press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

art291017

نشر موقع "عربي21" خبرا عمّا أسماه "مصادر مطلعة"، تحدث خلاله عن الدور المتوقع لمناف طلاس بسوريا". وادّعى الموقع أن ترتيبات متسارعة تجريها شخصيات سورية على اتصال بالروس، مع المعارضة المسلحة، لاستكمال ما أسماه موافقتها على تولي الضابط السوري المنشق مناف طلاس؛ قيادة الجبهة الجنوبية. وبحسب المصادر نفسها التي ذكرها الموقع فإن طلاس المقيم في فرنسا منذ إعلان انشقاقه في العام 2012، سيتوجه للأردن قريباً.

ورداً على ما ذكره المصدر، قال قائد لواء الكرامة، أحد ألوية الجبهة الجنوبية، العقيد زياد الحريري: "لا علم لنا بذلك"، مؤكدا في الوقت ذاته، لـ"عربي21"، أن فصائل الجنوب لا زالت ملتزمة بالتهدئة.

وبنظرة شاملة نلاحظ أن أساليب المكر للسيطرة على ثورة الشام والقضاء عليها تتعدد وتتنوع فلم تُبق دول الكفر وخاصة أمريكا وأعوانها وأدواتها من دول المنطقة سهمَ مكرٍ إلا ورمت به أهل الشام ولم تدخر خنجر غدر إلا وطعنتهم به. ولعل من أهمها تصنيع القيادات السياسية والعسكرية التي تقود مركب الثورة لتحرفها عن أهدافها و تصرفها عن ثوابتها، فقد حاولت تصنيع قيادات سياسية علمانية خاضعة لإرادة أمريكا وأعوانها تأتمر بأمرهم و تسعى لتحقيق أهدافهم كالائتلاف الوطني وهيئة التفاوض و ما سيلحق بهما من منصتي موسكو والقاهرة من معارضين صورين وفي حقيقتهم لا يقلون تأييداً لنظام الإجرام عن شبيحته ولكل دوره.

أما القيادات العسكرية التي حاولت تصنيعها فمنهم من يعمل في خدمة الموك والموم بشكل مباشر ومنهم من تم خداعه بالدعم وصداقة الثورة ومنهم من سيطرت عليه فكرة تقاطع المصالح وأخف الضررين، متناسيا أن الدول ليست جمعيات خيرة وأنه لا يوجد تقاطع مصالح بين جماعات صغيرة ودول كبرى بل هو تحكم وحرف للمسار وتسخير من أجل تحقيق أهداف الدول الداعمة ومصالحها لتجعلنا أدوات بأيديها تتخلص منا عندما ينتهي دورنا فكيف إذا كانت هذه القيادات تفتقد الى الوعي السياسي الذي يمكنها من معرفة ألاعيب الدول ومخططاتها الخبيثة؟

إننا يجب أن ندرك أن القيادات المصنعة التي رضيت أن تبيع نفسها للشيطان وتكون في خدمته و في صف المجرمين الذين يقتلون أهلهم و يشردونهم و يدمرون البيوت فوق رؤوسهم هم من أوقف الجبهات ومنع نصرة المحاصرين لفك الحصار عنهم وأوقعهم في اليأس كي يقبلوا بما يفرضه نظام الإجرام عليهم من شروط مصالحة وتهجير من ديارهم، هم من فتح المعارك الجانبية التي تستنزف المخلصين ومنع فتح المعارك الفاصلة التي تضرب نظام الإجرام في خاصرته وفي رأسه ليُقضَى عليه بعون الله،هم الذين رفضوا الإعتصام بحبل الله وحده ونصرة المشروع الذي يرضيه عز وجل وقبلوا أن توحدهم عصا الدول الداعمة والمتحكمة كيفما تشاء.

ليس مهما إن كان خبر تسلم مناف طلاس الذي ما خرج من خدمة طاغية الشام إلا ليكون خادما في الموك صحيحا أو غير صحيح ولكن المهم أن ندرك ما جرّته القيادات المصنعة من ويلات على ثورة الشام وعلى الأمة من قبل ذلك، فتصنيع القيادات لعبة أتقنتها ومارستها دول الكفر في محاربة الإسلام منذ القدم، فكلنا يعرف كيف صنّعت بريطانيا عميلها المجرم مصطفى كمال ليتمكن من خداع المسلمين ومن ثم القضاء على الخلافة العثمانية وكيف جعلت من الشريف حسين زعيما لما يسمى الثورة العربية الكبرى وبعد أن انتهى دوره رمت به إلى مزابل التاريخ وكيف جعلت أمريكا عميلها جمال عبد الناصر بطلا للقومية العربية خدعت به الجماهير زمنا طويلا وهي الآن تعمل على التحكم بثورة الشام من خلال التحكم بأصحاب القرار فيها بأساليب متعددة لتصل الى تحقيق حلها السياسي الذي يحافظ لها على نظام الإجرام العميل ويضمن القضاء على كل من يخالف هذا الحل أو يعارضه.

من هنا تبرز أهمية المحاسبة للقادة المرتبطين والأخذ على أيديهم والتغيير عليهم وعدم متابعتهم في انحرافاتهم، والإدراك التام أن الطاعة العمياء والاستسلام لرأي القيادات المرتبطة المتخاذلة سيعيدنا إلى حضن النظام وسيوردنا المهالك في الدنيا والأخرة. وتبرز أهمية اختيارنا القيادة السياسية المخلصة الواعية صاحبة المشروع الذي ينبثق من عقيدتنا ويرضي ربنا (مشروع الخلافة على منهاج النبوة) لنكون أنصاراً لله وحده نعمل من أجل نصرة دينه وإعلاء كلمته وبذلك نرد كيد الكائدين الى نحورهم وننال الفوز في الدنيا والآخرة.

قال تعالى:


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖفَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖفَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) الصف (14).

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حنين الغريب

alraiah261017

عقد حزب التحرير في هولندا يوم الأحد 25 محرم 1439هـ، 15/10/2017م ندوة في أمستردام بعنوان: "إدلب تحتضر.. أزيلوا جدار الصمت!"، وذلك بسبب ما تتعرض له إدلب من تآمر خارجي من قبل نظام تركيا أردوغان وغيره، وتخاذل داخلي من قبل الفصائل المسلحة، هذا إلى جانب الصمت الإعلامي الممنهج حول ما يحصل في إدلب ومحيطها من تدمير وقصف وقتل من قبل المتآمرين في أستانة.

هذا وقد استهلت الندوة بتلاوة عطرة لآيات من القرآن الكريم، تلتها الكلمة الأولى والتي كانت بعنوان: "ست سنوات ونصف من الحرب والتآمر على أهل الشام" والتي ألقاها الأخ عبد المالك، وتناول من خلالها تاريخ معاناة أهلنا في الشام منذ انفصاله عن الخلافة العثمانية مرورا بتولي عائلة الأسد للحكم، وحتى يومنا هذا، والمؤامرات التي حيكت في جنيف
و أستانة وغيرها وأثر ذلك في ما تتعرض له إدلب من قصف ودمار.

أما الفقرة الثانية من الندوة فكانت عبارة عن بث مباشر عبر الإنترنت للأخ الصحفي مؤسس "نيوز أون ذي غراوند" بلال عبد الكريم، وقد تم من خلال هذا البث مقارنة الحالة المأساوية التي آلت إليها مدينة حلب وما يحصل الآن في إدلب ومحيطها من تدمير وقصف للمستشفيات والمدارس والمساجد على مرأى ومسمع من الجيش التركي، وفي الوقت نفسه عن التعتيم الإعلامي الذي يرافق دخول هذا الجيش بحجة تأمين مناطق وقف التصعيد، الأمر الذي يتناقض تماما مع ما نراه من قصف وتدمير من قبل سلاح الجو الروسي الصليبي المجرم.

ثم تلا ذلك عرض رسالة مصورة للأخ منير ناصر من الشام، ألقى فيها الضوء على الأدوار القذرة التي أدتها كل من حكومات تركيا و السعودية و قطر من خلال اختراق مجموعات الثوار بالدعم بالسلاح الخفيف أو بالمال السياسي القذر، وكيف أن أمريكا أوكلت للنظام التركي لعب الدور الأكبر في الالتفاف على ثورة الشام من خلال إظهاره صداقة الشعب السوري من جهة، ومكره بثورته وجهاده للتخلص من النظام المجرم من جهة أخرى، وأن هذا المكر والكيد بثورة الشام وما يرنو إليه أهل الشام من تطبيق دين الله تعالى بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، هو السبب الوحيد وراء دخول جيش تركيا لإدلب وليس ما يظنه البعض من أنهم تدخلوا لإيقاف قتال المجموعات الكردية المسلحة.

هذا وقد اختتمت الندوة التي غصت قاعة عقدها بالحضور، بكلمة للأستاذ أوكاي بالا الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا، تناول فيها ما تعرضت وتتعرض له ثورة الشام من عقبات، وكيفية تخطي هذه العقبات؛ وذلك بفك الارتباط ورفض الدعم الخارجي بأشكاله ممن يدعون صداقة الشعب السوري من دول الجوار وغيرها، والالتفاف حول المشروع السياسي الذي يقدمه حزب التحرير والمتمثل بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بعد إسقاط النظام السوري المجرم، وأنه بالرغم من الحالة التي وصلت إليها الثورة في إدلب أو غيرها من مدن الشام وقراه، فإنه لا يزال هناك أمل في إتمام ما قامت الثورة من أجله، وما ذلك على الله بعزيز.


 كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)، بتاريخ الأربعاء 25 تشرين الأول/أكتوبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2yKjpfi

alraiah251017

إن الناظر إلى أحوال الثوار المخلصين اليوم، الذين خرجوا في وجه طاغية الشام منذ البداية، متكلين على الله وحده، متحدّين بصدورهم العارية وإمكانياتهم البسيطة آلة القتل والرعب الأسدية من دون سند ولا معين إلا الله سبحانه وتعالى، إن الناظر إلى حالهم اليوم وبعد ما يُقارب السبع سنين من التضحيات الجسام والصبر العجيب، الذي لم يسجل التاريخ مثالا له في التضحية والبذل و الصبر، الصبر على الأعداء وتكالبهم، والصبر على خذلان الإخوة وخيانتهم، يراهم في الغالب الأعم على أربعة أصناف:

الصنف الأول: انحازوا جانباً لا جبناً فيهم ولا خوراً في عزيمتهم، ولا كفراً بقضيتهم، ولكن لشدّة الانحراف الذي رأوه في مسار ثورتهم التي دفعوا من أجل نجاحها الغالي والنفيس، الانحراف الذي تسبب به المتسلقون والانتهازيون و العملاء والخونة وأصحاب اللحى المستعارة وخصوصاً بعد عسكرة الثورة والزج بها في خندق الفصائلية، ولأنهم - أي الثوار المخلصون - لا يملكون حلّاً أو خطة للنجاة ولم يتبنوا في الأصل مشروعاً ورؤية واضحة، فسرعان ما انطفأت جذوة حماسهم وانحازوا جانباً يُراقبون مسار ثورتهم في حزن وأسى مكبلي الأيدي ومكبلي الأفق أيضاً، يعيشون غربة موحشة في ثورتهم وهم مستعدون دائما للعودة عندما توجد القيادة الصحيحة للثورة والتي تُعبر عنهم وعن أهدافهم التي خرجوا من أجلها بصدق وأمانة ووضوح.

أما الصنف الثاني الذين فقدناهم أو هم بحكم المفقودين، الذين قُتلوا في معارك جانبية صُمّمت خصيصاً لتكون محرقة لأمثالهم من المخلصين الذين لا يُسكِت أصواتهم الحرّة التي تنطق بالحق إلا القتل أو الاعتقال أو الاغتيال، ومنهم من خدعهم شياطين الإنس من خريجي معاهد الفتنة وأقبية المخابرات، خدعوهم بمشاريع سوداء ومناهج معلبة فصلتهم عن أمتهم فأودت بهم في هاوية التكفير والتبديع والعزلة، فكانت تلك محرقتهم، ولأن تجهيل الشعوب كان خطّة الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين - وساعدهم في ذلك علماء السلطان ومشايخ السوء - أصبحت عودة هؤلاء الشباب إلى أمتهم صعبة، وأصبح استخدامهم من قبل أعدائهم سهل والله المستعان.

ولا ننسى الصنف الثالث من الثوار البسيطين الذين يغريهم كلام قادتهم المعسول وخطاب مشايخ الدولار، وتقنعهم الشعارات الفارغة، ويُصدقون الوعود الكاذبة، يُقدم لهم أمراؤهم المسرحية تلو المسرحية، وهم بُسطاء مساكين لم يعلموا أو لم يُعلمهم أحد أن لا يمنحوا ثقتهم إلا لمن يدعوهم إلى الله على بصيرة، أي على مشروع واضح ومفصل وليس مجرد شعارات فارغة، ولم يُعلمهم أحد أن محاسبة القادة فرض وليس لأحد عليهم سمع وطاعة إلا فيما يُرضي الله وعلى بينة، ولم يُعلمهم أحد ذلك فمنحوا ثقتهم لمن لا يستحق الثقة من مشايخ الدولار وأمراء حروب باعوا أرواحهم للشيطان وعقدوا اتفاقات مع شياطين الإنس والجان على بيع ثورة عظيمة مقابل أموال أو مكاسب هزيلة.

أما الصنف الرابع وهم الأقل في العدّة والعتاد ولكنهم الأكثر في الأجر والثواب إن شاء الله، فهم الذين يصلون الليل بالنهار، ويبذلون وسعهم في تصحيح المسار، حتى لا تضيع تضحيات هذه الأمة وتصبح هباء منثورا، يصرخون في قومهم كالنذير العريان، يدعونهم للتأسي بطريقة رسول الله ﷺ، واتباع سنته، و الاعتصام بحبل الله، ويكشفون لهم خطط الأعداء ومكائدهم ومؤامراتهم ويرسمون الطريق الصحيح ملتزمين في ذلك طريقة نبيهم ونهجه وتعليماته، ولكن مَن لي بمن أعمت الأموال عينيه وسدّ الكبر والجهل أذنيه، أو قَيّد في وحل الواقع قدميه، فلا يستطيع الحركة ولا التفكير إلا بإذن الداعم والأمير!

نعم هذا هو حال ثوار الشام اليوم، فهل ترون يا إخواني من الواجب جمع جهود المخلصين باتجاه واحد، بتوثيق العلاقة مع الله وحده حتى نستحق النصر منه وحده لا شريك له، ولا يقولن أحدكم لقد اتسع الخرق على الراقع، لأن نبيكم ﷺ يقول «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها»، وها هو حزب التحرير يقدم طوق النجاة لثوار الشام، ولا يحجب رؤيته إلا غشاوة التكبر والجهل أو العمالة والارتباط أو خور في العزيمة والإيمان، فيا أيها الثوار المخلصون أينما كنتم وفي أي موقع كنتم: تواضعوا لأمتكم واسمعوا نصيحة مُحب صادق لكم، فإن المركب واحد، والسفينة في خطر، فإما أن تصل إلى نصر مبين فننجوا جميعا، وإما أن تغرق في هزيمة نكراء فنغرق جميعاً.


 كتبه لجريدة الراية: محمد بيطار، بتاريخ الأربعاء 25 تشرين الثاني/أكتوبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2h7ea1L

arbaoun251017

الحديث:



عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا). رواه مسلم.

 

الشرح:



في هذا الحديث بشارة عظيمة من النبي صلى الله عليه وسلم بأن حكم الإسلام سيعمّ كافّة أصقاع الأرض، فقوله (إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَرْضَ) أي قبضها وجمعها فقرّب لي البعيد (فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا) حتى رأيت كل بلاد الأرض ورأيت مستقبلها، (وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا) أي أنّ فتوحات الدولة الإسلامية ستعمّ الأرض وسيحكم الإسلام كامل الكرة الأرضية.

وهذه بُشرى أخرى من بُشريات النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، والتي لا بُدّ أن تُؤخذ كحافز للعمل الدؤوب لتحقيقها، فالدعوة الإسلامية أمانة في أعناقنا، واجبٌ علينا إيصالها إلى كافة أمم الأرض وذلك عن طريق دولة الخلافة التي ستنشر حُكم الإسلام العادل من خلال الجهاد فتدخل بلاد الكفار دخول رحمة ورأفة، لا دخول قهر واستعمار، وترنو لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن عبادة العباد على عبادة رب العباد.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد الصوراني

للاستماع إلى التسجيل: 

art201017

يُثير انقياد بعض العناصر لقادتهم في كل أمر يصدر منهم سواء أكان في رضى الله أم في سخطه، تساؤلات كثيرة في نفس المتتبع لذلك، فقد رضي الكثيرون أن يكونوا أدوات يستخدمها القادة والمسؤولون حسبما يشاؤون، فأعداء الأمس الذين يُرمَون بالخيانة وتُستباح دماؤهم، يُصبحون أصدقاء اليوم الذين يجب أن نكون معهم في صف واحد وفي جبهة واحدة، مصيرنا هو مصيرهم وغايتنا هي غايتهم، وبالعكس أيضاً يُصبح أخوة الأمس أعداء اليوم، تُستباح دماؤهم وأموالهم، كل ذلك دون أن تتغير المواقف أو المبادئ.

والعجيب العجيب أن يوجد لكل المواقف مُبررون ومُسوّقون يتلبسون بلبوس الشرع حيناً وبلًبوس السياسة حيناً آخر، حتى غدا الشرع يتوافق مع أهوائهم ومصالحهم في كل حين.

وإذا حاولنا معرفة الأسباب التي تُؤدّي إلى مثل هذه المواقف المتذبذبة المتقلبة نجد أهمها ما يلي:

• التكسب بالثورة: حيث تخلى الكثيرون عن مفهوم الثورة والعمل من أجل تحقيق شعاراتها التي كانوا يرفعونها في بدايات الثورة، لتغدوا الثورة عندهم مشروعاً اقتصادياً مُربحاً، فهم لا يُفكرون إلا بمكاسبهم أو برواتبهم ليُصبح هذا الصنف عبداً للدولار ومن يملكه هو من يدفع، فهو السيد المطاع.

• الطاعة العمياء: أما بالنسبة للفصائل أو الحركات ذات الصبغة الإسلامية بشكل خاص، فإنّ الخلل في الفهم الشرعي للطاعة، وسيطرة مفهوم الطاعة العمياء حيث تُنفِّذ كلّ أوامر القائد أو الأمير دون تفكير أو تدبّر، ويغدو الخروج على طاعة الأمير معصية كبيرة حتى ولو كان العناصر يدركون خطأ هذه الأوامر.

• الارتباط الشخصي وغياب المشروع والمنهج: يكتفي معظم القادة بطرح شعارات عامة غالباً ما تلامس مشاعر الناس ويُغيّب المشروع أو المضمون المُحدّد فيستغلّ القائد أو الأمير هذه الشعارات لفرض سلطته المطلقة على من أعطوه قيادتهم دون أن يتمكن أحد من محاسبته لغياب المشروع المُحدّد الواضح الذي تتم المحاسبة على أساسه.

• وجود بعض الشرعيين الذين يبررون للأمير تصرفاته ويزينون للعناصر قراراته ولذلك أسباب متعددة منها جعلهم المصلحة أساساً للحكم الشرعي ومنها المفهوم الخاطئ للسياسة الشرعية فبدل أن تكون رعايةً بأحكام الإسلام أصبحت تنازلاً عن أحكام الشرع وتخلٍ عن الالتزام به.

ولا بد من أجل معالجة هذه الظاهرة الخطيرة على أصحابها وعلى الأمة أيضاً من التركيز على الأفكار التالية:

1- الإخلاص لله بالعمل وجعل رضا الله هو الغاية والالتزام بما أمرنا الله عز وجل.

2- الارتباط بالفكرة المحددة والمشروع الواضح وعدم الارتباط بالأشخاص فقط وخاصة إذا كانوا يرفعون شعارات عامة لا تحمل أي مضمون.

3- التفريق بين مفهوم الطاعة الواعية والطاعة العمياء، فالطاعة الواعية هي المطلوبة شرعاً، وهي كما قال صلى الله عليه وسلم (لَا طَاعَة لبشرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ) رواه البخاري ومسلم، أمّا الطاعة العمياء فهي طاعة في كل أمر وافق حكم الشرع أم خالفه وكل أمر في معصية الله لا تجوز طاعته.

4- تفعيل مفهوم المحاسبة للأمير أو القائد على أساس الشرع وكذلك محاسبة الشرعيين على ما يُروّجون له من آراء، بعرضها على مقياس الشرع وعدم تأجير العقول لهم.

5- تصحيح مفهوم السياسة الشرعية بأنّه رعاية الشؤون بأحكام الإسلام وليس كما هو شائع أنّه التخلّي عن أحكام الشرع، والتنازل عن الإسلام بحجّة أنّ ذلك سياسةً شرعية، فكم تبدّلت المواقف وأُبيحت المحرمات وتغيّرت حتى الشعارات بحُجّة السياسة الشرعية، وما كان ذلك إلا محاولةً لإرضاء الدول الداعمة أو خشية من دول الكفر التي تكيد بنا.

6- الوعي على أن مصلحتنا الحقيقية هي في طاعة الله وليس فيما تقرره عقولنا ويبُعدنا عن شرع الله، فإعراضنا عن أمر الله واستماعنا لوساوس الإنس والجن لن يُوردنا إلا المهالك، وهذا ما نراه بأم أعيُننا في ثورة الشام المباركة.

إنّ الواجب على الثائرين الصادقين الذين ثاروا على القهر والظلم وهتفوا ملء حناجرهم "هي لله هي لله" وقدّموا من أجل نصرة دين الله الغالي والنفيس وتحمّلوا كلّ أنواع القتل والبطش والتشريد، أن يتفكروا في الحال التي وصلت إليه ثورتهم وفي الأمواج التي تتقاذف سفينتهم، وأن يُدركوا إلى أيّ مصير مجهول يقودهم من تصدّى لقيادتهم فيُبادروا إلى محاسبتهم وعدم التسليم الأعمى لقراراتهم.

ولن يحصل ذلك إلا إذا كنّا نسير على بصيرة من أجل تحقيق المشروع الذي يُرضي الله عز وجل تحت قيادة واعية، فتتوحد كلمتنا ويتصحح مسارنا وتتكاتف جهودنا، عندها نكون أهلاً لأن يمنّ الله علينا بالنصر والتمكين قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ *وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ).

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حنين الغريب