press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

alrauah111017

يتطور المشهد السوري يوما بعد يوم ويختلف حال الكثيرين عما كانوا عليه فيما مضى من سالف الأيام، وتسقط أقنعة كانت تلبس على الناس أمور دينهم، ويكشف عن مخططات كانت تُخط لأجل ضرب ثورة الشام في مقتل، ويتداعى على أهل الشام أسود الناس وأحمرهم لأجل قتل مولودهم الذي رعوه بالدم والعرض...

فمنذ أن صدحت الحناجر في عام 2011 والمشهد الشامي يختلف كل يوم عن سابقه؛ تظهر جماعات وفئات وتشكيلات وممثلون سياسيون، ويبرز متسلقون ويتقدمون لأهل الشام بخطاباتهم الرنانة مدعين حرصا عليهم وخوفا على ثورتهم وسعيا لضمان تضحياتهم، ولكن رعاية الله وحكمته اقتضت أن تستمر الثورة لسنوات حتى يظهر زيف المدعين وتسقط أقنعتهم، فتراهم اليوم يهرولون لصالونات السياسة في دول الغرب الكافر ضاربين عرض الحائط بكل ما كانوا يدعون لتكشف الوجوه عن حقيقتها بأن ليس ما قامت به إلا لأجل لعاعة من الدنيا والسبيل لذلك دماء المسلمين وأعراضهم.

حالة من التوهان عاشها المشهد الشامي وألبس عليه أمر دينه بعد الجهد الذي بذله الغرب الكافر لأجل أن يحصل هذا التوهان، فثورة الشام بقيت عصية على الاختراق وسائرة تتبلور فكرة ثورتها عما ترغب به وتضحي لأجله، وكادت أن تُسقط النظام بكافة أركانه ورموزه وأن تنهي نفوذ المستعمرين في بلاد المسلمين وأن تقيم حكم الله، وكان الأمر سائراً على هذا المنحى حتى ظهر "عمرو بن لُحَي" في الشام هذه المرة بسنةٍ سيبوء بإثمها حتى يوم القيامة وسيعذب عذاباً لا يعذَّبُه أحدٌ من بعده، عمل بها فشرع وأباح لتشكيلات عسكرية تشكلت لتذب عن أهل الشام وتدفع عنهم الصائل، أباح لهم تحت مسميات إما "الغاية تبرر الوسيلة" فكان ميزانه النفع مهما كانت التضحية، وإما "تقاطع المصالح" متغافلا أن المعطي ليس جمعية خيرية، أو تحت "صلح مع الشيطان" متغافلا أن الشيطان يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا، حتى وصل لدرجة تحريف عقيدتهم، فقال لهم مصلحتكم أن تأخذوا من عدوكم لتدفعوا مفسدة صائل عليكم، متناسيا أن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، ألبس على الناس وخطب خطاب الحريص إما بجهل مركب موجود عنده وإما عن مكر عنده ليخدم من تجمهر للقضاء على أهل الشام وثورتهم.

فبعد تبلور ثوابت الثورة لأهل الشام سنت سنة جواز أخذ الدعم من باب أعذار واهية ضعيفة، فبدأ من حالها انحراف بوصلة الثورة عن قبلتها الصحيحة، فبدأ الخمول يدخل ميدان أعمالها العسكرية حيث إن جل الأعمال العسكرية من حينها كانت تحت مشورة وتوجيه غرف العمليات إلا ما رحم ربي منها، وكانت نتائج هذه الأعمال شهداء تسقط ونقمة شعبية للحاضنة تزداد، وهذا كان الهدف؛ لأجل أن ينفر الناس ممن احتضنوهم وبالتالي حدث أول ثلم في جسد الثورة...

فليس ما حصل من التفافات على أعمال مخلصة واقتتال بين التشكيلات وصراعات إدارة المناطق وانتكاسات الجبهات وفتح أعمال غير مجدية وذات فعالية ناجعة وسقوط كثير من المناطق بيد قوات أسد وزبانيته، ليس إلا نتيجة للمال السياسي المسموم الذي غزا الثورة كما الطاعون فأصابها بالوهن والجمود.

تلا هذه الحالة من التدهور العسكري تدهور أمني؛ فأصبح الكثير ممن يخالفون توجهات غرف العمليات مهدَّدين؛ إما بالخطف والتغييب بأماكن اعتقال مجهولة، وإما تصفيات جسدية واغتيالات، وكل ذلك ليس إلا لإظهار ضرورة النظام ووجوده وحرف أنظار الناس إليه، ولم يختلف الواقع الإنساني عن سابقيه؛ فحالات القصف المركز واستخدام الأسلحة الفتاكة كانت سابقة لأي اتفاق وقف إطلاق النار بغية دفع الناس لتزداد مطالبهم باستمرار الهدنة لوقت غير معلوم حتى يعتاد الناس على واقع الهدنة عند مقارنته مع القصف الذي كانوا يعيشونه وبالتالي يكونون هم الممانعين لأي عمل قد يحصل!

كل ذلك كان يترافق مع ظهور مرتزقة مأجورين أخذوا على عاتقهم بيع التضحيات على طاولات المفاوضات كما بيعت كل قضايا المسلمين عليها، فسقط القناع عنهم وعن مرادهم وأنهم لم يخرجوا من ربقة النظام لينصروا شعبا مظلوما طالب بحقوقه وباستعادة سلطانه وإنما ليكونوا مأجورين ويتحملوا كبر هذا البيع، وظهروا على الناس بحجج أن ما دفعهم لذلك إلا رفع المعاناة عن أهل الشام وضمان عدم حصول المزيد عليهم.

مشهد على الساحة الشامية لم يعد يخفى على أحد؛ من تشكيلات غزاها المال المسموم فكبلها وضبط توجهها، إلى أوضاع أمنية مزرية وإنسانية لعب عليها العالم كله لأجل منفعته، إلى مرتزقة سياسيين كشفتهم ثورة الشام وفضحتهم وأظهرت السبب الحقيقي لخروجهم من حضن النظام بأنه ليس إلا لركوب موجة الثورة عسى أن يرضوا أسيادهم ويوجهوها كيفما يشاؤون.

بعد ما تم ذكره من حال الساحة الشامية وما حصل عليها من انحراف للبوصلة بعد السنة الثانية للثورة كان نتيجته أناساً لا يتقون الله، أفتوا وسمحوا وصرحوا بجواز قبول أسّ المشكلة ألا وهو المال المسموم سواء بعلل "الغاية تبرر الوسيلة" فأباحوا للمسلم الحرامَ ما دامت غايته لله! أو "تضافر وتعاضد مع الشيطان" متغافلين أن الشيطان يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا، وقالوا بـ"تقاطع المصالح" وعموا عيونهم أن الغرب الكافر ليس جمعيات خيرية غايتها رفع الظلم عن الشعوب حتى وصل بهم الغي أن أوجدوا دينا جديدا غير دين الله، فقالوا بأن من مصلحة الثوار أن يأخذوا من الداعمين ليردوا مفسدة الأسد وجيشه! بالتالي جعلوا الكثير على أرض الشام وسيلة لذلك ليبعدوهم عن أهدافهم وغاية ثورتهم... وبالتالي جروهم لساحة الصد والإعراض عن ذكر الله بأن لا يرضوا في سبيل خلاصهم إلا الحلال الطيب، فأصبحت حالتهم رغم توافر كل الإمكانيات عيشة ضنكى وحالة تدمي القلوب وتذرف لها العيون دما.

فلا نصر مع كل هذه المعاصي والمخالفات ولا فتح بمال حرام ولا عزة عند أعداء الله والصادين عن سبيله فالله سبحانه حصر النصر عنده ولن يكون إلا ضمن دائرة طاعته لأن الله طيب ولن يقبل إلا الطيب والخالص لوجهه الكريم فما دون ذلك إلا احتطاب بليل فلا نصر بيد الصادين عن سبيل الله ولا عزة وتمكين.

فيا أهل الشام! خذوا على أيدي أبنائكم ليعيدوها سيرتها الأولى، وارسموا لهم بوصلتهم التي تاهوا عنها بأن يرجع هدفهم إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، وأن يتخلصوا من نفوذ الغرب الكافر في بلاد المسلمين، وأن يكون جل غايتهم وعملهم سعياً لإقامة حكم الله والذي لن يكون إلا بطوق نجاة تلزمونهم إياه؛ مشروع سياسي مستنبط من كتاب الله وسنة نبيه الذي يقدمه لهم إخوانهم في حزب التحرير، يكون لهم درعا بوجه المشاريع العلمانية التي تحاول أمريكا إلباسهم إياها ليكون ثوب ذل لهم في الدنيا وسؤالاً وعذاباً عليهم يوم القيامة، فهذا همهم منذ أن أعلن أهل الشام ثورتهم.

يا أهل الشام! قولوها لأبنائكم أنكم ما ألقيتم لهم بفلذات أكبادكم وما ضحيتم بالغالي والنفيس إلا لأنكم قادرون وعلى استعداد أن تكملوا معهم مشوار التضحيات حتى يتحقق النصر والتمكين. وقولوها لهم أنهم إن بقوا على حالهم فإنكم مستعدون للتغيير عليهم كما غيرتم على من قبلهم، فالسلطان سلطانكم وستستعيدونه بإذن الله ولو بعد حين.


 كتبه لجريدة الراية: عبدو الدلي، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 11 تشرين الأول/أكتوبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2hznbA8

 

alraiah0410171

انطلقت معركة حماة الأخيرة تحت اسم أطلقه الناشطون "يا عباد الله اثبتوا"، وقد بدأت المعركة دون الإعلان عن انطلاقها خلافاً لما اعتادت عليه الفصائل من إعلان انطلاق المعارك، وكذلك كانت حسابات الفصائل الرسمية صامتة لا تتبنى أي إنجاز عسكري هنا أو هناك، إلا أن توقيت هذه المعركة يأتي بعد انعقاد مؤتمر أستانة 6 بتاريخ 15/9/2017م، حيث تم التوصل إلى منطقة "خفض توتر" في إدلب، لينتهي بذلك مسار تلك المناطق بشكل تام، في حين ظلّ ملف المعتقلين والأسرى موضع خلاف بين الأطراف المجتمعة في العاصمة الكازاخستانية، على أن يُطرح للبحث في الجولة المقبلة.

