press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

photo 2025 08 12 11 42 07



الخبر:
فتحت زيارة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى موسكو على رأس وفد رفيع المستوى، البابَ على مصراعيه للحديث عن مستقبل العلاقات بين البلدين، والدور الذي قد تلعبه روسيا في سوريا الجديدة. وقد اتفق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره السوري على إعادة النظر في جميع الاتفاقيات الثنائية، وتطلعهما إلى علاقات صحية، كما التقى الشيباني بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقاء وصفته الخارجية السورية بـ"التاريخي"، مؤكدةً انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري.

التعليق:
قرأتُ الخبر، واطّلعت على مجموعة من الأخبار المرتبطة به، ولاحظت عباراتٍ مختلفة ركّزت عليها وسائل الإعلام، ومن بينها هذا الخبر. كانت الألفاظ تتحدث عن "المستقبل"، و"تاريخية الحدث"، و"نسيان الماضي"، وعن أمورٍ أخرى وُصفت بأنها أصبحت من الماضي، وأن لا داعي للحديث عنها!

وأنا أقرأ، قفزت إلى ذهني عبارة "شهداؤنا ليسوا أرقاماً"، تلك العبارة التي لطالما ردّدها الناشطون والعاملون في توثيق مجازر الدول بحق الثورة والثوار. وتأكد لي مجدداً أن الإعلام ليس فقط موجّهاً، بل قد يؤدي دوراً قذراً في تشويش وعي الناس، تماماً كدور أبناء إبليس، والعياذ بالله. ففي مرحلة سابقة، كان الحديث عن النظام وحلفائه ومجازرهم، أما اليوم، فقد تغيّر الخطاب كلياً.

أحد المواقع وصف الزيارة إلى روسيا بـ"التاريخية"، وقد صدق فيما قال. فكيف لا تكون تاريخية، بعد جبالٍ من الجماجم، وأكوامٍ من الأشلاء، وسيولٍ من الدماء التي أراقها الدب الروسي؟! ثم نجلس معه ونتبادل الضحكات، وكأن شيئاً لم يكن!

نعم، إنها زيارة تاريخية؛ فقد جاءت بعد أن صبّت طائراتهم حمم حقدها على رؤوسنا. تاريخية لأنها مع من أوقف نظام الأسد على قدميه في مرحلة من مراحل الثورة، بعد أن كاد يسقط. وها هو الآن يقبع فيها ولا ندري، هل كانت هناك نظرة إلى محياه من بعيد؟

أتريدون منّا أن نذكّركم بحجم الإجرام الذي ارتُكب؟ هل نُعيد سرد المجازر حتى لا تنسوها، ولا تقولوا "علاقات جديدة"، و"مرحلة جديدة"، وسائر هذا الكلام البشع؟!

إن كانت هناك مرحلة جديدة حقّاً، فلتكن بعد عزّةٍ منّا، بعد أن نأخذ حقوق أهلنا ونستعيد كرامتهم، ليس ونحن ما زلنا نرى الدماء تشخب، والأشلاء مكدّسة، والجماجم شاخصةً أمام أعيننا!

ما بالكم يا قوم؟! أين العزّة التي كنّا نراها فيكم؟ أين روحُ الانتقام التي عايناها عندكم؟ أين العزيمةُ في نصرة المظلوم، تلك التي أنشدت لها الأناشيد، ونظم حولها الشعر، ورتّبت لأجلها الكلمات؟!

تذكّرتُ، وأنا أريد أن أختِم، أنكم تعرفون ذلك حقَّ المعرفة، تعرفون واقعَ هؤلاء المجرمين. تعرفونهم تماماً، فقد خضتم معهم أشرس المعارك وأقساها، وشهدتم بأعينكم على إجرامهم. لكن يبدو أنّ شيئاً أقوى قد غطّى على كل ذلك، فنسيتم، ورميتموها خلف ظهوركم! وآمل ألا يكون ذلك الشيء هو الكرسي أو المنصب أو الحكم، فإن كان كذلك، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

==========
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

12222

 

 



الخبر:
ما زال ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية يشكّل نقطة توتر حساسة بين بيروت ودمشق، ويهدّد بإعادة تأزيم العلاقات الثنائية في حال استمرار الجمود بشأنه، لا سيما بعد أنباء عن نية الحكومة السورية اتخاذ إجراءات تصعيدية، من بينها إغلاق المعابر الحدودية، قبل أن تسارع دمشق إلى نفي ذلك.

