press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

alraiah151117

عندما انطلقت ثورات فيما سمي بالربيع العربي، كان الهدف من انطلاقتها بدايةً محاولة رفع ما وقع على هذه الأمة من الظلم من قبل حكام نصَّبهم على رقابها أعداءُ هذه الأمة، حيث لم يكن يوماً لها يد في اختيارهم.

فقد كانت ثورة شعوب ولم تكن ثورة مثقفين أو نخب، كانت حركات مجتمعية، انطلقت بدافع الشعور بالظلم ساعية إلى رفعه، كما لم تتخذ قيادة سياسية واعية تقودها إلى تحقيق ما ثارت الشعوب لأجله، وهذا ما يفسر سرعة التفاف الغرب على بعض هذه الثورات عبر أدواته وتمكنه من إعادة الشعوب إلى وضع قريب مما كانت عليه مع تغيير بسيط في وجوه الحكام!

غير أن واقع ثورة الشام يختلف عن واقع غيرها من الثورات، فقد بدت مطالب الأمة أكثر وضوحاً وأكثر جدية، فلم تقتصر مطالبها على رفع الظلم فقط بل بدأت الأمة تبحث عن هويتها التي فقدتها منذ هدم خلافتها، بل وأكثر من ذلك؛ فقد شعرت الأمة بأن عليها أن تسترجع سلطانها المسلوب وأن تختار قيادتها وحكامها، وهذا ما يفسر فشل كل المحاولات التي حاولت دول الكفر أن تفرضها على أهل الشام بالرغم مما وقع عليهم من قصف وتدمير وتقتيل وإجرام من قبل النظام وأعوانه دول الكفر قاطبة وأذيالهم من حكام العرب والعجم، أضف إلى ذلك تآمر الكثير من القيادات والسياسيين الذين اختارهم الغرب الكافر ومضى بهم في سوق التنازلات في جنيف و موسكو و أستانة وغيرها من عواصم المكر والخديعة.

نعم لقد فشلت كل هذه المؤامرات حتى الآن في أن تفرض على الأمة قيادة تقبلها، تعيد من خلالها إنتاج النظام ويبقى لدول الكفر وعلى رأسها أمريكا النفوذ والسيطرة على أهل الشام ومقدراتهم.

وقد غاب عنهم أن النظام ساقط لا محالة ولن ينفعه ما يقوم به من الترويج الإعلامي الكاذب للمصالحات المزعومة، أو إعادة سيطرته على مناطق شاسعة بأسلوب مكشوف رخيص، ولقد بدا ذلك واضحاً جلياً في معركة البوكمال، فبعد سحب مقاتلي التنظيم ونقل قيادييه بواسطة حوامات التحالف لم يستطع النظام أن يدخل المدينة إلا بمؤازرة الحشد الشعبي الشيعي و حزب إيران له، ثم عاد التنظيم وسيطر عليها في سيناريو تكرر كثيراً حتى تعوّد الناس عليه!

لكن في المقابل لا نستطيع أن نقول بأن ثورة الشام تسير على الطريق الصحيح الذي سيوصلها إلى ما خرجت من أجله الأمة وقدمت التضحيات الجسام، فمما لا شك فيه بأن ثورة الشام تمر الآن بمرحلة صعبة وحاسمة، هذه المرحلة اتسمت كما غيرها من المراحل بالحاجة الماسة إلى القيادة الواعية المبصرة التي تقودها إلى النصر المحتم بإذنه تعالى.

وقد بدا ذلك مؤخراً من خلال الأحداث والأعمال العبثية التي انشغلت بها بعض الفصائل من اقتتال داخلي أو السير مع مخططات الدول الإقليمية العميلة التي تكيد بأهل الشام وثورتهم خدمة لدول الكفر، إلى الوقوع في خديعة دول الكفر من خلال تصديقهم لوعودهم الكاذبة.

فالأكراد في الشمال دخلوا في لعبة دول الكفر "محاربة الإسلام" تحت شعار محاربة (الإرهاب)، بعد أن منّوهم كذباً وزوراً بدولة كردية مستقلة، وقد غاب عنهم أن أمريكا وغيرها من دول الكفر لا تهتم لإرادة الشعوب إلا بما يخدم مصالحها، فأحلام زعماء الكرد هذه قدتبخرت وما حدث في كردستان العراق في الآونة الأخيرة ليس عن هذا ببعيد!

وفي الشمال تنشغل الفصائل بإدارة ما بقي من المناطق المحررة على الوجه الذي يقربها ويحسن صورتها عند أعداء الأمة وكأنهم سيرضون عنهم، وقد تركوا قتال النظام، اللهم إلا "معارك هامشية غير مجدية"، وكأن النظام سقط ولم يعد يتربص بهم الدوائر!

أما في الجنوب فقد تداعت بعض الفعاليات والشخصيات، محاولين فرض أنفسهم قيادة سياسية وعسكرية، يروجون للمشروع العلماني، ويحاولون فرض أنفسهم وصاة على أهل الشام، ناسين أو متناسين بأن أهل الشام لن يقبلوا بغير المشروع الإسلامي بديلاً بعد أن قدموا الغالي والنفيس، كيف لا وقد قال رسول الله ﷺ: «عقر دار الإسلام في الشام».

وكذلك فقد قامت بعض الفصائل بمحاولة فك الحصار عن بعض مناطق في ريف دمشق الغربي، ضمن معركة "كسر القيود" تاركين ظهورهم مكشوفة ليهود، متناسين آيات الله عز وجل التي حذرت هذه الأمة من اليهود صراحة وفي أكثر من آية، وتاريخهم مع هذه الأمة ينطق بغدر يهود على مدى العصور منذ نشأة دولة الإسلام في المدينة المنورة، وقد كانت نتيجة هذا العمل الارتجالي، أن أوقع اليهود بينهم وبين الدروز، الأمر الذي طالما عمل عليه النظام السوري ليجعل الدروز ينخرطون بمجملهم في مواجهته مع أهل الشام، ويُظهر النظام ويهود بأنهم حماة للدروز وغيرهم من الأقليات! وقد وقع المجاهدون في هذا الفخ ولا يزال من نجا منهم محاصراً ينتظر نجدته.

هذه الأمور وغيرها من اقتتال ومعارك هامشية لا تسمن ولا تغني من جوع، أدت إلى استنزاف طاقات وإمكانات الكثير من الفصائل وإضعافها في المواجهة أمام النظام، إضافة إلى زرع اليأس في نفوس الأمة؛ فبعد أن كانت تنظر إليهم بإجلال واحترام على أنهم مخلّصوها من ويلات النظام، فقد صرفت النظر عنهم وهي تتطلع إلى أن يخرج من رحمها غيرهم من أبنائها المجاهدين المخلصين يقودون مسيرة الجهاد نحو إسقاط النظام وإقامة نظام الإسلام.

وعليه فإن الوعي على مخططات دول الكفر وعلى رأسها أمريكا مطلوب أساساً، فهي التي تقود الحرب لإنهاء ثورة الشام، وهي التي حددت مهام حكام الضرار في الدول الإقليمية من حكام العرب والعجم، وهي التي أعطت لروسيا مهمة التدمير القذرة لدعم نظام الأسد، وهي التي تدعم النظام في السر والعلن وفي المحافل الدولية وغيرها، وما زيارة المسؤول الأمريكي مؤخراً لدمشق واجتماعه مع علي مملوك إلا مؤشر واضح على أن الاتصالات مع النظام لم تنقطع يوماً، لذلك كان لزاماً حتى تنتصر ثورة الشام - وهي منتصرة بإذنه تعالى - أن تختار قيادة سياسية متبصرة، تعلم ألاعيب دول الكفر وعلى رأسهم أمريكا، وتكون هذه القيادة متبصرة بالطريق وأخطاره، الطريق الذي يحافظ على نقاء الثورة، ويسير على ثوابتها الواضحة في إسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه وقطع أحابيل دول الكفر وإقامة سلطان الإسلام، فالأمة قد انتقلت من مرحلة السبات إلى البحث عن الهوية، وهي ترتقي يوماً بعد يوم، ويتبلور هدفها في إعادة سلطانها المسلوب من عقود خلت، وهي تتلمس الطريق إلى ذلك، وستختار بإذنه تعالى القيادة المخلِصة المخلِّصة التي تمتلك مشروع الأمة وتسير معها إلى حيث إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ وعد الله عز وجل وبشرى رسوله ﷺ ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [سورة الروم: 4-5].