وما هي إلا أيام على انطلاق المعركة حتى بدأت تتكشف أسماء الفصائل المُشاركة في هذا العمل العسكري، وتتكشف النتائج المُحزنة لهذه المعركة، وبعد أن كانت قلوب الناس تهفو إلى انتصار عسكري على النظام المجرم، وانتصار سياسي على المجتمعين في أستانة، بعد هذا بدأت التساؤلات تُراود أهل الشام، فهل هذا العمل مُخططٌ له فقط لإلهاء الناس بمعارك خُلّبيّة؟ أم أن العمل فشل طبيعياً كأيّ عمل عسكري مُعرّض للنجاح أو الفشل؟ وهل هذه المعركة كانت لإقناع الناس بأنه لا طاقة لنا اليوم بأسد وجنوده؟ أم أنّها جولة في خضمّ معركة تستمرُّ حتى إسقاط النظام؟

وما هي إلا أيام على سكوت البنادق على جبهة حماة حتى بدأ الطيران الروسي يصب حممه على المناطق المحررة، حتى تلك التي لم يكن قادراً على استهدافها لقُربها من الحدود التركية، فبعد اجتماع بوتين بأردوغان في قصره يوم الخميس 28/9/2017م بدأت الطائرات الروسية تُنفذ غاراتها الحاقدة على أهل الشام مستخدمة الأجواء التركية كما حصل في بلدة حارم، وأوقعت العديد من المجازر التي راح ضحيتها المئات من المدنيين، إضافة إلى استهداف الطيران الروسي لمقرّات عسكرية لفصائل شاركت في أستانة، كما حصل عندما قصفت مقرّاً لفيلق الشام في تل مرديخ، وتبقى التساؤلات من غير أجوبة واضحة لا عند المُشاركين في أستانة ولا عند الرافضين المشاركة، تُرى لماذا يستهدف الطيران الروسي المدنيين؟ أليس من المنطق أن يعمل الروس على إقناع الناس أنهم حمامة سلام وليسوا جزّارين كما اقتنع بذلك من شاركهم المؤتمرات في أستانة؟ ثمّ لماذا تَقصف مقرّات الفصائل التي شاركت في أستانة، وقد شاع أنها تسلّمت خريطة بمقرّاتهم تجنباً لقصفها؟ أم أن الفصائل لم تُنفذ ما تمّ الاتفاق عليه سرّاً في أستانة فتمّت مُعاقبتها؟ ثم ماذا عن تركيا؟ كيف تسمح للروس باستخدام مجالها الجوي لقصف الناس؟ أم أن النظام التركي أصلاً هو مُتآمرٌ على الثورة لكنّه يدّعي صداقتها زوراً؟

كثيرة هي الأسئلة التي برزت في الآونة الأخيرة، فبعد اشتداد القصف ووقوع العديد من المجازر، انقطعت فجأة الطلعات الجوية باتجاه الشمال، بعد اشتعال معارك البادية مع تنظيم الدولة الذي استطاع أن يُحرز كثيراً من التقدم على حساب نظام أسد، فهل توقّف القصف ليقوم الروس بمهمتهم في الطرف الشرقي فيصبّوا حممهم على دير الزور؟ أم أن هناك اتفاقاً استطاعت المعارضة التوصل إليه مع الروس لوقف القصف على إدلب وريفها؟ وهل المعارضة التي استهدفها الطيران الروسي بعد حضورها الأستانة قادرة على إقناع الروس بتوقفهم عن القصف؟ أم أن روسيا هي من عاقبت الحاضنة الشعبية على احتضانها من تصفهم بـ(الإرهابيين) كما كان يفعل نظام أسد منذ انطلاق الثورة؟

أودُّ هنا أن أذكر عديداً من الحقائق علّها تُجلّي الصورة عن هذه التساؤلات وتضع القارئ في صورة ما يجري، فإن فهم الأحداث التي تجري في العالم لا بدّ أن يكون من وِجهة نظر الإسلام، والقرآن الكريم قد قرّر لنا حقائق عن أعدائنا لا بدّ أن تكون مُعيناً لنا لتجلية الصورة وانقشاع الغبش، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، وقال أيضاً: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾، فهذه حقيقة أعدائنا، فهم لن يقبلوا بالتنازلات الشكلية التي يُحاول البعض أن يسترضيهم بها، وما تحمله صدورهم من حقد وغلٍّ على المسلمين لهو أكبر مما نراه يصدر من أقوالهم وأفعالهم، وعلى هذا فيجب الحذر من الانجرار في دهاليز مكرهم، والحذر من الوقوع في فخاخهم ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ﴾.

والحقيقة الأخرى عن أعدائنا هي أنهم لا عهد لهم ولا ذمة، وقد كان هذا جليّاً عند أهل الشام عندما قامت بعض الفصائل بتوقيع هدن مع النظام المجرم، فقد شاهدوا غدر النظام، وهم قبل ذلك يعرفونه فهو النظام الذي سامهم سوء العذاب، فاعتقل أبناءهم وكمّم أفواههم وقتّل شبابهم وأفسد عليهم عيشهم، كيف لا وقد خرجوا بصدورهم العارية يبغون إسقاطه بكل أركانه ورموزه، وما الروس اليوم إلا نسخة مُكبّرة عن النظام، وواجهة مُصغّرة عن المجتمع الدولي الذي تتزعمه رأس الكفر أمريكا.

وأخيراً فإن القاصي والداني والصغير قبل الكبير بات يعلم أن إسقاط النظام لا يكون إلا في دمشق، مع ضربات تُلهيه أو تُوجعه في الساحل، وأن كلّ معركة لا تهدف لذلك فهي معركة تُضيع الجهد، وتهدر التضحيات، وأن الهدن مع النظام تُعطيه الوقت لمزيد من المكر والتخطيط للانقضاض على أهل الشام وإنهاء ثورتهم، وأن المُستهدف من كل هذا المكر هم أهل الشام، عامّتهم، فهم الخاسر الوحيد إذا ما قُضي على ثورتهم، وكذلك هم الفائز الوحيد إذا ما انتصرت ثورتهم، وهذا يتطلب منهم أن يستعيدوا سلطانهم فيأخذوا على يد القادة الذين انحرفوا عن الهدف وضلّوا الطريق، فيُعيدوهم إلى جادة الصواب وطريق الحق فيفوز الجميع برضا ربّ العالمين ﴿وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.


 كتبه لجريدة الراية: منير ناصر، بتاريخ الأربعاء 4 تشرين الأول/أكتوبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2yUPtNn

 

art290917

يقول تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾

إن واقع ثورة الشام اليوم أصبح على مفترق طرق، والواقع اليوم هو واقع أشبه بقطار فيه سائق يقوده باتجاه الهاوية والتي تبعد كيلو مترات فقط وباقي الموجودين في القطار متوزعون على أصناف:

1- صنف سلم رقبته للسائق مع علمه بعدم قدرته على القيادة ولكن الطمع جعله يساند هذا السائق لأنه قدم له بعض الوعود الآنية التي أسكتت عنده جوعة النقص!

2- وصنف يدرك أن السائق خائن ولكن هذا الصنف وبجهله ظن أنه قادر أن يستوعب هذا السائق ويمكر به ويضحك عليه!

3- وصنف معهم سائق ومساعد وخبراء ولكنهم لا يملكون قوة الصنفين الأولين ولا يملك ما لدى السائق من مال ولذلك يعرض عنه هؤلاء الصنفان.

4- وأما الصنف الرابع وهو الصنف الأكبر وهم ركاب القطار الذين ينظرون من الشبابيك إلى الطبيعة المحيطة ولا يدركون أنهم بعد وقت قليل سيلاقون حتفهم مع الأصناف الثلاثة الباقية! وفيهم صنف من الركاب يدرك عدم أهلية السائق وعدم أهلية الصنفين الأول والثاني مع السائق ويؤيدون السائق الذي يمتلك الخريطة ويمتلك الخبراء ولكنهم ينتظرون أن يعود الباقي إلى رشدهم قبل فوات الأوان.

فوق هذا نجد أن السائق والصنفين الأولين يستخدمان باقي الأصناف كوقود للقطار حتى يمشي ويستمر باتجاه الهاوية.

هذا واقعنا اليوم؛ واقع مؤلم وصلت إليه ثورة الشام بعد أن كانت تسيطر على أكثر من ثلاثة أرباع البلد.

واليوم وبعد تقدم النظام إلى دير الزور فإن باقي المناطق المحررة أصبح حالها هو حال الصنف الرابع الذي ينتظر دوره بالذبح كما حصل أيام المغول عندما كان التتار يقولون للمسلم انتظر حتى نشحذ السكين لنعود لقتلك!!

نراقب ما يحصل وكأن الأمر لا يهمنا، وكأن تصحيح مسار القطار هو مهمة الصنف الثالث فقط أو أنه مهمة للخالق الذي سينقذ القطار بدون عمل من الركاب مع أن الخالق لا تحابي سننه أحداً.

لذلك وفي هذا الواقع المرير وجب على أهل الشام أن يستنفروا ليدافعوا عن دينهم الذي سرقه منهم أصناف الخيانة وباعوه أولا، ويستنفروا لنصرة الصنف الثالث حتى ينجوا بأنفسهم، وليكن نصب أعينهم قول نبيهم ﷺ: «مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذي في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا؟ فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا».

لذلك كان على الأمة، وعلى وجه الوجوب وليس على وجه الندب، أن يرفعوا صوتهم بقول كلمة الحق لأنها أعظم الجهاد في وجه سلطان القادات الجائر.

وليعلموا أن دماء ركاب القطار ليست في رقاب السائق أو الأصناف الخائنة فقط بل في رقاب الساكتين أيضا، وليعلموا أن الأمة ما زال فيها الخير إلى يوم الدين، وأن من خرج على فرعون الشام قادر على أن يخرج على الفراعنة الصغار الذين لم يكبروا بعد، وقادر أن يصحح المسار حتى يعود المسلمون سادة للأنام، لا أيتاماً على موائد اللئام!

وتذكروا بأن الدم دمنا والمال مالنا والعرض عرضنا... وسكوتنا هو خيانة لكل هذا بل وحرق لنا وبيع في أسواق النخاسة كما يفعل سائق القطار عندما يستخدم الفحم ليزيد من سرعة القطار باتجاه الهاوية!

ونذكركم بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ فاستجيبوا لمن يدعوكم لنجاتكم ولمن يدعوكم لإقامة دين الله وتحكيم شرعه وحفظ الدماء التي سالت لأجله.

يقول تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصطفى سليمان

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/46700.html

 

alraiah041017

قال وزير خارجية النظام الإجرامي السوري وليد المعلم أثناء إلقاء خطاب في الأمم المتحدة يوم 23/9/2017 "إن سوريا تنظر بإيجابية إلى مسار أستانة وما نجم عنه من تحديد مناطق تخفيف التوتر أملا بالتوصل إلى وقف فعلي للأعمال القتالية وفصل المجموعات (الإرهابية)... عن تلك التي وافقت على الدخول في مسار أستانة الذي بات يمثل اختبارا لجدية تلك الأطراف ومدى التزامها والتزام راعيها التركي... إن الحكومة السورية تجدد التزامها بعملية جنيف والسعي للدفع بها قدما" واعتبر ذلك أنه "بشائر النصر أضحت قريبة" لنظامه الإجرامي.

إن أي شخص لديه ذرة إخلاص ووعي يدرك أن اجتماعات أستانة وجنيف كلها تصب في صالح النظام الإجرامي، وما خطط لها إلا من أجل حمايته وتثبيته بالقضاء على الثورة عن طريق المسار السياسي، حيث إن المسار العسكري فشل أمام صمود أهل سوريا الثائرين ثورة حق وصدق رغم اشتراك إيران و روسيا و تركيا و أمريكا مباشرة في العمليات العسكرية ومعهم عملاؤهم وأتباعهم. فمن يشترك في هذه الاجتماعات هو خائن على علم، وهو يعمل لحساب النظام العلماني الكافر وتثبيته وتأمين إفلات المجرمين بشارأسد وزمرته من العقاب. هذه حقيقة لا مراء فيها ولا جدال. وقد جاء وزير خارجية النظام الإجرامي ليؤكد ذلك بتصريحاته هذه، ويؤكد أن النظام التركي الذي خدع تنظيمات فسلمت حلب وذهبت إلى الأستانة وجنيف هو نظام يعمل لحساب النظام السوري.

إن تركيا أردوغان تتحالف مع إيران وروسيا الداعمتين بشكل مباشر لنظام بشار أسد، وهذه الدول الثلاث هي التي تقود المفاوضات بين النظام الإجرامي وبين الخونة من المعارضة في الأستانة وهي الدول الضامنة لتخفيف التوتر، أي محاولة وقف الثورة ضد الطاغية. فمعنى ذلك أن تركيا أردوغان هي كإيران وروسيا تعمل على حماية النظام السوري الإجرامي وزمرته المجرمة. فهل في ذلك شك؟! ومن ورائهم أمريكا التي تدعم اجتماعات أستانة وجنيف وهي صاحبة النفوذ في سوريا، وهذه القوى تعمل لحساب أمريكا لتأمين بعض المصالح لها، وبشار أسد ورث العمالة لأمريكا عن والده الهالك وهو يدرك ذلك، ويدرك فضلها عليه إذ أتت به وهو لا يملك أية مؤهلات للحكم ولا قدرة على الوصول؛ لا السن حسب الدستور السوري الفاسد، ولا العقل، ولا الشرعية الشعبية إذ وصل رغما عن الناس وبتعديل دستوري سريع زائف!

إن هذه الدول كلها متآمرة على ثورة الأمة من دون شك، وكل واع وكل مراقب سياسي يدرك ذلك. ومن يذهب إلى أستانة وجنيف هو متآمر على هذه الثورة قطعا، فهو خائن بلا شك لله ولرسوله وللمؤمنين ولثورة الأمة ولدماء الشهداء، فخطره على الثورة أشد من خطر الأعداء الظاهرين الذين يدعمون النظام الإجرامي؛ لأنه منذ ما يزيد عن ست سنوات لم ينل النظام ولا إيران ولا روسيا ولا أمريكا من الثورة بقدر ما نالت من تنازل البعض وذهابهم إلى أستانة وجنيف لمفاوضة النظام. فلو تستمر الثورة مئة عام من دون تنازل أحد فلن ينال عدوها منها نيلا يذكر مهما أصاب الناس من لأواء.

إن الذين تنازلوا وذهبوا إلى أستانة وجنيف هم ليسوا من جنس أهل الثورة، فهؤلاء انتهازيون ساقطون ركبوا موجة الثورة للظهور ولجمع المال وللجاه، متوهمين أنهم سيحصلون على وظيفة في النظام القادم الذي تريد أمريكا صياغته من جديد. وشركاؤها وأتباعها ينتظرون منها الإشارة بالتحرك، فهم يعملون لديها بأجر، ومن ثم يرحلون عن سوريا، ويتركونها لأمريكا صاحبة النفوذ فيها، والتي تعمل على إعادة صياغة النظام وإيجاد العملاء الجدد بدلا من العملاء القدامى بشار أسد وزمرته.

إن وزير خارجية النظام يتوهم بأن النصر للنظام أضحى قريبا كما توهم سيده دي ميستورا بأن الثورة انتهت. لا وألف لا! كل ذلك يقال ليوهم ويخدع الثائرين وأهل سوريا وأبناء الأمة المخلصين ليتخلوا عن ثورتهم وينفضوا أيديهم من الثائرين، ولكن ذلك غير متحقق بإذن الله، لماذا؟

لأن أية ثورة انطلقت بفكر أو سادها فكر أو ارتكزت على فكرة ليس من السهل القضاء عليها، لأن أي شيء يرتكز على فكر يكون قويا لا يمكن القضاء عليه إلا بالقضاء على هذا الفكر أو تلك الفكرة. لأن الناس ينطلقون بإيمانهم بهذا الفكر، والفكر يعطيهم قوة الدفع والاندافع والاستمرار ويمنحهم الأمل في النجاح وتحقيق الهدف. فلا يشعر صاحب الفكر بالفراغ الداخلي ولا باليأس ولا يصيبه الإحباط مهما حصلت من هزائم في معارك، لأن الحرب طويلة وهي عبارة عن سلسلة معارك، فلا تتوقف لدى صاحب الفكر والإيمان، ويدرك الحقيقة السياسية المنبثقة عن فكره ﴿وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ﴾. فيدرك أن العدو يتألم كما يتألم هو أو أشد، وعدوه على وشك الانهيار والانهزام، ولكن العدو يريد منه الاستسلام ويوهمه بأنه انتهى وهو قوي وانهزم وهو منتصر، فعليه المجيء للتفاوض والمحافظة على نفسه وعلى ما تبقى له، والأمر ليس كذلك.

فصاحب الفكر يلجأ إلى فكره ليأخذ منه حلوله للمعضلات والمشكلات والعقبات التي تجابهه وتعترض طريقه وتعرقل عمله أو تحد منه، فلديه مصدر ومنبع وملجأ. وهذا عكس من ليس لديه فكر أو انطلق بحماس مجرد أو لمصلحة أو ركب الموجة، فسرعان ما يفرغ حماسه وتنتهي ثورته ويكتفي ببعض الغنائم، فيغرَّر به بسهولة في الأستانة وجنيف، فيُغرى ببعض المناصب وبحفنة من مال قذر ولا يستطيع تصور المستقبل. وهذا هو الفرق بين الثابتين والساقطين.

فالثابتون يرتكزون إلى فكر، فهذا الفكر يغذيهم ويدفعهم للتضحية بالغالي والنفيس ويعطيهم الزخم للاندفاع والانطلاق، ويمنعهم من التوقف أو التنازل أو التولي يوم الزحف، يدركون أن طريقهم طويل وشاق فيتحلون بالصبر. قال فيهم ربهم سبحانه: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾.

وأما الساقطون وهم الذين لا ينطلقون من فكر، بل يركبون الموجة ويسيرون مع الرياح فيميلون حيث مالت، تتقلبهم الأهواء والمصالح أو حسب تعبيرهم الفهلوة البرغماتية، فليس لديهم قدرة على الثبات، فلا يوجد في داخلهم ما يدفعهم للتضحية والثبات والانتظار حتى يأتي الله بنصره أو يكرمهم بالشهادة، فإذا لاقوا صعوبات أو عقبات أو عرضت عليهم الأموال والمناصب فينكص الواحد منهم على عقبيه، فيستعدون للتنازل ويبررون ذلك بكافة الادعاءات الواهية والكاذبة، فهم يستعجلون قطف الثمار ولا حاجة لهم بالثورة، ويعتبرون ذلك قمة العقلانية و الحكمة والذكاء! علما أن الآخر لم يتنازل عن فكره العلماني وهو فكر باطل، ولا عن نظامه العلماني وهو نظام فاجر فاسد.

نقول لن يقضوا على ثورة الأمة! لماذا؟ لأنه سادها فكر الإسلام وفكرة الخلافة على منهاج النبوة، وقد سقاها حزب التحرير وما زال يسقيها ويغذيها ويرعاها فهو أمها وأبوها بفضل من الله ونعمة. فهذا الفكر لن يقضوا عليه بإذن الله وقد عملوا على وأده وقتله وضربه بقوة في محاولة بائسة يائسة للقضاء عليه؛ بالدعايات الزائفة والأخبار الكاذبة وبالخدع السياسية، بالمأجورين والرخيصين من المتنازلين ومن أسموهم معتدلين، وبأحكام السجن والإعدام للمخلصين، وبالحصار وبالتعتيم وغير ذلك، فما تركوا وسيلة إلا جربوها ولا أسلوبا إلا استعملوه، وكل ذلك فشل، أفشلهم الله وأخزاهم فخاب فألهم، فلن يقضوا على ثورة الأمة وستستمر ما دام هذا الفكر يسري في الأمة سريان الدم في الجسم، وما دام حزب التحرير ثابتا بتثبيت الله له! وإذا ظن البعض أنها وقفت قليلا فإنها ستستأنف من جديد، وإذا توهم أنها أخمدت مؤقتا في مكان فسوف تنفجر من مكان آخر، وهكذا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، فينجز وعده وينصر عباده الذين وصفهم بقوله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.


 كتبه لجريدة الراية: أسعد منصور، بتاريخ الأربعاء 4 تشرين الأول/أكتوبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2www57M

 

alraiah280917

ست سنين مضت على أهل الشام لا يزال فيها قطار ثورتهم المباركة يسير نحو دمشق حيث محطته الأخيرة؛ ففي دمشق ستقطع رأس الأفعى، وفي دمشق بعد هدم النظام سيقيم المسلمون صرحاً للإسلام؛ يطبق الإسلام كاملا داخل الصرح ويحمل الإسلام العظيم إلى العالم يدخلون به الصرح طواعية.

لقد مر قطار ثورة الشام المباركة في سفرته الطويلة بمحطات كثيرة؛ مر بمحطات جنيف السابقة كلها... وبالقاهرة و الرياض... وفي كل محطة ينزل ركاب أتعبتهم السفرة أو أغرتهم المحطة لكن يصعد ركاب آخرون أكثر منهم...

تجاوز القطار محطات نيويورك و فينا ومحطات الأستانة السابقة... وصارت تلك المحطات خبرا بعد أثر...

واليوم وصل القطار محطة الأستانة الحالية، التي يراد لمخرجاتها أن تنزل الركاب من قطار الثورة أو توقف سير القطار!

وقد نزل بالفعل ركاب في الأستانة يدركون أنهم فارقوا أهلهم بالقطار... تقول لهم ثورتهم يا بَنِيّ اركبوا معنا ولسان حالهم يقول سنأوي إلى جبل يعصمنا من النار!! يا أهل الشام: لا عاصم من النار إلا من رحم، وحال بين القادة وأهلهم من الحاضنة مال الداعمين فقد يكونون من المغرقين، فمال الداعمين سحت و«كل لحم نبت من السحت فالنار أولى به»...

يا أبناء أمتنا الذين نزلوا في الأستانة! ارجعوا واصعدوا قطار ثورتكم واعملوا صالحا عسى الله أن يكفر عنكم خطاياكم، وإلا ستحملون أوزارا مع أوزاركم، وستسألون يوم القيامة عما كنتم تعملون...

هذا حال قادة الأستانة، أما بقية المسلمين، فهل يعلمون أن قطار ثورة الشام هو قطارهم؟ وأن ثورة الشام هي ثورتهم؟

قضية الشام باتت القضية الأولى في العالم، هي قضية أمريكا ولعلها قضية دول الغرب كلها...

أما أنها قضية دول الغرب فلأن تلك الدول ترقب عن كثب إقبال المسلمين على إسلامهم وسعيهم لاتخاذه منهج حياة لهم يعيشون أعزاء في ظل حاكم يحكم بشريعة الإسلام... وهم يدركون أن المسلمين لن يكتفوا بهذا بل سيحملون الإسلام نورا، فاتحين به البلاد، يخرجون البشر من ظلمات الرأسمالية المتوحشة إلى نور الإسلام وهديه، عندها يدخل الناس طواعية في دين الله أفواجا حتى «يبلغ ملك أمتي ما زوى الله لي» كما أخبر ﷺ، فتهدم عروش الكفر وتزال دول الغرب المتوحشة التي تقتل الإنسان في كل مكان وتدوس كرامته...

الغرب يدرك جيدا أن حضارته لا تستطيع الوقوف في مواجهة حضارة الإسلام، كما يدرك أنه لا يقوى على أي مواجهة حقيقية مع الإسلام... لذلك نسمع تصريحات للغربيين عن انهيار أوروبا سريعا أمام دولة الخلافة.

فالغرب يعمل ليحول بين المسلمين وبين أن يقيموا دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ لذلك نشاهده يصل ليله بنهاره يبحث عن كل ما من شأنه أن يوقف قطار ثورة الشام... ولكنه لا يستطيع؛ يعقد المؤتمرات تلو المؤتمرات، ويستعين بالأنظمة العربية وأنظمة البلدان الإسلامية، ويستعين بإيران ومليشياتها، ويستعين بروسيا وبالنظام السعودي والنظام التركي، وحتى اليوم لم ينجح في تعطيل قطار ثورة الشام ولن ينجح بإذن الله. لكن الغرب اليوم يحشد كل قواه ويصبها ليتمكن من إيقاف القطار في محطة الأستانة الأخيرة. فدول الغرب تدرك خطورة ثورة الشام عليها، فلذلك تسعى للقضاء عليها.

بالمقابل هل يدرك المسلمون قضية ثورة الشام؟

لا بد أن يتعرف كل المسلمين على قضية الشام؛ فقضية الشام هي عينها قضية أمة الإسلام التي كانت تعيش في كيان الخلافة عزيزة منيعة؛ تسود العالم بعدل الإسلام وإحسانه.

ثم الأمة بعد هدم كيانها - خلافتها - صارت متفرقة مشتتة، تعيش الذل والهوان على أيدي حكامها الذين نصبهم الغرب علينا يحمون مصالحه ويقفون حرسا دون عودة الأمة إلى دينها.

لا يمر يوم على أمتنا إلا وتذرف الدموع وتنزف الدماء وتحمل أطفالها قتلى على النعوش...

هذه قضية أمتنا... قضية أمتنا أنها تسعى إلى عز الحياة في ظل الإسلام.

فما قضية أهل الشام إذاً؟

قضية أهل الشام أنهم يريدون التحرر من عبودية النظام الفاجر، فخرجوا يهتفون بالحرية وإسقاط النظام ويريدون العيش في ظل الإسلام، وقد قدموا كل التضحيات ودفعوا كل الأثمان.

فأين الخلل في مسيرة قطار أهل الشام؟

الخلل أن بعض ركاب القطار؛ قادة الفصائل لا يزالون يصغون للغرب عدوهم ويرجون حلوله ويستجدون معالجاته!!

إذاً، ما هو الحل؟

الحل هو أن الحقوق لا تُستجدى من الأعداء وإنما تُنتزع الحقوقُ انتزاعا.
فهل تدخَّل الغرب يوما في قضية من قضايا المسلمين لحلها إلا وكان حلها وبالاً على المسلمين وظلت القضية تنزف دما وتذرف دمعا حتى اللحظة؟

هذا هو الواقع من حولكم ينطق بذلك... فيوم أن وضع حكام المسلمين قضية فلسطين بين يدي الغرب لحلها، أوصلنا الغرب أنه نزع منا كل الحقوق حتى حق الصلاة في المسجد الأقصى!!

وحدّث عن قضايا المسلمين الأخرى التي وضعها حكام المسلمين في أيدي الغرب؛ عن بورما التي يحرق المسلمون فيها أحياء، و أفريقيا الوسطى التي يؤكل فيها لحم المسلم حياً، و البوسنة و الهرسك، وعن كوسوفو، و الشيشان، و أفغانستان، و العراق... وعن نفط المسلمين الذي لا يملكون حق التصرف فيه ولا التصرف في ثرواتهم...

فيا أهلنا في الشام!

إن أمريكا والغرب عدونا ولو زعموا صداقتنا.

إن حكام المسلمين عملاء الغرب وأدواته علينا.

إن حبال الغرب يجب قطعها حتى لو كانت دعما ومالا.

إن فصائلنا يجب عتقها من الارتهان لقرار الغرب والدول الداعمة.

إن الوقوف في منتصف الطريق مهلكة حتى لو كانت الطريق شديدة الوعورة.

إن أهل الشام هم أمل الأمة في الخلاص من حكامهم والتحرر من دول الغرب ونفوذه.

قطار ثورة الشام يحتاج لقبطان، لربان، إلى قيادة سياسية مخلصة عالمة بالطريق، مدركة لخطورة الدول التي تسعى لقطع الطريق علينا، واعية على كل محطاته... وأهمها محطته الأخيرة في دمشق، وأين سيذهب ركاب القطار، وماذا عليهم فعله لإقامة كيان للمسلمين، وكيف يدار وكيف تثبت قواعده، وكيف يحمي نفسه والمسلمين من خطر الدول حوله...
لا بد أن يدرك أهل الشام والمسلمون أن قطار أهل الشام حتى يصل لدمشق، عليه أن يسير على سكة رسول الله ﷺ ولا يحيد عنها...

إن رايات العقاب التي ارتفعت يوم الجمعة الفائت في مدينة نوى خلال مظاهرة ضد مخرجات مؤتمر الأستانة بالتزامن مع مظاهرات في مناطق أخرى قادها حزب التحرير لإفشال مخطط الأستانة حتى لا يتوقف قطار الثورة فيها، أعاد للمسلمين ذكرى عزيزة وبشرى سارة؛ أنه عندما شهدت تخوم تل الجابية رايات العقاب الأولى التي حملها الصحابة رضوان الله عليهم في طريقهم لفتح دمشق، كانت تلوح منها بشائر الفتح الأول، فهل اقتربنا من مشهد الفتح الثاني لدمشق؟ وهل يدرك أهل حوران أن دمشق لم تفتح إلا من حوران؟

وهل يدرك أهل نوى أن الطريق إلى دمشق يمر من قرب تل الجابية؟

لعل راية العقاب ولواءه ﷺ وهما يرفرفان على تخوم تل الجابية يجيبان بنعم، لكن لا بد من قيادة سياسية تحملهما...

نعم هذه الرايات بإذن الله هي بشائر للمسلمين جميعا؛ أن قطار ثورة الشام يوشك أن يحط في دمشق محطته الأخيرة وسينزل ركاب المسلمين يهدمون صرح النظام المجرم ويقيمون صرح الإسلام العظيم.


 كتبه لجريدة الراية: المهندس كامل الحوراني، بتاريخ الأربعاء 28 أيلول/سبتمبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2fpHxeh