press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

art1709171

• هي الثورة السورية، أعظم فعلٍ قام به جمعٌ من أبناء الأمة، لاستعادة سلطانها السليب، بعد اغتصابه منذ مائة عام.

• هي ثورة خرجت بدايةً ضدّ الظلم والطغيان، ثم ما لبث أن تبلور هدفها وتحدّد بإسقاط النظام العميل للغرب في سوريا، وإعادة دولة الأمة، دولة الخلافة... حتى أصبحت محطّ أنظار المسلمين، ومصدر رعبٍ يهدد مستقبل دول الغرب الكافر.

• لكن لسذاجة القائمين على أمر الثورة، وإعراضهم عن الاستماع إلى نصائح المخلصين من أهل الخبرة والسياسة، فقد سقطوا في فخاخ أعدائهم، وعرّضوا الثورة العظيمة وأهلها إلى ضربات وطعنات، حتى باتت توشك على السقوط.

• فبعد أن فشلت أمريكا في القضاء على الثورة عبر آلة القتل والتدمير التي جسّدها النظام والروس والإيرانيون، لجأت إلى المكر والتحايل والخداع، عبر تركيا والسعودية وقطر والأردن، فلوّحت لقادة الفصائل بدولاراتها، وأوهمتهم أنّ ما بيدها هو ماء الحياة وسبب النصر والتمكين، فأخذوه منها وتجرّعوه، ولم يعلموا أنه السمّ الزعاف، إلا بعد سريانه في أجسادهم ووصوله حتى النخاع.

• ودارت دورة الثورة العظيمة، وتحوّل الفتح والنصر إلى هزيمة وانسحابٍ وتسليم، بعد أن رُبطت أعناق القادة والشرعيين، ودُفعوا دفعاً إلى تقتيل المجاهدين بعضهم ببعض، وسيقوا سوقاً إلى دوّامة هدن آثمة أظهرت التخلي عن هدف إسقاط النظام، ومتاهة مفاوضات بائسة أعلنت القبول بشراكة النظام، وأيّ نظام؟! إنه قاتل الأطفال والنساء والشيوخ، المحارب لديننا والمنتهك لحرماتنا والغائص في دمائنا وأشلائنا حتى الأعناق.

• وهاهم الرويبضات من العسكريين ممثلي الثورة في آستانا قد وقّعوا بأيديهم الآثمة على وقف إطلاق أيّ نارٍ ضدّ النظام... وهاهم السياسيون العلمانيون ممثلو الثورة في جنيف يستعدون لتولي كلّ ما يُلقى لهم من فتات الحقائب الوزارية من قبل النظام... بينما يحاول وكلاؤهم الملتحون تجميع الفصائل المجاهدة تحت وزارة دفاع تابعة لهم ستقودهم إلى حضن النظام... وأما من كنا نحسبهم من المخلصين فمنشغلون بمحاولات استرضاء الأعداء، قد نسوا فتح الجبهات لسدّ الثغور، وانهمكوا بكيفية إدارة المناطق المحررة إدارة مدنية!

• وانطلاقاً من حرصنا على إيصال ثورتنا إلى مبتغاها ومنعها من التردي والسقوط، فإننا في حزب التحرير ندعو أهلنا في الشام دعوة فيها الفلاح لهم ولمن وراءهم من أبناء أمتهم بإذن الله.

• فيا أهلنا في الشام استعينوا بالله واصبروا، ولا تخافوا في الله لومة لائم، وخذوا على أيدي قادة فصائلكم، ووجهوهم وحاسبوهم، وتعالوا بهم لنتوحّد جميعاً على المشروع السياسي الذي يرضي الله ويقيم دينه، مشروع الخلافة، لتنالوا به عزّ الدنيا والآخرة، وتتمكّنوا يا أهل الثورة والتضحية والجهاد من قطف ثمرة ثورتكم وتضحيتكم وجهادكم، وإلا فسيقطفها أعداؤكم، ولن تنالوا بذلك إلا الخزي والندامة في الدنيا والآخرة...

• يا أهلنا الثائرين في الشام... هذه دعوتنا لكم، وسنشهد لكم أو عليكم بها أمام الله... فما أنتم فاعلون؟!


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عبد الحميد عبد الحميد
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير - ولاية سوريا

 

art160917

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تشكيل إدارة مدنية موحدة في المناطق المحررة تزامنا مع المقترح الذي قدمه النظام التركي والذي يتضمن بنودًا بتشكيل هيئة إدارة محلية مدنية تتكفل في إدارة شؤونها الإنسانية واليومية، مع إبعاد التنظيمات المسلحة عن الإدارة المدنية. وكذلك تحويل مقاتلين في المعارضة السورية المسلحة إلى جهاز شرطة بشكل رسمي لحماية وحفظ الأمن، إلى جانب حل هيئة تحرير الشام بشكل كامل. تحت ذريعة إلغاء أسباب القيام بعملية عسكرية في محافظة إدلب، وبحسب الجريدة "يني شفق" التركية فإن الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا بالإضافة إلى فرنسا تبحث تنفيذ عملية عسكرية في إدلب بغية إخراج هيئة تحرير الشام منها باعتبارها على لائحة الإرهاب الدولية. 

لا شك أن الغرب الكافر يسعى منذ البداية إلى إنهاء ثورة أهل الشام التي قامت على عميله المجرم في سوريا؛ وهو يسير بخطى حثيثة للإجهاز عليها بكافة الطرق والأساليب، ولعل أهمها ما تفتق عنه مؤتمر الآستانة من اتفاق لخفض التوتر؛ الذي كان بداية النهاية لثورة قدمت الغالي والنفيس في سبيل الخروج من ظلم النظام الرأسمالي إلى عدل الإسلام، فتعتبر الإدارة المدنية في هذه المرحلة منتج من منتجات اتفاق وقف التصعيد الذي يشرف عليه النظام الروسي؛ ومسمار جديد يدق في نعش الثورة السورية، وإن ما حصل في الغوطة الشرقية ودرعا وما يحصل في ريف حمص الشمالي من اتفاقيات؛ يرسم ملامح مرحلة جديدة من مراحل السقوط في هاوية الحل السياسي الأمريكي؛ الذي يعمل الغرب الكافر جاهدًا على تحقيقه، حيث يعمل على إيجاد إدارات مدنية تحاول رسم حاضر ومستقبل المناطق المحررة في صورة جزئية تتوافق مع الصورة الكلية التي يعمل الغرب الكافر على رسمها حسب وجهة نظره المستندة إلى عقيدة فصل الدين عن الحياة؛ مما يحول اهتمامات الناس نحو الانشغال بالأمور الجزئية وصرف النظر عن الهدف الأساسي في إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، ولعل من أبرز ملامح المرحلة الجديدة:

- إنهاء العمل العسكري وإنشاء إدارة مدنية لا تمتلك أدنى مقومات الحياة مرهونة بشكل كامل للنظام التركي ومن ورائه المجتمع الدولي تمهيدًا للمصالحة وتسليم المناطق لطاغية الشام من جديد.

- إلحاق المؤسسات كافة بالحكومة الانتقالية المنبثقة عن الائتلاف الوطني السوري.

- تخل الفصائل عن هدفها في إسقاط النظام وتحولها إلى جيش وطني مسلوب الإرادة؛ تنحصر مهمته في الدفاع عن هذه البقع الصغيرة، وتحول قسم كبير من مقاتلي الفصائل إلى شرطة مهمتها تنظيم السير والمخالفات وحفظ الأمن؛ وحراس يمنعون كل من يريد استهداف طاغية الشام ريثما يتم تسليمه البلاد بحجة الالتزام باتفاق خفض التوتر؛ وبحجج أخرى منها حقن دماء أهل الشام وتأمين الأمان لهم؛ وهذا عينه ما حصل مع الفصائل الفلسطينية عندما قبلت بمفاوضة كيان يهود، ومن ظن أن السير في طريق الحل السياسي الأمريكي سينهي معاناة أهل الشام وسيحقن دماءهم ويصون أعراضهم فهو واهم فلا أمان مع الغرب الكافر وعملائه ولا صيانة لأعراض المسلمين تحت سلطانه.


إن المأزق الكبير الذي تمر به ثورة الشام تتحمل مسؤوليته قيادات الفصائل؛ عندما قبلت برهن قراراتها للداعمين وقبلت بالهدن والمفاوضات مع قاتل الأطفال والنساء والشيوخ؛ وما نتج عنه من حرف مسار الثورة وتقزيم مطالبها حتى بات معظم قيادات الفصائل يرى من الإدارة المدنية إنجازا مع اختلافهم في شكلها ومضمونها، ولا نستطيع أن نسمي هذا إلا فتات الفتات واستخفافًا بعقول أهل الشام ودماء أبنائهم، وما نتج عنه أيضًا من خفض التوتر؛ الذي أوقف الجبهات وأدى إلى انحسارها بهذا الشكل، والذي أصبح الحديث فيه عن تجنيب محافظة إدلب مصيرًا أسودًا طاغيًا على عقول الناس، هذا ما أوصلتنا إليه الهدن والمفاوضات والمال السياسي القذر الذي طالما حذر منه حزب التحرير.

إن تجنيب الثورة مصيرًا أسودًا لا يكون بعقد المصالحات مع قاتل الأطفال والنساء والشيوخ وعقد المؤتمرات تحت رعاية الغرب الكافر ولا يكون بالسعي لإرضاء الغرب الكافر بتسليم المنطقة إلى أناس رهنوا أنفسهم لتحقيق مصالح أمريكا ومشروعها السياسي المتمثل بدولة مدنية ديمقراطية تفصل الإسلام عن الحياة والمجتمع؛ بل بفتح كافة الجبهات وضرب طاغية الشام في معقله الأساس في دمشق، قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ).


وأخيرًا أود أن أتساءل: هل خرج أهل الشام على طاغيتهم من أجل إدارة مدنية همها تأمين الخدمات من ماء وكهرباء وإزالة نفايات؟!! ثم ماذا بعد الإدارة المدنية؟ وماذا ستفعل قيادات الفصائل عندما يتفرغ طاغية الشام ومن خلفه لآخر قلاع الثورة في إدلب وخاصة وهو مشهور عنه عدم وفائه بالتزاماته ونقضه للعهود والمواثيق؟.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
الأستاذ أحمد عبدالوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا

 

arbaoun260817

 

عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه : (أَنْتُمُ اليَوْمَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ تَأْمُروْنَ بِالِمَعْرُوْف وتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَر وتُجاهِدُوْنَ في اللهِ ثم تَظْهَرُ فيكُمُ السَّكْرَتَانِ سَكْرَةُ الجَهْلِ وسكرةُ حُبِّ العَيْشِ وستُحَوَّلُوْنَ عَن ذلك فلا تَأْمُرُوْنَ بمَعْرُوفٍ ولا تَنْهَوْنَ عَن مُنْكَرٍ ولا تُجَاهِدُوْنَ في اللهِ عَزَّ وجَلَّ القائمون يَوْمَئِذٍ بالكِتَابِ والسُّنَّةِ له أَجْرُ خَمْسِيْنَ صِدِّيقَاً قالوا يا رسول الله ! منَّا أَوْ مِنْهُمْ قال بل مِنْكُمْ). حديث صحيح، رواه أبو نُعيم في الحلية.

 

الشرح:
في هذا الحديث يشرح النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه عن الواقع الذي يعيشون فيه، وكون فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مطبقة بشكل مرضي وهو ما يجعل الأمة تتسم بالخيرية على باقي الأمم، كما قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) . [سورة آل عمران : 110]. وهذا يعني أن المجتمع الإسلامي في مأمن عن الانحراف ليكون ذلك المجتمع الذي أراده الله، مجتمع تسود فيه الفضيلة وتختفي فيه كل رذيلة.

وكانت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مطبقة من قبل الدولة التي تملك التغيير باليد ومطبقة من قبل الأفراد الذين يعملون بهذه الفريضة، كلٌٌ في محيطه الذي يعيش فيه، كل ذلك طاعة لله ولأجل المحافظة على صلاح المجتمع وطهره ونقائه.

ثم عطف النبي صلى الله عليه وسلم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجهاد فقال (وتُجاهِدُوْنَ في اللهِ) وهذا الجهاد هو جهاد الطلب الذي هدفه نشر الدعوة الإسلامية وفتح البلاد ولا يمكن القيام به على أتم وجه إلا بوجود دولة للمسلمين كما هو الواقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

بعدها قال (ثم تَظْهَرُ فيكُمُ السَّكْرَتَانِ سَكْرَةُ الجَهْلِ وسكرةُ حُبِّ العَيْشِ وستُحَوَّلُوْنَ عَن ذلك) ظهور الجهل هو التغشية التي طالت عقول المسلمين نتيجة الغزو الثقافي الشرس الذي تعرضت له الأمة الإسلامية ما أدى إلى تبدل المفاهيم ودخول مفاهيم غير إسلامية إلى جسد الأمة، وكان منها حب العيش والركون إلى الدنيا والرضى بالواقع الفاسد، وهو ما يعني تعطل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعطل الجهاد ونشر الإسلام، كل ذلك سيحصل بعد أن يتمكن الكافر المستعمر من هدم الخلافة وإبعاد الإسلام عن سدة الحكم.

ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم عن العاملين لإعادة حكم الإسلام ودولته فقال (القائمون يَوْمَئِذٍ بالكِتَابِ والسُّنَّةِ له أَجْرُ خَمْسِيْنَ صِدِّيقَاً) مما يدل على عظم أجر العاملين للإسلام ولأن ترجع أحكامه مطبقة في الدولة والمجتمع، ولكن المفاجئة الكبرى عندما سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا (يا رسول الله ! منَّا أَوْ مِنْهُمْ قال بل مِنْكُمْ) أي أن هؤلاء العاملين سيكون لهم أجر عظيم يفوق أجر الصحابة الذين يعيشون في ظل الدولة الإسلامية في رغد وبحبوحة من العيش، بينما تكون الثلة العاملة لإعادتها في آخر الزمان ثلة مستضعفة تتعرض للأذى والتضييق في العيش والسجن والنفي وقطع الأرزاق، ما يجعل الثابتين الصابرين على هذا العمل العظيم يستحقون أجراً كبيراً فهم على خطا النبي وأصحابه في الفترة المكية الذين قاسوا الأمرين حتى أكرمهم الله بالنصر والتمكين بإقامة الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد الصوراني

للاستماع عبر اليوتيوب: 

 

alraiah130917

ادعت الدول الغربية بما فيها أمريكا صداقة الشعب السوري، وأخذت تدعم الفصائل المسلحة وترسل لها الأسلحة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تؤدي بطبيعة الحال إلى إسقاط النظام، وهذا أمر طبيعي؛ إذ كيف تدعم فصائل خرجت على عميلها طاغية الشام لتسقطه؟! فما هو السبب وراء هذا الدعم الوهمي للفصائل المقاتلة؟

لا شك أن الأسباب متعددة، ولعل أهمها هو إيجاد مبرر للقضاء عليها بكافة أنواع الأسلحة بعد أن يتم تصنيفها كمنظمات (إرهابية) في حال خرجت عن بيت الطاعة الأمريكي، بالإضافة إلى التنكيل بالحاضنة الشعبية التي خرجت على عميلها، وهذا ما رأيناه من استهداف ممنهج للمدنيين ومجازر ارتكبت بحقهم لم ينجُ منها كبير ولا صغير، ولا رجل ولا امرأة، فقد طالت هذه المجازر الجميع دون استثناء وتحت سمع العالم وبصره دون أن يحرك ساكنا أو يرف له جفن، وهذا ما دأب طاغية الشام على العمل عليه منذ بداية الثورة حيث دفع الناس دفعاً لحمل السلاح من خلال مجموعة من الأعمال تمثلت في الاعتقالات والقتل الممنهج، فاستطاع تحويل ملف الثورة السورية من ملف سياسي يصعب التعامل معه إلى ملف عسكري فتح الباب على مصراعيه أمام أمريكا لاحتوائه ومن ثم القضاء عليه من خلال ادعاء صداقتها للشعب السوري؛ هذا الاحتواء كان السبب الآخر لتقديم الدعم وما نتج عن هذا الاحتواء من نتائج لم تعد خافية على أحد؛ حيث لعب هذا الدور كلٌّ من النظام التركي والسعودي والقطري، وبعد أن تحقق للغرب ما أراد من احتواء قيادات الفصائل وقتل ما يقارب المليون شهيد وتشريد الملايين من الذين ثاروا على عميلهم وتدمير البنى التحتية للمناطق التي خرجت على النظام من مشافٍ وأفران ومدارس ومساجد بالإضافة إلى هدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها،... أقول بعد أن تحقق للغرب ما أراد فَرَضَ على الفصائل المقاتلة حالة وقف لإطلاق النار وتخفيض للتوتر، وأعلن تخليه عن دعم الفصائل العسكرية ومن ثم أعلن قبوله ببقاء طاغية الشام على رأس السلطة، وهو الذي كان يتدرج بمواقفه من طاغية الشام حسب ما تقتضيه المرحلة؛ فَمِنْ "اقترب بشار أسد أن يفقد شرعيته" إلى "فقدان شرعيته" إلى "ليس له دور في مستقبل سوريا" إلى "ربما يكون له دور" ومن ثم "القبول ببقائه هو وحكومته"، وهذا ما جاء على لسان السفير السابق لأمريكا روبرت فورد حيث أكد أن الإدارة الأمريكية قبلت ببقاء أسد ومن ثم ستعمل على مقاسمته المناصب مع ما يسمى المعارضة السورية في هيئة انتقالية أو حكومة وحدة وطنية، لا فرق في ذلك طالما طاغية الشام على رأس السلطة وطالما سيتم الحفاظ على المؤسسات العسكرية والأمنية، وكأن الناس خرجوا لإسقاط وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي أو لإسقاط وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك!!

والآن تسعى أمريكا بمساعدة روسيا إلى الوصول إلى المرحلة الأخيرة من مراحل إنهاء الثورة وتمهد لها بمجموعة من التصريحات بعد أن عملت على تكبيل قادة الفصائل وتجميد الجبهات من جهة وإطلاق يد طاغية الشام قتلا وتشريدا للوصول إلى مصالحات مع بعض المناطق والتي أخذ بإغلاق ملفاتها منطقة تلو الأخرى دون أن تحرك قيادات الفصائل ساكناً وكأن الأمر لا يعنيها! وكأنها في منأى عن هذه التصفيات!! فقد دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا ما يسمى المعارضة السورية لأن تدرك أنها لم تربح الحرب، قائلا "لقد اقتربت ساعة الحقيقة"، كما صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن اجتماع أستانة المزمع عقده قبيل منتصف الشهر الجاري "مرحلة نهائية للمفاوضات السورية".

لقد استطاع طاغية الشام ومن ورائه الغرب الكافر قلب المعادلة بشكل نسبي، وما ذلك نتيجة لقوته أو ضعف الفصائل وإنما بسبب سلب قرارات قيادات الفصائل وإرادتها عن طريق المال السياسي القذر الذي كما قلت كبّل الفصائل وأطلق طاغية الشام، وإن الفصائل قادرة على قلب المعادلة مرة أخرى ولكن ينقصها قرارات جريئة وصادقة بفك ارتباطها مع الدول الداعمة واسترجاع إرادتها والتحكم بقراراتها فتكون هذه القرارات ذاتية المصدر؛ ومن ثم تتوحد خلف مشروع سياسي واضح ومحدد وقيادة سياسية واعية ومخلصة، ومن ثم تفتح الجبهات ضد طاغية الشام لإسقاطه في معقله الأساس دمشق، عندها سيقف أهل الشام صفا واحدا مع هذه الفصائل المخلصة وسيشكلون بيئة خصبة لها تدعمها بالمال والأرواح وفلذات الأكباد وبكل ما تحتاجه من قوة؛ فأهل الشام قدموا الغالي والنفيس في سبيل التخلص من ظلم الطاغية وإقامة حكم الإسلام؛ وما زالوا مستعدين للتضحية ولكن على أن تكون هناك أعمال جادة لتحقيق هذا الهدف، أما أن تنخرط الفصائل في اقتتال فيما بينها وتنسى عدوها الأساس فهذا ما لا يسكت عنه أهل الشام ولا يقبلون به مهما كانت الظروف وسينبذون كل قيادات الفصائل طال الزمن أم قصر.


 كتبه لجريدة الراية: الأستاذ أحمد عبدالوهاب، رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 13 أيلول/سبتمبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2wo0TXs

 

arbaoun240817

 

عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من مات وليسَ عليه إمامُ جماعةٍ؛ فإنَّ مَوْتَتَه موتَةٌ جاهليَّةٌ)، رواه الحاكم بسند صحيح. وفي رواية عند مسلم: (مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً).

 

الشرح:
هذا الحديث فيه تحذير شديد لمن لم يبايع الخليفة الذي في زمانه ويموت وهو على ذلك مفارقاً للجماعة، رافضاً بيعة الخليفة بيعة الطاعة، وكذلك فهو تحذير شديد لمن تقاعس عن العمل الجاد لتنصيب حاكم وخليفة للمسلمين في حال خلو الزمان من دولة تحكم المسلمين بشرع الله وتقيم الحدود وتبسط العدل وتطبق الإسلام في كافة نواحي الحياة.

والخليفة هو الدولة وهو القائد الأعلى للجيوش والقوات المسلحة وهو إمام جماعة المسلمين الذي يوحد الأمة في كيان واحد مترامي الأطراف، لذلك بغياب الخليفة فإن الأمة ستُحكم بأنظمة الكفر والجاهلية والذي يتقاعس عن العمل لاستبدال النظام الجاهلي بنظام الإسلام فإن معصيته عظيمة فإن مات على ذلك فإن موتته موتة جاهلية أي حاله في الموت كموت أهل الجاهلية على ضلال وليس له إمام مطاع لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك, وليس المراد أن يموت كافراً بل يموت عاصياً . ويُستثنى من الوعيد الوارد في الحديث المتلبس بالعمل للخلافة، الساعي لها بكل ما أوتي من قوة ولو أدركه الموت فهو أدى الذي عليه.

أما رواية مسلم فتتكلم عن البيعة وأن من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، والمقصود بالبيعة هنا هي بيعة إمام جماعة أو خليفة المسلمين، وليس بيعة أمير جماعة أو فصيل عسكري أو ما شابه ذلك، لأن البيعة أصبح لها معنىً شرعي وهي حسب ابن خلدون: "العهد على الطاعة، كأن المبايع يعاهد أميره على أن يسلم له النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين لا ينازعه في شيء من ذلك، ويطيعه فيما يكلفه به من الأمر على المنشط والمكره. وكانوا إذا بايعوا الأمير وعقدوا عهده جعلوا أيديهم في يده تأكيداً للعهد فأشبه ذلك فعل البائع والمشتري، وصارت البيعة تقترن بالمصافحة بالأيدي، هذا مدلولها في عرف اللغة ومعهود الشرع وهو المراد في الحديث في بيعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة وعند الشجرة". انتهى من المقدمة.

وواجب على الأمة الإسلامية أن تبايع خليفة على الحكم بالإسلام وتعاهده على السمع والطاعة طالما أنه يحقق شرط تطبيق الإسلام وإلا فلا سمع ولا طاعة وقد تُنقض البيعة إذا انحرف الحاكم وفقد شرطاً من شروط انعقاد الخلافة.

ومعنى قوله (وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ) أي ليس هناك خليفة مُبايع فلا يلزم أن يبايعه بيده بل مجرد وجود الخليفة يجعل له في عنق المرء بيعة.

والبيعة نوعان بيعة انعقاد ويعقدها أهل الحل والعقد للخليفة وبها تثبت صحة خلافته.

أما النوع الثاني فهي بيعة الطاعة والانقياد وذلك بعد انعقاد الخلافة ببيعة الانعقاد، وجب على جميع الأمة الخضوع لحكم الخليفة الجديد والاعتراف به حاكماً شرعياً على بلاد المسلمين.

وقد أخطأ من جعل البيعة لتنظيم أو حزب أو جماعة إسلامية، فأتباع الجماعات قد يلتزمون الطاعة لأمير جماعتهم ولكنها ليست بيعة بالمفهوم الشرعي ولا هي المقصودة بالحديث بحيث ينجو من أظهر الطاعة والانقياد لأمير جماعته، وقد يُقبل إطلاق تسمية البيعة لهؤلاء الأمراء من باب المجاز اللغوي وليس من باب الحقيقة الشرعية.

وكذلك حكام وملوك العرب لا يسمى انتخابهم بيعة شرعية، لأن هؤلاء الحكام لم يتم اختيارهم بل فرضهم الكافر المستعمر على بلاد المسلمين، لذلك لا تجب طاعتهم ولو بايعهم مشايخ السلطان والضلال، بل الواجب العمل على خلعهم والإطاحة بهم وتنصيب خليفة يجمع شتات الأمة ويوحد صفوفها ويجاهد عدوها حتى يعم نور الإسلام مشارق الأرض ومغاربها.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد الصوراني

للاستماع عبر اليوتيوب: