press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١١٠١٣ ٠٣٢٩٢٠

 

بعد سقوط الخلافة العثمانية
وتقسيم بلاد المسلمين، نصّب الغرب الكافر على كل دويلة رويبضةً يخدم مصالحه وينهب ثروات المسلمين ويسعى جاهداً للحيلولة دون وصول الإسلام إلى الحكم. فقد مضت مئة عام والحكام العملاء نواطير الاستعمار يحكمون بغير ما أنزل الله.

كما وضع الكافر المستعمر حواجز بين البلاد الإسلامية وحصّنها بالوطنية والقومية وأخواتهما. فترى كل بلد مسلم يُقتل ويُهجّر أهلُه دون تحرك حقيقي أو نصرة حقيقية من البلد الآخر. ومن يتحرك يلاحقه جلاوزة الحكام لزجّه في أقبية السجون. فأصبح هؤلاء الحكام أدوات الغرب وخط الدفاع الأول لتحقيق أهدافه وحماية مصالحه.

وإذا ما أسقطنا هذا الواقع على أرض الشام اليوم، فإننا نراه نموذجاً مصغراً عما يصيب الأمة الإسلامية جمعاء.
قصف وبطش وتدمير من أعداء ثورة الشام، ومكر ممن زعم "صداقتها". وفصائل مرتبطة وقادة لايرجون لله وقاراً، وحكومات وظيفية تأتمر بأمر النظام التركي، تشرف على تقسيم المناطق المحررة إلى كانتونات، مع تضييق مدروس ممنهج لإيصال الناس إلى مرحلة اليأس للقبول بحلول أمريكا القاتلة التي تريد فرضها على أهل الشام.
فصائل وحكومات لم يعد هدفها إسقاط نظام الإجرام، إنما تقاسم فتات سلطة معه، فكان أن تحولت إلى سياسة القمع والبطش بحق الثائرين، وتشييد المزيد من السجون، وتثبيت الهدن مع النظام وفتح المعابر وفرض الضرائب والإتاوات والمكوس، مايزيد من ألم الناس ويفاقم معاناتهم المعيشية.
علاوةً على التحول من قتال النظام المجرم إلى حراسة الدوريات الصليبية الروسية التي تحمي النظام. والمصيبة أن ذلك يحدث باسم الدين والجهاد وفقه الواقع وذريعة المصلحة المفسدة والسياسة الشرعية!

وكما أن حال المسلمين في بلاد الإسلام لايصلح إلا بإسقاط أنظمة الضرار بدساتيرها وأنظمتها وكافة أركانها، كذلك حال مسلمي الشام، الذين لايصلح حالهم إلا بسعيهم لاستعادة سلطانهم وقرارهم ممن اغتصبه وتسلّط على رقابهم.
فكان لابد من تحركٍ واعٍ هادفٍ مدروس ومنظم، تتقدّمه قيادة مخلصة واعية تحمل مشروعاً واضحاً يرسم الخطوات العملية لإسقاط النظام وتتويج تضحيات مليوني شهيد بحكم الإسلام.
فإنه لن يدافع عن المسلمين ويحفظ دماءهم وأموالهم وأعراضهم بحق إلا خليفة قائد وجيش مظفّر يغزو باسم الله لنشر دين الله، حتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا ويدخله الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل، وماذلك على الله بعزيز.

قال تعالى:(ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين).

=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبدالرزاق المصري

244045481 123845173336780 8572429115582551846 n

 

 

اجتمع في سوتشي النسخة الأخيرة كُلٌّ من الرئيس الروسي بوتين، والرئيس التركي أردوغان، وذلك يوم الأربعاء 29/9/2021 من الأسبوع الماضي لتصدر تصريحات يُعرب فيها الضامنان عن ارتياحهما لما تم بينهما، وقد تناقلت الأخبار أن من بين الملفات التي بحثت التوتر الأخير الجاري في سوريا، والحاصل نتيجة القصف المتكرر من الطيران الروسي لمناطق خفض التصعيد التي تُشرف تركيا عليها وعلى فصائلها، وكذلك القصف الذي طال مقرات الجيش الوطني (فرقة الحمزة في مدرسة قرية براد بريف عفرين) التي هي تحت وصاية الضامن التركي.

ولقد كانت السمة الظاهرة للقاء هي كمية النفاق السياسي بين الرئيسين. فبعد أن افتضح كيف يتعاملان مع بعضهما يأتي هذا اللقاء لإظهار عكس ذلك، فالذاكرة السياسية لم تنس بعد كيف انتظر أردوغان دقائق حتى يتسنى له لقاء بوتين، الذي بدوره رد الصاع بالمثل. في نهاية اللقاء شكر بوتين زيارة أردوغان قائلاً: "شكرا لزيارتك، كان ذلك مفيدا جدا، سوف نبقى على اتصال". من جهته وصف أردوغان اللقاء بأنه "مثمر" دون الكشف عن تفاصيل، لتنتهي بذلك القمة التي جمعت بينهما.

يُذكر أن هذا اللقاء الذي تم في سوتشي يأتي ضمن سلسلة لقاءات أستانة، وجاء في أوضاع صعبة تعيشها المناطق المحررة هذه الأيام. فالفقر أصبح سمة ظاهرة يعيشه أغلب الناس ضمن سياسة ممنهجة تمارس عليهم لكسر إرادتهم ودفعهم للقبول بأي حل يفرض عليهم.

فهذه المؤتمرات عادة ما تأتي بعد حملة من الضغط تُمارسه الدول المتآمرة على أهل الشام، فالفصائل التي تحت سيطرة الضامن التركي تثقل ظهور الناس بالتضييق والتسلط والاستبداد، والاحتلال الروسي يقوم بقصفهم وترويعهم.

إن ثورة الشام منذ أن اندلعت عام 2011 وهي يمارس عليها الكثير من الضغوطات بأساليب مختلفة، تهدف لأمر واحد ألا وهو ثنيها عما حددته من ثوابت وسعتْ له من أهداف في بداياتها وعلى رأسها إسقاط النظام بدستوره وكافة أركانه ورموزه.

 هذا الضغط الذي كلما اقترب أهل الشام من تحقيق أهدافهم زاد مرات ومرات. ضغط بلغ مبلغه بعدما تحول أهل الشام من شعار "إسقاط النظام" إلى مطالبتهم بنظام سياسي يعبر عما يحملونه من عقيدة، ضغوطات مورست عليهم بأوجه مختلفة، منها ما كان بالحديد والنار مارسها النظام المجرم ومن يسانده كإيران وروسيا، ومنها ما كان عبر طرق خبيثة دخلت الثورة من باب الصداقة وادعاء الحرص والدعم، وكانت تركيا أبرز من مارس هذا الدور.

ولكن ما يمكن قوله يقيناً هو أن كمية الضغط هذه التي تمارس على الثورة في أعلى درجاتها، غايتها هي منعها من تحقيق هدفها، وترويض أهل الثورة للاستسلام للحل السياسي الأمريكي، يقابله أمر أصبح أكثر وضوحاً عند حاضنة الثورة وهو الرغبة بالاستمرار بالثورة والثبات بالسير فيها، بل والرغبة بإكمال المسير نحو تحقيق الثوابت والأهداف رغم كل ما تقاسيه من مآسٍ وصعوبات وما تواجهه من كيد ومؤامرات؛ وهذا ما يثير جنون الدول المتآمرة ويدفعها لزيادة الضغط عليها لإفشالها والقضاء عليها.

نعم لقد كان لروسيا وتركيا الدور الأساس فيما ذكرنا، وأهل الشام أصبحوا يدركون ذلك تماماً. وعليه، فقد أصبحوا يعبرون عن سخطهم ورفضهم لهذا الدور الخبيث.

لقد أصبح الناس يتناولون الدور التركي بنوع من السخرية الواضحة، فما إن تدخل الأرتال التركية منطقة من المناطق حتى تبدأ تعليقات الناس بأن المنطقة "عليها السلام" وأنه سيتم تسليمها، في إشارة واضحة منهم إلى حقيقة دور تركيا أردوغان في التآمر على الثورة.

اليوم وبعد أن أصبحت معلومةً لأهل الشام أدوارُ الدول جميعها ومواقفها تجاه ثورتهم، فقد آن لهم أن يتحركوا من جديد، ولكن هذه المرة بوعي واستقامة؛ وذلك تحت قيادة سياسية واعية مخلصة تحمل مشروعا حضاريا، يرسم لها طريق سيرها ويحدد لها كيفية الوصول لهدفها، ويقدم لها النظام الذي يحكمها والمنبثق من عقيدتها. إن حزب التحرير ومنذ بداية الثورة وهو حريص كل الحرص على تضحيات أهل الشام، وحريص أن تتكلل ثورتهم بالنجاح والوصول للهدف، وأن تقطف الثمرة ولا تضيع التضحيات، فهو لم يبخل يوما عن التحذير من المطبات والمكائد السياسية، بل ويصف ويشرح كيفية تخطيها.

فيا أهل الشام، ضعوا أيديكم بيد الرائد الذي لا يكذب أهله وانصروه وتبنوا مشروعه الذي به فقط نحقق ما خرجنا لأجله وبه نحقق رضوان الله في الدنيا والآخرة، ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

 

 

=======
بقلم: الأستاذ عبدو الدلي (أبو المنذر)
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

المصدر: https://bit.ly/3a8vUF2

243434363 122314243489873 3404369644985819880 n

 

أكد رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا الأستاذ أحمد عبد الوهاب: أن الحرب بالوكالة مارستها كل القوى الفاعلة على الساحة السورية. فأمريكا استخدمت قوات سوريا الديمقراطية لقتال تنظيم الدولة. وروسيا استخدمت الفيلق الخامس لقتال الفصائل. والنظام التركي استخدم هيئة تحرير الشام لتصفية الكثير من فصائل الجيش الحر؛ كما استخدم الجيش الحر لقتال قوات سوريا الديمقراطية. والنظام الإيراني استخدم مرتزقته وحزبه في لبنان لقتال الفصائل. فالمنظومة الفصائلية لم تكن سوى أدوات لتحقيق سياسات الدول الفاعلة على حساب تضحيات أهل الشام ومعاناتهم، والفائز الوحيد هو طاغية الشام حيث تم تسليمه الكثير من المناطق ليعيد سيطرته عليها، والخاسر الوحيد هم أهل الشام الذين فقدوا أبناءهم في اقتتال فصائلي لا ناقة لهم فيه ولا جمل وخسروا بيوتهم وأرزاقهم لصالح طاغية الشام وثلة من قيادات الفصائل المرتبطة المنتفعة.

 

المصدر: https://tinyurl.com/tk5vdnb4

243385692 122318203489477 2710341055380978023 n

 

حوران مهد الثورة منها انطلقت ثورة الشام المباركة التي كانت كفيلة بتحطيم أسطورة نظام العمالة الأمنية التي تميزت بإجرامها وبطشها وجعلته في مقدمة أجهزة الإجرام بأبشع صوره، من قتل واعتقال وتدمير للبيوت وهتك للأعراض وسفك للدماء، وأيضا حطمت حاجز الخوف عند أهل الشام الذين لبوا نداء الفزعة وآزروها بكل ما يملكون وقدموا الغالي والنفيس لأجل كرامتهم فخرجوا يهتفون "يا درعا، حمص ودمشق وإدلب وغيرها معاك للموت".

كما فضحت ثورة الشام محور إيران الذي صدّع الرؤوس بمصطلحات المقاومة والممانعة وأن الموت لأمريكا وكيان يهود هو هدف تكتلهم من طهران وبغداد مرورا بدمشق وصولا لبيروت، وكشفت زيف الجيش العقائدي الذي نشأ وترعرع على حساب سرقة لقمة عيش أهل الشام وكانت ميزانية الدولة لرعايته وتربيته لمواجهة يهود ونصرة للقضية العربية الأولى والدفاع عن عروبة فلسطين وقد ظهر للجميع زيف هذه الادعاءات.

وبعد عقد من الكفاح والصراع وتحدي المؤامرات القذرة التي قادتها أمريكا رأس الإجرام عبر الأمم المتحدة ومخرجات مؤتمراتها من جنيف حتى أستانة وسوتشي التي لا تهدف إلا للقضاء على ثورة الشام وإعادة أهلها وحاضنتها لحظيرة أسد المجرم، وبتنفيذ الثالوث المجرم لهذه الاتفاقيات: روسيا الضامن لهذه المسرحيات، وإيران آلة الإجرام، والنظام التركي الذي كبل الفصائل وصادر قراراتها وأجبرها على السير ضمن مخطط قذر هدفه بيع التضحيات وهتك الحرمات والأعراض والركوع للطاغية المجرم.

* وبعد ما حصل مؤخرا لا تزال حوران تستحق لقب مهد الثورة حيث إنه بعد حصار دام أكثر من سبعين يوما وحشد الطاغية أسد كل سحرته ورهبانه بعدما رفضت حوران الاعتراف به وبشرعيته وقاطعت مسرحية انتخاباته الهزلية، فحشر فنادى وجمع خيله ورجله واستعد للاقتحام بعدما أنهك البلد حصارا ومنع عنها كل مقومات الحياة وقصفها بكل أنواع الأسلحة، وكما كان دور حوران بداية الثورة كشف وفضح وتحطيم لا تزال كما سابق عهدها.

* حطمت غطرسة آلة النظام العسكرية، حيث تصدى له أبطال درعا البلد بسلاحهم الفردي الخفيف المستقل بقراره المتمسك بسيادته وأرضه، حيث تمكّن صمود أهل درعا البلد الصادقين من إفشال محاولات نظام القمع والمليشيات الموالية له، التقدم. فقد عجز جيشه بقواته المتعددة من التقدم شبرا واحدا، وأبرزت هشاشته وضعفه وتهلهله.

* فضحت حقيقة الاتفاقيات والتسويات المذلة التي ضمنتها روسيا زورا وهي التي دمرت الحجر والشجر بطائراتها التي عاثت في الأرض الفساد، وأظهرت أن التسويات والتهجير ما كانت لتحصل لولا هذه الاتفاقيات التي سهل تنفيذ بنودها وجود قادة فصائل مسلوبي القرار ممتلئة بطونهم بالمال السياسي القذر مرتهنين للدول المجرمة، ولذلك باعوا التضحيات ودماء الشهداء استجابة لأوامر الداعمين.

* بينت أن الدول المجرمة عندما تعجز عن تحقيق أهدافها عسكريا تلجأ إلى المفاوضات لتحقق بها ما عجزت عنه بالدبابات وقوة السلاح، وقد سهل ذلك أيضا وجود ممثلين في لجان التفاوض يحملون نفسية المنهزمين ويفتقرون إلى أدنى درجات الوعي السياسي، ولولاهم ما حقق نظام الإحرام ومن يدعمه أهدافهم من خلال جلسات التفاوض.

* أثبتت أن وجود مقاتلين صادقين، ولو بسلاحهم الخفيف، مستقلين بقرارهم متمسكين بثوابت ثورتهم قادرون على هزم أكبر الجيوش وخاصة إذا كان يقف خلفهم حاضنة صابرة محتسبة قادرة على تحمل شتى أنواع القتل والدمار ومستعدة لتقديم الغالي والنفيس وتدعو لهم بالصبر والثبات وتتوق إلى نصر يشفي الصدور.

* فضحت ما تسمى بالجيوش الوهمية المتحصنة في الشمال المحرر ولكنه في الحقيقة المكبل بحبال الضامن التركي، حيث سلب الداعمون والضامنون قراره، فتركت معظم فصائله الجهاد وباتت تلهث وراء فتح المعابر وفرض الضرائب والمكوس والتضييق على أهل الثورة الذين رفضوا التسويات والركوع وقبلوا بالتهجير وتحمل أعباء الخيم صيفاً شتاءً.

وأخيراً حتى تحافظ حوران على شرف تسميتها مهد الثورة وتبقى درعاً لها وحتى لا تنجح مؤامرات التفاوض والاتفاقيات في حوران وفي غيرها من المناطق المحررة على أرض الشام، لا بد من خلع لجان التفاوض وإسقاط شرعيتهم، وتصحيح مسار الثورة باستبدال قيادتها المرتبطة، والعمل على إيجاد قيادة سياسية واعية تحمي تضحيات أهل الشام وتجمع كلمتهم وتسير بهم نحو الهدف الذي يحمي دماءهم وأعراضهم وكرامتهم ويتوحد الجميع على مشروع منبثق من عقيدتهم ونظام يرعى شؤونهم ويرضي ربهم ألا وهو مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

وبذلك تتوضح الأهداف وتستقيم طريق العمل المستقيم الذي يسير فيه الصادقون على بصيرة من أجل تحقيق خلاصهم وعزهم ومرضاة ربهم.

بقلم: الأستاذ محمد الحمصي

 

المصدر: https://tinyurl.com/epa4353y

242540540 120748606979770 6903460787445411465 n

 

اجتاحت أمريكا أفغانستان في تشرين الأول/أكتوبر عام 2001 للإطاحة بحكم طالبان، التي اتهمتها بإيواء أسامة بن لادن وشخصيات أخرى في تنظيم القاعدة مرتبطة حسب زعمها بهجمات 11 أيلول/سبتمبر، وبعد عشرين عاما ها هي أمريكا تنسحب من أفغانستان عبر اتفاق عقدته مع حركة طالبان حسب ما ورد وتحت قيادة أخوند زاده وقعت طالبان اتفاق سلام تاريخي مع أمريكا في قطر في 29 شباط/فبراير 2020 ووصف أخوند زاده الاتفاق بأنه "انتصار كبير" للجماعة.

وقد صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعوة طالبان لفعل أمر مهم ليتم الاعتراف بها. ويؤكد أن الخطر في سوريا أكبر بكثير مما في أفغانستان حيث قال بايدن: "لا أعتقد أن طالبان تغيرت لكن الخطر في سوريا أكبر بكثير". (روسيا اليوم)

نعم إن الشام هي أخطر بكثير من أفغانستان لأن في الشام ثورة شعب خرج ينادي "هي لله هي لله" و"لن نركع إلا لله"، خرج في منطقة تعتبر من أهم المناطق على مستوى العالم سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا ودوليا وإسلاميا؛ وصفها الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام "الشام عقر دار الإسلام"، وشواهد كثيرة على أهمية هذه المنطقة في قلوب المسلمين. وسياسيا تحاط بكيانات وأنظمة هزيلة مترنحة يتململ أهلها من حكامهم، لذلك لا غرابة لهذه الحرب الشرسة التي تشن على أهلنا في الشام من القاصي والداني.

فنجاحها هو سقوط هذه الأنظمة المترنحة وبداية تغيير لوجه العالم أجمع، وهذا ما عبر عنه وشرحه السيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك، في تصريحات تلفزيونية، "الأسباب الحقيقية" لرفض الغرب سقوط بشار الأسد ونظامه في سوريا، التي تتمثل بخوفها من أن "ترفرف راية الفزع السوداء والبيضاء للدولة الإسلامية فوق العاصمة السورية دمشق"، وما سيمثله هذا من تهديد على أمن أوروبا. (عربي21)

في المقابل تحاط أفغانستان بدول مثل الصين وروسيا وإيران وباكستان وغيرها من الدول، وهذه من الصعوبة بمكان أن تشكل تهديدا حقيقيا للغرب ولو تسلمت طالبان قيادة أفغانستان وأقامت إمارة إسلامية فمن السهل جدا حصارها وضبطها والتضييق عليها، وقد تحدث في ذلك وزير الخارجية الألماني عندما قال: إذا سيطرت "طالبان" وطبقت الشريعة الإسلامية فلن نمنح أفغانستان "سنتا واحدا" (روسيا اليوم)

عدا عن الاختلاف الواضح بين البلدين؛ ففي أفغانستان هناك حركة عسكرية مجاهدة تقاتل الأمريكان كعدو مباشر بينما في الشام هناك شعب انتفض يريد التغيير والحكم بالإسلام ومنه وجدت فصائل عسكرية تقاتل النظام بغية إسقاطه والخلاص منه، والذي تدعمه كل أنظمة العالم منعا لوصول ثورة الشام إلى هدفها.

وقد رأينا كيف خاضت فصائل ثورة الشام قبل أن تتمكن يد الداعم منها، معارك كثيرة انتصر فيها الثوار انتصارا ساحقا، لكن هذه الفصائل العسكرية عندما تركت مهمتها الأساسية ألا وهي القتال وخوض المعارك ضد النظام المجرم وأزلامه وأشياعه وتوجهت إلى حكم المناطق وإدارتها فشلت فشلا ذريعا في ذلك جميعه بدون استثناء.

وقد كان الناس أيام المعارك يطيرون فرحا عندما يرون أبناءهم المقاتلين من الثوار في أحيائهم، وصاحب الحظ من يستضيف ثائرا عنده فيطعمه ويؤويه ويحميه في بيته، بينما عندما تسلمت الفصائل إدارة المناطق وتخلت عن مهمتها التي سبق وأعلنت عنها بأنها لمقاتلة النظام المجرم وإسقاطه وانحرفت عن أهدافها وبدأت تمارس التسلط والقمع على حاضنتها، انفض الناس عنها وفقدت هذه الفصائل العسكرية شعبيتها وحاضنتها عندما رأت في حكمها وإدارتها للمناطق كل الفشل والظلم والقهر الذي ليس في واقعه سوى امتداد الظلم والاستبداد الذي ثار الناس ضده.

نعم إن الفصائل العسكرية بقوتها تختلف عن القيادة والإدارة والسياسة؛ فالقوة شيء والقيادة ورعاية الشؤون شيء آخر مختلف تماما. إذ سهل جدا على المجاهد أو الفصيل أن ينتصر في معركة، ولكن من الصعب جدا أن يحكم هذا الفصيل بلدا ما أو أن يرعى شؤونه لأنه ببساطة يخالف الأحكام الشرعية ويخالف حتى السنن الكونية التي وضعها رب العزة ليسير عليها البشر في هذه الأرض.

فالقوة تكون بيد السلطان الذي تلزمه أحيانا ليتمكن من تطبيق مشروعه ورؤيته وأحكام دستوره ولكن هذه القوة إذا حلت محل السلطان فإنها تتحول إلى استبداد وجبروت وقهر للناس.

فالوعي السياسي والمشروع الواضح المفصل في كل مجالات الحياة وحتى معرفة قواعد السياسة الدولية والمتحكمين فيها وغير ذلك هو أمر مطلوب بل هو أساسي عند القائد والحاكم الذي يتوسد أمور الناس، وهذا ما لا نجده عند المقاتلين والمجاهدين كما هو الحال عند ثوار الشام الصادقين، فما بالك بقيادات مصنعة أو مرتبطة ارتبطت مع الدول وأصبحت أداة طيعة بيدها؟

وها هم إخواننا في طالبان قد منّ الله عليهم بنصر عظيم على رأس الكفر والإجرام أمريكا تمثل في جهاد استمر نحو عشرين سنة ذاقت فيها أمريكا طعم الذل والهزيمة، فهُزمت وهي الدولة الأولى في العالم عسكريا في ساحات الجهاد والقتال، ولكن علينا أن ندرك أن صراع رأس الكفر أمريكا وحلفائها مع الإسلام والمسلمين هو صراع أبدي، لذلك ستحاول أن تنقل الصراع إلى ساحتها السياسية التي تبرع فيها بمكرها وخبثها ودهائها، فعقدت مع طالبان اتفاقاً في شباط الماضي من هذا العام لحفظ ماء وجهها ولإبقاء باب الصراع على المستوى السياسي مفتوحا لها.

لذلك فإن عدم الوعي السياسي وامتلاك المشروع وعدم العمل على تغيير قواعد السياسة السائدة سيجعلها تقع في مطبات كثيرة تنصبها لها عدوة الإسلام والمسلمين أمريكا؛ وأولها أن تحرق حركة طالبان شعبيا عبر مشاركتها بالحكم وتوليتها حكم أفغانستان بمشاركة عملائها من حامد كرزاي إلى رئيس المصالحة عبد الله عبد الله وحكمتيار وغيرهم من الشخصيات الذين سيكونون أداة بيد أمريكا ليوقِعوا إخواننا في طالبان في شباكهم ومؤامراتهم فيصير حالها حال فصائل الشام!

نعم إن الشام هي أخطر من أفغانستان لأن أمريكا تجابه شعبا وليس فصيلا يمكن الالتفاف عليه وخداعه، وقد حاولت طوال عشر سنين من عمر الثورة أن تخدع هذا الشعب وتلتف عليه ولكن ستتكسر كل مكائدها ومؤامراتها على صخرة الوعي الذي يشتد صلابة يوما بعد يوم بإذن الله، وقد سقطت قياداتها العسكرية والسياسية التي وضعتها لتنهي هذه الثورة أو تحرف مسارها فبقيت شامخة متحدية كلها إصرار على المضي والسير على الجمر باتجاه إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، وهذا لن يكون إلا بقيادة سياسية مخلصة تملك مشروعا إسلاميا واضحا مستنبطا من كتاب الله وسنة رسوله لتوجه هذه القيادة كل الإمكانيات والقدرات نحو دمشق لتسقط النظام المجرم، وتقيم حكم الإسلام لكل المسلمين، وإن هذا الأمر قادم لا محالة ونراه رأي العين.

﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾

 

كتبه: الأستاذ شادي العبود

 

المصدر: https://bit.ly/3lFU7rG