ورغم هذا النفي، فإن الموضوع لا يزال مطروحاً بجدية على الطاولة اللبنانية، نظراً لحساسيته القضائية والسياسية، وارتباطه بحقوق أكثر من ألفي موقوف سوري، كثير منهم لم يُحاكم منذ سنوات، وفق موقع "المدن".

التعليق:
ليس فقط الموقوفون في سجن رومية هم من يشكّلون عائقاً أمام الإدارة الانتقالية اليوم، بل إن ملف معتقلي الرأي في سجون إدلب يُعدّ أيضاً عائقاً كبيراً لم يُعالج حتى الساعة، خاصة مع تعالي أصوات الأهالي المطالبين بإطلاق سراح أبنائهم، وذلك بعد مشاهدتهم توزيع شهادات العفو والتسامح لمن قتلهم وشردهم ونكّل بهم على مرّ سنوات الثورة!

وهنا نضرب مثالاً لعلّه يكون باباً للنظر في الأمر كما ينبغي، فعندما تقلّد بشار الأسد الحكم في سوريا توريثاً، جلس كالأحمق على كرسيٍّ مفخّخ وهو لا يعلم. وما إن مضت ساعات على جلوسه، حتى بدأت بعض الدول تطالبه بملفات وتدعوه إلى تسويتها، وكان من أبرزها ملف الإخوان المسلمين الذين نكّل بهم حافظ أسد وأخوه المجرم رفعت في سجن تدمر.

لقد شكّل هذا الملف عبئاً كبيراً على بشار السفاح طوال عقود، وكان من بين الأسباب التي ساهمت في اشتعال الثورة وانطلاقها من مهدها درعا. والحقيقة أن خيارات الأسد الهارب لم تكن كثيرة، وكان هذا الملف بمثابة الحبل الذي يشتد على رقبته بين الحين والآخر.

واليوم، لا ينكر صاحب نظر أن الثورة تلقّت دعما من لبنانيين مناصرين وسوريين مؤيدين، يقبع بعضهم اليوم في سجن رومية. فالحذر الحذر من خذلانهم، أو التغافل عن قضيتهم.

أما ملف سجناء الرأي في إدلب، فله وحده قصة طويلة، خاصة عند النظر في أسباب توقيفهم واعتقالهم، التي - إن بحثنا فيها - نجدها مطالب حق. لقد طالبوا بفتح الجبهات، ولولا مطالبتهم تلك، لما فُتحت الجبهات أصلاً. والحقيقة أن ما نحن فيه من خير اليوم يعود بعد فضل الله سبحانه إلى تلك المطالب، شاء من شاء وأبى من أبى.

فعلام يُعتقل هؤلاء؟ ولصالح مَن يُبقَون في السجون؟

أمن المنطقي أن يُحسَن التعامل مع من قتل وشرد ونكّل، وتُقابل مطالبات أهل الحق بالاعتقال والتغييب؟!

لقد كانت مطالبهم تعبّر عن صوت الحاضنة الثورية، فالناس في حلّهم وترحالهم، وفي مجالسهم، كانوا يتحدثون أن قيادات الثورة - عسكريين وسياسيين - قد باتوا أدوات بيد الدول، وعبيداً لدولاراتها.

أما المعتقلون اليوم، فكانت مطالبهم تدور حول تحرير القرار العسكري للثورة، وألا تُفتح الجبهات أو تُغلق بأوامر خارجية. فهل يُكافأ صاحب هذا الموقف بالسجن؟!

أغرب من ذلك، أنه قد تمّت مداهمة بيوتهم في ساعات حرجة وبأساليب مرعبة، في حين يرى أهلهم "الطبطبة" التي يحظى بها من شرد ونكّل وقتل، بل حتى الأدب الجمّ في أثناء جلب الشبيحة المطلوبين!

أليس ما ذكرناه خطراً داهماً قد يُفضي إلى انفجار لا يُبقي ولا يذر؟

إن ملفي معتقلي رومية وإدلب شوكتان في خاصرة الثورة يجب اقتلاعهما، لا تجاهلهما.

فالشوكة إن تُركت، تُسبّب التهاباً، ثم وجعاً لا يُحتمل.

فبادروا إلى الحل، ولا تسوّفوا كما فعل غيركم فوقع في المطب.

هذان الملفان من أخطر الملفات التي تجب معالجتها، ويجب تصحيح الخطأ الذي حصل، فهؤلاء الذين في السجون، هم أصحاب سبق وصدق. الرَجل الحق هو من يُبصر الخطر قبل أن يقع، ويُحذّرك منه. أما من يضحك في وجهك وأنت تقع، فإنه ينتظر اكتمال سقوطك ليطعن في ظهرك.
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ﴾

----------------
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

https://tinyurl.com/3z2br99a

508891191 122133833306719924 2813811275230293983 n

 

 

خبر وتعليق:
فادي صقر: الراعي وبوابة إنقاذ مجرمي الحرب في سوريا!



الخبر:

ظهر قبل أيام فادي صقر، القيادي في مليشيات "الدفاع الوطني" التابعة لنظام الأسد، في تسجيل مصوَّر يظهر فيه كوسيط للإفراج عن متورطين في ارتكاب انتهاكات. وفي الرابع من شباط/فبراير 2025، شهدت دمشق مشهداً لافتاً تمثّل في خروج اللواء محمد الشعار، وزير الداخلية السوري السابق ومهندس القمع المنهجي، من مخبئه ليُعلن تسليم نفسه طوعاً إلى مديرية الأمن العام. ثم ظهر في مقابلة تلفزيونية أعلن فيها عدم مسؤوليته عن أيٍّ من الانتهاكات التي مارسها نظام الأسد.

التعليق:
قبل الحديث عمّا حصل، وقبل أن نسأل: "هل يُؤتمن الذئب؟" وغيرها من الأمثال التي تنطبق على الواقع، وقبل الحديث عن تجارب سابقة في تونس ومصر، وقبل الحديث عن مقولة "القيادة أوسع نظراً" التي مهّد لها حسن صوفان في حديثه، والتي رميناها خلف ظهورنا منذ أن أعلناها ثورة... نتحدث قليلاً عن "مناقب!" السيد السفّاح محمد الشعار، وبوابته نحو التصالح والسلم الأهلي: فادي صقر، المجرم.

"محمد الشعار هو عضو في "خلية الأزمة" التي أُنشئت في آذار/مارس 2011 كأعلى هيئة لاتخاذ القرار الأمني في سوريا، وهي الخلية التي لعبت دوراً كبيراً في رسم خطوط استخدام القوة الإجرامية ضد المتظاهرين، وكان الشعار عضواً أساسياً فيها.

بين عامي 2011 و2012، تسربت وثائق وتعليمات موقّعة باسم الشعار، تُشير إلى أوامر شفهية موجّهة إلى فروع الأمن السياسي، وإدارات الهجرة والجوازات، والسجلات المدنية. تشمل هذه التوجيهات تحديد "حصص اعتقال"، ومتابعة مؤيدي المعارضة، وتوفية المختفين قسرياً.

في عهد محمد الشعار، بين نيسان/أبريل 2011 وتشرين الأول/أكتوبر 2018، شهدت الوزارة انتقالاً من أداء وظائفها التقليدية إلى أداء دور أمني شامل يخدم سلطة استبدادية. وقد شكّل دمج الوظائف الإدارية والأمنية تحت قيادة الشعار تحوّلاً نوعياً في ممارسات الحكم الأسدي. ففي الوقت الذي تُبقي فيه الأنظمة الاستبدادية التقليدية على فصل رمزي بين الشرطة السرية والإدارات المدنية، أحرزت "سوريا الأسد" تكاملاً بين الجانبين.

تحوّلت إدارة الهجرة والجوازات، المكلّفة نظرياً بإصدار الوثائق، إلى جهاز أمني اعتقل 1608 مدنيين، من بينهم 73 حصلوا على "تسويات أمنية" رسمية، وفقاً لتوثيقات الشبكة السورية لحقوق الإنسان. كما تورّطت مكاتب السجل المدني، التي يُفترض بها تسجيل المواليد والوفيات، في تزوير السجلات لإخفاء المعتقلين قسراً.

واتسع نطاق عمل مديرية الأمن السياسي، المسؤولة اسمياً عن مراقبة الأنشطة السياسية، حتى أصبحت حاضرة في كافة الدوائر الحكومية. كما مُنحت فروع الأمن الجنائي، التي كانت تقليدياً تُعنى بالجرائم العادية، صلاحيات جديدة للتحقيق في "الإرهاب"، وهو توصيف يُستخدم غالباً لوصم أي نشاط معارض.

وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما مجموعه 256,364 انتهاكاً نُسبت مباشرة إلى أجهزة وزارة الداخلية، وهو رقم مرجّح أن يكون أقل من الواقع نظراً لصعوبات التوثيق تحت الحكم الاستبدادي. ويعكس عدد القتلى المدنيين في المظاهرات - 10,542 قتيلاً - تبنّي سياسات إطلاق نار بقصد القتل، لا مجرد فشل في السيطرة على الحشود. أما الانتشار الجغرافي لهذه العمليات، الذي لم يقتصر على معاقل المعارضة، فيُشير إلى تخطيط مركزي لا إلى انحرافات محلية" (المصدر: شبكة شام الإخبارية).

وبالعودة إلى المقدمة التي بدأناها، فإن الجميع بات يعلم أن ما يتم اليوم هو خطوة مشابهة لما حصل في مصر وتونس، أي تمكين غير مباشر للمجرمين والشبيحة والقذرين. وبالتالي، قد يصدر عنهم ما لا يُحمد عقباه، وسيكون السيناريو مشابهاً للأمثلة التي ذكرناها.

وفي حال لم تكن هذه النتيجة، وكانت الأمور "منضبطة" بشكل كبير - فلماذا إذاً هذا الاستفزاز لمشاعر الناس؟! لماذا هذا الرقص على جراح من ضحّى؟! لماذا كل هذا العبث؟! هل تريدون كسر إرادة الحاضنة التي أوصلتكم؟ هل هناك رسائل ترغبون بإيصالها؟

ما حدث من مؤتمر لا يُبرّر، ولا يُؤوّل، ولا يُفسَّر بأي شكل من الأشكال. والعبارة التي تم العمل على تمريرها "القيادة أوسع نظراً" قد تجاوزناها منذ زمن بعيد، فهي من أسباب الاحتقان الشعبي تجاه سياسة الدولة الهاربة. هذا المصطلح عفا عليه الزمن، يا أبا البراء! وأذكّرك بما تُحب أن تُنادى به منذ أيام صيدنايا.

إن من أهم أسباب الاحتقان عند الناس كان هذا النوع من الخطاب وهذه المصطلحات. فالحاضنة الثورية هي الأوسع نظراً، وهي من كانت المذخَر، والدافع، وكل شيء، وهذا بلسان من وصل إلى دمشق. إن الحاضنة الشعبية هي الأساس، وحراكها ودفعها هما الأساس - كما ذكرت مقالة "الجزيرة" التي نُشرت بتاريخ 5/31 من هذا العام.

إن استعمال "مهندس جرائم النظام" فادي صقر (فادي أحمد)، المعروف بإجرامه وتصريحاته، واليد الضاربة لإيران المجرمة في سوريا، الرجل المسؤول عن مجازر كثيرة - بشكل مباشر أو غير مباشر - بوصفه مهندساً للسلم الأهلي، لهو أمرٌ فيه ما فيه، ولا يُبرَّر، ولا يُعلَّل، ولا يُفسَّر مهما ظهر المبررون والمفسرون.

احذروا غضب الناس، واحذروا أن تلعبوا على مشاعرهم، أو تستفزوهم بهكذا تصرفات. فالذئب، مهما طال عليه الأمد، لن يصبح صديقاً، والمجرم، مهما طال الزمان، لن يكون منقذاً.

وبعد كل ذلك، وبعد التفاصيل التي سُردت والتي لم تُسرد، والتي صار يعرفها كل الناس، فإن أقل ما يُقال عن استخدام فادي أحمد، هو أنه تصرّف غير مسؤول، ويؤذن بأمر لا تُحمد عقباه.

---------
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

555

 

خبر وتعليق:
توغل يهود في رويحينة بريف القنيطرة والسكوت هو سيد الموقف!


الخبر:
أفادت قناة الجزيرة، نقلاً عن مصادر في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، بأن قوة ليهود توغلت إلى أطراف قرية رويحينة بريف المحافظة.

وسبق أن صرّح الرئيس السوري أحمد الشرع بأن سلطات الإدارة السورية الجديدة تعمل على إيقاف هجمات يهود المتواصلة على المناطق الآمنة في محافظة القنيطرة جنوب غربي البلاد. وأكد الشرع العمل على إيقاف اعتداءات يهود عبر مفاوضات غير مباشرة من خلال وسطاء دوليين.

التعليق:
يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.

هكذا علّمنا الله، وهكذا رسم لنا الخطوط للفلاح والنجاح. ويمكنني أن أفهم من هذه الآية أنها تخص المسلم في حال اعتدى عليه مسلم، فما بالك عندما يعتدي عليه عدوٌّ غاصب لبلاده؟

قد يقول قائل: إننا اليوم في حالة تتطلّب منا أن نبني أنفسنا وأن نستقر، والوقت ليس وقت حروب ولا فتح جبهات؛ فلقد أرهقتنا الحرب وأتعبتنا، والنبي ﷺ قام بهذا الفعل، فعقد صلح الحديبية. وردي على ذلك أن النبي ﷺ نقض صلح الحديبية بعد اعتداء كفار مكة وحلفائهم على حليفه ﷺ.

فالعُهود أولى من أمورٍ أخرى قد تفكّر فيها، ولا يُقال: إن محمداً خذل من دخل في حِلفه.

وحالتنا اليوم هي اعتداءٌ في كل وقت وحين، وليست على أحلاف لنا، بل علينا أنفسنا، على أعراضنا، على أطفالنا، على من ناصرنا وأيّدنا، على من ظاهرنا على مرّ سنوات الثورة: غزّة التي تُذبح على عينك يا تاجر، وكذلك إخواننا الذين سقطوا تحت قصف يهود لمناطقنا.

لمن يقول إنّ "الجاهزية غير مكتملة"، أقول: راجعوا كلام رياض نعسان آغا عندما تكلّم عن معركة الفلول، وذكر أننا جمعنا ملايين المقاتلين في بضع ساعات، فما بالك عندما تكون الوجهة يهود، الذين بارك الله من يقاتلهم فقال فيهم: ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً﴾؟

إن الاستمرار في موقف المتفرّج يُذهب الهيبة ويُسقط المهابة من عيون أعدائنا، والأهم من ذلك، يُفقد أهلنا الذين ناصرونا ثقتهم بنا.

وللذين يقولون "الوقت ليس وقت حرب"، أنتم أنفسكم من كنتم تقولون: "نحن في طور الإعداد والتجهيز، ولا نمتلك الإمكانيات"، وعندما ضُربت القنيطرة، رأيتم كيف حُسمت المعركة.

وللذين يقولون "نحن منهَكون"، أنتم أنفسكم من كنتم ترددون هذه العبارات، عندما كان الشباب يطالبون بفتح الجبهات واستعادة القرار العسكري، وأن العدوّ وحاضنته قد انتهيا، فكنتم ترمقونهم بعيون المستهزئ! وعندما حصلت المعركة، رأيتم صدق قولهم وكم كنتم مخطئين.

وللذين يقولون "لا نريد فتح جبهات"، نقول: الجبهات مفتوحة منذ عام 2011، وعلى جميع الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية والفكرية... والحمد لله، ثبت الحقّ وانتصرنا، ولا نعلم بأي وادٍ تهيمون؟!

وأما الذين يتحدّثون عن "التجهيز"، فقد ألجمكم الله سبحانه بمحكم آياته: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾.

يَحزّ في النفس أن يُعتدى علينا كل حين، ونلتزم بـ"ضبط النفس"، الذي كنا نستهزئ به عندما كان يردّده أسد المجرم. نحزن أن بيننا وبين الظفر خطوات، وبيننا وبين العزّة شعرة، ولا نستغلّ الموقف ولا المشهد!

كونوا عباد الله، وتحلَّوا بالبأس الشديد، وبادروا، فإن الفرص لا تتكرّر، والخذلان عصيب، صعب، وعاقبته وخيمة، ولقد كان لكم فيمن سبقكم عبرٌ وآيات.

----------
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلّي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

 

 

502617923 122130784778719924 390274066519211184 n

 

الخبر:
قال الوزير أسعد الشيباني في مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي: نشكر المملكة على دعمها لسوريا منذ لحظة التحرير وخاصة في رفع العقوبات، ووقعنا اتفاقية دولية لتأمين الغاز، ونؤكد أن إعمار سوريا سيكون بإرادة شعبها لا بفرض خارجي، وشراكتنا مع السعودية قائمة على المصالح المشتركة. (شبكة شام)

التعليق:
ما إن اندلعت الثورة عام 2011 حتى اضطربت المنطقة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، لم يعرفوا يوم راحة ولا ساعة هناء، بل كان كل همهم أن لا يصل الطوفان إلى أراضيهم التي قتلوها بأفعالهم، ووضعوا كل إمكانياتهم وقدراتهم بيد أمريكا وأغدقوا عليها الأموال حتى تحميهم، فهذه السعودية وفي بداية الثورة حركت كل رجالاتها وبدأوا التواصل لتبني لها خطوطا مع الوسط الثوري، وكانت ألسنة من استخدمتهم تماهي الثورة وأهلها بعباراتهم وألفاظهم ومصطلحاتهم، كل ذلك لأجل أن يُفتح لها باب فتتسلل منه للثورة، وفي الوقت نفسه كانت عنصرا أساسيا في غرف العمليات التي تشكلت وكان رجالاتها حاضرين بقوة لأجل حرف مسار الثورة بل من أجل إجهاضها، فاشترت ذمم الكثيرين واستخدمتهم لأجل سياستها، كل ذلك كان لأن أمريكا أمرتها بذلك.

وما إن انقلب التوجه حتى تغير مسار السعودية؛ فبعد أعمال تسليم المناطق الثلاث وتهجير الناس لإدلب بدأت أمريكا بسياسة جديدة عنوانها التطبيع وإنهاء الثورة وإعادة الناس للدائرة الأولى، وكعادة هذه الدول غيرت مسارها مباشرة ليتوافق مع مسار سيدتها، فبدأت تدعو أسد لزيارتها وتستقبله استقبال المنتصرين، وبعد ذلك مهدت له ليعود إلى الحظيرة كما وصفها أحمد مطر، وزادت على ذلك بأن افتتحت سفارتها في دمشق في أيلول 2024، كل هذا فعلته السعودية، نقول ذلك ليعلم الغافل ويدرك من يسير في ركابها واقعها وكيف تسير وبأمر من.

وها هي اليوم تطل علينا من جديد فاحذروها ولا تأمنوا غدرها، فكيف بكم أن تسيروا خلف دولة شغلها الشاغل إنهاء ثورتكم؟! إن الدور الذي تقوم به السعودية اليوم خطير جدا وخبيث، وإن ملوكها أين ما حلوا فهم مفسدون ويصدق فيهم قول الحق سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ المُلوكَ إِذا دَخَلوا قَريَةً أَفسَدوها وَجَعَلوا أَعِزَّةَ أَهلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفعَلونَ﴾.

فهؤلاء لا يريدون لنا الخير ولا الخلاص، ويعملون لأن نبقى تحت وطأة التبعية والعمالة التي تريدها أمريكا. إنه من الواجب اليوم أن نقرأ تاريخ الثورة بالتفصيل وأن نتابع أعمال الدول بالتفصيل حتى نعرف كيف نتصرف معها، هذا إن كنا نريد الخلاص وأن نجعل الثورة تحقق ما خرجت لأجله، أما إن كانت النوايا والغايات عكس ذلك فرمي كل ذلك التاريخ سيكون أساسا لغايتنا وعنوانا لما نريده وما نصبو إليه.

-----------
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا