- التفاصيل
الخبر:
قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إنه لا يمكن تجاهل النظام السوري من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا، وأضاف في مقابلة بثت على قناة خبر التركية أن هناك حاجة إلى تحسين العلاقات مع مصر وأنه لا يمكن أن تستمر العلاقات على هذا الوضع.
وكانت تركيا حركت قواتها الأربعاء إلى داخل الأراضي السورية وقصفت مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة جرابلس شمالي حلب وقدمت دعما عسكريا لمقاتلي المعارضة المسلحة مكنهم من السيطرة الكاملة على المدينة الواقعة على الحدود التركية.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح بأن العملية العسكرية في جرابلس تستهدف مسلحي تنظيم الدولة ووحدات حماية الشعب الكردية التي أثارت مكاسبها في شمالي سوريا قلق أنقرة التي ترى أن الوحدات المذكورة امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور. (المصدر: الجزيرة اليوم)
التعليق:
إن اردوغان و الحكومة التركية مستمرون في خدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا ولا يلقون بالاً للمذابح التي تحدث يوميا هناك على يد أمريكا و روسيا وإيران وحزبها في لبنان.
سنوات من القتل والذبح و التعذيب والجرائم المتتالية بالأسلحة المحرمة دوليا قد استخدمت في سوريا على سمع وبصر حكومة تركيا دون أن يحرك أردوغان ساكنا.
الشعب في تركيا مسلم محب لدينه ويريد نصرة إخوته في سوريا وأردوغان يستغل هذه المشاعر الإسلامية الجامحة لخدمة أمريكا وأهدافها، فقد عزز مركزه في تركيا بارتدائه كذبا عباءة الإسلام ودعمه الشعب التركي بسبب ذلك.
كما أن أردوغان يستغل عامل القومية التركية في سوريا بالنسبة لأهل تركيا. ففي الوقت الذي تستغيث سوريا منذ سَنَوات من أجل أن يتدخل أردوغان وجيشه لنصرة الأهل في سوريا ضد الطاغية، تدخل أردوغان أخيراً ولكن ليس لنصرة المسلمين في سوريا، وإنما لمساعدة أمريكا في إفشال ثورتهم المباركة وتثبيت نظام بشار المجرم.
إن أردوغان يلعب لعبة عبد الناصر القذرة في المنطقة لخدمة مصالح أمريكا، ولكن هيهات هيهات يا أردوغان، فقريبا سيسقط القناع الذي ترتديه، وسيعلم الشعب التركي حقيقة أمرك وستسجل في تاريخ الأمة الأسود وأنت تخدم مصالح أمريكا وتساعدها ضد المسلمين في سوريا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور فرج أبو مالك
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39089
- التفاصيل
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت يوم الجمعة، 2016/8/26م تقريرا تحت عنوان (زيارة بايدن تبقي على "شعرة معاوية" مع تركيا) جاء فيه:
"بقليل من الود، استقبلت تركيا نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي وصل أنقرة الأربعاء، وودعته في اليوم التالي بكثير من العتب.
وكانت زيارة بايدن تهدف إلى محاولة تخفيف التوتر مع تركيا، على خلفية إحجام واشنطن عن تسليم المعارض التركي المقيم بولاية بنسلفانيا فتح الله غولن الذي يتهمه الأتراك بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة الشهر الماضي.
ولا يعلق الأتراك آمالا كثيرة على إسهام الزيارة في كسر "جدار الجليد" الذي يلف علاقات العضوين في حلف شمال الأطلسي، لكنهم يرون أنها ستبقي على "شعرة معاوية"، لتربط بين البلدين المختلفين تماما بشأن موضوع إعادة غولن، والموقف من حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا."
التعليق:
لا يخفى على أدنى متابع للتصريحات التركية والأعمال السياسية، سواء الصادرة عن أردوغان أو بن علي يلدرم وغيرهما من الساسة الأتراك، مدى خدمة تركيا بسياسييها الحاليين للأمريكان؛ سواء ما تعلق بسوريا أو العلاقة بين إيران وتركيا أيضا خدمة لأمريكا وخيانة للثورة السورية، فكل ما يجري ما هو إلا امتثال واضح بيّن لما تريده أمريكا، ومن قبل ما فتئت تركيا بالتقارب مع النظام الروسي لما رأت أمريكا ذلك سبيلا لمواجهة الثورة السورية التي عظُم أمرها واستفحل خطرها على الغرب، فرأت أمريكا الحاجة الماسة لإجهاض الثورة السورية واستخدام كافة أوراقها وعملائها ومن ضمنهم أردوغان.
وليس الأمر كما أوحت الجزيرة في تقريرها بأن العلاقة بين أمريكا وأردوغان تركيا يعتليها جدار من الجليد لا يمكن كسره! وإلا كيف نفهم مسارعة أردوغان لإرسال قواته العسكرية المتتابعة والمتزايدة نحو مدينة جرابلس السورية، في حين لم تُحرك هذه القوات ساكنا للدفاع عن أعراض و دماء المسلمين في سوريا؟! فما نسمع من أردوغان إلا جعجعة بشأن نصرة الثورة السورية ولا نرى إلا تآمرا خدمة لمصالح أمريكا في سوريا وحفاظا على عميلها المجرم بشار... فعن أي جليد في العلاقات يتحدثون؟! بل هو الوئام والدفء! ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 21]
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحمي المسلمين في الشام وسائر البلاد من كل مكروه وكرب ومكر، وأن يعجل بالنجاة و النصر والتمكين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي – فلسطين
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39074
- التفاصيل
الخبر:
ذكرت الإذاعة الروسية الناطقة بالعربية RT على صفحتها الإلكترونية يوم السبت الموافق لـ 2016/8/20م كلاما لرئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أثناء لقائه مع بعض وسائل الإعلام المحلية والعالمية جاء فيه أن دمشق بدأت تدرك خطر الأكراد، وأن بلاده ستضطلع بدور أكثر فعالية في التعامل مع الأزمة السورية لمنع تقسيم سوريا.
وأوضح يلدريم أن بلاده ستقوم بالتعاون مع روسيا و إيران وغيرهما من الدول المعنية بإيجاد حل للأزمة السورية خلال الأشهر الستة القادمة، ومن ثم أكد يلدريم قبول تركيا ببقاء الأسد رئيساً مؤقتاً لسوريا ولكن على أن لا يكون له دور في قيادة المرحلة الانتقالية وفي مستقبل سوريا.
هذا وقد عاد يلدريم لينفي لاحقاً ما ذكرته وسائل الإعلام ويتهمها بتحريف ما قاله بشأن قبول تركيا ببقاء الأسد رئيساً، وفي سياق متصل بالأزمة السورية، أوردت صفحة ترك برس في اليوم نفسه حديثا أجراه نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جنيكلي مع وكالة رويترز للأنباء حول نية الحكومة التركية العمل على تحسين العلاقات الاقتصادية مع الدولة السورية، وكان هذا الحديث تأكيدا لما جاء في خطاب يلدريم أمام البرلمان يوم الثلاثاء الماضي من أن بلاده ستعمل على تحسين العلاقات مع كلٍّ من سوريا و العراق على غرار ما فعلته مع روسيا وكيان يهود، مشيراً إلى أن الفترة القادمة ستشهد تطورات ملموسة في هذه العلاقات.
التعليق:
هذا غيض من فيض التصريحات والأقوال التي جاءت على ألسنة ساسة تركيا بشأن الأزمة السورية في الآونة الأخيرة، والملاحظ فيها للوهلة الأولى، غير كثرتها، هو أنها متناقضة أو شبه متناقضة، أما المدقق فيرى ويدرك أن السبب في هذا التناقض إنما يعود إلى كون الحكومة التركية في عجلة من أمرها للقيام بالدور القذر والمقيت الذي وُكِّل إليها من قبل أمريكا، بعدما تحقق فشل روسيا وإيران في فرض الحل الأمريكي للأزمة السورية، وبما أن الحزب الديمقراطي الحاكم في أمريكا وعلى رأسه أوباما لم يبق له سوى بضعة شهور من الحكم، نرى الحكومة التركية تهرول في تنفيذ أوامر السيد الأمريكي ولكن على استحياء وخجل من هول وقع الصدمة على مَن ظن يوما أن تركيا أردوغان ستمد يد العون والمساعدة للثورة السورية، وخوفا من خسارة داعميها والمفتونين بها محليا وإقليميا.
ومن أجل استيفاء فهم الدور المنوط بالحكومة التركية بشأن سوريا، أنوه بقراءة جواب سؤال لأمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة على هذا الرابط: القمة التركية الروسية
وهكذا فإن الاستعجال في تنفيذ المطلب الأمريكي بشأن حل الأزمة السورية ما هو إلا لضمان بقاء النظام السوري العميل، والحيلولة دون تحقيق ما يتطلع إليه أهلنا في الشام من إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، كل هذا جعل الساسة في تركيا يتخبطون في تصريحاتهم؛ فتارة يتهمون الروس بالعداء للإسلام وتارة يصرحون بالتعاون معهم لمحاربة (الإرهاب)، وتصريحات ترفض بقاء الأسد وأخرى تنوه بقبوله وتحسين العلاقات الاقتصادية معه. إن الحكومة التركية كانت ومنذ اليوم الأول لانطلاقة ثورة الشام تعمل على احتوائها وتسير حسب أوامر المجرم أوباما وحكومته، فأظهرت التودد لبعض الفصائل حين اقتضى الأمر اختراقهم وموّلتهم لتحدد لهم أهدافهم وسلوكهم.
إن الفشل في كسر إرادة أهلنا في الشام هو السبب الذي أدى إلى سقوط الأقنعة وفضح الحكومات والدول، وقد حان الوقت لفصائل الثوار أن تدرك أن لا حول لها ولا قوة إلا بالله، وأن عليها أن تقطع كل الحبال التي تربطها بغيره وأن لا يكون اعتمادها على عدة أو عتاد بل على الواحد القهار، وأن تتوحد حول مشروع دولة الإسلام واستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فينصرهم الله ويمكن لهم ويعزهم ويعز أمتهم بهم وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد خالد بليبل
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39015
التسجيل المرئي:
- التفاصيل
الخبر:
نُشر مؤخرًا مرسومان جديدان في ظل السلطة القضائية لحالة الطوارئ في رسمي غازيت (الجريدة الرسمية لجمهورية تركيا). التغيير الأكثر إثارةً للاهتمام في المرسوم الجديد هو انتخاب رئيس للأركان. ووفقًا لهذا المرسوم الجديد، فإن شرط "أن يكون قائدًا عسكريًا بريًا، أو في القوات المسلحة البحرية"، ليحق له أن يصبح رئيس أركان قد ألغي. (المصدر: وكالات أنباء).
التعليق:
يحاول حزب العدالة والتنمية أو الرئيس أردوغان اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع انقلابات مستقبلية من قبل الجيش. فمحاولة الانقلاب الأخيرة هذه أفسدت الأمر على أردوغان و الحكومة كثيرًا جدًا. النسخة القديمة من البند التي ذكرته للتو كانت في السابق هكذا:
"البند 8: يتم تعيين رئيس الأركان من قبل الرئيس مع أخذ اقتراحات مجلس الوزراء على أن يكون من الجنرالات الحاليين والأميرالات الذين خدموا كقادة بريين أو في القوات البحرية".
أما في المرسوم الذي تم نشره اليوم فقد تم تغييره إلى ما يلي:
"تم تغيير القسم الأول من البند الثامن من قانون رقم 1324 ليصبح على النحو التالي: "يتم تعيين رئيس الأركان من قبل الرئيس مع أخذ اقتراحات مجلس الوزراء على أن يكون من الجنرالات الحاليين والأميرالات".
كان هذا ربما أكثر المراسيم الصادرة أهميةً وإثارةً للاهتمام والتي خرجت تحت الولاية القضائية للدولة في ظل حالة الطوارئ. وقد تمت تغييرات جذرية في الجيش ومحاولات لتحييده وذلك في محاولة لكسر ظهر الجيش الذي أسس وفقًا للثقافة الإنجليزية ليكون مشتتًا لمركز قوة القيادة. ويرغبون في مقابل ذلك بإنشاء جيش يكون مخلصًا تمامًا لأمريكا. وفيما كان قادة القوات يأخذون أوامرهم مباشرةً من رئيس الأركان، أصبح هؤلاء مرتبطين بوزير الدفاع وأنهيت صلتهم برئيس الأركان.
وبعبارة أخرى فقد عمدوا من خلال هذه التغييرات إلى جعل السلطة داخل الجيش موزعة بحيث لا تتركز عند نقطة واحدة أو جهة. كل هذا في محاولة للحد من احتمال وقوع انقلاب آخر أو منع وقوعه مطلقا. وأيضًا من خلال ربط الدرك بوزارة الداخلية، فإنهم بذلك يريدون أن يجعلوا منهم كيانًا مدنيا. وفي الوقت ذاته فإن فصل مبنيَيْ وزارة الدفاع الوطني عن رئاسة الأركان، كما هو الحال في أمريكا، فإنهم سيتحولون إلى ما يشبه البنتاغون. وإذا ما راعينا ذلك فإن تغييرات كبيرة ستحصل في هيكل وزارة الدفاع، وهذا يعني أن الوزارة التي كانت في الماضي ثقيلة عسكريا، فإنها مع هذه التغييرات ستصبح 60% مدنية و40% عسكرية.
وفي مقابل هذه التغييرات التي قامت بها الحكومة، فقد قام الإنجليز ببعض الخطوات أظهرت ردود فعل واسعة وصعبة على هذه التغييرات الجوهرية التي لحقت بالجيش. وهم يعبرون عن رفضهم لما يجري عبر رجالاتهم والتصريحات التي يدلون بها على التلفاز. وعلاوةً على ذلك، فقد أعرب أحد رؤساء الأركان السابقين عن قلقه قائلا: "حتى عبد الحميد الثاني لم يقم بإغلاق الأكاديميات العسكرية أو المدارس ولم يتصرف بهذه الجرأة ضد انقلابات قامت ضده".
اتبع أردوغان ومعه أمريكا خطة ماكرة ضد ردات الأفعال هذه. وقد كان أردوغان قلقاً جدًا وخائفاً من أن تطاله محاولة الانقلاب هذه والتي كانت تستهدفه. ولذلك فقد أعاد أردوغان تعيين بعض من مخلفات الإنجليز القديمة، ممن بُرؤوا من حادثة آرجينكون وبالمطرقة وأعادهم إلى بعض المواقع، وذلك ليتغلب على مخاوفه من جهة ولأنه لا يملك خيارًا آخر من جهة أخرى. وللتخفيف من ردات الأفعال قاموا أيضا بانتهاج طرقٍ ودية في التعامل مع حزب الشعب الجمهوري. إنهم يستخدمون سياسة تكتيكية وماكرة جدا. فمن جهة هو يعيد تشكيل الجيش ويقيل من يرغبون بإزالته من السياسيين، ومن جهة أخرى يقوم برشوة الإنجليز بإعطائهم بعض المناصب. ولكن هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر؛ فالضباط الذين أعيدوا للخدمة هم مصدر للانقلاب. والإنجليز الذين لم يكونوا فاعلين قبل الخطوات السياسية التي اتخذها أردوغان يريدون أن يحافظوا على موقعهم في الجيش مهما كان قليلا.
إنهم يتبعون سياسة إنجليزية شهيرة "إذا لم تستطع أخذ الكعكة كلها فارضَ بنصفها". لذلك فهل ستنجح أمريكا ومعها أردوغان في هذه السياسة الماكرة؟ ستبدي لنا الأيام المقبلة ذلك. وحتى لو رأينا أن الأمر يسير في مصلحة أمريكا وأردوغان، إلا أنه وبالتأكيد سيكون هنالك حد لذلك. وأخيرًا فحتى لو اتخذت هذه الخطوات لمنع الانقلابات، فما دام باب الديمقراطية، مصدر الانقلابات الحقيقي، مفتوحا وما دام باب الخلافة الراشدة على منهاج النبوة مغلقا، فإنهم لن ينجحوا أبدا (في منع الانقلابات).
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39072
- التفاصيل
الخبر:
ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في حسابها على موقع تويتر في 20 آب الجاري أن مارك تونر الناطق باسم الخارجية قال في لقاء مع CNN: الطفل السوري، عمران لم ير في سنوات طفولته الخمس سوى الحرب الأهلية والصراع في سوريا.
التعليق:
انتشرت صورة الطفل ابن سوريا عمران و الصدمة التي اكتسحت ملامحه عقب نجاته من القصف الروسي على مدينة حلب السورية، انتشار النار في الهشيم لتنقل جزءاً بسيطاً من معاناة أهلنا في الشام على يد النظام وأحلافه. المعاناة التي استمرت طوال خمس سنوات دون أن تجد لدى أحدٍ في هذا العالم صدى نخوة ليوقف حمامات الدم. فالحرب الأهلية التي يصر تونر على تسمية ما يجري في سوريا بها هو ودولته، أخذت من دماء أطفال الشام وحياتهم الكثير، أخرجت جيلاً من الأيتام والمشردين والمصابين. فقط لأن أمريكا لم تأذن للآن لنظام بشار أن يرحل، وكيف تفعل ولم تجد بعدُ من يسدُّ ثغرة غيابه عن الحكم فيضمن مصالحها ونفوذها في الشام؟
إن صورة عمران ومن قبله آلان كردي، كانتا صورتين احترافيتين بشكل كافٍ لكي تنتشرا في هذا العالم الذي بات يتعامل مع البشر كأرقام، أرقام تُحصى لتمثيل الموتى، وأرقام أخرى تخزن في ذاكرة الهواتف النقالة أو الحواسيب المحمولة كصور رقمية ينبهر العالم باحترافية التقاطها! وتمر الأيام ويُنسى الموتى وتُنسى آهات المعذبين و معاناة المنكوبين، لأن ذاكرة العالم لا تكاد تكفي ليحتفظ بصورة عمران للأيام اللاحقة، ويكفي بطلنا أن يحزن العالم عليه سويعات، ويصرح الناطق باسم خارجية الدولة العظمى تصريحاً يعبر عن قلق حكومته على أطفال سوريا و مستقبل سوريا!
الجدير بالذكر أن تونر كان قد صرَّح من قبل في حزيران الماضي أن بشار، "يكون مخطئاً إذا اعتقد بوجود حل عسكري في سوريا". تتالت أخبار انتصارات الثوار المخلصين في حلب وغيرها، فظهر القلق جلياً على المجتمع الدولي وهو يشهد هذا التقدم المهيب باتجاه إسقاط النظام وإنهاء جبروته. وتصر أمريكا وتحاول بكل أساليبها أن تفرض الحل السياسي الذي تروج له لإدخال الثورة في دهاليز المفاوضات التي تجهض كل جهود المخلصين لإسقاط النظام للأبد. لكنَّ هذا العالم الذي دعم القتلة لخمس سنوات، ويريد بعدها من أهل الشام أن يفاوضوا قاتلهم ويجلسوا معه على طاولة يكون له حق تقرير مصيرهم والحديث عن مستقبلهم، يُظهر الآن القلق على عمران وإخوة عمران ممن وُلدوا وعاشوا خلال أيام الثورة! فأي نفاق هذا وأي وقاحة؟
ليكن بعلم تونر ومن خلفه ومن معه أنَّ الأيام التي عشناها في ظل الثورة وعاشها عمران هي الأفضل في تاريخ الشام، حيث عايش أهلنا عزة الثورة على الباطل، وعزة "هي لله"، والفخر بـ "قائدنا للأبد سيدنا محمد". عزاً لم يعهده أجدادنا ولا آباؤنا حيث عاشوا في صمت على ظلم النظام واستعباده لهم. وإنَّ عزَّنا قادم في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، نسقط الأسد ونقيمها على أنقاض النظام الجبري الذي تدعمونه بكل قوتكم.
﴿فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا﴾ [الإسراء: 51]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم بيان جمال
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39057