.
وبقي الأمر على هذا المنوال حتى توسد أمر القيادة قادة أدوات عملاء باعوا دينهم وثورتهم بثمن بخس دراهم معدودة! وهكذا سلب قرار الثـ.ـورة العسكري، وأصبح النظام التركي يتحكم بالثائرين والمجـ.ـاهدين عن طريق قادتهم المرتبطين، الذين كانوا يمنعون أي شخص وأي جهة كانت أن تقترب من القرار العسكري أو تحاول أن تفتح عملاً جادا على النظام المجرم.
ولكن أهل الشام، أهل الخير والإيمان، لا ينامون على ضيم ولا يقبلون بأن يتحكم في قرارهم أو ثورتهم نظام يدور في الفلك الأمريكي ويحقق مصالحه ويحمي نظام الطاغية أسد. لذلك بدأوا بحراك واعٍ بمبادئ ثابتة لا يحيدون عنها مهما كلف الأمر من دماء وأشلاء وتضحيات، غايتهم استعادة القرار السياسي والعسكري وفتح الجبهات على النظام المجرم لإسقاطه في عقر داره بدمشق وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاضه. نعم، انتفضوا في وجه قادة الفصائل؛ الأدوات المرتبطين، لاستعادة سلطانهم وقرارهم المسلوب وتوسيد الأمر لأهله سياسيا وعسكريا، وهم مدركون تماما أنه لا نصر للثـ.ـورة حتى يسقطوا هذه الفئة الفاسدة المتسلطة على رقاب الناس واستعادة قرار الثـ.ـورة من أيديها.
وها هم أهل الشام اليوم يخرجون في الساحات بأعمال شعبية حاشدة لها ثوابت واضحة، يطالبون فيها أبناءهم المجـ.ـاهدين باستعادة قرارهم وفتح الجبهات ضد النظام المجرم لأنه السبيل الوحيد لتحقيق ثوابت ثـ.ـورة الشام وعلى رأسها إسقاط نظام الإجرام المتهالك في دمشق وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه؛ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. إذ لن يحقق ثوابت ثـ.ـورة الشام من خان وباع وتاجر ورهن قراره وسلم قيادته للمتآمرين على ثورته.
وبإذن الله تعالى لن يطول الأمر كثيرا حتى نسمع صيحات التكبير تدوي في أنحاء الشام، وصرخات "حي على الجـ.ـهاد" تملأ آفاق دمشق، وما ذلك ببعيد بإذن الله، ولكنه يتطلب تضافر جهود صادقي الأمة ومخلصيها في انتفاضةِ عزٍ تزلزل أركان قادةٍ متآمرين باتوا عقبة كأداء أمام سعي الثائرين لإكمال طريق ثورتهم، ويتطلب السير على هدى وبصيرة خلف قيادة سياسية واعية ومخلصة تحمل هم الأمة ومشروع خلاصها، قيادة ربانية مرتبطة بالله وحده لا بأنظمة الضرار صنائع الاستعمار، ترسم للثائرين خط سيرهم بجلاء ووضوح لبلوغ المراد وتتويج التضحيات بحكم الإسلام ودولته، الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.
------
بقلم: الأستاذ رامز أماني
المصدر: جريدة الراية (حزب التحرير)
- التفاصيل
إن المتتبع للواقع الحالي الذي يعيشه أهل الثورة يلاحظ بأن الأمة قد بدأت بهدم جدار الخوف والحاجز الأمني الذي حاول الجولاني عبر جهازه الإجرامي أن يبنيه لينوب بذلك عن الجدار الذي كان موجوداً في حقبة نظام بشار أسد المجرم ومن قبله أبيه الهالك حافظ.
لقد انطلق الحراك الشعبي منذ ما يقرب من عام و نصف، وكانت شرارته قيام جهاز أمن الجولاني باقتحام البيوت وتسور الجدران و انتهاك الحرمات لاعتقال حملة الدعوة من شباب حزب التحرير، و غيرهم من الثوار المخلصين، وذلك بهدف إكمال خطته في القضاء على كل نفس ثوري معارض لسياسته الظالمة الهادفة لترويض الناس للقبول بالتطبيع مع نظام الاجرام، وإسكات كل صوت ينكر عليه أفعاله وخيانته، حتى يتابع ما بدأه كأداة مرتبطة مسلطة على أهل الشام وثورتهم.
إن انفجار الشارع في وجه الجولاني وجهاز ظلمه قد أربكه وجعله يتخبط، فكيف له أن ينظر إلى مشروعه الذي بناه على سفك الدم الحرام وعلى سرقة أموال الناس بالباطل قد بدأ يتهاوى ويتهدم بصيحات الثائرين وحناجر المخلصين وبشعارات (يا جولاني يا عميل لنظام البراميل، يا جولاني لا تتحدى هاي الثورة مانك قدا).
لقد اتصف الحراك الشعبي بوعيه العالي وبثباته وعزيمته، فقد ميز المجاهد المخلص المرابط على الثغور عن الأمني الظالم وعن القائد العميل المرتبط بمخابرات الدول، فهذا ما أغاظ المجرمين ثم ما لبث أن حاول المجرمون جر ذلك الحراك الشعبي إلى ساحته بافتعال بعض الأعمال الإجرامية من تهجم على المظاهرات وضربهم والتعرض حتى للنساء اللاتي طالبن بأقاربهن المعتقلين، وحاول كذلك إنزال المجاهدين وسحبهم من على نقاط الرباط ووضعهم بوجه أهلهم، فكل هذه الأفعال قد باءت بالفشل ولله الحمد ..
إن كسر هيبة الظالم وفشله في مواجهة الحراك قد خلق عند الناس الجرأة في إعلاء صوتها والمطالبة بحقوقها ورفض أي قرار ظالم يصدر عن حكومة الظالمين، فجميعنا شاهد كيف أن الصيادلة قد رفضوا وخرجوا ضد قرار حكومة الجولاني ودعوا إلى وقفة احتجاجية لم يعودوا منها إلا بإلغاء القرار ثم شاهدنا كيف خرج سائقو السيارات في وقفة احتجاجية كذلك ضد قرار حكومة الجولاني الظالم بحقهم، رغم مكر الماكرين وعملهم بسياسة النفس الطويل، كل هذه الأعمال كانت بعد أن أحس الناس بقوتهم وبدأوا باستعادة قرارهم من المتسلطين.
إن من المعروف في قواعد الحكم في الإسلام أن القاعدة الثانية هي السلطان للأمة، فالأمة هي صمام الأمان في أي بلد من البلدان فهي من تختار وتعزل وتحاسب من يتوسد أمرها، وهي من تطالب بحقوقها ولا تتخلى عنها، فالأمر منوط فيها بهذا الجانب، فعندما تتخلى الأمة عن دورها سرعان ما يحدث الخلل في التوازن المجتمعي ويعقب ذلك المشاكل والكوارث من ظلم وقهر وجور وفساد في الحياة.
إن تبني الأمة لقضاياها المصيرية هي من أهم الواجبات في الحياة، وتمسكها بمبدئها الإسلامي يجنبها المشاكل والويلات، وإن التخلي عن ذلك الأمر يجعلها في ضنك من الحياة، فيجب على الناس أن يجعلوا انتصار ثورتهم قضيتهم المصيرية، ويقدموها على كل الأولويات ويبحثون عن الحل الجذري لها، وعليهم أن لا ينشغلوا بالأمور الفرعية الناتجة عن مشكلتهم الأساسية كالغلاء والفساد وغيرها الكثير ..
وحتى يتبنى الناس قضيتهم المصيرية في ثورة الشام ويترجموا ذلك بشكل عملي، عليهم الصدع بالحق بوجه الظالمين السالبين لسلطانها، والإنكار عليهم أفعالهم الظالمة، ورفض الاتفاقيات الدولية التي حرفت مسار الثورة، وإسقاط الخونة والعملاء، واستعادة قرار الثورة السياسي من الضامن التركي المتآمر، واستعادة القرار العسكري من قادة المنظومة الفصائلية المرتبطة، فالحراك المبارك ينتظركم أيها الثائرون لتجدّوا السير معه وتلتحقوا بركبه وتتبنوا أهدافه التي تصب في جوهر قضاياكم المصيرية، حتى نغير معاً الواقع الحالي جذرياً، ونفتح الجبهات التي أغلقت، لتعود معها تكبيرات النصر ونتخلص من معاناة المخيمات والتهجير بإذن الله، ويعود الناس لبلادهم وأرزاقهم بعز ونصر، ويتوجه المجاهدون المخلصون إلى عقر دار النظام في دمشق لإسقاطه وإقامة حكم الإسلام عبر دولة الخلافة على أنقاضه.
قال تعالى (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).
---------
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبود العبود