 كتبه لجريدة الراية: د. محمد الحوراني، بتاريخ الأربعاء 15 تشرين الثاني/أكتوبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2mo9OIy

arboun141117

الحديث:



روى الطبراني في " مسند الشاميين " (601) من طريق هِشَام بْن عَمَّارٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ السَّلَامِ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ، عن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَمُودًا أَبْيَضَ ، كَأَنَّهُ لُؤْلُؤَةٌ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ، قُلْتُ: مَا تَحْمِلُونَ؟ قَالَ: عَمُودُ الْإِسْلَامِ أُمِرْنا أَنَ نَضَعَهُ بِالشَّامِ. وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ الْكِتَابَ اخْتُلِسَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ تَخَلَّى مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ نُورٌ بَيْنَ يَدَيَّ حَتَّى وُضِعَ بِالشَّامِ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ، وَلْيَسْتَقِ مِنْ غُدُرِهِ, فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ). "رواه الطبراني ورواته ثقات".
وفي رواية أخرى لأحمد فيها (أَلا إِنَّ الإِيمَانَ -إِذَا وَقَعَتِ الفتن- بالشام). صححها الحاكم في المستدرك.

 

الشرح:



هذا الحديث من الأحاديث التي تتكلم عن فضائل الشام، وقد كثرت تلك الأحاديث وتعددت الجوانب التي تناولتها، فبعض الأحاديث تكلمت عن فضل أهل الشام وأنهم خيرة خلق الله وبعضها تحدث عن خيرية أرض الشام وأنها أرض المحشر والمنشر، وبعضها تحدث عن حفاوة الملائكة بهذه الأرض الطيبة وأنها باسطة أجنحتها عليها رحمة بأهلها الذين لا شك أنهم خير المتمسكين بالإسلام وأحكامها مقارنة بباقي المسلمين، وجاء حديثنا هذا ليُركز على ناحية أخرى في سياق هذه الفضائل التي ميز الله بها الشام.

فالحديث يتناول مسألة الحكم والخلافة فقول صلى الله عليه وسلم : (رأيْتُ ليلةَ أُسرى بي عمودًا أبيضَ كأنَّهُ لواءٌ تحملُهُ الملائكةُ فقلْتُ ما تحملونَ قالوا عمودَ الإسلام) فهنا المقصود بعمود الإسلام، حكم الإسلام وقد جاء في روايات أخرى بلفظ (عمود الكتاب)، ويؤيد ذلك ما جاء في الشطر الثاني من الرواية في قوله عليه الصلاة والسلام (رأيْتُ الكتابِ اختُلِسَ من تحتِ وسادتي فظننْتُ أن اللهَ تخلَّى عن أهلِ الأرضِ) فاختلاس الكتاب كناية عن ذهاب حكم الإسلام لذلك ظن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تخلى عن أهل الأرض، فقد تعطل شرع الله وتبدلت أحكامه وحُكم المسلمون بغير الإسلام، إلا أن ذهاب حكم الإسلام كان لفترة معينة وهي المدة التي تحمل فيه الملائكة الكتاب وتذهب به بعيداً، ولكن أين تذهب به؟ نعم تذهب به إلى الشام كما أمرها الله سبحانه وتعالى، وهو دلالة على أن حكم الإسلام ودولة الخلافة ستعود إلى الشام بشرى من الله ورسوله لعباده المؤمنين الصادقين، لذلك جاء في الحديث) أَلا إِنَّ الإِيمَانَ -إِذَا وَقَعَتِ الفتن- بالشام (أي أن الإيمان وأصحاب العقيدة الراسخة هم في الشام بخلاف المناطق الثانية التي تعمها الفتن ويُفتن الناس عن دينهم وعقيدتهم من خلال دعاة على أبواب جهنم يعملون على حرف الناس عن دينهم.

والخلاصة أن في الحديث بشارة عظيمة بعودة حكم الإسلام من أرض الشام المباركة، وإن لم يكن منها فستكون الشام حين قيام دولة الإسلام هي مرتكز هذه الدولة. ذلك أن للنصر والتمكين شروط، وهي أن يكون من يستحق النصر من العاملين للإسلام على درجة من الإيمان الصادق بوجوب تحكيم الإسلام كاملاً في المجتمع وأن النصر من عند الله وأن يكون ملتزماً بأحكام الإسلام في أعماله لا يتنازل عن شيء منها مهما عظمت الضغوطات حتى يستحق أن يكون من الطائفة التي يتنزل عليها نصر الله، فقد روى البخاري ومسلم عن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ) قال معاذ بن جبل: وهم بالشام.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد الصوراني

للاستماع إلى التسجيل:

alraiah011117

لا يخفى على كل متابع للشأن السوري أن هناك تحركات دولية لإعادة شرعنة نظام الإجرام، والاعتراف به وتعويمه، وتقديمه على أنه النظام الشرعي الذي يحكم ويُمثل البلاد، وهذا الأمر لم يبدأ قريباً بل إنه منذ زمن بعيد إلا أنه يسير ببطء، وهذا أمر ليس عفوياً، بل هو جزء من مخطط مدروس يهدف لوأد الثورة وتصنيفها ضمن حركات التمرد أو وصفها كمعارضة تبحث عن بعض الحقائب الوزارية والإصلاحات الدستورية.

فمنذ انطلاقة الثورة في الشام، كانت الحكومات والأنظمة في العالم قد اتخذت موقفاً معادياً للنظام، فقامت الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا في الجامعة، كما أقدمت العديد من الدول على طرد السفراء، وهذا عمل سياسي يعكس موقف "عدم الاعتراف بشرعية هذا النظام دولياً"، وكذلك بالنسبة لكثير من وسائل الإعلام سواء الغربية أو العربية، فقد تعاطت مع النظام على أنه عصابات مُتسلطة على البلاد، أو تم وصفه بــ"المليشيات"، وحتى على المستوى الدولي فكانت تصريحات مسؤولي الدول الكبرى تُعبر بكل وضوح على فقدان نظام أسد للشرعية، والتأكيد على أنه نظام مجرم تجب محاسبته، وكل هذا أعطى زخماً كبيراً للثورة.

إلا أن التحركات الدولية لإعادة شرعنة هذا النظام كانت تسير ببطء منذ بداية الثورة، فالأمم المتحدة أبقت على ممثل النظام فيها، وبقي ممثل النظام المجرم يطرح رؤية نظامه للوضع في سوريا، ويعترض على مشاريع القرارات التي تستهدفه، وكانت روسيا في كل اجتماعات مجلس الأمن تستخدم حق النقض "الفيتو" دفاعاً عن هذا النظام، وسارت رؤية أمريكا للحل في سوريا حسب اتفاق جنيف، والذي بدوره يعترف بالنظام كمُمثل شرعي للبلاد، وكانت أولى تصريحات الاعتراف بالنظام دولياً على لسان مبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا والذي صرّح في عام 2015م فقال "الأسد جزء من الحل"، ثم تبع هذه التصريحات مواقف من عدة دول، مثلاً كزيارة وفد من البرلمان الفرنسي لدمشق، ويُلحق به زيارة وفد من تونس كذلك، وكان هناك تصريح لوزير الخارجية التونسي الطيب البكوش، بأن بلاده ستفتح قنصلية في سوريا و"ترحب بعودة السفير السوري"، وتبعه موقف بريطانيا بأنها لم تعد مُصرّة على شرط رحيل أسد.

وعلى الصعيد الإعلامي فكذلك تغير خطاب كثير من القنوات الإعلامية، سواء تجاه الثورة أو النظام، فقناة العربية تحولت إلى قناة تصف الثائرين بـ(الإرهابيين)، بينما قناة الجزيرة باتت تنسب الأعمال العسكرية للفصائل بعد أن كانت تنسبها للثورة والثوار، وبدأت تعتبر بشار أسد "الرئيس السوري" بعد أن كان "رئيس النظام"، وكذلك صحيفة الرياض السعودية وصفت الثوار بـ"المتمردين"، ولهذا مدلولات تؤكد أن هناك تغيّرا نحو الاعتراف بالنظام، أما الإعلام الغربي فقد برز في الآونة الأخيرة أنه يُسوّق للنظام حيث التقت عدة وسائل إعلامية غربية مع المجرم بشار، وروّجت لروايته فيما يتعلق بالأحداث في سوريا.

وأخيراً فقد ذكرت وسائل الإعلام أن رئيس الحكومة في لبنان سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون وقّعا مرسوم تعيين سفير للبنان عند نظام بشار المجرم، ويُضاف إليه أن القائم بأعمال السفير السوري في الأردن ما زال يُمارس عمله حتى اليوم، وكذلك تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قبل سنة من أنه واثق من استعادة علاقات بلاده الطبيعية مع سوريا.

وقد اشترك في جريمة الاعتراف بالنظام قادة الفصائل في سوريا بما قاموا به من توقيع العديد من الهدن مع النظام المجرم، وخوض غمار المفاوضات معه في جنيف و أستانة، فهذه الأعمال وبغض النظر عن نتائجها وما جرى فيها، فإن مُجرد القبول بها والسير وفقها فإنها تعني الاعتراف بالنظام وبشرعيته، وهذا خللٌ كبير وقعت فيه الثورة والقائمون عليها، فمفهوم الثورة يتطلب الثبات على مطالبها وعدم التفريط بثوابتها، والتي من أهمها إسقاط النظام، وإسقاطه يبدأ من عدم الاعتراف به ومن ثم العمل على إسقاطه.

إن اعتراف المجتمع الدولي ومنظماته بالنظام المجرم رغم كل ما ارتكبه من مجازر ورغم كل الجرائم التي قام بها خلال سبع سنوات، ليُؤكد حقيقة لا مراء فيها وهي أن ما يُسمى "المجتمع الدولي" وعلى رأسه الغرب، هو شريكٌ في الجريمة، وأنه لا يسعى سوى لتحقيق مصالحه ومصالحه فقط حتى ولو حالفَ المُجرمين ودافع عنهم، وما مواقفه المُعادية للنظام إلا مسرحية هزلية سرعان ما تكشفت حقيقتها، وما شعارات حقوق الإنسان والحريات التي يتغنى بها، إلا شعارات برّاقة يرفعها ليستر بها جرائمه، ويُدافع بها عن مصالحه وحلفائه، فشعار "مكافحة الإرهاب" أطلقته أمريكا لتُمرر مشروعها في تدمير البلاد ونهب ثرواتها، ولتغطية جرائمها المُرتكبة في الرقة والموصل وغيرها.

وإنه لمن المُعيب بعد تكشُّف هذه الحقائق عن الغرب أن تجد من يسير في مشروعه ممّن ثار على نظام الإجرام، فبعد أن صُدم الكثير بتصريح دي ميستورا قبل أكثر من سنتين بـ"أن الأسد جزء من الحل" تجدهم اليوم هم أنفسهم من يُشارك في جريمة اعتبار المجرم أسد جزءاً من الحل، فها هم اليوم قد حطّت رحالهم في أستانة لعقد المؤتمر السابع، وها هم أنفسهم يفتتحون مكتباً لمحاربة الفكر المتطرف، ليُثبتوا لهذا الغرب - الذي يعتبر المجرم أسد بريئاً من خطيئة - أنهم دعاة سلام وليسوا إرهابيين.

إن الثورة على نظام الإجرام في سوريا تتطلب من الثائرين الكفر بالمنظومة الدولية القائمة على تحقيق مصالح الدول الكبرى، ومحاربة الإسلام الذي يُعتبر أكبر تهديد لمصالحهم، وتتطلب كذلك الإيمان بأن النصر بيد الله، والعمل بما يُرضيه لا بما يُرضي أعداء الإسلام ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾.


 كتبه لجريدة الراية: منير ناصر، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2lCseoO

alraiah08111700

ما زالت ثورة الشام تمر بالمنعطف تلو الآخر، فقد مرت بعدة فترات وأطوار حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم من تفرق وتشرذم، أُريد لها أن تصل إليه، وهذا لا يعني براءة الثورة وأن تبقى تسير دون وعي، ودون مشروع يوضح أهدافها والطريقة التي توصل إلى تحقيق هذه الأهداف، وهذا أيضاً ذريعة من يعمل على إعادة إنتاج النظام بحجة أننا لا نستطيع الانفصال عن النظام الدولي، وأننا يجب أن نضع في حسابنا إرادة هذا المجتمع الظالم الذي رأى المسلمون بعينهم في الشام وخارجها أنه لا ينظر إلى مطالب المسلمين في الشام إلّا من زاوية مصالحه فقط، ورأينا هذا التيار الذي يرى أننا لا يمكننا تجاهل المجتمع الدولي، وكيف أنه ذهب يسترضيه بافتتاح مركز أسماه مركز مكافحة (التطرف والغلو)، وكأن ثورتنا خرجت لمعالجة هذا المرض ألا وهو مرض (التطرف والغلو في الدين)، مع أن هذه الأمراض لا تعالجها مراكز وإنما تعالجها فقط الدولة الإسلامية، وطالما أن الدولة الإسلامية غير قائمة، فإنه من الغباء التفكير بهذه الطريقة للمعالجة، أما التيار الآخر الذي نظر وفكر وقدّر أنه يستطيع الضحك على الغرب بإقامة حكومة إنقاذ، يمكنه الاختباء خلفها، فقد كشف نفسه بأنه مستعد للتنازل عن أهدافه مقابل فتات يرمى له، ولم ير أن التجارب السابقة كتجربة حركة حماس في فلسطين كيف وصلت إلى التنازل عن كل مبادئها بل ومصالحة المجرم السيسي ورفع صوره في ميادين غزة! كل هذه النماذج المشوهة لطريقة التعامل مع الغرب ومجتمعه الدولي القائم على فكرة العلمانية ومبدأ فصل الدين عن الحياة، تدفعنا في الشام إلى التفكير ملياً، في حقيقة أهداف الثورة التي خرج بها أهل الشام، وكشفت به حقيقة النظام الدولي المتآمر على الشام وأهلها.

وهنا لا نريد أن نستعرض الأمراض التي يعرف الجميع أسبابها وكيف وصلت الثورة إلى الطريق المسدود؟ ومحاولة البعض تجاوز هذه العقبة عبر حركات يظن أنها تنفع في حسم الصراع بين الحق والباطل، الذي وجد مع وجود الإنسان، لذلك كان لا بد من حسم هذا الأمر وبيان زيف الأطروحات، وبيان حقيقة المعركة القائمة في الشام منذ سبع سنوات، أما التذرع بأن الناس قد تعبت وأننا يجب أن نوافق على مطالب الغرب وأن نجاريه بمواقفه من الإسلام، فإن هذه أكبر مصيبة ابتليت بها الثورة ممن يدّعون أنهم قائمون عليها، فالغرب يعلم ويفهم الإسلام جيداً، ويعرف طريقته، ويعمل ويمكر على تشويه حقيقته عبر أبنائنا من الطرفين: الأول الذي فهم أنه بحمل شعار الديمقراطية والحرية المجردة وفق رؤية الغرب، والثاني الذي لم يفهم الإسلام فهماً كاملاً فأتى بالعجائب، فأعلن خلافةً شوّه بها الإسلام وأساء إلى مشروع الأمة ومبعث نهضتها وعزّها، هذان الصنفان العجيبان اللذان لم يدرسا الإسلام، وفق طريقته بالدرس، واستخلاص الحلول للمشاكل التي تعترض طريق أمتنا في النهضة على أساس مبدئها، يقفون حجر عثرة في طريق الأمة وثورتها ويجب أن تتجاوزها.

إن الإسلام هو منهج الحياة الذي أنزله الله لعباده، وضمّنه المولى معالجات لكل المشاكل التي تعترض الإنسان في سيره في الحياة، ولذلك علينا قبل جلب الحلول لمشاكل ثورتنا أن نعرف من أين نأتي بهذه الحلول، أما أن نوصل الثائرين إلى الزاوية التي يريدها أعداؤنا ومن ثم نقول لهم ليس بالإمكان أكثر مما كان، فهذا هو التفكير الواقعي الذي ضرب جذور تفكير الأمة فأوصلها لأن تأخذ حلول مشاكلها من أعدائها، بل وجعله مصدراً لتفسير الإسلام لها!

أيها المسلمون في الشام! إن اتباع نهج محمد ﷺ وطريقته في التغيير هو الذي يجب أن يبحث، فالواقع الذي عاشه سيدنا رسول الله ﷺ يشابه الواقع الذي نعيشه كثيراً، إن لم نقل نفس واقعه، فالأحكام الشرعية التي يجب أن ننفذها لا يمكننا تطبيقها دون النظر في الواقع واستنزال الحكم الشرعي الذي يخص هذا الواقع، ومن هنا فعندما ننظر إلى واقع أهل الشام وقد تكالبت عليهم الأمم وهم ما زالوا صامدين صابرين، فإن هذا الواقع مرّ به رسولنا ﷺوصحابته الكرام، وبنظرة واعية نرى أن النبي ﷺ، أدرك أنه لا يمكن حماية المسلمين والدفاع عنهم، إلّا بإقامة دولة، تقيم دينهم وعقيدتهم، وتحفظ كرامتهم وحريتهم، وهذه الدولة ليست كأي دولة، ولأنها كذلك فقد سار بخطوات محددة توّجها بالانتقال إلى المدينة المنورة وإقامة دولته التي استمرت قرونا طويلة إلى أن هدمها الكافر المستعمر، وأمام هذا الواقع لابد أن نخلع الرؤى التي يراد لنا تبنيها بالشام، ورفضها بقياسها إلى الإسلام، فإقامة حكومة هنا وهناك، ليست من نهج النبوة، وموالاة الكفار وأخذ رأيهم أيضاً ليست من منهاج النبوة، أما نهج نبينا الكريم ﷺ فقد سطرته سيرته العطرة بأحرف من نور، فقد رفض نبينا ﷺ عرض قريش وهو بأمس الحاجة، فأصحابه معذبون على بطحاء مكة، وآخرون فارون إلى الحبشة من بطش الكفار، ومع ذلك لم يرض ﷺ بعروضهم، بل إنه لم يرض ممن عرض عليهم نصرة دعوته أن يُخِلّوا بشرط واحد، فقد أوردت السيرة النبوية المطهرة أن بني عامر بن صعصعة وافقوا على الإيمان بدعوة نبينا ونصرته، بشرط أن يكون لهم الحكم من بعده، ومع ذلك رفض ﷺ، بأبي هو وأمي، وكذلك فعل مع بني شيبان الذين وافقوا على نصرته بشرط أن يقاتلوا الجميع إلّا الفرس لأنهم مرتبطون معهم بعهود ومواثيق، نعم رفض النبي ﷺ هذه الشروط وهو بأمس الحاجة لها، ونرى قومنا اليوم يريدون الحلول من أعدائهم لما يعتري طريق تحررنا، فكيف ذلك يا قوم، وبعضهم سقط ووافق على عروض الكفار من أول الأمر؟!

إن الثورة بالشام تنتقل من مرحلة إلى أخرى وتسير على جمر الخيارات المخالفة للإسلام، ألم يأن الوقت يا أهلنا أن نستلهم هدي الحبيب المصطفى ﷺ برفض المشاريع الغربية الجاهزة، التي يقدمها لنا الغرب ولن تكون حميميم وسوتشي آخرها؟! إن أعداء الثورة ماكرون؛ يقدمون العروض فإن قبلنا وتخلينا عن شيء من الإسلام انتقلوا إلى عرض آخر ولن يكون في النهاية إلّا التخلي عن ديننا، بحجة وقف القصف والقتل وكأنه توقف، وكأن الكفار لهم عهد وذمة! وقد أخبرنا ربنا بذلك فقال: ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾، ألا تريدون أن تكونوا كالذين مدحهم الله فقال: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾؟! فلتتوكلوا على الله يا أهل الشام ولتنبذوا أولئك الذين لا يريدون بكم إلّا خذلان الله لكم بتزيين موالاة الكفر بأنه حياة، وهو في حقيقته خزي في الحياة وعذاب في الآخرة... ﴿فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾.


 كتبه لجريدة الراية: أحمد معاز، بتاريخ الأربعاء 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2m0rV78

arbaoun311017

الحديث:



عن أبي قبيل قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا: قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا)، يَعْنِي: قُسْطَنْطِينِيَّةَ". رواه أحمد بسند صحيح.

 

الشرح:



يسأل الصحابة رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عن أيِّ المدن الكبرى ستُفتح أولاً مدينة القسطنطينية معقل الكنيسة الشرقية أم مدينة روما معقل الكنيسة الغربية ولا شك أنّ هذا السؤال مبني على علمٍ مُسبق بناءً على وحي السماء بأن بلاد الكفار ستُفتح جميعها فكان السؤال أيُّهما تُفتح أولاً؟.

فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم بأنّها مدينة قسطنطينية وهي ما تُعرف الآن بمدينة إسطنبول، ولعل سؤال الصحابة جاء في سياق معرفة ترتيب الأولويات، وتركيز العمل على مدينة دون أخرى، لذلك ركّز المسلمون على توجيه جيوش الفتح للقسطنطينية أولاً حتى أكرمهم الله بفتحها بتاريخ 21 جمادى الأولى 857هـ الموافق لـ 29 أيَّار (مايو) 1453م.

نعم سيطرَ المُسلمون على عاصمة الكنيسة الشرقية وانهارت الإمبراطورية البيزنطية وما زالت البشرى قائمة لفتح قلب أوروبا وانتزاع عاصمة النصارى الكاثوليك ليُكرم الله هذه الأمة بعدها بالسيطرة على كامل القارة الأوروبية ونشر نور الإسلام وحكمه فيها إن شاء الله.

وعن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عُصبةٌ من المسلِمِينَ يَفتَحُونَ البيتَ الأبْيضَ بَيْتَ كِسْرَى. رواه مسلم، وقد تحققت هذه البشرى وتم فتح بلاد فارس وتم الاستيلاء على إيوان كسرى وكنوزه ومجوهراته فكانت غنيمة للمسلمين.

وقد يكون في هذا الحديث إشارة لفتح البيت الأبيض الأمريكي وذلك أن تسمية البيت الأبيض لم تكن تسمية معروفة عند الفرس بل هي اسم أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم على قصر كسرى ولعل الحديث إن كان خاصاً بملك الفرس إلا أنه يعمم على أن الله سيفتح للمسلمين كل قلاع الكفار وعواصمهم ومنها البيت الأبيض الأمريكي الذي تمّت الإشارة إليه في هذا الحديث، كل ذلك يُفهم من الأحاديث الكثيرة التي تتحدث عن سيادة الإسلام على كافة بقاع الأرض ومنها بلا شك القارة الأمريكية، والله تعالى أعلم.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد الصوراني

للاستماع إلى التسجيل: